victorhero

Share to Social Media

من أنا؟
أنا كرسي جلدي موجود داخل دار نشر مكانها مصر الجديدة
منذ أن أحضروني من معرض الأثاث إلى هنا ولم يجلس فوقي أي شخص، حتى أنني شعرت أن وجودي هنا ليس إلا مجرد أن أكون جزء من ديكور المكتب
المكتب الذي كنت متواجد أمامه تم وضع عليه لافتة كتب عليها بخط عريض: مكتب المساعد الإداري
بعد مرور اسبوع من حضوري إلى هنا، كنت واقف أفكر فيما هو مصيري في هذا المكان العجيب، وتذكر حديثي في السابق مع مجموعة الكراسي في المعرض، وكل مرة كنا نتحدث عن الأحلام، كنت أقول لهم: أشعر أني سأكون كرسي لشخصية هامة، كنت أستمع إلى ضحكاتهم ولم أعقب عليها، فأنا أعلم أن أحلام المقيمون في دول العالم الثالث إما أن تكون مؤجلة أو مجهضة، ولكني افقت من شرودي حينما اقتربت من المكتب فتاه قصيرة نسبيً ونظرت إلي نظرة خافتة ثم جلست فوقي دون مقدمات
رأيت الكثير من زملاءها في العمل يدخلون المكتب ويقدمون لها التهاني على تعيينها في المنصب الجديد، متمنين لها التوفيق في عملها، رأيت إحداهن تقول لها في تهكم واضح: والله يا فريدة أنا عارفة إن المساعد الإداري ده بيكون شايل عبء المكان كله، لكن ربنا يوفقك وتكوني عند حسن ظن مجلس الإدارة
-- شكرا يا حبيبتي، ربنا يجعلني عند حسن ظنكم جميعا، معلش ممكن تطلبي لي فنجان قهوة وانتي خارجة
--معلش يا فريدة هو سؤال، هو انتي اشتغلتي في مجال المطبوعات ده قبل كدة؟

تململت فريدة فوقي وقالت لها بضيق واضح: القهوة تكون مظبوطة لو سمحتي
ظلت فوقي تسترجع ذكريات الحديث الذي كان يدور قبل قليل بينها وبين رئيس مجلس الإدارة
شعرتُ بحزنها، تذكرت أن رئيس مجلس الإدارة طلب منها ان تعمل في منصب المساعد الإداري، وهي أتت إلى هنا لكي تعمل في مجال تقييم الكتب قبل النشر
كانت لها مجموعة روايات قد نشرتها نشرً ذاتيً، حققت نجاح فائق، لقد كان من بين أحلامها أن تصبح صاحبة دار نشر، وها هي اقتربت من تحقيق حلمها بالعمل في دار نشر، كانت تريد أن تعمل في قسم التقييم والمراجعة، ولكن طلب منها مجلس الإدارة أن تعمل ولكن كمساعد إداري، ابتسمت حينما شعرت بأنها كادت أن تقترب مما تريد: منصب المساعد الإداري أكبر بالتأكيد من أي منصب داخل قسم المراجعة والتقييم التي كانت تريد أن تعمل به، وأكبر من قسم الترجمة التي كانت تفكر به أيضا بحكم تخصصها في اللغة الإنجليزية.
دخل عامل البوفيه بالقهوة؛ وضعها أمامها على المكتب وانصرف، أخذت تتناول قهوتها وتتصفح الملفات والعقود التي كانت دار النشر على وشك توقيعها مع الكتاب، بعد نصف ساعة انتهت من عملها وسرعان ما أصابها الملل من عدم وجود شيئ تفعله، فنهضت من فوقي وتوجهت خارج المكتب لكي تتعرف بالدار عن قرب.
