صوت جندي ينادي : حارث ، حارث ، الأعداء يرسلون قوة ضخمة .. هيا بنا
■ حارث يرى أمامه الملثم يمد له كوب القهوة وابنته تقدم له الحلوى
الجندي : يا حارث هل أنت بخير ؟
الحارث : دعني وشأني الجو بارد أريد أن أنام ولا أستيقظ بعدها
الجندي : يا حارث للشدائد تدخر الرجال ، لمثل هذه المواقف تقاس معادن الناس
الحارث : يرمقه بحدة
■ الجندي ينصرف ويأخذ معه بعض الجنود وبعض المستنفرين الذين لبوا نداء المقاومة
الجندي بصوت عالي من أعلى نقطة في القرية :
ليخرج كل من هو قادر على حمل السلاح من أجل معركة الكرامة والكفاح
■ تخرج الحشود الغفيرة وتتقدم لمواجهة العدو قبل دخوله للقرية
■ بعد مرور أسبوع متواصل من القتال وتساقط القتلى في الجانبين باتت المعركة مكافئة إلى أن أحضر العدو سلاحه الناري
مدفع ضخم يقصف من على البعد والقتلى يتساقطون بالعشرات مع كل صوت
السيوف باتت مثل لعب الأطفال
■ لحق حارث بالحشد خارج القرية ليجد الجندي يقف ساكناً موجهاً نظره ناحية المدفع
الحارث : كيف يمكنني مساعدتك
الجندي : أوصل هذه الرسالة لإبنتي ، يسلمه ورقة
الحارث : ما الذي تعنيه بذلك ؟
■ ينطلق الجندي مسرعاً ليضع جسده في فهوة المدفع
■ يتدافع الحشد ناحية المتحكمين في المدفع لتوجيه الضربة القاضية وقبيل ذلك بلحظة
)بوووم ) صوت المدفع لقد رحل الجندي وتم إيقاف المدفع في تلك اللحظة
■ في طريق العودة للقرية وبعد تحقيق الإنتصار الذي أسعد كل الديار
يشعر حارث بشد أحدهم لملابسه يلتفت فلا يرى أحد !! صوت : هنا يا عم حارث ، ينظر لأسفل : ليجده طفلة في الخامسة من عمرها
الحارث : ما اسمك ؟
الطفلة : نعمة
الحارث : ماذا تريدين
الطفلة : أين والدي لقد عاد الجميع ولما أراه من بينهم ؟
■ يتذكر حارث رسالة الجندي في تلك اللحظة
يفتح الرسالة ليجد مكتوباً في بدايتها " إلى وردتي الجميلة نعمة "
ليبكي حارث بشدة ..
نعمة : ماذا هنالك يا عم لما الحزن ونحن انتصرنا ؟
■ يمد الحارث الورقة لتلك الطفلة : تفضلي هذه الرسالة من والدك
نعمة : ولكنني لا أجيد القراءة هل يمكنك قراءتها لي فضلاً
الحارث: حسناً لنجلس قرب تلك النار الجو بارد للغاية
■ يقرأ عليها حارث تلك الرسالة :
إلى وردتي الجميلة نعمة ..
إنني يا بنيتي في وسط المعركة وأخشى أن أنام فلا أستيقظ بعدها إن الموت ينتظرنا على أي حال ولكنني أخترت أن أموت واقفاً ... لقد أشعلت النار في جسدي فهل يمكنك الإحتفاظ بذلك الضوء من أجلي ومن أجل الجميع ؟..
والدك باسل ...
■ أخذت نعمة تلك الرسالة ووضعتها في حقيبتها
وقالت لحارث : أخبرني عندما يعود والدي من الجنة لكي أعيد له هذه الرسالة وإلى ذلك الحين سأحافظ عليها