■ في الصباح الباكر وقف حارث يتأمل ضوء الفجر الساطع ويقرأ أذكار الصباح
بدأ بالتمشي قليلاً لينشط دورته الدموية ويبعد عنه الطاقة السلبية .. فلفت نظره أحدهم يمشي من بعيد وهو يترنح حتى سقط على الأرض فهرول مسرعاً إليه
كان يرتدي زي الأعداء ولكنه مصاب فقام بتضميد جراحه إلى أن أتى الملثم فشاهده فأتى نحوهما
£الملثم : السلام عليكم
هما : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
£الملثم : ما الذي حدث يا سعد ؟؟!
_ حارث : هل تعرفه ؟!
£ نعم فأنا من أرسلته ليعمل جاسوساً
= سعد : لقد اكتشف أحدهم أمري لكن من الجيد أنني استطعت التخلص منه
£ حسناً خذ راحتك فحديثنا سيطول إن شاء الله
■ ذهب حارث ليجمع بعض الحطب والحاجيات وعند عودته لم يجد سعد ولا حتى الملثم فشك في الأمر
ظل يبحث فوجد أخيراً سعد وهو مستلقٍ على ضفة النهر لوحده ورائحة دخان خانقة تنبعث من ناحيته
فاقترب منه فتوقف فجأة انبعاث الرائحة
مما أثار فضول حارث
فسأله : ماذا تفعل ولماذا تجلس لوحدك
سعد : لا داعي للقلق أنا بخير
= حارث : لقد حان وقت الغداء هيا بنا
سعد : شكراً جزيلاً بالهناء والشفاء
= لكنك لم تتناول شيئاً منذ البارحة ؟!
سعد : لا تقلق لقد تناولت بضعة تمرات قبل قليل
■ حارث ينصرف مستغرباً وبعد تناول الغداء وانصراف الجميع .. حكى للملثم ما رأه من سعد ورفضه للقدوم لتناول الطعام رغم الإلحاح عليه
£الملثم : (يضحك)
_ هل قلت طرفة ، ما المضحك؟
£ لا عليك ، نسيت أن أخبرك أن سعد مدخن
_ كيف ذلك ؟
£ هل سمعت بالسجائر ذلك الاختراع الذي ظهر حديثاً وأهلك الكثير من الشباب مادياً وجسدياً ؟
_ لا لم أسمع به.. وما علاقة ذلك برفضه أن يتناول الطعام معنا ؟؟
£ السبب يرجع إلى أن من مضار التدخين أنه يؤدي لفقدان الشهية لذلك تجده يشعر بالشبع وحتى إن تناول الطعام ستجده يأكل على خجل
_ نسأل الله السلامة.....
■ في المساء الملثم يبحث عن سعد
فيجده مستلقٍ على الأرض وروحه فارقت جسده
ووجد بقربه ورقة مكتوب عليها :
لن ننام قبل أن تناموا إلى الأبد .....