- 5 -
دخلت فتاة جميلة صغيرة فى السن محل - وشم و رسم - تبدو فتاة جامعية من مظهرها و أحتفاظها بكتاب دراسى قابضة عليه بأصابع يديها .. أستقبلتها فريدة فى لطف فبدت السعادة على وجه الفتاة التى أخبرت فريدة عن رغبتها فى رسم غزالة صغيرة بألوانها الطبيعية على كف يدها فأبدت فريدة أعجابها لطلبها و هنا عبرت الفتاة عن مدى أعجابها هى بفريدة بعد أن شاهدت الفيديو المنتشر لها على مواقع التواصل الأجتماعى و هى تلقن الشاب درساً قاسياً و هذا ما حفزها لأن تختار هذا المحل بالأخص و ترسم فيه ما ترغب و ذلك لتلتقى بفريدة و تتعرف عليها و تخبرها أنها أيضا تتعرض لتحرش لفظى بأستمرار و لكن خجلها يمنعها دوما من أن يكون لها رد فعل مع هؤلاء الهمج الذين يضايقونها .. هنا تدخلت ماسة فى الحوار و هى تمارس عملها أيضا على المقعد المجاور لفريدة و ترسم وجه أسد على كتف شاباً صغير السن و لكنه مفتول العضلات ..
و قاطعت كلام الفتاة الجميلة و قالت مخاطبة فريدة : علميها يا قدوة .. ما دام جابت سيرة رد الفعل علميها قانون فريدة .. و ضحكت ماسة ..
فسألت الفتاة فريدة عن ما مقصد ماسة من كلامها فتجاوزت فريدة كلامها و هى تضحك لماسة ثم قالت للفتاة : قوليلى بقى يا عسولة عايزة الغزالة فين ؟؟
فرفعت الفتاة يداها اليمنى كأجابة على سؤال فريدة و همت فريدة فى الرسم فى اللحظة التى أنهت فيها ماسة عملها و غادر الشاب المفتول العضلات المكان ..
سألت فريدة صديقتها ماسة و هى ترسم الغزالة على يد الفتاة الجميلة :
أخبار باباكى أيه ؟ ياريت تسلميلى عليه كتير ..
أجابت ماسة فى عبوس : لما أشوفه هبقى أقوله .. بقاله يومين فى مأمورية شغل هو و أسلام بيباتوا فى الشغل .. معرفش عنهم حاجة ..
فريدة : على فكرة أنا سألت عن باباكى .. مجبتش سيرة يا محيرنى ..
ثم ضحكت فريدة و تظاهرت أنها منهمكة فى الرسمة ..
فقالت لها ماسة فى غيظ : أصلى !
أنهت فريدة الرسمة بمهارة عالية نالت أعجاب الفتاة كثيرا و التى أخبرت فريدة أنها ستكون زبونة المحل و تتمنى أن تكون صديقة لفريدة لو لم يضايقها ذلك , فرحبت فريدة بصداقتها و أخبرتها برقم هاتفها بناء على طلبها و سألتها عن أسمها فأجابت الفتاة الجميلة : أسمى رحاب ..
فأخبرتها فريدة أنها سعيدة لمعرفتها و ستنتظر قدومها مرة أخرى فى المحل .. أكدت عليها رحاب أنها ستفعل ثم ودعت ماسة و فريدة و غادرت المحل ..
و ما أن أنصرفت رحاب حتى أنقضت ماسة على فريدة و هى تأمرها فى لهفة :
أحكيلى بقى أزاى قابلتى نضال فى عيد الميلاد و أيه اللى حصل بالتفصيل ؟!
فريدة كانت لديها نفس اللهفة فى أن تقص ما مرت به فى عيد الميلاد بداية من تفاجئها بقدوم نضال لعيد الميلاد ألى أن أخبرته بأمر الحادث المؤلم و الذى كان سبباً فى معرفتها به .. فريدة بدأت تقص على ماسة و هى تستحضر بذهنها ما حدث و ماسة كانت متأهبة لحديثها و قد تحولت لأذن كبيرة صاغية !
رن هاتف فريدة أثناء أندماجها فى الحديث مع ماسة فضغطت على زر جانبى للهاتف دون أن تنظر للشاشة فصمت صوته لكن ما زالت شاشته مضيئة ثم أستطردت حديثها مع ماسة .. لكن رن الهاتف مرة أخرى فتناولت الهاتف لتكرر ما فعلته منذ قليل و تصمت صوت الهاتف و لكنها لاحظت أن المتصل هو نضال ..
تبادلت النظرات مع ماسة فطلبت منها ماسة أن تفتح المحادثة
و ترد على نضال .. لبت فريدة طلب ماسة و أتصال نضال و لمست رمز السماعة الخضراء على شاشة هاتفها ..
نضال كان يجلس فى مكانه المفضل على قمة الصخرة المدرجة برفقة رعد ..
كان متحفظاً على أرنباً رمادى اللون كبير الحجم على رجليه ثم أطلق سراحه ليقفز من على رجليه و ينطلق أمامه فيلقى مصيره من رعد فى مشهد مثير كان يتابعه نضال و هو يجرى أتصاله الهاتفى بفريدة ..
