7 -
نزل مستر سولى ضيفاً على صديقه رجل الأعمال راغب الشامى لكن هذه المرة كانت فى مكتب راغب الشامى داخل شركته و التى تبدو من الخارج
كصرح أقتصادى كبير و هى بالفعل على هذا القدر ..
رحب به راغب الشامى بحفاوة لا سيما بعد أن أخبره مستر سولى أنه قد أوفى بوعده و جاء ليخبره بأمر مشروعه الذى ينوى تأسيسه فى مصر كما أتفق معه سالفاً , و على ذلك فلم يدخل مستر سولى فارغ اليدين على صديقه السخى فكان يرافقه السائق حاملاً كرتونة تحوى شاشة سمارت 42 بوصة فقدمها مستر سولى كهدية متواضعة لصديقه فنالت أعجاب راغب الشامى و تقديراً لمستر سولى و بناء على رغبته أيضاً قرر راغب الشامى أن يعلق الشاشة موديل The Eye فى مكتبه
و يقوم بتوصيلها لتشغيلها وقت الحاجة أليها ..
كانت الشاشة مدخلاً جيداً لأستعراض نشاط شركة الأخطبوط و عرض فكرة المشروع , كان يصغى راغب الشامى لصديقه سولى و يبدى أندهاشه و يخبر مستر سولى أن هذا ليس الدرب الذى كان يسلكه فيما سبق .. فأخبر سولى صديقه أن لا بد من التجدد و التحور مع متطلبات العصر للأستمرار و ضمان النجاح .. لذلك سلك مستر سولى نهج التكنولوجيا و أتقن مجال التسويق الألكترونى لما يحققه من مكاسب كبيرة و فى وقت قصير هكذا أخبر سولى صديقه كما عبر له عن مدى رغبته فى التوغل فى الأسواق العربية و الأجنبية الألكترونية لتغزو منتجاته العالم .. و مشروعه فى مصر و فى الدول الأخرى هو وضع الألية التى تحقق الأقبال على هذا الغزو التجارى و سحب المنتجات و تحقيق الأنتشار بين طوائف الشعب المختلفة فى كل دولة و هذا أمر هام ..
و أضاف مستر سولى لراغب و قال له : بالمناسبة .. أنا ضميت نضال مدرب أسر و ضميت فريدة صديقة ياسمين لفريق عمل الشركة ..
كان يتظاهر راغب الشامى بالأنبهار لنشاط مستر سولى و حماسه الذى يبدو فى حديثه لكنه كان يخفى بداخله ما لاحظه من تغيير على مستر سولى فى أغلب جوانب شخصيته فالحوار يفضح الأفكار فسأل راغب الشامى صديقه سولى : لماذا التوغل بين طوائف الشعب يمثل لك أمر هام يا صديقى ؟؟
كان مستر سولى يملك من سرعة البديهة ما يكفى للجواب دون تردد : لأنه وقتها يكون أجماع على نجاح منتجات شركة الأخطبوط ..
لقد أصبح سولى بالنسبة لراغب الشامى لغزاً
فيبدو له رجلاً أخر غير الذى يعرفه !!
*****************************************
سلك حازم طريق أسكندرية القاهرة الصحراوى ليعود لمنزله لكنه عندما أجرى محادثة هاتفية بأصدقائه و أخبرهم أنه يقود سيارته الجديدة و فى طريق العودة و سيذهب لمنزله ليلتقى بزوجته و يقضى معها اليوم أصر أصدقائه أن يلتقى بهم أولاً ليخبرهم بأدق التفاصيل ثم يأخذهم جولة سياحية داخل القاهرة بسيارته الجديدة ليحتفلوا جميعاً بهذا الحدث ..
لم يكن أمام حازم خياراً أخر أمام أصرارهم و أنصاع لرغبتهم و عندما وصل القاهرة و ذهب للمكان المتفق عليه للتجمع وجد سعيد و مازن و جو فى أنتظاره و رحبوا به فى فرحة عارمة عندما قاموا بمعاينة السيارة الحديثة و لاحظوا أثر النعمة على حازم فأستبشروا خيراً لما هو قادم ..
كانوا يجلسون على كافيه راقى يشرح لهم حازم و قد أتسعت عيناهم و تأهبت حواسهم لأستقبال كلماته و هم فى يقظة غير معهودة ..
سألوه عن الباقات و قيمتهم المادية و العروض الخاصة بكل باقة ..
أجابهم حازم أن الباقات تبدأ من خمسة ألاف جنيهاً تستلم فى هذه الباقة هاتف محمول موديل The Eye و كورس أون لاين للتسويق الألكترونى قيمته خارج الباقة 2000 جنيهاً و عائد مادى ( العمولات ) ليس كبيراً لصغر حجم الباقة ..