لم يمر إلا ربع ساعة ورأيتها تعود إلى مكتبها، تأملتني برفق ثم جلست مجددا، أشعر أن هذه الشخصية تفعل أي شيئ بلا مقدمات، كم تمنيت أن تتحسسني قبل الجلوس، وتسأل حتى من باب الفضول عن نوع الجلد الذي صنعوني من بقاياه، ولكنها لم تكن تنتبه لي أصلا، يبدو أنها بائسة ويائسة من عملها، وتفكر في أن تتركه، كنت أشعر بها وهي تتململ فوقي وتفكر في ترك العمل، أفاقت من شرودها حينما طلبت السكرتيرة منها أن تدخل لها إحدى الكاتبات لتوقيع عقد رواية جديدة لها، أشارت لها فريدة بالموافقة، دخلت الكاتبة المزعومة
كانت فتاه طويلة القامة عريضة الأنف، كدت ان استلقي على ظهري من الضحك من مجرد رؤيتها، وشعرت أن فريدة أيضا كانت تضحك بداخلها، ابتسمت فريدة بود وطلبت من القادمة أن تستريح، وسألتها عن المشروب المفضل قبل الحديث والاتفاق؟
طلبت لها قهوة مظبوطة وطلبت لنفسها أيضا، وقعت الكاتبة العقد مع ممثل الدار وسلمتها فريدة نسخة من الرواية بعد الطباعة لكي تتأكد الكاتبة من جودة الورق ورؤية الغلاف على الورق قبل طباعة باقي نسخ الرواية وتوزيعها على المكتبات.
ابتسمت الكاتبة بود ونظرت إلى فريدة نظرة امتنان على المجهود الجبار التي بذلته دار النشر لكي تخرج العمل في هذه اللوحة الفنية البديعة
بادلتها فريدة الابتسامة، ولكني كنت أعلم أنها تكاد تغلي من الداخل، فقد كان العمل ركيكً حد الركاكةً وسطحي إلى حد الاسفاف؛ ولهذا السبب كانت تريد أن تعمل في قسم التقييم، فلو كان الأمر بيدها لأشارت على الكاتبة أن تأخذ الرواية هيلة بيلة وتلقي بها في أقرب سلة مهملات، ولكن هيهات.
قالت فريدة بود محاولةً ان تبديه: العفو يا استاذة، يا رب نكون ديما عند حسن ظنك
وأخيرً، انصرفت الكاتبة
اخذت فريدة تلعب بقدميها في الهواء محاولة السيطرة على انفعالاتها قبل أن تخرج وراءها وتضربها على قفاها محاولةً رسم الجدية على ملامحها.
انتهى اليوم الأول على هذا النحو، نهضت فريدة من فوقي وأخذت حقيبتها وأحكمت إغلاق أدراج مكتبها وانصرفت خارجة من المكان.
الأيام التالية كانت تمر في رتابة معتادة، فريدة تلتقي بأحد الكتاب أو إحداهن وتوقع معها عقد او اتفاق على نشر رواية جديدة أو كتاب مترجم، وتتصل بالمطبعة أحيانا، والمكتبات أحيانا أخرى، كانت تشعر بأنها ستختنق داخل هذا المكان، ولكن كان عليها ان تعمل، فآخر الشهر أوشك على الاقتراب، وكانت تريد أن يعلم الجميع أنها ذات كفاءة عالية.