هاجم رعد الأرنب و أخذ يلتهمه فى أفتراس مصدراً أصواتاً وحشية قد سمعتها فريدة عندما بدأت المحادثة مع نضال فى الهاتف مما تسبب فى ذعرها و كانت أول كلماتها بعد ألقاء السلام على نضال أن سألته ما هذا الصوت المخيف ؟!
فطمأنها نضال و أخبرها أن الصوت صادر من التلفاز
من قناة ناشونال جغرافيك !
و ما كان على فريدة ألا أن تقتنع بكلماته لأنها كانت أجابة مقنعة بالنسبة لها و لن يخطر ببالها أى أمراً أخر !
ثم سألها نضال عن أحوالها و عن أخبار جاسر فأجابت فريدة فى تحفظ و أخبرته أن كل شئ على مايرام و سألته عن أحواله فجائت أجابته مماثلة لأجابتها ..
كان هناك حاجز كلفة واضح مسيطر على المحادثة الهاتفية فقرر نضال تهشيمه و قال لفريدة : أنا بعتذر علشان مشيت فجأة من عيد الميلاد من غير ما أسلم عليكى أو على جاسر و عارف أن دة هيتفهم غلط ..
أستطرد نضال بينما ألتزمت فريدة الصمت : الحادثة سابت جوايا جرح غويط ملوش أرار قفلت عليه بس أول ما حد بيلمسه بيرجع ينزف تانى و دة اللى حصل لما أتكلمتى عن الحادثة ..
مفيش جوايا أى لوم من ناحيتك أو ناحية والدك الله يرحمه .. دى كانت أرادة ربنا و أنا راجل مؤمن بقضاء الله و قدره علشان كدة مش بحمل حد مسئولية الحادث .. بس الموضوع فى حد ذاته لما بيتفتح قدامى بيكون كفيل أنه يحولنى لكتلة أحزان علشان كدة مشيت من عيد الميلاد ..
ردت فريدة و قد أثارت كلمات نضال حالتها النفسية لتألمها هى أيضا لفراق والدها :
راهنت نفسى على أنك راجل عاقل و ناضج و كسبت الرهان .. أنا مقدرة كلامك كويس و عارفة أنك أتحملت ألم مش سهل على أى بشر تحمله و برغم كدة قادر ما شاء الله توازن الأمور و تساير الحياة و تراعى كمان مشاعر الناس و أتصلت بيا علشان تعتذر ..
أنا بشكرك يا كابتن نضال و أكون سعيدة لو أعتبرتنى صديقة و أخت ليك و هكون مبسوطة لو سمعت صوتك تانى أو تشرفنى فى المحل فى أى وقت بدل الميعاد السابق الملغى ..
ضحك نضال و قال : البركة فى عيد الميلاد ..
ثم أخبرها أنه نال الشرف لمعرفتها و أنه يكن لها كل أحترام وتقدير و وعدها من باب المجاملة أن يقوم بزيارة لمحل - وشم و رسم - وتمنى لها النجاح و التوفيق فى حياتها ..
*************************
كان الضجيج و دخان الحشيش ينبعثان من شقة حازم , كانوا يدخنون المخدر بشراهة .. حازم و سعيد و جو و يشاركهم مازن بسيجارة واحدة يدخنها معهم .. كانوا يتحدثون بصوتا عاليا بسبب صخب أغانى المهرجانات التى تصرخ من سماعات هواتفهم .. كانوا يناقشون بعض الأفكار ليختاروا منها واحدة تصلح لتصوير الفيديو الرابع و لكن لم تنال أى منها أعجابهم و بدأت خيبة الأمل تتسلل على تعابير وجوههم .. رن هاتف حازم فتناوله فى وهن ليجد أسم المتصل private number لكنه لم يكترث و وضعه فى أهمال على مقعد مجاور له ثم أنتهى الأتصال لكنه عاود مرة أخرى بنفس الأسم و هنا خاطب سعيد بصوت أجش ذا طبقة أمرة لحازم و قال له : رد يا عم !
و بالفعل جذب حازم هاتفه بعد أن خفضوا مستوى صوت الأغانى و أستجاب للمتصل ..
كان المتصل هو مارك ليس عربياً لكنه يتحدث العربية بشكل مفهوم الى حد كبير , هكذا كان يوضح حازم لأصدقائه بعد أنتهاء المحادثة .. أخبره مارك أنه ممثل لواحدة من الشركات الكبرى فى مجال الألكترونيات التى ترغب فى أن تعرض أعلان لمنتجاتها على القناة التى يديرها مقابل مبلغا مالياً كبيراً و المقابلة ستكون فى فندق راقى شهير بمدينة الأسكندرية لأمضاء العقد و أخبره مارك
بموعد المقابلة ..
و هنا تبدلت خيبة الأمل و التى كانت قد سيطرت على ملامح حازم و أصدقائه الى فرحة عارمة و ظلوا يترنمون .. الزهر شكله هيلعب ..
**************
كانت فريدة تجلس ممدة قدميها على الركنة واضعة رأسها على كتف الحاجة سهام والدتها تشاهدان سويا مسلسل على التلفاز تتابعاه الأثنتان منذ بدأ أولى حلقاته منذ أيام ..