و باقة أخرى بقيمة عشرة ألاف جنيهاً تمنح هذه الباقة هاتف محمول و شاشة سمارت 32 بوصة و كورسين أون لاين مجاناً و عائد مادى مقبول ..
و باقة بقيمة خمسة عشر ألاف جنيه و عرضها هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة و ثلاث كورسات أون لاين و عائد مادى جيد ..
و ذكر لهم أن أفضل باقة التى قيمتها عشرون ألف جنيهاً فلك الخيار فى عرضين أما عدد أثنان هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة و أربعة كورسات أون لاين و عائد مادى ممتاز .. أو هاتف محمول واحد و شاشة سمارت 55 بوصة و أيضاً أربعة كورسات تسويق مجانية و عائد مادى ممتاز أيضاً ..
و عرض عليهم فكرة عن قيمة العمولات التى بأمكانهم أن يجنوها من جذب أعضاء جدد و تكوين فريق تسويقى لكل واحد يضم فروعاً تتنامى بأستمرار و عليهم أن يرعوا هذه الفروع البشرية بصفة دائمة
من أجل تحقيق الحلم .. حلم الثروة ..
لم يتردد أحد من السامعين فى خوض هذه المغامرة و قرر أن يشارك مازن و يبتاع باقة الخمسة ألاف جنيه و هذا العرض ليس قدر أستطاعته لكنه سيحاول تدبير مبلغاً يضاف على ما أدخره ليجمع معه خمسة ألاف جنيهاً يبدأ بهم مع أصدقائه بينما قرر سعيد و جو الأشتراك فى باقة العشرون ألف جنيهاً !
عبر لهم حازم أنها بداية موفقة لكنه أعتذر لهم و ذكر لهم أنه مرهق و لن يتحمل ضغوط القيادة داخل شوارع القاهرة المتكدسة بالسيارات و المارة لا سيما و أنه بحاجة لقسطاً من الراحة بعد عناء السفر و وعدهم بالتنزه فى وقت قريب بالسيارة فى الموعد الذى سيتسلم منهم المبالغ المالية ليضمهم فى فريقه التسويقى و يسلمهم عروض الباقات التى سيشتركوا بها ثم يحتفلوا جميعاً ..
غادر حازم تاركاً أصدقائه سابحون فى بحور أحلام الثراء و عاد لمنزله فوجد زوجته نسمة فى أنتظاره و تبدو علامات الغضب على قسمات وجهها ..
ألقى عليها حازم السلام فرحبت به نسمة فى أنفعال , كانت فى أغلب الأحيان ردود أفعال نسمة على نقيض أسمها تماماً .. كانت الغيرة وراء غضبها من حازم هذه المرة لأنه فضل أصدقائه عليها و ألتقى بهم أولاً فقام حازم بتصحيح سوء التفاهم و أكد لها أنها كانت مقابلة عمل و سرد لها ما حدث معه فى فندق الأسكندرية ليثبت لها أنه يشاركها الأحداث لكن تجدد غضبها و بررت ذلك بأنه يزعم أنه يشاركها لكن بعد أن أنهى الأمر دون علمها و أتخذ قراره منفرداً فبرر هو ذلك بأن الأحداث جائت متتالية و سريعة كما أن الفرصة لم تسنح لهما ليلتقيا و يقص عليها ما يدور أولاً بأول و ذلك لأنشغالها فى عملها المتقلب المواعيد فهى دكتورة نساء و توليد و هذا يجعل من لقائهما فرصة نادرة قلما ما تحدث ..
أستائت نسمة لجواب حازم و أخبرته أن عليها الأنصراف حتى لا تتأخر على موعدها بالمستشفى التى تعمل بها فأبتسم حازم فى سخرية لتحقق صحة كلامه فأثار غضبها كالمعتاد ثم أتجه مسرعاً لغرفته ليخلد للنوم و ليخمد نيران خناقة زوجية تكاد أن تشتعل ..
*********************************
أتصل نضال بعم جابر فكان متواجداً فى المقهى فذهب له ليقص عليه ما حدث معه من باب التقدير فقد كان عم جابر شغوفاً لأن يرى نضال فى أفضل حال لذلك كان مهتماً بمتابعة أخباره للتدخل و تقديم النصيحة له أن لزم الأمر ..
كان نضال يبادل عم جابر نفس الشعور الطيب فبادر بمقابلته لأنه كان يود أن يشاركه الأحداث و يسمع وجهة نظره فيما حدث ..
