elsayed elrayess

شارك على مواقع التواصل

استيقظت .....
فتحت عيناى على اثر اطلاق (حماى ) العميد ( احمد السعدنى ) لبوق سيارته ال بى أم دبليو وهو يتفادى سياره امامه أبطئت من سرعتها على نحو مفاجىء وهو يطلق سبة لقائدها ؛ كان زوجى الطبيب جراح ( حمدى احمد السعدنى ) يجلس بجانبى فى مقعد السياره الخلفى فتحسس شعرى بحنان وهو يبتسم قائلا :-  

انتى ماشاء الله عليكى .... اول ما وصلتى مصر وانتى نايمه .

اعتدلت جالسه فقد كنت بالفعل غارقه فى النوم واستند برأسى على كتف زوجى وأنا أحاول أن انفض الأثار المتبقيه من النوم من عقلى واستيعاب اين أنا الان ....
فألتفتت (حماتى ) الى وهى تقول بصوتها الهادىء : -

ما تسيبها تنام يا بنى ..... ربنا يكون فى عونها .... المشوار فى الطياره من الامارات لمصر .... ده غير قعده المطار وتجهيز الشنط .... ما تنساش ان كل حاجه عليها .... هو انتم كده يا رجاله ما بتعملوش حاجه الا الشغل وفاكرين كل حاجه تانيه ساهله .

كانت( حماتى )السيده ( زينب الجيار ) الأستاذ بكليه الأداب قسم لغات شرقيه ، بيضاء البشرة ، ذات شعر رمادى منسق ومصفف بعناية ، قصيرة القامة على عكس زوجها و زوجى الذى ورث طول القامة عن والده وماعدا ذلك فقد ورث كل شىء أخر عن والدته ، كانت ذات قوام متناسق على الرغم من عمرها الذى تجاوز منتصف الخمسينات بعامين  .... قد رزقنى الله اياها حيث انها كانت مختلفه عن اى من الحموات المصريات الأخريات ، كانت دائما فى صفى عندما تحدث خلافات بينى وبين زوجى على الرغم من الحب بيننا ، و دائما تدافع عن مواقفى .... كنت افسر هذا لأنها كانت دائما تحكى لى أنها كانت تتمنى ان تنجب أبنة لكن هذا لم يتحقق للأ سف ( لأراده الله ) وأنجبت ( حمدى ) زوجى فقط او ربما لأنى كنت أيضا طفله وحيده وفقدت أمى فى طفولتى وأنا لم أتجاوز عامى السادس بعد قبل ان أفقد والدى أيضا بعد زواجى بعام .... على كل حال مهما كان السبب فقد كنت بالفعل محظوظه أن هذه السيده هى حماتى .
تحدث والد زوجى ليقطع أفكارى بصوته الوقور وبصرامته المعتاده التى أكتسبها من سنوات عمله العسكرى السابق الطويلة قبل أن يبلغ سن التقاعد منذ عام ويحال للمعاش قائلا: -

هنوصل الفيلا خلال دقايق ، أنا متأكد انها هتعجبكم .... حى هادىء وأمان وحراسه..... ده من أفخم أحياء مصرو......

قاطعه ( حمدى ) وهو يقول : - 

ما أحنا برضه ما دفعناش قليل يا بابا 

فقال له والده وهو ينحرف بالسياره من الطريق الرئيسى لينعطف فى طريق جانبى محاط بالأشجار من الجانبين : - 

وأنت كنت بتتغرب ال 3 سنين اللى فاتوا ليه .... مش علشان تتنقل لمستوى أحسن ... وبعدين أنت ماشاء الله عليك بتشتغل فى مستشفى من أحسن مستشفيات مصر وفى تخصص نادر وهنا جمبنا فى نفس المنطقه وبعدين ما أحنا بعنا شقتك القديمه وأجرنا شقتنا بعد اصراركم أننا نقيم معاكم وكملنا على الفلوس علشان نجيب الفيلا ديه فى المكان الراقى ده .

قبل أن يضغط على مكابح السياره بهدوء ليتوقف امام فيلا من طابقين وهو يكمل قائلا : -

حمدالله على السلامه .... وصلنا لمنزلنا الجميل الجديد .