رن هاتف فريدة و كان المتصل private number فأنتبهت فريدة لهاتفها و نظرت لثوان لشاشة الهاتف ترددت أن تستجيب لكن أثار الأسم فضولها فسحبت السماعة الخضراء لجانب الشاشة و قالت : السلام عليكم
رد مارك السلام بلكنته العربية المكسرة و قدم نفسه لفريدة على أنه مالك لمعرض ألكترونيات سيتم أفتتاحه قريبا و يرغب فى الأتفاق معها لتزيين جدران المعرض ببعض الرسومات لموديلات الأجهزة التى يتاجر فيها مقابل مبلغ مالى ضخم و قد وقع الأختيار عليها للقيام بذلك بترشيح من أحد العملاء الذين أنجزت لهم بعض الأعمال بأحترافية فيما سبق , كما أنه سيكون هناك فروع أخرى للمعرض فى وقت قريب يرغب أيضا فى الرسم على جدرانها .. و ذكر لها مكان المقابلة و حدد لها الميعاد و كان نفس الميعاد الذى ألزم به حازم ..
لم تقاوم فريدة فرحتها و هى تخبر والدتها بقدوم خير كبير على وجهها الطيب لكن بدا تسلل القلق ليشوب فرحتها قليلا و عندما سألتها الحاجة سهام عن القلق الذى تلاحظه فى عينيها فأجابت فريدة أن مكان مقابلة العمل فى فندق و ليس فى المعرض !!
فطمأنتها والدتها و خمنت أن يكون المعرض مازال تحت التشطيب و غير مجهز لأستقبال أحد كما أن الفندق شهير و ذا صيت طيب
و أنها ستذهب معها من باب الأطمئنان ..
فرفضت فريدة تكليف والدتها أرهاق المشوار و طمأنتها أنها تجيد التعامل مع جميع الأصناف و قالت لها فى دعابة أن فيديو العايق قد منحها هيبة و رهبة لا بأس بهما و وعدتها أنها ستأخذ حذرها و سيكون بحوزتها الصاعق الكهربائى فى حقيبتها ..
****************
على غير المألوف كان يجلس نضال مساءَ مع عم جابر على مقهى اللؤلؤة يرشف من كوب حلبة بالحليب و هو يخبر عم جابر بأخر تطورات الأحداث بينه و بين فريدة أمام نظرات الدهشة الصادرة من عيني عم جابر فأخبر نضال فى تعجب أنه بذلك قد قابل فريدة للمرة الثانية بترتيب القدر دون معاد مسبق و فى فترة وجيزة !
فأومأ نضال برأسه بما يفيد صحة كلامه .. ثم قطع حديثهما رنين هاتف نضال و كان المتصل هو private number
أعتذر نضال عن قطع حديثه مع عم جابر و طلب منه أن يأذن له بالرد فرحب عم جابر لطلبه و أستجاب نضال للمتصل ..
قدم مارك نفسه لنضال على أنه مالك لأكاديمية خاصة للألعاب الرياضية تم أفتتاحها منذ قريب فى مدينة الأسكندرية و هو يصطفى مدربين حاصلين على بطولات سابقة ليقوموا بتدريب و أعداد الناشئين الذين يتدربوا بالأكاديمية ليحصدوا البطولات بأسم الأكاديمية و لذلك وقع الأختيار عليه لتدريب الناشئين فى الأكاديمية فى مجال رياضة الملاكمة بحكم حصوله على بطولة الجمهورية سابقا فى هذه اللعبة و ذلك مقابل مرتب شهرى خيالى ..
و حدد له مارك نفس الموعد الذى تم تحديده سابقا لحازم و فريدة ..
شرد نضال بعد أنتهاء المحادثة الهاتفية فأقتحم عم جابر شروده و سأله عن فحوى الأتصال الهاتفى الذى كان سببا فى أنشغال ذهنه هكذا .. أخبره نضال بالحوار الذى دار بينه وبين مارك كما أخبره فى التردد الذى أنتابه بشأن هذا الأمر .. صار أسلوب عم جابر جافاً و هو يوبخ نضال بدافع المصلحة و نضال يتفهم ذلك جيدا و يتقبله من عم جابر الذى أصر أن يذهب نضال للقاء هذا الرجل و أن يتشبث بهذه الفرصة و لا يضيعها .. فوعده نضال أنه سيفعل ذلك ..
***************
فى الكافيه الرئيسى للفندق الفخم الذى يشغل فيه مستر سولى سويت خاص كان يجلس مارك قبل الموعد المحدد للمدعوين بحوالى ربع ساعة على منضدة رقم 8 .. كان يتناول فنجان القهوة الرابع أو الخامس أصبح لا يتذكر ..
ظهر حازم عند مدخل الكافيه و هو يتحدث مع موظف الأستقبال فأشار له الموظف تجاه منضدة رقم 8 حيث يجلس مارك وهو يحتسى فنجان القهوة , مشى حازم فى تؤدة تجاه المنضدة و عيناه تتفقد مارك و تتفحصه و هو جالساً ممسكاً بهاتفه و منهمكا فى الكتابة على شاشته بسرعة فائقة !