نظر عم جابر للموضوع من منظور نضال الذى لخص له الأمر فى أنه متعلق بقدر الأجتهاد و العمل يكون تحقيق النجاح و حصد الأموال الطائلة لذلك لم يمانع عم جابر و قد أخبر نضال أنه لا يفقه شيئاً فى أمور الأنترنت لكنه أستوعب أن هناك خيراً فيما يحدثه فيه نضال بدليل السيارة الفخمة و حالة نضال المنتعشة و التى لم يره عم جابر عليها منذ زمن طويل و حديثه المفعم بالأمل فأدلى عم جابر بسعادته لنضال لخوضه هذه المغامرة
و التى تسببت فى عودته للأنخراط فى الحياة مرة أخرى ..
عاد نضال لفيلته و بدأ فى متابعة التطورات على الشبكة العنكبوتية فوجد رسالة على جروب مثلث القادة على الواتس من حازم تفيد أن مارك قد نشر أعلانات ممولة لهم عبارة عن بوست فيه صورة لكل واحداً منهم مع سيارته و بعض العبارات التحفيزية لمشاهدى هذه البوستات مضمونها أن الانضمام للعمل بفريق شركة الأخطبوط يتيح لك الحصول على سيارة كهذه فى غضون أسابيع !!
هذا كنوع من الدعاية التسويقية و التى تفيدهم فى مهمتهم .. هذه الرسالة قد أوحت لنضال بفكرة ذكية فقد قرر تشيير هذا البوست فى جروب يشترك فيه منذ فترة زمنية طويلة و كان يتابع بوستاته فى سلبية تامة دون أن يشارك و لو لمرة واحدة فيه .. عندما قرر نضال المشاركة فى الجروب كان بتشيير بوست خاص به دفعة واحدة و ليس حتى مجرد مشاركة بكتابة تعليق سطحى على بوست عابر فى الجروب هذا الجروب و الذى يحمل أسم ( جروب أهالى قرى أبيس الريفية ) , فهو يقطن فى واحدة من هذه القرى و من ضمن موضوعات الجروب يتناول الأمور التى تخص قريته و عليه فهو على يقين أن عدد كبير من أهالى منطقته منضمون لهذا الجروب و هذا يتيح لهم الفرصة لأن يشاهدوا البوست التسويقى له و هذا بدوره يسهل عليه التواصل معهم ألكترونياً و أنتقاء من يناسب لشغل الدور الذى سيكلف به ليتمكن من القيام به دون الخوض فى مناقاشات و مجادلات لن تنتهى على أرض الواقع و هو لا يحبذ ذلك ..
بالفعل كانت فكرة صائبة من نضال فقد تأهبت حواس و حماس أحد المتابعين على الجروب و الذى تواصل مع عم جابر و طلب منه أن يرتب موعد مع نضال لمقابلته فرفض عم جابر و لكن ألح الشخص فطلب منه عم جابر أن يمهله غفوة من الوقت و قام بالأتصال بنضال و أخبره لكنه تعجب من جواب نضال فقد وافق على مقابلة سيد عصفورة فى مقهى عم جابر بعد أن شاهد سيد البوست الذى قام نضال بتشييره فى الجروب الذى يضم عدد ضخم من أهالى القرى الريفية فى مدينة الأسكندرية ..
قابل نضال سيد فى حضور عم جابر و كان واضحاً على سيد أنه لاهثاً وراء أى مصلحة تدر عليه أموالاً لذلك وقع فريسة سهلة و طلب من نضال أن يضعه على أول الطريق الذى تمطر فيه السماء بالوريقات النقدية .. شرح له نضال فكرة العمل بكيان الأخطبوط و أعطى له نبذة عن باقات الأشتراك فأختار سيد باقة الخمسة عشر ألاف جنيه و أن غداً سيكون المبلغ جاهزاً و سينتظر نضال على مقهى عم جابر ليأخذهم منه و يضمه لفريق العمل .. هنا أخبر نضال عم جابر أن أى مقابلات عمل كهذه و التى تخص أهالى منطقته ستكون على مقهى اللؤلؤة , كنوع من المجاملة لعم جابر و الدعم له من خلال تنشيط الحركة على المقهى و الذى بدوره سيؤدى للأقبال على المشروبات المتنوعة التى يقدمها المقهى ..