اتصلت بها رنا صديقتها من قسم المراجعة وأخبرتها بأمر هام
- فريدة في كاتب جاب لنا كتاب أهبل وعايز ينشره، وأنا بصراحة عندي احساس كدة انه مسنود من حد في مجلس الإدارة وشكلهم هينشرو له الكتاب على الرغم من تفاهته، كان نفسي تبقي معانا والله يا فريدة، كنتي هترفضيه قبل ما أنا نفسي ارفضه، ولكن العجيب في الأمر يا فري إن أعضاء قسم المراجعة كان رأيهم من رأيي، وتاني يوم لقيت رأيهم اتغير وبيتكلمو كويس عن الكتاب
شعرت بفريدة تنتفض من فوقي وتلقي بي إلى الحائط وتسأل في اهتمام ملحوظ: اسمه ايه الكتاب ده يا رنا
-- اسمه أسرار الحياه، للأسف يا فريدة، الأمر انتهى، الصبح لقيت الاستاذ احمد سايب عقد فاضي عشان نوقعه مع مؤلف الكتاب، واضح إنها كوسة يا فريدة، الكتاب في غاية الركاكة والله، حاولي تعطلي توقيع عقده لحد ما اجيب لك نسخة منه، ووقتها رأيك هيكون نفس رأيي أنا واثقة
جلست فريدة فوقي مجددا وقالت بضيق: حتى لو معجبنيش يا رنا، تقدري تقولي لي هعمل ايه، ده مش دوري للأسف
اغلقت فريدة الهاتف في عصبية واضحة وشردت بأفكارها بعيدً، كانت تعلم في قرارة نفسها أن معظم الأعمال التي تنشرها الدار أعمال دون المستوى، صاحب دار النشر متعدد العلاقات النسائية، الوسط الثقافي كله يعرف هذه المعلومة، ومعظم الكتاب الشباب الذين يتعاملون مع الدار من الذكور ما هم إلا متوصي عليهم من رجال أعمال معروفة، أو لم يكن يميزهم عن غيرهم إلا أنهم أعضاء في الحزب الحاكم، من الأشخاص الذين يحضرون مؤتمرات الشباب
أفاقت فريدة من شرودها على اقتحام رنا لمكتبها وإلقاء نسخة الكتاب بين يديها وانصرافها دون حديث
قرأت فريدة الكتاب بعد ما طلبت من السكرتيرة أن لا تدخل عليها أحدً، وبعد ما انتهت منه، اعادته إلى رنا وقالت لها : أعضاء اللجنة غيرت رأيها عشان الكتاب بيمجد في الحكومة يا ست رنا، والكاتب كمان عضو في لجنة سياسات حزب الأغلبية، وأنا مش عارفة اعمل ايه
شعرت أن فريدة توشك أن تقدم على عمل كارثة، ولكني كنت سعيدً بما تفعله
اتصلت بسكرتيرتها وطلبت منها ان تتصل بالكاتب هشام فتحي وتطلب منه أن يأتيها في الغد لتوقيع عقد كتابه الجديد أسرار الحياه
غادرت فريدة مكتبها وشبح ابتسامة يداعب خيالها لما تود أن تفعله في اليوم التالي
وفي اليوم التالي
أتت فريدة ولأول مرة دخلت المكتب وكانت تغني بصوتها اغنية مشربتش من نيلها للفنانة الموهوبة شيرين عبد الوهاب، داعبتني قبل أن تجلس فوقي، وأخذت تلف بعينيها داخل المكتب وكأنها تتأمل المكان لأول مرة
طلبت من السكرتيرة أن تدخل الكاتب هشام فتحي لتوقيع نسخة من عقد كتابه
دخل هشام، تأملته فريدة لوهلة ثم طلبت منه أن يختار أقرب كرسي ويجلس عليه، قالت له في محاولة أن تكون ودودة: أهلا وسهلا يا استاذ هشام، في الحقيقة أنا مبسوطة إن الدار اختارتني عشان أكون ممثلها في توقيع العقد بيننا وبين حضرتك
قال لها: شكرا يا آنسة فريدة، في الحقيقة ده كلام مبالغ فيه، أنا مجرد كاتب مبتدئ يعني
-- استاذ هشام، احنة مش بنوقع العقد مع حضرتك بمناسبة كون حضرتك كاتب، في الحقيقة وجود حضرتك في حد ذاته مهم جدا بالنسبة للدار، عموما، يالا يا فندم نراجع بنود العقد سوا، أنا كتبته وثواني ويكون مع حضرتك للتوقيع.