أستقرت قدماه أمام مارك فأنتبه له مارك و رحب به و دعاه للجلوس .. ثم طلب له مارك من الكابتن فنجان قهوة مانو بناءً على رغبته و ما أن أنصرف الكابتن و كاد أن ينهمر حازم بالأسئلة على مارك حتى طلب منه مارك أن يتريث و يسترخ أولاً من عناء السفر ثم يتناول قهوته و فى الوقت المناسب سيذهبون جميعا لمقابلة المستر ..
زاد الأمر تعقيدا بالنسبة لحازم و سأل مارك و كأنه يستجوبه :
مين جميعاً دول ؟؟ و مين المستر دة ؟؟
دخل الويتر عليهم و قطع كلامهم و هو يقوم بمهامه و قدم فنجان القهوة و زجاجة المياه المعدنية الصغيرة أمام حازم ثم أنصرف ..
أشار مارك تجاه موظف الأستقبال و كان يقف معه رجل يسأل عن موقع المنضدة التى يجلسون عليها و بدا ذلك عندما أشار موظف الأستقبال تجاه منضدة رقم 8 ثم قال مارك مكرراً نفس الكلمات لحازم هذا الرجل سينضم ألينا و فى الوقت المحدد سنتحرك جميعا لبدء جلسة العمل ..
نضال من طراز الرجال الذين يلتزمون بمواعيدهم مهما كانت الظروف مما أدى الى أن تسير الأحداث على النحو الذى يرغبه مارك فأتت الأحداث سريعة متتالية .. مجئ حازم ثم يأتى نضال بعد وقت قصير فتضيق الفرصة على حازم فى محاورة مارك ثم يتعرف نضال على حازم فتتعطل فرصة نضال فى أستجواب مارك الى أن تأتى فريدة فيتحركوا جميعا .. هكذا خطط مارك للمرحلة الحاضرة ..
وصل نضال لمنضدة رقم 8 و ألقى عليهم السلام , رحب به مارك ثم طلب منه الجلوس .. قدم له حازم فأبتسم له نضال بعد أن تفاجأ بوجوده محاولاً أخفاء معرفته به من خلال فيديو الفواكه الذى شاهده فى عيد الميلاد على دون رغبة منه , و عندما جاء الدور على نضال ليقدمه مارك لحازم تفاجأ الأثنان أن حازم على معرفة سابقة بنضال من خلال قطع كلام مارك و أكمل مكانه حازم و قال : كابتن نضال ..
أندهش كلا من مارك و نضال ثم أستطرد حازم موضحاَ لهما كيفية معرفته بكابتن نضال فأخبرهما أنه قد أجرى حواراً صحفياً مع كابتن نضال منذ سنوات عندما فاز ببطولة الجمهورية فى رياضة الملاكمة !
فى هذه المرة حاول نضال أخفاء عدم تذكره له فى هذه الحقبة لتعدد الحوارات الصحفية التى أجريت معه وقتها و لكنه تظاهر باللطف معه فمعرفة حازم به و دعوته لنفس المكان معه قد أوحى لنضال قدر من مصداقية مارك له بخصوص أختياره للتدريب كبطل جمهورية سابق و عليه فظهور نضال قد أوحى لحازم أيضاً أنه سيكون بطل الأعلان لأمر ما يخص الرياضة على قناته على اليوتيوب !!
لقد جرت الأحداث على نحو أفضل مما كان يخطط و يتوقع مارك فقد أفاده كثيرا ترتيب القدر فى تعرف حازم على نضال و قد أنسجم الحوار بينهما و كلاً منهما يتحدث فى الأتجاه الذى يعتقده فى ذهنه !
مما سنح لأن تتفق كلماتهما لتصب فى النهاية فى نفس السياق الذى يعتقده الأثنان مما أتاح فرصة مرور الوقت بسلام على مارك دون صدام فى الأسئلة مع الأثنان و أعطى الفرصة أيضا لوصول فريدة و ظهورها عند مدخل الكافيه فى طريقها لموظف الأستقبال ..
أرشدها موظف الأستقبال لموقع منضدة رقم 8 فتقدمت فريدة خطوات ثم تباطأت خطواتها عندما لاحظت تجمع ثلاث رجال على المنضدة المقصودة , كان نضال و حازم يجلسان فى مواجهة مارك و ظهرهما لمدخل الكافيه و تعمد مارك ذلك ليتمكن من مراقبة كلاً منهم عند مجيئه دون أن يعرف أحدهم من هو الضيف التالى مما أدى لتسلل القلق لقلب فريدة و هى تتفاجأ بحضور ثلاث رجال لا تعرف أحداً منهم لكنها تماسكت و عزمت على مواصلة خطواتها حتى وصلت لمنضدة رقم 8 فوقف مارك لتحيتها فألتفتا كلاً من نضال و حازم لمعرفة الضيف الوافد فنزلت صاعقة المفاجأة على كلاَ من فريدة و نضال !
دار فى ذهن نضال و فريدة أسئلة عديدة لكن من المؤكد أبرز سؤال فيهم هو : هل يُصدق أن يتجمعا ثلاث مرات فى وقت قصير
بترتيب القدر دون أى معاد مسبق أو أتفاق ؟!
