mnhalsid

Share to Social Media

"نيران الحب والخيانة"

"البارت الأول"

"الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، داخل شوارع باريس التي تمثل المدينة العاشقة، تجد حبيبين يتعنقان ويتبادلن القبل في الطريق، تجد السكاري وفتيات الليل يشاورن لك لقضاء ليلة عابرة،  تجده يتمشي في توهان قزازة النبيذ التي لا تفارقه منذ سنوات، يتجرع منها وكانه يحصل على الحب من خلالها، شرب حتي شعر بالثمالة، يتحرك هنا وهناك ويهلوث بكلام غير مفهوم، لا يري أمامه الشوارع شبه خالية.......
🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

تحركت بسيارتها في شوارع باريس تشعر بالملل من حياتها الروتينة  قررت التنزة بالسيارة في ذلك الوقت المتأخر، قادت سياراتها ببطء تسترجع أحداث حياتها منذ ثلاث سنوات، اغمضت عينيها تنعش ذاكراتها....

نظرت لهاتفها بتأفف وضيق الوقت متأخرّ ولم يعود  من عمله، وقفت تنظر من النافذة من بعيد لمحت سياراته تدلف للفيلا، حاولت الهدوء قدر المستطاع كي لا تثار عليه...

دلف للغرفة يعلم ما سيواجهه، هتف بهدوء: مساء الخير..

هتفت باستهزاء: قصدك صباح الخير يا معتز الساعة داخله على تلاته الصبح..

تنفس بضيق وقال: اعمل إيه يا زينه الشغل مش بيخلص..

هتفت بسخرية:  شغل فعلا، نام عشان تصحي فايق لشغلك...

توجه للحمام يبدل ملابسه ويستعد للنوم، تمتدت على الفراش تحاول النوم عقلها ينبت الأفكار يقلق مضجعها، معتز منذ فترة متغير  يتاخر ويسهر كثيراً ويتحجج بالعمل، لم يعد يهتم بها كسابق، لا مجال للحوار بينهم ، تشعر وكانها تفقده مع الوقت اصبح الفتور هو عنوان علاقتهم...

تسطح بجانبها معطيها ظهره،دقايق وتعمق في النوم من الارهاق، نظرت لجسده بحزن ويأس، حاولت النوم  ، تركت الفراش وتوجهت للحمام تغسل وجهها، وقفت أمام المرأه تتمعن النظر داخلها  ذبول وارهاق جمال  يختفي من كثرة التفكير وعدم الشعور بالارتياح....

لاحظت الجاكت الملقي باهمال، رفعته من علي الأرضية، وقع نظرها علي خصل شعر لأنثي، اصابها الشك والحيرة من أين أتت تلك الخصلة؟، فرضت حسن النية، وضعت الجاكت في الغسيل توجهت للسرير دثرت نفسها حاولت النوم تغفو بعد مدة طويلة جاهدت فيها كي تصل للنوم......

عادت من ذكرياتها، كم كانت ساذجة؟. تثق في كلامة بكل سهولة، كانت تعيش في خدعها اصابتها في مقتل تركت خلفها ماضي لا يرحم وذكريات ما زالت سجينه عقلها......

لم تنتبه للشاب الذي يعبر الطريق لتوقف السيارة بسرعة، ترجلت من السيارة تحركت نحو الشاب وجدته ملقي على الأرض وزجاجة النبيذ متهشمة حوله، هبطت لمستواه لامست رقبته تتحسسها، تشعر بمجري الدم في الشريان، هزته لم يفيق، اشتمت رائحة الكحل،حملت جسده بصعوبة وأدخلته بالسيارة قادتها نحو منزلها.....  

حملت جسده وتوجهت لشقتها في الطابق الأول، فتحت الباب والقته على الاريكة، توجهت للداخل تحضر زجاجه ماء رشت منها علي وجهه، تتملل بانزعاج، تنفست براحه  بحاله جيده هو ثمل.....

تركته كما هو، توجهت لغرفة ابنتها الصغيرة التي تبلغ  عامين، اقتربت من فراشها وقبلتها، نزعت عنها ثيابها وتمددت بجانب الصغيرة احتضنتها وذهبت في ثبات عميق.......