بسم الله الرحمن الرحيم
إنه في اليوم الثالث من شهر مايو عام 2025، تم الاتفاق بين كل من:
أ: دار الصفى للطباعة والنشر ويمثلها الأستاذة فريدة الأمير كـطرف أول
ب:ـ الأستاذ هشام فتحي، العضو البارز بحزب مستقبل وطن كـطرف ثان
وقد اتفق الطرفان على أن يقوم الطرف الأول بطبع ونشر كتاب الطرف الثاني أسرار الحياة
يتحمل الطرف الأول تكاليف طباعة مائة ألف نسخة من الكتاب المذكور، ويتحمل الطرف الأول أيضًا تكاليف الحملة الإعلانية في الصحف والمجلات
تكون طباعة الغلاف على ورق فاخر ومن أربعة ألوان، على أن يجري فرز الألوان في مطابع ديكسون بإنجلترا
يتعهد الطرف الأول بتوزيع الكتاب في كل من: الإسكندرية وكفر الدوار ودمنهور وحوش عيسى والحامول والشين والمحمودية والمعدية وإيتاي البارود وكفر غزال وأسيوط، دسوق، كفر الشيخ، الزقازيق، المنصورة، أجا، طنطا، والمحلة الكبرى، والمنشية الصغرى، بنها، ميت ابو الكوم، نكلة العنب، بولاق، القناطر الخيرية، الوراق، إمبابة، القاهرة، الجيزة، بني سويف، المنيا، بني مزار، اسوان، ابو قير، مطوبس
عند هذه النقطة، انتفض المؤلف هشام فتحي غاضبًا وهب واقفًا وصاح بأعلى صوته: لا بلاش مطوبس من فضلك
سألته فريدة عن السبب، فأجابها بأن مطوبس مسقط رأسه، ولا يرغب في توزيع كتابه هناك، وعلى الفور سجلت فريدة في العقد بندا جديدًا
ملحوظة: وتستثنى مطوبس من توزيع كتاب أسرار الحياه، حيث إنها مسقط رأس المؤلف
وبعدها استأنفت كتابة مواد العقد
يجب على كل قارئ يشتري كتاب أسرار الحياه أن يترك عنوانه كاملًا عند الموزع الذي اشترى منه الكتاب، وأن يقوم بعد فراغه من الكتاب بكتابة رأيه فيه بمنتهى الصدق والوضوح، وتقوم دار الصفى للطباعة والنشر بإصدار كتاب ضخم يحتوي على ردود القراء تحت عنوان: صدى أسرار الحياه في أنحاء العالم وردود الأفعال بين القراء في القرى والمراكز.
بعد نشر كتاب صدى أسرار الحياه يقوم الأستاذ المؤلف هشام فتحي بالرد على الصدى عن طريق تأليف كتاب آخر بعنوان: صدى الصدى، ويجري الاتفاق مع المؤلف على الأجر وعدد النسخ المطبوعة في حينه.
تقوم دار الصفى للطباعة والنشر بتنظيم ندوة عالمية مختلطة من العرب والأجانب وتكون لندن مقر الندوة، ويحضرها سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس جمعية حقوق الإنسان وجمعيات الهلال الأحمر والرفق بالحيوان ومأمور قسم بولاق ويحييها المطرب الشعبي حمو بيكا، ويقوم الأستاذ هشام فتحي بافتتاح الندوة بكلمة لتحية السادة الذين لبوا الدعوة.
إذا وقع أي هجوم على الأستاذ هشام فتحي مؤلف أسرار الحياه أثناء عقد الندوة أو بعدها سواء من القراء أو النقاد أو المراقبين، تقوم دار الصفى للطباعة والنشر بحماية الأستاذ بكل الوسائل المتوافرة، وتخصص له طائرة خاصة طراز فانتوم لتنقلاته بين القارات.
يتقاضى الأستاذ المؤلف مبلغ ألف دولار عن كل ليلة يقضيها في الخارج للاشتراك في الندوات أو لعمل مقابلات صحفية خارج مصر، سواء حول الكتاب، أو حول غيره من الموضوعات التي تستأثر باهتمام الجماهير في مصر والخارج، ويكون الدفع نقدًا ويومًا بعد يوم، وتتولى دار الصفى للطباعة والنشر تسوية الضرائب المطلوبة منه عن بدل السفر والإقامة، كما يخصص له خادم وسكرتير خاص، ومترجم فوري، يشترط فيه إجادة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية إلى جانب العربية.
وبعدها استأنفت فريدة كتابة بنود العقد.
يحصل المؤلف الأستاذ هشام فتحي على خمسين في المائة من سعر الغلاف ويتقاضى مبلغ خمسمائة يورو عند توقيع العقد.