ترجلنا من السياره .... قبل أن نقف أنا وزوجى أمام المنزل مبهورين .... يا آلهى كم هو رائع .... كان محاط بسور لا يقل أرتفاعه عن الثلاثه أمتار مغطى بحجر القرميد ، وتتوسطه بوابة حديديه سوداء اللون ذات زخاريف أسلامية دقيقه وبديعة ويقع بجانبها لوحة متوسطة الحجم من الرخام الزهرى منقوش عليها عبارة ( فيلا الفيروز ) وأسفلها أسم زوجى أستشارى جراحة المخ والأعصاب  ( حمدى أحمد السعدنى ) .
كانت الفيلا مساحتها لا تقل عن 300 متر ومكونة من ثلاثة أدوار ومبنية على طراز حديث لم أعتاد رؤيته فى مصر من قبل ، ذات حديقه منظمه وارفة الأشجار ظليلة وكان الهواء بها معبق برائحة الفل والياسمين العطرة المميزة .
خطونا بداخل الفيلا حيث كان فى الدور الأرضى يوجد البهو الفسيح ويقع على يمين المدخل المطبخ المصمم على النظام الأمريكى المفتوح  ، وأمامه توجد سفره حديثة الطراز متوسطة الحجم ذات لون بنى غامق ، بينما يقع على شمال المدخل حجرة المعيشة التى تحتوى على أنتريه ضخم وفى الحائط المقابل له يوجد فى الجزء السفلى مدفئة ذات طراز أوروبى لم أشاهدها من قبل سوى فى الأفلام الأجنبية التى أعتدت رؤيتها ويكرهها زوجى بشدة ، يعلوها تلفاز ضخم من أحدث طراز .
وعلى الرغم من هذا كان هناك شىء بداخل ( سلمى ) يخبرها أن كل هذا مألوف بالنسبة لها وكأنها شاهدته من قبل ......
هذا المنزل يبدو حقا مألوف بطريقة غريبة .......
أحتضنها زوجها من ظهرها وهو يقبلها من وجنتها اليمنى ويقول لها فى حب :-

أخيرا رجعنا وهنستقر .

قبل أن يمسك يدها ليسحبها بهدوء خلفه ليصعدوا خلال السلم الخشبى إلى الدور العلوى المكون من خمسة حجرات ، ليتوجها إلى الحجرة الوسطى والتى كانت أكبرهم حجما  مطلية بطلاء وردى وهو اللون المفضل ل ( سلمى ) وتحتوى على حمام خاص بها .....
كان والد زوجها قد نقل حجرة نومهما ومعظم حاجاتهما ولم يتبق الا أقل القليل من الأشياء والتى كانت تقلها سيارة نقل الأثاث التى كانت قد وصلت بالفعل خلفهم بدقائق قليلة وبدأ العمال ينتشرون فى كل أنحاء المنزل فى همة ونشاط وهم يضعون الأثاث والسجاجيد واللوحات فى أماكنها وكل ذلك تحت أشراف والد زوجها الذى يبدو أنه تذكر أيام حياته العسكرية وهو يوجه العمال بحزم وصرامة .
أستأذن منها زوجها ليذهب للأشراف على نقل حجرة مكتبه ، بينما فتحت هى شباك حجرتها الذى كان يطل على حمام السباحة فى الحديقة الخلفية والنسيم فى ذلك الوقت من العام أخذ يحرك شعرها البنى متوسط الطول الذى يميل لونه للحمرة عندما تسقط أشعة الشمس عليه وهى تستنشق رائحة الزهور فى أستمتاع ... كم تحب هذا الطقس الخريفى الجميل ، ولوهلة شعرت أنها تعيش فى حلم جميل طال أنتظاره .....
حلم أجمل من أن يكون حقيقة..... لكنها بالفعل كانت حقيقة وواقع تحياه فى سعادة .....
نظرت إلى حديقة الفيلا المجاوره لهم حيث كانت هناك فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها الأربع سنوات ذات شعر ذهبى طويل تمرح فى سعادة مع أخيها الأصغر منها لكنه كان ذو شعر أسود قصير وبالكاد يتجاوز العامين .....
قبل أن تسمع صوت خلفها فتلتفت فى سرعة لتجد أحد العمال عند باب الحجرة ويفرش بعض السجاد على الأرضية وهو يقول بأدب :-

تمام كده يافندم ولا تحبى أحطها فى حته تانية ...؟

فقالت فى هدوء :-

لا كده تمام أوى ... مش سيادة العميد قالك أنها تتحط هنا ...؟

فقال لها العامل :-

لا حضرتك .... ده الضاكتور هو اللى قالى أحطها فى أوضة والدته .

فضحكت ( سلمى ) وهى تقول :-

طيب ...يبقى كده متتحطش هنا .... ده أوضتى أنا والدكتور ... ده حضرتك تحطها فى الأوضه اللى فى أخر الطرقة ... مش هنا .

فنظر لها العامل المسن فى دهشة وهو يقول لها مكررا كلامها فى أستغراب :-

أوضتك أنتى والضاكتور .... هو الضاكتور يبقى جوز حضرتك ...؟

توترت ( سلمى ) وهى تنظر لملامح العامل المندهشة وتمرر أصابعها خلال شعرها فى حركة لا أرادية وهى تومىء برأسها وتقول :-

أيوه الدكتور ( حمدى ) يبقى جوزى والعميد يبقى حمايا و.....