لحظات صمت مرت فى تبادل نظرات الدهشة بين فريدة و نضال أنتهت برد فعل يشوبه الأنفعال من قبل نضال و هو يوجه سؤاله لمارك بصوت أجش :
أنا عايز أفهم أيه الموضوع بالظبط ؟؟!!
فى هذه اللحظة أتحد موقف حازم و فريدة فى تأييد ضرورة أجابة مارك على سؤال نضال و بدأ ينقلب الوضع على رأس مارك لا سيما و قد لفت صوت نضال المرتفع أنتباه الحاضرين فى الكافيه مما أدى لتدخل أثنان من البودى جاردات لمساندة مارك الموقف لكن أشاح لهما مارك بالأنصراف و عدم التدخل أو الأقتراب مرة أخرى و طلب فى هدوء من فريدة و نضال و حازم أن يجلسوا و يتحلوا بالصبر و عندما يتناولوا مشروبهم سيولون وجهتهم للمستر الذى ينتظرهم فى نفس الفندق الذى يتواجدون فيه ليبدئوا جلسة العمل و هناك سوف يعُرض عليهم الموضوع بالتفصيل و سيشبعوا فضولهم و يطلعوا على حيثيات المشروع الذى تم دعوتهم من أجله ..
بدا الحديث مقنعاً للثلاثة و أيقنوا أنه ليس أمامهم غير أن يتحلوا بالصبر فجلسوا و قد أطمئنت فريدة أكثر لتواجد نضال فى نفس الحلقة التى تدور فيها لكن أنتبهت فريدة و لاحظت معرفة نضال بحازم و العكس أيضا مما أثار شكوكها و جعلها ترتاب فى أمر نضال لعدم أفصاحه بذلك عندما كان يشاهد معها فيديو الفواكه لحازم لكن على أى حال هى كانت تتظاهر بعدم معرفتها بحازم و التى نشأت فقط من خلال مشاهدتها الفيديو الخاص به .. لكن حازم فاجائهم للمرة الثانية عندما أبدى أعجابه بفريدة لموقفها مع الشاب الذى وشمته فى الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الأجتماعى و قد شاهده أكثر من مرة لا سيما بعد أن طلب منه رئيس تحرير الجريدة التى يعمل بها أن يجرى مع فريدة حواراً صحفياً الأسبوع المقبل بخصوص ما صدر منها تجاه الشاب و تم تسجيله فيديو !
تولدت كيمياء تعارف فى تجمع نضال و فريدة و حازم فيما بينهم من المؤكد أنها جائت فى صالح مارك و قد كانت الأمور على وشك أن تفلت من قبضة يده .. لكن لم يكن الوضع فى صالح فريدة و نضال لأن فريدة تسلل الشك لعقلها تجاه نضال الذى صار فى نظرها على علاقة بحازم و لم يخبرها بذلك فى عيد الميلاد كما أنه يحضر معها على نفس المنضدة و هى لا تدرى أيضا سبب تواجده !
كذلك نضال تسلل لعقله الشك تجاه فريدة لتواجدها أيضا معه فى نفس المكان و ظن أن هناك أحتمال لكونها على دراية بهذه المقابلة و لكنها لم تخبره بها فى المحادثة الهاتفية التى دارت بينهما .. لم يسلم أيضاً حازم من أصابته بالحيرة فمن سيكون بطل أعلان قناته أم أن هناك أكثر من أعلان لذلك حضرت فريدة و كذلك نضال ؟! هذا و قد تسلل الشك لعقل حازم أيضاً أن كان هناك أعلاناً فى الأصل فى ظل هذه الأجواء المضطربة !
أسئلة كثيرة كانت تدور فى أذهان الثلاثة و كان يلاحظ مارك عليهم ذلك التخبط .. لذلك أخبرهم ما أن ينتهوا من أحتساء القهوة و فريدة تنهى مج النسكافيه الذى طلبته سيتوجهون بعدها للمستر ..
******************
كان مستر سولى مسترخ داخل جناحه الخاص يتابع ما يحدث على منضدة رقم 8 فى الكافيه على شاشة هاتفه بطريقة ماكرة من مارك و قد تمكن من أذاعة ما يحدث على منضدة رقم 8 لايف لمستر سولى ..
أرسل مستر سولى أمراً لمارك بالصعود بالضيوف بعدها أصدر أيضاً أمراً لفتاة غانية كان يقضى معها سولى بعض الوقت للتسلية أن تكون جاهزة لفتح الباب لمارك و ضيوفه ثم تغادر بعدها ..
و بالفعل حضر مارك و الضيوف الثلاثة و دخلوا بعد أن فتحت لهم الغانية الى ريسبشن السويت حيث الكنبة الجلد ذات اللون الأبيض المط و مقعدين فوتيه من نفس الطراز تتوسطهما المنضدة المكعبة
المكونة من رزم الدولارات الحقيقية ..
بينما كان الضيوف الثلاثة يتفقدوا المكان و يتفحصوه بأعينهم حتى طلع عليهم مستر سولى بأناقته الملفتة فوقف مارك أحتراما له و هو يرحب به و يخبر الضيوف أن هذا هو رجل الأعمال مستر سولى و الذى دعاهم لهذا الأجتماع .. وقف الثلاثة لمبادلة مستر سولى الترحيب و المصافحة ثم دعاهم مستر سولى لمنضدة أجتماعات بجوار طقم الأستقبال الأبيض يبدو أن لون المنضدة أبيض أيضا ليتوافق مع ديكور الريسبشن لكن يفترش سطحها رزماً من الدولارات من طبقة واحدة لكنها تغطى المنضدة بالكامل و كأنها تقوم بدور مفرش السفرة !!