يقوم الطرف الأول بترجمة كتاب هشام فتحي إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتقوم الأستاذة ندى محجوب بالترجمة إلى الإنجليزية والأستاذة سارة موسى بالترجمة إلى الفرنسية، حيث إن أسرار الحياه من الكتب التي ستحدث هزة في العالم، وسيكون محل جدل شديد بين رجال السياسة والفن والرياضة من الآن وإلى منتصف القرن الواحد والعشرين، لذا يعطى للأساتذة المترجمين سعر خاص عبارة عن مائة يورو عن كل ألف كلمة.
تتعهد دار الصفى للطباعة والنشر بالحصول على مقدمة للكتاب من الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي إذا كانت ظروفه تسمح بذلك، فإذا لم تكن تسمح فتكون المقدمة بقلم الوزير محمد زكي حفظه الله.
أخيرًا: هذا العقد ملزم للطرفين وفي حالة وقوع أي خلاف بينهما تكون محاكم القاهرة مختصة بفض النزاع بالنسبة للنسخة العربية، وتكون محاكم لندن هي المختصة بالنسبة للنسخة الإنجليزية، أما الخلاف حول النسخة الفرنسية فيكون من اختصاص محاكم باريس.
عندما انتهت فريدة من كتابة العقد التاريخي، أخذ المؤلف يقرأ العقد، وتوقف فجأة عند بند من البنود.
وقال: إحنا ما اتفقناش معلش على فلوس النسخة الإنجليزية والنسخة الفرنسية.
تململت فريدة فوقي وأخذت تمرجحني قليلا وقالت في دلال واضح: هذا عقد آخر، وسيوقعه معك السيد مدير عام الترجمة بدار الصفى للطبع والنشر
عندئذ واصل المؤلف هشام فتحي قراءة العقد ثم أمسك بالقلم ووقع العقد وكتب التاريخ أسفل التوقيع، ثم وقف وأراد أن يصافح فريدة ، فقالت له: اسفة مش بسلم، فاستأذن في الانصراف، ولكنها طلبت منه أن ينتظر قليلًا، وخرجت من مكتبها إلى صالة التحرير، واتفقت مع المصورة أميرة سليمان على أن تأتي بعد قليل وتقتحم حجرتها وتصافحها بحرارة وتعانقها مهنئةً وأن تفعل نفس الشيء مع هشام، ثم تلتقطلهم صورة.
دخلت فريدة مكتبها، واقتربت مني، وكادت أن تجلس وتستريح فوقي، لاحظت الوجوم على وجه الاستاذ هشام فسألته : في حاجة يا استاذ هشام؟
لا والله بس أصلي عايز أمشي ومحتاج نسخة من العقد
اسفة والله، دي هتستلمها بكرة
وفجأة اقتحمت أميرة المكتب
عانقت فريدة وقبلتها، وصافحت هشام وقالت له في ود بالغ: أنا لن أهنئك، بل سأهنئ دار النشر التي قد وفقها الله في إبرام العقد معك، حضرتك كاتب موهوب، أي مكان يتمنى ينشر لك، لكن الدار هي الكسبانة بنشر هذا الكتاب
طلبت فريدة من أميرة أن تلتقط مجموعة صور لعمل دعاية للكتاب، التقطت أميرة الصور، وودعهما الاستاذ هشام ثم انصرف، طلبت فريدة من أميرة نسخة من الصور، وطلبت من رنا أن تعيد لها نسخة الكتاب
أرفقت فريدة العقد والصور والكتاب بملف وكتبت عليه بخط واضح: طلب نقل من القسم الإداري إلى قسم المراجعة، وأرسلته إلى مجلس الإدارة
علقت على طلبها بورقة داخل الملف كتبت عليها الآتي
-الكتابة فن، والكاتب فنان، والفنان ضمير الأمة.
وافق مجلس الإدارة على طلبها بعد تفهم رسالتها ، وفي اليوم التالي اعتذرت دار النشر الى الاستاذ الكاتب هشام فتحي لعدم تمكنهم من نشر الكتاب لانه دون المستوى
نقلت فريدة إلى قسم المراجعة والتقييم، وطلبت أن تأخذني أنا والمكتب معها
وتلك مغامرات أخرى.
2 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.