قاطعها صوت زوجها وهو يقول بلهجه هادئة :-

مش قولتلك أن الحاجات ده تتحط فى أوضة والدتى .... يلا بسرعه ....

فتناول العامل الأشياء وهو يتحرك بسرعة بأتجاه الحجرة الأخرى ، ولم يكد ينصرف حتى ضحكت ( سلمى ) قبل أن تجلس على طرف السرير وهى تقول ضاحكة متسائلة :- 

ده ماله ده .... مستغرب من أيه .... مش فاهمه بجد .

فجلس زوجها بجانبها وهو يقول بهدوء وهو يعدل وضع نظارته الطبية فوق أنفه :-

الناس ده غلابه ممكن يكون هو ومراته وولاده الخمسة كلهم عايشين فى شقة بنفس مساحة الأوضة ده يا ( سلمى ) .... لازم يستغرب من كل اللى هو شايفه حواليه ده .

قبل أن يقوم وهو يستطرد قائلا :-

أنا هدخل الحمام أخد دش .... بابا طلب لينا أكل والعمال تقريبا خلصوا خلاص .

فقالت له ( سلمى ) فى دلال :-

أوك.... وأنا هغير هدومى وأساعد ماما فى تجهيز السفرة .

قبل أن تقف أمام المرايا وهى تنظر لملامحها الجميلة وهى تعدل شعرها البنى ، كانت متوسطة الطول ، بيضاء البشرة ، ذات عينتان زقاوتان وفم جميل وشفايف ممتلئه وأنف دقيق .... يحمل هذا الرأس الجميل عنق مرمرى ناصع البياض يمتد أسفله جسد متناسق ....
خلعت ملابسها ، وأتجهت ناحيه شنطة سفرها لتفتحها وتخرج منها ملابسها وترصها فى الدولاب ، قبل أن تنتقى من بينهم بنطلون جينز أسود اللون وتيشيرت أحمر اللون بنصف كم لترتديهم قبل أن تصفف شعرها وتضع القليل من مساحيق التجميل ، وتخرج من الحجرة وتغلق الباب خلفها وتتجه إلى والدة زوجها لتساعدها فى تجهيز السفرة والطعام الذى كان قد وصل بالفعل .....
كان والد زوجها يجلس فى حجرة المعيشة وهو يقرأ فى كتاب ما ويضع قدم على الأخرى و بجانبه فنجان من القهوة يحتسيه بأستمتاع ، بينما كانت والدة زوجها تنقل الأطباق إلى السفرة ... فتناولتهم ( سلمى ) منها وأخذت هى مهمة تنظيم السفرة على عاتقها .....
كان زوجها قد خرج من الحمام وأرتدى ملابسه المنزلية ، ليلحق بهم على مائدة الطعام ، ليأخذ مكانه بجانب زوجته .
فقال له والده وهويقطع قطعة من اللحم الدسم قبل أن يضعها فى فمه ويمضغها بأستمتاع  :-

أنت هتبدء شغل أمتى يا أبنى ؟

فرد عليه ( حمدى ) وهو يعدل وضع نظارته على أنفه :-

بكره أن شاء الله .

فقالت والدته معقبة :-

بسرعة كده .... ده أنت ملحقتش تستريح حتى يوم .

فضحك ( حمدى ) وهو يقول :- 

يا ماما الشغل بتاعنا ده مفيش فيه راحة .... أنا أتعودت على كده من زمان .

فقال والده مغيرا دفة الحوار لأتجاه أخر :-

على فكرة الأوضة اللى جمب أوضتكم مقفولة وفيها حاجات المالك السابق اللى أشترينا منه الفيلا ، هو أستأذنا أنه يحط حاجته فى الأوضة ده لمدة شهر بالكتير لحد ماينقلهم . 

لم يكد ينهى حديثه حتى سمعت ( سلمى ) صوت فرقعه قوية وأهتزت النجفة التى تتوسط السقف فوق رؤوسهم ، فأنتفضت (سلمى ) فى فزع وهى تحدق بالسقف وتقول :-

أيه الصوت ده ... ؟

فنظر لها والد زوجها بلا مبالاة وهو يقول بلهجته الصارمة المعتادة :-

صوت أيه بس يا بنتى ، أنا ما سمعتش حاجة .... حد سمع أى صوت .. ؟

فأومىء ( حمدى ) برأسه متمما على كلام والده :-

أنا مسمعتش حاجة خالص . 

فقالت ( سلمى ) وهى مازالت تحمل التعبيرات الفزعة التى شوهت ملامحها الجميلة :-

مش الأوضة اللى صاحب البيت قافلها على حاجته ، هى ده الأوضة اللى فوقنا على طول ولا أيه ... ؟

فقالت لها والدة زوجها :- 

أيوه فعلا ... بس أحنا مسمعناش حاجه يا بنتى وبع .....