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

يستعيد وعيه ببطء، صداع شديد يعصف برأسه من تأثير الكحل، فتح عينيه ببطء، اصتدم بنور الصباح الذي يظهر من النافذة المفتوحة على مصرعيها، اعتاد على الضوء، اعتدل جالساً على الاريكة، القي نظرة شاملة على المكان، أين هو هذا ليس منزله؟، سمع صوات أنوثي...

وقفت في المطبخ تعد افطارا خفيفا قبل أن تذهب للنادي برفقة الصغيرة، اليوم اجازتها وتقضيه برفقة ابنتها....

لم تنتبه لوجده خلفها ينظر إليها، جال في خاطرة زوجته، عندما كان يستيقظ علي أصوات في المطبخ، كان يقف يتاملها ويتمعن النظر إليها، ارتسمت إبتسامة عابرة علي ما دار في خاطره....

انتهبت لوجوده خلفها، اعتدلت ونظرت إليه باندهاش  ذو ملامح توحي أنه فرنسي...

هتفت بالهجة الفرنسية وبصوت مبتسم: صباح الخير، هل أنت بخير...

أفاق علي صوتها  ليس أريال زوجته الراحلة أنها فتاة غريبة و متواجد داخل شقتها، هتف بهدوء: صباح الخير، أجل لكنني أشعر ببعض الصداع...

هتفت بلطف: سأعد كوب قهوة لك سريعاً..

جلس على الكرسي وهتف بتسأل: من جاء بي إلي هنا..

منهمكة في صنع قدح القهوة وقالت: أنا من جٔت بك، صدمتك بسيارتي كنت ثمل لذك حملتك وجٔت بك إلي منزلي...

هتفت ببسمة: لا أعرف هل اشكرك، أم القي القبض عليك بتهمه اصتدامي، لكن على كل حال شكرآ لعدم تركي ملقي وحيدا في الشوارع....

هتفت بلطف: لا عليك المهم إنك بخير، ما اسمك..

هتف بهدوء: اسمي مهاب..

هتفت باندهاش: هل أنت عربي..

قال: أجل..

أبتسمت بسعادة لرؤيتها أحد عربي في تلك البلاد، برغم سنواتها التي قضتها هنا، لم تقابل عربيا قط...

صبت القهوة داخل الفنجان وقالت ببسمة مرحة: طلعنا ولاد بلد قلي من انهي دولة..

تفاجأ بلغتها العربية فقال: أنتي كمان عربية..

اعطته الكوب وهتفت بمرح:  من مصر من حي بولاق أكيد عارفة...

ابتسم وقال باللغة العامية: أنا كمان مصري بس أنا من حلوان...

جلست بجواره وقالت ببسمة: وطلعنا ولاد بلد، أنت شغال أي هنا...

ارتشف من قدح القهوة وقال بهدوء: أنا رسام، قوليلي اسمك إي..

أبتسمت وقالت بتسأل:زينة، شغال كويس في شغلنتك دي..

ابتسم وقال: ايوا اتشهرت هنا، متقلقيش ليا اسمي ومكانتي في باريس..

ضحكت وقالت بمرح: خايفه اتصدم من مكانتك..

ابتسم وقال بتسأل: أنتي شغالة أي..

هتفت بهدوء: شغالة مرشدة سياحية في شركة للسياحة..

ابتسم باعجاب وقال: شغلك حلو جدا، عايش هنا بقالك كتير..

هتفت بهدوء: من تلات سنين وأنت..

هتف بتذكر: بقالي عشرين سنه، جيت فرنسا وأنا عندي 21 سنه..

هتفت باندهاش: كل دا، عايش لوحدك ولا مع عليتك...

هتف ببسمة: شكلك بتحبي ترغي..

ضحكت وقالت: ادينا بندردش على ما إيلين بنتي تصحي، هنفطر ونتحرك على النادي..

هتف بتفأجا: أنتي عندك بنت..

أبتسمت وقالت: ايوا عندي بنت..

هتف بهروب: ياريت منتكلمش دلوقتي عن حياتنا الشخصية، أكيد هنتقابل تاني..

هتفت باندهاش: إزاي..

هتف ببسمة: زي ما جمعتنا صدفة، أكيد في صدفة تانية مستناينا....

وضع قدح القهوة على الطاولة، استقام وقال مودعا: عن إذنك لازم امشي، شكراً كتير على استقابلك في بيتي و على القهوة والدردشة اللطيفة...