ما أن جلس الجميع حتى أخبرت فريدة مستر سولى أنهما تقابلا من قبل فى عيد ميلاد أسر فأكد لها صحة ما قالت فزادت دهشتها و أخذت تتمتم انها منذ فيديو العايق و المفاجأت تتوالى عليها !
قدم مستر سولى نفسه للثلاثة على أنه رجل أعمال ناجح فقد بدأ فى تأسيس شركته منذ خمس سنوات حتى أصبح لها سبع فروع فى سبع دول عربية و فى كل دولة مقر للشركة لكن نشاط الشركة الأساسى يتم ممارسته من خلال الشبكة العنكبوتية ..
أخبرهم مستر سولى أنه جاء خصيصاَ لمصر لأتمام هدفه فى فتح الفرع الثامن و الأخير لشركته فى مصر و بذلك يصبح أسم شركته
OCTOPUS THE ( الأخطبوط ) أكثر واقعية عندما يكتمل لها الثمانى فروع بمثابة الثمانى أذرع للأخطبوط !
أستطرد مستر سولى حديثه أمام الثلاثة و قد أصابهم فيروس الصمت أثر عدوى صعوبة فهم الموقف الذى وقعوا فيه .. أخبرهم مستر سولى أنهم محظوظون لأنه تم أختيارهم من خلاله شخصياً و ليس عن طريق أعلانات ممولة على مواقع التواصل الأجتماعى و يتقدم لهم المئات بل الألاف و يمروا بأختبارات عديدة لتصفيتهم و أصطفاء ثلاثة فقط من هذا العدد الضخم كما حدث فى كل دولة عربية من السبع دول ليكونوا أضلاع مثلث القادة الذى سيتولى أدارة شئون الفرع فيما بعد ..
فى مصر أختلف الأمر و أخبرهم سولى أن نواة النجاح تتوفر بشكل كبير فيهم مما يخدم مشروعه و هو التسويق الشبكى لمنتجات شركة الأخطبوط و هى عبارة عن هواتف و شاشات ذكية موديل The Eye ( العين ) و أن فكرة الشركة هى فكرة مجربة سابقاً فى الدول الغربية و قد حققت نجاحاً ساحقاً و عند نقل التجربة للدول العربية توقعت أنها ستحقق نفس النجاح و ربما تحرز نجاحا أعلى و هذا ما حدث بالفعل فى الفروع السبع العربية ..
فكرة الشركة تتلخص فى النضج التسويقى والذى يتبعه الغرب فى التسويق و هى أن يبتاع العميل أحد منتجات الشركة و يستفيد بأستخدامها و يصبح وقتها أذا رغب مسوقاً للشركة و منتجاتها و ينضم لأعضاء فريق التسويق و له الحق فى الأستفادة بالعروض الخاصة التى سيحصل عليها على حسب قيمة الباقة التى سيشترك فيها عند الشراء كما أنه سيحصل على توكيل منتجات The Eye مجانا فور أبتياعه لأى من باقات الشركة و يفوز أيضا بمنصة بيع ألكترونية مجانا تمنحها له الشركة بطاقم كامل مسئول عن أدارة المنصة له و يستطيع تسويق منتجاتنا من خلال هذه المنصة .. كل ما يتحتم على المسوقين عمله هو تخصيص بضع ساعات يومياً للتدريب أونلاين و تطبيق ما تعلموه و هو التسويق لكيان الشركة و الأنضمام لفريق تسويقها لأن أنضمام عضو يعنى بالضرورة أنه قد أبتاع من منتجات الشركة و هكذا نضمن البيع الفعلى لمنتجات شركتنا مع تخصيص عمولة مجزية لكل عضو فى الفريق أجتذب أحداً للأنضمام لكيان الأخطبوط و من أجتذبه يجتذب هو أيضاً أعضاءً جدد .. و هذا سيكون دافع قوى لأعضاء الفرق التسويقية جميعهم لأن يجتذبوا منضمين للكيان ليحصلوا على العمولة المباشرة و العمولة الغير مباشرة التى ستعود عليهم من خلال أجتذاب كل عضو فى فريقه لمنضمين جدد ..
و من باب تأكيد مصداقية الشركة أن كيان الأخطبوط تأسس منذ خمس سنوات و حقق نجاحا كبيرا ومن البراهين على ذلك الحفاظ على أستمرارية الشركة و تعدد فروعها فى مختلف الدول و التجهيز لفتح فرع جديد فى مصر ..
قرر حازم أن يتخلص من فيروس الصمت الذى أصابهم و سأل مستر سولى بخصوص مصداقية الشركة فهو يراها لا تختلف كثيرا عن شركات التسويق الألكترونى و التى أفتضح أمرها فيما بعد و كانت مجرد شركات تبيع الوهم و ليس لها فى الواقع أساس ..