قبل أن تكمل كلامها قاطعها صوت هدير قوى قبل أن تتساقط الأمطار ويتردد صوت تساقطها وأنهمارها على سطح الفيلا وزجاج النوافذ .
فأبتسم ( حمدى ) وهو يربت بحنان على كف ( سلمى ) الفزعة وهو يقول بحنان :-

شفتى بقى .... هو ده الصوت اللى سمعتيه أكيد .... كم أعشق الشتاء ، لأنه يذكرنى بأول مرة شفتك فيها يا حبيبتى . 

فأبتسمت ( سلمى ) وقد هدىء روعها بعد أن أطمأنت وهى تقول :-

عمرى ماهنسى اليوم ده أبدا .... كنت فى أخر سنة من الكلية وكان عندى أمتحان شفوى فى مادة القانون الجنائى ولما خلصت كان الوقت أتأخر وعربيتى مردتش تدور كالعادة .... وكان فيه شخصين سخفاء هيبدؤا السخافات المعتادة وأنا أتلفت حولى كالطفلة التائهة ، لا أجد شخص واحد يمكننى الأستنجاد به على مرمى بصرى ..... كنت مرعوبة وأنا أرى أحد الرجلين ينظر إلى الجزء المكشوف من ساقى بين الفستان الذى كنت أرتديه والحذاء ذو العنق الطويل الذى يصل إلى أسفل ركبتاى بقليل ، وأنا يدور برأسى العديد من السيناريوهات عما من الممكن أن يفعله هذان الشخصان بى ، وكيف يمكننى الخروج من هذا المأزق ...؟

وعندها ظهر ( حمدى ) بطوله الفارع وجسده الممشوق .... أوقف سيارته بينى وبينهما قبل أن يترجل منها وهو يقول :-

أسف أنى أتأخرت عليكى .

 قبل أن يمسك بيدى ويسحبنى بهدوء وثقة إلى سيارته وينطلق بها بسرعة .... لم أستوعب ما حدث ولم أستطع سوى أن أتبع تعليماته لأن هذا بدا لى المخرج الوحيد ، كان عمرى وقتها عشرون عام وعلمت منه أنه مدرس مساعد بكلية الطب تخصص جراحة وعمره يقترب من الرابعة والثلاثين ، أوصلنى لمنزلى بكل أدب وأحترام وشكرته بشدة .... وفى اليوم التالى وجدته جالسا مع والدى رحمه الله فى صالون منزلنا ويتقدم لخطبتى .... يومها عندما سألنى والدى عن رأيى وافقت على الفور ، مما أثار دهشته وظن أننى أعرفه منذ فترة طويلة .
قبل أن تصمت لبرهة وتلتفت لتلتقى عيناها بعينى زوجها ( حمدى ) وهى تقول فى حب :- 

لكنه كان حبى الأول والأخير ... حب من أول نظرة .

قبل أن تكمل روايتها قائلة :-

بعدها تمت خطبتنا وتم عقد القران والزواج بعد تخرجى من الكلية ومناقشه ( حمدى ) لرسالة الدكتوراه الخاصة به .... قضينا معا أجمل سنة فى عمرنا قبل .... قبل ....

كان يبدو أنها ستجهش بالبكاء فقاطعها ( حمدى ) قائلا :-

قبل أن يتوفى والدك ... وتمرى بتلك  الفترة العصيبة و.....  

قاطعته قائلة وقد أغرورقت عيناها بالدموع :-

مش هنسى ليك أبدا وقفتك جمبى فى الفترة ديه وأنك سبت شغلك وفضلت جمبى وحاولت تنسينى وتشغلنى طول الوقت .

وأنا برده عمرى ما هنسالك وقفتك جمبى بعد الحادثة اللى حصلتلى وأتسببت فى العرج اللى حصل لقدمى اليسرى لحد الأن .

فقالت والدته وقد قررت أن تدلو بدلوها فى هذا السيل من الذكريات وخصوصا بعد أن صعد زوجها العميد ( أحمد السعدنى ) إلى حجرته ليخلد إلى النوم مبكرا كعادته ، بينما أنتقلت هى مع أبنها وزوجته للجلوس بحجرة المعيشة وهم يتذكرون ذكرياتهم :- 

الحمد الله على كل حال يا أبنى ... أنت الحمد الله أتحسنت جدا دلوقتى والعلاج الطبيعى جاب فايدة والعرج بقى خفيف أوى .... ولسه كمان وكمان أن شاء الله .

أن شاء الله يا ماما .

هكذا ردد ( حمدى ) وراء والدته قبل أن يستأذنها للصعود إلى غرفته للنوم هو و زوجته .   
       



    #  #  #  #  #
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.