صافحها وقال: مع السلامه يا زينه...

تركها من غير أن ينتظر كلمة منها، تحرك للخارج اغلق الباب خلفه، تحرك خطوات وقف ينظر لمكان بيتها مرة آخري انطلق مغادرا المنطقة بأكملها....

وقفت في المطبخ تشعر بالوحدة الملازمة لها منذ غياب حبيبها عنها منذ سنوات.....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

وقف الثلاثة بجوار بعضهم يخفضون رؤسهم للٔاسفل في خزي من الفعل التي قاموا به...

هتفت بصوت عالي موبخه إياهم: انتوا مش متربيين، معرفتوش تتربوا، طالعين لأمكوا فشله مش عرفت تحافظ على جوزها فتأخذ منها...

شعروا بالإهانة من كلام زوجة ابيهم عن امهم، هتف إلياس بخبث: الحمد لله يا طنط إحنا متربين قوي، والدتنا ست في منتهي الأخلاق عارفة ليه لانها مش عقربة زيك وخطافت رجالة، تسرق الراجل من مراته وعياله..

شعرت بالغضب من كلام الطفل هتفت بحدة: بقا أنا خطافت رجالة يا شوية زبالة..

هتف إياس ببرود: لا يا طنط إلي على رأسه بطحه بيحسس عليها..

وضعت يدها علي رأسها، انطلق الثلاثة ضاحكين عليها، هتفت بغضب: أنا هوريكوا..

تحركت كي تضربهم هتف إيلاس و يسرع بالركض: اجروا أمنا الغول جت...

تحرك الثلاثة راكضين نحو غرفتهم، مغلقين الباب بالمفتاح، وقفت خلف الباب تحاول فتحه، وجدته مغلقا لتسب وتلعنهم هم وامهم....

جلست ثلاثتهم بجانب بعضهم على الفراش..

هتف إيلاس بحزن: شفت الحزيبونة بتقول أي عن ماما..

هتف إياس بيأس: امتي ماما هتيجي تأخذنا  إحنا مش عاوزين الست دي...

هتف إلياس بأمل: ماما إن شآء الله هترجعلنا من جديد، بابا هيرجعها ويطلق الحرباية إلي جبهلنا، ونتجمع من جديد..

هتف إيلاس بدموع: ماما وحشتيني قوي، عاوز تيجي تنام معانا وتحكلنا حكايات وتلعب معانا زي الأول  بابا مشاها وخلاها تسبنا ومترجعش تاني..

احتضن إلياس إيلاس ربت على ظهره وقال بحب: ماما هترجع في يوم يا إيلاس، كن واثق أنها هترجعلنا..

فتح يديه الآخري ارتمي إياس داخلها، احتضن اخويه يحتويهم بحبه وحنانه كبيرهم وتؤمهم وحاميهم....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

عاد للمنزل محملاً بهموم على عاتقة، لا يريد مواجهة أحد ولا مقابلة أحد،  عاد في وقت متأخرّ، توجه لغرفة أطفاله، دلف للغرفة وجد كل واحد علي سريرة احكم الغطاء عليهم طبع القبلات على خديهم  تمسك إيلاس بيديه، استدار موجهاً جسده نحو إبنه الجالس على الفراش، هتف بحب لابنه: عاوز حاجه يا حبيب بابا...

هتف إيلاس ومازال أثر النوم يداعب جفونه: بابا عاوز اتكلم معاك..

جلس الأب بالقرب منه داعب شعره وهتف بحب: تعال نتكلم برا عشان اخواتك مش يصحوا، اغسل وشك وتعال  علي أوضة المكتب..

تحرك معتز  لغرفة المكتب، ارتمي علي أحدي الكراسي، يشعر بالغربة داخله، لم تكن تلك الحياة التي يردها،  يعاقب علي خطأه الفادح الذي ارتكبه منذ ثلاث سنوات، أين كان عقله وهو يتخلي عن زوجته لأجل إمرأة آخري استطاعت أن تسرق تفكيره؟، دمر عائلته السعيدة من أجل إمرأة آخري، لو عاد الزمن لم يرتكب ذلك الخطأ، سيعتذر الالاف المرات لتعود حياته السابقة كما كانت، فاق على ملمس يد إيلاس على وجه...