ضحك مستر سولى ضحكة مريعة و داعب بكلماته حازم وهو يذكره بنصابة الهايبر و أن لها الفضل فى أن تحوله لجهازاَ لأستشعار النصب ..
بينما هو يخاطب حازم كان مارك قد سحب من الملف الذى أمامه بعض الأوراق و منحها لمستر سولى و قام سولى بدوره بعرض هذه الأوراق على الحاضرين و هو يخبرهم أنه أبتاع معرضاً كبيراً فى التجمع الخامس ليتخذه مقراً يحمل أسم شركة OCTOPUS و هذه الأوراق التى بين أيديهم هى أوراق رسمية للمكان من سجل تجارى و بطاقة ضريبية و تسجيل فى وزارة الأستثمار .. و أضاف لحازم و أخبره أن الشركات الواهية قد أفتضح أمرها سريعا كما قال و لم تستمر مثل شركة الأخطبوط لخمس سنوات و مازالت راسخة بثقلها على أرض الواقع و تفتتح فروعا جديدة !!
علق نضال على هذه الأوراق و قال أن هذا جيد و مطمئن لكنه سأل سولى عن سبب أختياره لهم بالأخص و ما هى نواة النجاح التى بداخلهم كما ذكر لهم !
بدأ مستر سولى يجاوبه و هو يوزع نظراته على الثلاثة .. تكوين فريق سيكون بالنسبة لكل واحداً منكم أسهل بكثير من أشخاص غيركم فظروفكم أفضل من ظروف القادة فى الفروع الاخرى للشركة و الذين أستغرقوا وقتا طويلاً على ما أكتسبوا ثقة الأشخاص و القدرة على أجتذاب و تكوين فرقهم و نجحوا فى النهاية لكن بعد عناء ..
الوضع فى مصر يختلف بسبب موضة التريندات التى يتألق فيها المصريون مما يسهل الأمر أكثر .. فحازم مثلاً ذاع له فيديو يلخص و يحذر من أساليب النصب المتحورة بأستمرار و قد حصد هذا الفيديو مشاهدات بالألاف كنت أنا شخصيا واحداَ من هؤلاء الألاف .. هذا الفيديو يُكسب حازم ثقة المشاهدين و كأنه صار متخصص و متعمق فى ما يتعلق بأمور النصب فعندما يعلن عن التسويق لشركة الأخطبوط على قناته فى فيديو جديد يستعرض فيه فرصة العمل التى توفرها الشركة و أمكانية تحقيق الثراء السريع و تبديل الوضع المادى للمنضمين سيساعد هذا الفيديو حازم على تكوين فريق كبير و فى وقت قصير لأن بحكم الفطرة البشرية فالبشر يتبعوا و ينساقوا وراء شخص موثوق فيه ..
أما بالنسبة لفريدة فـ الفيديو الخاص بها و الذى أنتشر أنتشاراً واسعا على مواقع التواصل الأجتماعى قد جعلها شخصية معروفة و أكتسبت على حسابها الخاص على فيس بوك متابعين بالألاف ذكوراً و أناثاً يحلمون فى التعرف عليها شخصياً
- هنا قد بادر لذهن فريدة العميلة المعجبة رحاب و التى رسمت الغزالة فى محل وشم و رسم -
ثم تأهبت حواس فريدة لحديث مستر سولى و هو يوضح أن فريدة أذا ظهرت فى فيديو مسجل أو لايف على حسابها الخاص تتحدث فيه عن كيان الأخطبوط و الأنضمام له و أنها الكوتش لفريق التسويق سيرحب عدد كبير من المتابعين بذلك بل سيسعون له .. فى هذه اللحظة ظهرت بعض علامات الأستياء على وجه فريدة !
ثم أستقر مستر سولى بناظريه عند نضال و قال له أنه أسفا يذكره بالحادث الأليم الذى مر به و عاد توزيع نظراته على الثلاثة و أستطرد .. لكن بعد مثل هذا الطراز من الحوادث يتعرض الناجون منها أذا نجوا لنوبات أكتئاب تودى بـأصحابها للأنتحار أو الأصابة بالجنون لكن نضال لم يصل لأى من المرحلتين و هذا يعنى أنه مميز و ليس شخصاً عادياً فهو يمتلك قوة داخلية رهيبة مكنته من العودة للحياة و الأستمرار فيها بشكل شبه طبيعى و هذا سيفيد كثيراً فى أن يطوع أصراره و أرادته فى أنجاح المهمة و أن يكون داعم لزملائه للأستمرار و النهوض وقت الفشل و يأخذ بأيديهم , كما أن كونه بطل سابق يدعم موقفه الأعلانى كثيراً .. غير أن أن البيئة الريفية التى يقيم فيها ستكون ملائمة جدا لأجتذاب منضمين للكيان ..
تعجب نضال و سأله كيف ذلك و هم ينتمون للطبقة الفقيرة و لم يقدروا على أبتياع منتجات الشركة غالية الثمن .. فأجابه مستر سولى و قال له أن من شروط أنجاح مشروع هو معرفة السوق المناسب لعرض منتجات المشروع به ..
و سوق مشروعنا هو المكان الذى به الفقير أو العاطل أو المديون !!