***********************
أكتفيت فريدة بتشيير البوست التحفيزى لها برفقة سيارتها على حسابها الخاص على فيس بوك و الذى أصبح يتابعه الألاف بعد أنتشار فيديو العايق على نطاق واسع مما أدى لتلقيها مئات الرسائل من راغبى الأستفسار عن حيثيات شركة الأخطبوط فضاق بها الوضع و بدأت تستشعر الأزمة أنها لم تملك من الوقت ما يكفى لتجيب على كل هذه الأستفسارات لكل هؤلاء السائلين .. أرشدتها ماسة أنه لا مفر من ظهورها لايف فى فيديو تشرح فيه ما يُشبع الفضول العام المحيط بالأعلان لتوفر وقت و مجهود كبيران ستستهلكهما فى الأجابة على كل هذه الرسائل لكن رفضت فريدة و مانعت فحاولت ماسة جاهدة أقناعها و ترفض فريدة حتى أتفقا بصعوبة فى نهاية المطاف على أن تسجل فريدة الفيديو أولاً ثم تقوم بمراجعته و منتجته ثم رفعه على صفحتها ليجيب على كل الأستفسارات التى طرحت عليها بخصوص تحقيق النجاح مثلها و حصد النقود الوفيرة من خلال عمل غير تقليدى و بدون قيود مدراء العمل المريرة و الذى يتحقق من خلال الألتحاق بفريق عمل الشركة ..
و خاضت ماسة حرباً أخرى مع فريدة لتقنعها برغبتها فى أنضمامها لفريق فريدة و مكاتفتها فيما تنوى عليه لكن فريدة رفضت و أخبرتها أنها لا تعقد نية الأستمرارية بالشركة و أنها تتخذها كمحطة و مرحلة معينة وستتجاوزها فلا تحبذ أن ترحل و تغرز صديقتها و تتخلى عنها مستقبلاً ..
أصرت ماسة و أخبرت فريدة أن لا تحاول أن تثنى عزمها عن ما قررت و أخبرت فريدة أنها ستكاتفها خطوة بخطوة و لن تتركها بمفردها كما فعلت سابقاً فى مجابهة العايق معها و أقرت بمواجهة المجهول سويا ً..
ما كان على فريدة سوى أن تنصاع لرغبة صديقتها الملحة و هى تعلم مدى نقاء معدنها و تأكدت من مدى العلاقة الوطيدة التى تربطهما ببعضهما و أضافت ماسة و قالت لفريدة أنها ستشترك فى باقة العشرون ألف جنيه و حسمت أختيارها للعرض الذى يشمل أثنان هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة لدرجة أنها خططت و أوضحت لفريدة لماذا مالت لهذا العرض و أخبرتها أنه قد أقترب عيد ميلاد أسلام و تنوى أن تهاديه بهاتف محمول موديل The Eye و تهادى والدها العقيد أحمد السويفى الهاتف الأخر .. و بالنسبة للشاشة فقررت لأن تعلقها فى غرفتها و تقوم بتوصيلها لتشغيلها وقت ما تشاء ..
أبدت فريدة أعجابها بماسة لقدرتها على تحديد أهدافها و ترتيبهم فى رأسها ثم تضع خطة لتكون الألية التى تحقق بها ما خططت له ..
*************************
كانت الأعلانات الأستعراضية الممولة لمثلث القادة لها تأثير السحر للثلاثة فى أجتذاب شريحة عريضة من الناس ينتقون منهم من يجدون فيهم بذور النجاح لضمهم لفرقهم التسويقية كيفما دربهم مارك على الأستراتيجية التى يعملون بها ..
مما ساعد على تألق نجاح فكرة الأعلانات أنها برزت فى أرض خصبة للتنامى و ذلك يرجع لأن لكل من الثلاثة شريحة عريضة من الجمهور تختلف فى كنهها عن الأخرى و بالمناسبة هذا كان من شروط مستر سولى الغير مذكورة فى الأجتماع و التى وجدها قد توفرت فى هذه الشخصيات التى وقعت عليهم الأختيار .. مستر سولى كان يرغب و بشدة لسبب ظاهر أو خفى أن تتوغل منتجاته بين مختلف بيئات المجتمع و طوائفه !
زيارات سولى السابقة لمصر و التى كانت على فترات متقطعة كانت من أجل متابعة الأحوال و مراقبة الوضع و أصطفاء من هو جدير بالمهمة التى كان يخطط لها لكنه لم يقع على أختيارات مقنعة كما أن تجهيزات تأسيس الفرع الثامن فى مصر لم يحين دورها فى هذا التوقيت , عندما حان الوقت و بدأ مستر سولى برحلة البحث الدقيقة محدداً المواصفات المتطلبة فى الشخصيات التى يبحث عنها لتولى مسئولية أدارة مشروعه الجديد رتب له القدر لأن يتعثر فى فريدة و منها لنضال ثم كان لحازم نصيب معهم فوقع الأختيار على الثلاثة و التشبث بهم ..
