■ يغضب حارس بشدة ويقرر عزل محمود رغم عدم توفر البديل
أتاه محمود واعتذر بشدة ولكن بدون جدوى بل قرر نفيه بعيداً إذا لم يطق حتى رؤية وجهه
يجتمع رجال القرية وحكماؤها لتهدئة الحارث فقرر حارث معاقبتهم جميعاً
■ سمع والد حارث من أحدهم بهذه الأحداث فقام بتوجيه رسالة مكتوبة بخط يده للحارث لعله تكون حلاً لهذه الأزمة :
توجد قوتين بمثابة عملة نادرة لا يمتلكهما إلا الخاصة
والكثير يعتقد أن عدم امتلاكهما هو سقف القوة
وهما قوة ضبط النفس والمسامحة قوة ضبط النفس هي التحكم بالذات وإمساك الجوارح وقت الإنفعال وملامسة كبريائك بكلمات هنا إن كنت جالساً فلتقعد وإن كنت واقفاً فلتجلس
واستعذ بالله من الشيطان الرجيم عدونا الأزلي اللئيم وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ليس الشَّديدُ بالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّديدُ الَّذي يملك نفسه عند الغضب
أما القوة الثانية فهي المسامحة والعفو عند المقدرة هي أن تكون بيدك القوة الكافية لسحق من ظلمك فتخبرك نفسك ألا إنتصار إلا بدهس من جرحك هنا سيخبرك عدونا اللدود أن من أمامك قد تخطى الحدود وأن ذنبه لا يغتفر : لكي يحرمك الثواب العظيم و الأجر ستظل نفسك تحدثك أن المعاملة بالمثل هي الأساس وأن المعاملة بالأخلاق وطيب الأصل لا صحة لها من الأساس
وأنك بذلك ستصبح أقوى الناس وتبعد عنك الظالمين وعديمي الإحساس
فتتناسى قوله تعالي : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلْقَاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَقٌّ عَظِيمٍ }
والجامع بين هذين القوتين هنيئاً له فقد بشر بالخير في القرآن
وما أجمل أن يذكرك الله ولو ضمنياً :
" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أَعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)) " ☆ ( سورة آل عمران )
■ عندئذٍ تأثر حارث برسالة والده وقام بإعادة محمود لمكانه وأعتذر للبقية وعادت المياه لمجاريها..