انتبه إليه ابتسم و قال: عاوز تكلم معايا في أي يا حبيب بابا...

جلس إيلاس بجانب ابيه صوب نظره نحوه وهتف بحزن: ماما يا بابا...

شعر معتز بمدي الأسي الذي يعانيه أبناه برحيل أمهم، هتف باشفاق: مالها يا حبيبي..

ادمعت عينيه وقال: ماما وحشتيني قوي يا بابا، عاوز اشوفها، عاوزها ترجع وتكون معانا، عاوزها تحكيلي حكايه قبل النوم و تأخدني في حضنها وتلعب معايا تاني....

بكي الصغير، اطغي عليه الحزن بكلام ابنه، احتضن ابنه بقوة تساقطت دموعه من الحزن، الفقد أحل بالعائلة كلها ، مسح دموعه هتف بثبات مصتنع: ماما أن شآء الله هترجع، نفسها تشفكوا عشان كدا  هترجعلكوا تاني...

هتف إيلاس برفض: بابا، أنا مش عاوز الست إلي عايشه معانا تقعد معانا مشيها يا بابا،  بتكرهنا واحنا مبنحبهاش، بتفضل تشتمنا وتزعق و بتشتم ماما، ست مش كويسه مشيها يا بابا..

فك ابيه العناق وقال بهدوء: مينفعش تمشي لأنها مراتي يا حبيبي،  بتعاملكوا كويس وأنا شاهد على كدا..

هتف إيلاس باعتراض: بابا أنت مش قاعد معانا، الست دي مبتعملاناش كويس، ديما بتضربنا وبتزعق،  قدامك بتعاملنا كويس لكن هي عقربة....

هتف معتز بضيق:  إيلاس مينفعش تقول كدا فاهم، دي مكان والدتك..

استقام إيلاس وأشار بيديه علامة الرفض وقال: عمرها ما هتكون ماما، عشان مفيش حد زي ماما، أنت السبب إن ماما بعدت عننا عشان كدا أنا بدأت اكرهك واكره البيت، في يوم همشي من هنا وهروح لماما....

جري إيلاس نحو غرفته يجر ازيال خيبته، تمدد معتز على الاريكة يشعر بالضياع، اغمض عينية راودته ذكري حدثت بينهم.....

هتف معتز بهدوء: زينة إحنا لازم نتطلق...

تركت الفراش وتحركت نحوه هتفت بعدم تصديق: معتز دا وقت هزار..

هتف بنبرة جافة: زينة أنا مش بهزر، إحنا لازم نتطلق، اكتشفت إن جوازنا غلطة ولازم نصلحها باننا نتطلق...

لم تصدق حديثة هتفت بصدمة: أي جوازنا غلطة جاي بعد تمن سنين وتقول جوازنا غلطة معتز أنت في حد في حياتك غيري...

لا مفر من الكذب هتف بهدوء: زينه من غير لف ودوران، أنا بحب واحدة وعاوز اتجوزها واكمل حياتي معاها، مش هينفع يكون في اتنين في حياتي عشان كدا لازم نتطلق...

صدمة اطاحت على ما تبقي من ثابتها هتف بهستريا: أي نطلق، أنت اتجننت ولا أي يا معتز، شوفت شوفه تانيه ومين إلي لافت عليك وخدتك مني، بعد السنين دي كلها، العشرة إلي ما بنا ولادنا يا معتز مفكرتش فيهم، تب مفكرتش فيا أنا هبقي عاملة إزاي، أنت واحد اناني مفكرتش غير في نفسك، كنت شاكه فيك  كدبت نفسي وصدقتك، قلت مستحيل معتز يعمل كدا ويخني لكن  طلعت غلط، أنت في الآخر عاوز تطلقني...

جلست على الأرض تبكي بضياع لا تصدق ما تفوه به، نظرت لمنظرها بأسي  لم يعد يريدها في حياته، ولا يريد خيانتها بأي طريقة، ضميرة بين نارين، لم يجد كلمة واحدة يواسيها بها هو السبب ويحمل الجميع تمن أخطاءه.......

جمعت شتات نفسها وهتفت وسط دموعها: معتز، أنا موافقة نتطلق لكن بشرط..