نظرة مستر سولى كانت صائبة فيما يخص مهارات الثلاثة و قدرتهم على النجاح و هذه النظرة ليست مبنية على فراغ و لكن على أساس راسخ ناتج من خلاصة الخبرة المستمدة من تأسيس سبع فروع للشركة من قبل ..
فكرة نضال أيضاً كانت صائبة عندما شير البوست الأعلانى الخاص به على الجروب الذى يضم أهالى منطقته لأن الأعلان كان له الفضل فى لفت أنتباه عدد كبير من أهالى منطقته و المشتركون فى هذا الجروب لظهور نضال مرة أخرى و فى حال جيد بل و يعرض عليهم مفاتيح النجاح و الثراء !
أحقاقاً للحق كان لسيد عصفورة بعد أن وافق نضال لضمه للفريق الفضل الأكبر فى معرفة جميع أهالى القرية التى ينتمى لها نضال برواية الثراء السريع الذى يحققه الأنضمام لشركة الأخطبوط !!
سيد كان أنشط من مواقع التواصل الأجتماعى فى الوصول و التوغل بين الناس .. كان هذا مبرر قوى لدى نضال لقبول ضم سيد لفريقه لأنه سيسهل عليه مثل هذه الأمور فنضال مقتنع تماماً مثله كمثل عم جابر بأن مثال سيد تلجأ له عندما تريد أن تذيع خبراً فى القرية من أولها لأخرها فى وقت قصير .. فعليك أن تخبره به و تؤكد له أنه سراً و لك أن تخلد للراحة مطمئناً أن جميع ساكنى القرية
من الأنس و غير ذلك سيعلم بأمر الخبر !
كانت الفرصة كبيرة أمام نضال ليختار و ينتقى من العدد الضخم الذى تقدم راغباً فى معرفة تفاصيل الأنضمام و مزايا ذلك .. لقد تحول مقهى عم جابر و كأنه مقر أنتخابى من الأزدحام المستمر و الأستفسارات المتواصلة مما جعل عم جابر يلجأ لفتح مخزن قديم بالعقار و تم تنظيفه و تجهيزه لتخزين بضائع كمخزون يكفى لأحتياجات الأعداد الجديدة الوافدة على المقهى .. هناك من كان يطلب باقة العشرين ألف جنيه و ذلك لما تحققه من عائد مادى كبير و كان عددهم كبير لكن أغلبهم كان لديه ذات المشكلة و هى أن المبلغ غير جاهز كاملاً و يحتاجون مهلة من الوقت لتدبير باقى المبلغ و لكن المشكلة الحقيقية فى عامل الوقت .. لذلك يجب أن يجدوا حلاً سريعاً لكنهم يفشلوا فيرجع نضال لمارك ليستشيره فيخبره مارك أن فى ظروفهم و فى بيئتهم فالحل السهل لهم أن يبيعوا ما يكتنزوه من مشغولات ذهبية لأنهم سيدخلون بقيمتهم مشروع سيمكنهم من أمتلاك جرامات ذهبية أثقل بكثير مما كانت بحوزتهم فلا مانع
من التضحية بجزء منهم أو جميعهم من أجل تحقيق هدف أسمى ..
و عندما طبق نضال كلام مارك لاقى نجاحاً واضحاً فقد تمكن الكثير بعد أن أقتنعوا بكلام نضال من التصرف فى بعض المشغولات الذهبية التى يمتلكوها و دفع قيمتها النقدية للأبتياع من منتجات شركة الأخطبوط لأختيار ما يناسبهم من الباقات ثم يبدأون فى تطبيق نفس ما حدث معهم مع أناس أخرين و تدور العجلة و تتعثر ثم تدور مرة أخرى و هكذا أستمر الحال ..
بدأ وقت نضال ينشغل و يزدحم من كثرة التواصل على مواقع التواصل الأجتماعى و على أرض الواقع و لكن كانت النتائج تستحق المجهود و التعب لأن المقابل المادى كان دائماً مجزياً جداً ..
*************************************
ذهب حازم للمقر الرئيسى للجريدة الألكترونية التى يعمل بها ليحضر أجتماعاً عقده رئيس التحرير و بعد أنتهاء الأجتماع جلس مع زميله المقرب فى العمل زيزو ليشبع فضوله فيما يدور حول دعوته فى فيديو تم تسجيله على قناته للأنضمام لفريق التسويق الألكترونى لشركة الأخطبوط .. فأخبره بجميع التفاصيل فتحفز زيزو و أخبره أنه سيبتاع باقة العشرون ألف جنيهاً ليكون عضو أساسى و فعال فى فريقه , ثم لمح زيزو لحازم عن تطاير بعض الكلمات التى وصلت أليه تفيد بتضجر رئيس التحرير منه لعدم أهتمامه هذه الفترة بالجريدة و عدم تقديم موضوعات و أفكار جديدة و بينما كان زيزو يحذره أتصل رئيس التحرير بحازم و كان يبدو على صوته الضجر و هو يخاطبه هاتفياً و قد طلب منه أن يحضر فى مكتبه فوراً فأجابه حازم أنه سيلبى ..