من يحلم بالنجاة من الفقر و تحقيق الثراء السريع و التخلص من قيود صاحب العمل هنا يتجلى دوركم فى أقناع هؤلاء و عرض الحلول عليهم للفوز بذلك مثل الأقتراض من أصدقائهم أو أقاربهم أو بيع ما بحوزة نسائهم من مشغولات ذهبية و بثمنهم يدخلوا شركاء فى الكيان و ينضموا لفريق التسويق لأن الربح الذى سيعود عليهم سيكون ألاف الدولارات التى تمكنهم من تحقيق أحلامهم أذا نجحوا فى أجتذاب أخرين و دعوتهم لأبتياع منتجات الشركة و الأنضمام لفرق تسويق الشركة كما حدث معهم ..
ساهمت فريدة فى العرض و عبرت لمستر سولى أنهم بذلك يستغلون ظروف الناس و يضغطون عليهم ..
صارحها مستر سولى و أخبرهم جميعا أن لابد من التخلى عن المبادئ و القيم و شعارات الفقر التى يرددها الفقراء لأن ليس لهم أى حول و لا قوة سوى الكلام و أنهم ضعاف الحيلة و لا يملكون غير الشعارات ..
فاجأهم مستر سولى و هو يخبرهم عن أقتناع و قال لهم : كما أشتهرت السياسة بأنها لعبة قذرة فالبيزنس الناجح و تحقيق الثراء يكون أحيانا لعبة أقذر
لكن التجربة و النتائج تستحق حقاً التضحية !!
و أستطرد مستر سولى فى فخر و أكد لهم أن أعضاء الفريق الذين سينضمون للشركة سيكونوا قد حصلوا على منتجات بقيمة المبلغ الذى دفعوه غير الميزات الأخرى التى سيحصلوا عليها من توكيل مجانا و منصة تسويق مجهزة لذلك و كورسات تدريب أون لاين غير العائد بألاف الدولارات الذى سيجنيه من ينجح فى مهمته و من يفشل لن يخسر لأنه سيحصل على منتج مقابل ما دفعه كما أنه سيحصل على خبرة من الكورسات التدريبية ..
سألته فريدة فى شجاعة عن تحديد الدور المطلوب منهم و المقابل المادى للقيام بهذا الدور .. فأجابها سولى دون تردد و قال ستكونوا مثلث القادة فى مصر المسئول عن الفرع الثامن للشركة , كل واحداً منكم سيكون فريقاً من ثمانى أشخاص و بالطبع سيكون كل واحد فى فريق كلاً منكم مسئول عن أجتذاب ثمانى أشخاص أيضا و عندما تساعدوه على أنجاز ذلك و تحقيقه سيحصل على مبلغ ثمانى ألاف دولار و بعد ذلك سيتم أحتساب له العمولة الغير مباشرة و سيتابع مارك معكم فيما بعد أمر العمولة المباشرة و الغير مباشرة و التدريبات الأون لاين و كل ما يخص سيستم العمل الى أن تتقنوا كل الأمور ..
صمت مستر سولى لبرهة ثم أستطرد حديثه ليجيب على الشق الثانى من سؤال فريدة .. بالنسبة لكم أنتم الثلاثة فالمظهر مهم جدا لكم كقادة لأقناع المواطنين و القدرة على أجتذابهم لتحقيق الثراء السريع لذلك سيتم منح كل واحداً منكم سيارة ملاكى حديثة بتوكيل أدارة مسجل فى الشهر العقارى و بهذا التوكيل يكون لكم كل الحق فى أستخدامها كيف ما تشائوا عدا أمكانية بيعها .. و سيتم أنزال أعلانات ممولة لكم برفقة السيارة التى أستطعتم الفوز بها بعد العمل و الأجتهاد فى شركة الأخطبوط كنوع من الدعاية و التأثير على الجمهور و أجتذابهم , كما سيتم منح كل واحداً منكم مبدئياً ثمانى ألاف دولار كعربون محبة و تحفيز لتكوين فرقكم التسويقية الثلاثة و لا تنسوا فكل فريق يتكون فى بدايته من ثمانى أفراد ..
أنبهر الثلاثة بالعرض و لكن لم يمنع الأنبهار من مناوشة حازم لمستر سولى و هو يخبره أن لديه فضول فى معرفة سر رقم 8 منذ أن جمعتهم المنضدة رقم 8 مروراً بما سمعوه !
ضحك سولى ضحكته المريعة و قال : أتعامل مع رقم ثمانية على أنه رقم الحظ بالنسبة لى .. قد يرجع السبب فى ذلك لأن تاريخ ميلادى هو 8 \ 8
ثم أعلن مستر سولى أنتهاء الأجتماع و أخبرهم أن لديهم مطلق الحرية فى قبول العرض أو رفضه و سيكمل معهم مارك ليجاوب على أى أستفسارات لهم و يخبروه بقرارهم فيبدأ فى تطبيق و تنفيذ العرض الذى منحه لهم مستر سولى أذا أبدوا موافقتهم ثم أستأذنهم مستر سولى و هو يذكر مارك أن يمنح كلاً منهم هديته عند أنصرافه مما زاد أنبهارهم أكثر و أستأذنهم بعد أن أثنوا عليه و عبروا عن سعادتهم للقائه ..
*********************