دخل حازم مكتب الأستاذ عاطف المنزلاوى رئيس التحرير و قد ظهرت تجاعيد الغضب على وجهه , ألقى حازم عليه السلام لكن بدأ المنزلاوى فى توبيخ حازم و أتهامه بالتقصير فى عمله و أنه لا يقدم كل ما لديه للجريدة بل أخذت القناة التى يديرها أغلب وقته و أهتمامه مما يضع حازم فى مشاكل قد تؤدى لفصله من الجريدة و معاقبته لأشتباه جمعه وظيفة أخرى مع عمله , هنا طلب حازم من رئيس تحريره أن يسمح له بالحديث و أكد حازم أنه على دراية بالمحظورات التى يجب على الموظف تجنبها و أنه على علم بالمادة 151 من اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية و المادة 81 لسنة 2016 لذلك فهو فى الأساس يحترم المنشأة الصحفية التى يعمل بها و لا يمارس أى عمل أخر داخل الجريدة و لا يزج بأسم الجريدة فيما يخص عمله خارجها فهو يحرص على أن لا يخالف القوانين أو اللوائح و أعتذر لرئيس التحرير عن أنشغاله الفترة السابقة و وعده أنه سيشغل جزئاً كبيراً من تركيزه الفترة المقبلة فيما يفيد عمله داخل الجريدة ..
أنصرف حازم من مكتب عاطف المنزلاوى ثم أنهى بعض الأعمال المتعلقة و غادر مقر الجريدة و كان منكباً على هاتفه للرد على الأستفسارات الألكترونية التى أنهالت عليه بسبب أنتشار الأعلان الممول الخاص به و الرغبة الملحة لدى شريحة كبيرة جداً من الناس لتحقيق الثراء السريع ..
ضمن الرسائل كان هناك ألحاح من أحد الأشخاص فى الأنضمام لفريق العمل لكنه طلب من حازم أن يجد له حلاً مادياً ليشترك فى أحدى الباقات و ينضم لفريقه التسويقى فطلب منه حازم أن يحكى له عن نفسه و أحواله و حياته و أثناء حديثه أمسك حازم بثغرة فى حديث الرجل عندما ذكر لحازم أنه أدخر أخيراً قيمة مبلغ العمرة التى وعد والديه بها هنا أستخدم حازم تعليمات مارك التى علمهم أياها و أستغل صراحة الرجل معه و أقنعه أن يتيح لأحد والديه السفر هذه السنة و باقى المبلغ يبتاع به الباقة التى ستمكنه فى المستقبل القريب من أن يسفر والديه الأثنان للحج و ليس فقط للعمرة و ما كان على الرجل ألا أن يقتنع ليقتنص الحلم الذى يراه سيتحقق من خلال الأنضمام للعمل فى شركة الأخطبوط !!
لم يقتصر الأمر على ذلك بل أقنع حازم امرأة و هى سيدة أرملة تسعى لتجهيز شوار أبنتها و ما أن قبضت الجمعية التى أشتركت بها لشراء مستلزمات زفاف أبنتها حتى دفعتها عن أقتناع بعد أن غسل حازم مخها لشراء أجهزة كهاتف و شاشة موديل The Eye ليست بحاجة أليها لتنضم لفريق الثراء السريع و تتمكن من توفير النقود اللازمة التى تساعدها و تنتشلها من أعباء زواج أبنتها التى لا تنتهى ..
و كما لفريدة قانون و لنضال مبدأ فـ لحازم وجهة نظر
الا وهى : لا مانع من أن تطأ بعض الناس فى طريقك لهدفك ..
وضع حازم هدف الثروة أمام ناظريه و سعى للوصول اليه و تحقيقه دون أن يبالى أنه سيطأ بعض الناس فى طريقه لهدفه و يبدو أن ليس حازم فقط الذى يفعل ذلك فقد سبقه نضال و فعلها على غير عادته و يبدو أن العدوى ستصيب فريدة هى الأخرى ..
**********************
دهاء فريدة ساعدها على تطبيق خطوات ناجحة قد أكتسبتها من التدريبات التسويقية التى تقدمها شركة الأخطبوط و قد تعلمت سيستم العمل بسرعة و هذه الخطوات التى نفذتها فريدة حققت أجتذاب عدد هائل من راغبى الأنضمام لفريقها التسويقى و كانت رحاب فتاة الغزالة و متابعة جيدة لحساب فريدة على الفيس بوك أول من بادرت و أرسلت لفريدة تخبرها أنها معها فى فريقها التسويقى فرحبت فريدة بذلك و كان قدمها خير على فريدة فسرعان ما كونت فريدة هى الأخرى فريقها التسويقى و فريق قوى لأنهم أختاروا الباقات المرتفعة و هذا يعنى عائد مادى كبير و عمولة ضخمة لا سيما و أن فروع فريقها بدأت تترعرع و تتشعب و تكبر مما أشعل ظنونها فى أنها تورطت و قد غرزت قدمها فى اللعبة و لم تحسم قرارها و تغادر الشركة بعد ما كونت فريقها المبدئى المكون من ثمانى أشخاص و قد دربتهم ليصبحوا ثمانى قادة مسئولين عن أجتذاب أعضاء جدد و تدريبهم و من المفترض أن مهمتها بالنسبة لنفسها هكذا قد أنتهت ..
شعرت فريدة أنها تركت نفسها فريسة تسقط بين فكى الطمع .. لكنها بررت لنفسها أنها لا تأخذ هذه النقود الوفيرة من ألاف الدولارات و التى تحققها من العمولات الكبيرة التى تجنيها من موقعها فى كيان الأخطبوط و لكنها تستغل هذه النقود لتلبى بها متطلبات و تقضى ألتزامات من أقساط شقة جاسر و مصاريف دراسته و تدريباته الرياضية و علاج والدتها كما أن لها حق فى أن تجهز نفسها للزواج فالعمر يتقدم بها فلا مانع من وضع متطلباتها فى خطتها مما يجعل رأسها مرفوعاً أمام عريس المستقبل دون أن ينقصها شئ فالنقود تكون فى أغلب الأحيان .. سند و ظهر و أمان !
أذا لا مانع من مد المهلة لبعض الوقت لحين الأنتهاء من تحقيق كل الأهداف المادية ثم لعب ماتش الأعتزال و الأنفصال عن كيان الأخطبوط ..
هكذا أقنعت فريدة نفسها فى حوار ذاتى داخلى دار لمدة دقائق فى لحظات تأمل عميقة و تم العدول عن قرارها لكن بصفة مؤقتة و مدته لحين ميسرة ..
كانت الأمور تسير على ما يرام ألى أن جائت شكوى لفريدة من أحد قادة فريقها أن لديه أكثر من عضو لم يوفق فى جذب أعضاء جدد نظراً للظروف البائسة لراغبى الأنضمام معهم و عندما توغل هذا القائد فى حياتهم الشخصية أكتشف أن ليس معهم من المال ما يكفى حتى لشراء أصغر باقة و باتت حياتهم كحلقات سلسلة متشابكة من ديون و أقساط و ما شابه .. هنا ضربت فريدة على هذا الوتر و أخبرت القائد صاحب الشكوى أن الواضح من حديثه أن هؤلاء الأعضاء لديهم من يرغبون فى الأنضمام لكنهم لا يملكون أى نقود بل يملكون صبراً كبيراً للأنتظام فى أقساط و الألتزام بها .. أخبرته فريدة أن هناك مكاتب تقرض مبالغ مالية مقابل فوائد بسيطة على أجمالى المبلغ و تمضى المقترضون أيصالات أمانة بقيمتها .. أعرض عليهم الذهاب لهذه المكاتب و أقتراض مبلغ سيكون لهم فيما بعد طوق النجاة من غرقهم فى أقساطهم و ديونهم !!
وعدها القائد أنه سينفذ و يقدم لهم هذا الحل و أثنى عليها و طلبت منه أن يكون على تواصل أون لاين معها فوعدها أنه سيفعل ..
********************************
على جروب مثلث القادة كانت المحادثات الكتابية تتوالى من الثلاثة ما بين الفرحة العارمة التى أنتابتهم و لا يستطيعون أخفائها و النابعة من أرصدتهم فى البنوك التى تتزايد و جيوبهم و قد أكتظت بالنقود
فقد تحول وضعهم المادى حرفياً ..
و ما بين تأنيب الضمير و الأحساس بتحمل الوزر لما يرتكبوه من دفع الناس و الزج بهم فى التخلى عن جزء من أنسانيتهم فى بعض المواقف ليتمكنوا من الحصول على المبالغ التى تتيح لهم الألتحاق بكيان الأخطبوط و الأنضمام لفريق العمل لتحقيق أحلامهم ..
لقد أبدوا أستيائهم تجاه الأساليب التى يضطروا للجوء أليها فى أوقات كثيرة للحفاظ على أستقرار الفريق التسويقى و ضمان تغذيته و مراعاته حتى يتنامى و يُجنى ثماره المرجوة .. ذكر لهم حازم أن مارك يخبرهم عندما تنتابهم مثل هذه الطاقة السلبية التى تسيطر عليهم الأن أن يتذكروا أثر النجاح و الرفاهية التى يحققوها و يجب أن يحافظوا عليها و يعلموا أن مصدر رزق الشركة هو النفس البشرية و عندما يتطلب الأمر فيجب تفريغ الناس من بشريتهم و ذلك من خلال مخاطبة أطماع الناس و ليس عقولهم و هذا كفيل على أن يفتح أمامكم الكثير من الأبواب المغلقة !!
كلمات كان لها أثر بالغ فى أحتقان فريدة و نضال من مستر سولى و مارك و من أيدولوجية الشركة كلها !
**************************************
رغم النجاح المميز الذى حققه مثلث القادة بعد مرورهم بكم صعوبات جمة فى تأسيس فرقهم التسويقية و دعم فرقهم و متابعتها و محاولة مراعتها لتكبر أمام أعينهم و كأن بناء فريق تسويقى يبدو كنمو طفل صغير تدريجياً أثر المراعاة و الأهتمام الذى يحظى بهما ..
لكن بدأت بعض الزعزعة تتسلل لفرقهم التسويقية و تصيبها بالخلخلة بسبب فشل بعض الأعضاء من تحقيق ما عليهم من تكليفات و بائت محاولاتهم بالفشل فى أجتذاب أعضاء فعالين لفرقهم مما جعلها تنهار و شعروا أنهم تورطوا و أبتاعوا منتجات لم يكونوا فى حاجة أليها من الأساس كما أنهم يروا أن أمكانياتها أقل من قيمتها المادية و بدأوا فى نشر حالة من البلبلة بين صفوف الفريق و ضربت هذه العدوى فرق القادة الثلاثة و ما كان عليهم سوى أن يبلغوا مارك بتطور الأحداث ..
أستقبل مارك أنزعاجهم فى هدوء مدروس و هدأ من روعهم و هو يبدى أعجابه بحماسهم تجاه الحفاظ على ما تعبوا فى بنائه بمجهوداتهم و أخبرهم أنه سينشر صور من شيكات تسليم العمولات لبعض القادة على مستوى الفروع الثمانية للشركة و هى شيكات بقيمة مالية عالية مدمج بهذه الشيكات صور لأصحابها و المدة التى حققوا فيها قيمة هذه العمولات الضخمة كنوع من التحفيز و التأكيد و برهنة للمتخلخل و ثبات لعزيمة الناجح أن هناك نماذج حقيقية على أرض الواقع قد حولت الحلم لواقع ملموس و الخيال لحقيقة مرئية و علي مثلث القادة نشر صور هذه الشيكات على جميع أعضاء الفرق التسويقية لديهم ..
كما أخبرهم مارك أنه سيقوم بأيجار أحدى القاعات الفخمة فى الأسكندرية لأقامة مؤتمراً و سيتم تصميم الدعاية لذلك و نشرها بين أعضاء الفرق التسويقية , و على مثلث القادة الترويج لهذا المؤتمر الذى سيتم فيه دعوة القادة الناجحين على رأسهم مثلث القادة و الذين تمكنوا من فهم سيستم العمل بكيان الأخطبوط و قاموا بتطبيقه و تحقيق العمولات التى تبدو خيالية لكثير من الأعضاء و غير الأعضاء بفرق عمل الشركة .. هؤلاء القادة حضروا بأنفسهم ليروى كلاً منهم قصة نجاحه للحاضرين و يلخص لهم أهم نقاط تحقيق النجاح .. بعد أن تكسوا شعارات للشركة و منتجاتها جدران القاعة و التى سيتم تجهيزها لمثل هذا الحدث الذى سيتولى تنظيمه طاقم مختص بذلك من قبل الشركة و لتسهيل الدخول عن طريق الحجز مسبقاً و دفع قيمة دعوة المؤتمر عن طريق الأبلكيشنات المختصة بذلك ..
أخبرهم مارك أن هذا المؤتمر الذى سيتم عقده سيكون أنسب رد على خائرى العزم و فاقدى الهمة فأما أن يشحذهم مرة أخرى فيتحمسوا و ينخرطوا فى سيستم العمل و يصبحوا قادرين على العطاء و أما بترهم و فصلهم عن الفرق التسويقية حتى لا يتحولوا لسرطان يصيب باقى صفوف الفرق ..
****************************************