نظر إليها وهتف باندهاش: شرط أي..

هتفت بهدوء مصتنع: تقضي معايا يومين، أنا وأنت بس، تحاول علي قد ما تقدر تبذل كل ما بوسعك وتبيلني شويه من حبك عايزاك تكون جمبي في كل لحظة أرجوك يا معتز...

اغمض عينية وهتف بموافقة: حاضر يا زينه، هقعد معاكي يومين لوحدنا في أي مكان تحبيه....

عاد من ذاكرته، يشعر بالندم يتأكله، أين كان عقله ويتخذ تلك القرارات المصيرية،، سبح في ذكرياته...

جلس بجانبها أمام البحر، تسند رأسها علي كتفيه وذراعيه تضم جسدها إليه، امواج البحر تتلاطم، تقترب المياة تلامس قدميهم وتعاود الرجوع إلي البحر، اغمضت عينيها تستشعر وجوده بقربها، يجلس بجانبها يحاوطها بذراعيه  لا يشعر بها،  القريبة البعيدة

"تصبح علاقات الحب جافة بمجرد غياب المشاعر "

لا يشعر بمشاعرها ولا يبادلها أي شيء كسابق العهد بينهم، الكل سابح في تفكيره  برغم القرب هناك الالاف المسافات بينهم التي توحي بمدي البعد والجفاء الذي أطاح بيهم.........

فاقت من ذكرياتها، علي صوت طرقات علي الباب، اعادت تركيزها اقتربت من الباب تفتحه تفاجات من وجوده مجددا، يبدو أن القدر يدبر لقاءتهم بدون تخطيط......

أتي لمنزلها في تلك الساعة المتأخرة وحالته مذرية يبدو إنها ثمل من رائحة النبيذ المنبعثة منه...

هتف بثماله: زينه..

ارتمي علي جسدها، خارت قواه لم تعد قدميه قادره على حمله، إسندته وتحركت ببطء تجر نفسها، اسقطته على الاريكة، فتح عينيه ببطء نظر إليها وهتف بدون وعي: اريال...

اغمض عينية ساقطا في غيبوبه من أثر السكر..

اندهشت من الاسم الذي نطقه للتو، اعدلته جيداً، ازالت  الجاكت الذي يرتديه، والحذاء اشعلت المدفاة وذهبت لغرفته متسطحه على الفراش تفكر في ذلك الشاب الذي سقط عليها من حيث لا تعلم...

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

استيقظ من النوم، صداع يعصف برأسه، اعتدل جالسا متأمل المكان حوله، المكان شبه مألوف، اعاد تشغيل ذاكرته، ذلك المنزل اتاه من قبل، تذكر  منزل زينه، ضرب يديه على جبهته، لا يعلم كيف اتٓت به قدميه إلي هنا؟، تحرك ببطء يبحث عنها، اقترب من باب الغرفة المغلق، فتحه ببطء ليجدها متسطحه على الفراش وبجانبها ابنتها ابتسم بلطف المشهد الذي أمامه غمره ببعض السعادة، اغلق الباب ببطء، توجه للمطبخ يعد فنجان قهوة، وقف أمام الصنبور، اخفض رأسه وفتح الصنبور تغمره المياة تغطي رأسه ووجهه كي تحثه على الافاقة، فتح بعض الادراج ، احضر أدوات القهوة بدا في صنعها، وضع القدح على المشعل وقف ينتظر فورانه، فتح الثلاجة اخرج منها الخبر والجبن بدا بإعداد شطيرة جبن تقضي علي الثورة التي تتم داخل احشاءه.....

تمللت في الفراش، فتحت عينيها وجدت الصغيرة ما زالت غافية، طبعت قبله علي جبهتها وتحركت للخارج، لم تجده مسطح على الاريكة، سمعت صوت في المطبخ، اقتربت وجدته يصب قدح القهوة في الفنجان، أبتسمت لفعلته وقالت: الواضح إنك واخد راحتك على الآخر..

استدار مبتسما وقال: واخد بالي...

اقتربت منه وهتفت ببسمة: صباح الخير..

ابتسم بلطف وقال: صباح الورد، اغسلي وشك على ما اعملك سندوتش تفطري بيه..

ضحكت وقالت: ماشي..

توجهت للحمام، اغتسلت وجففت وجهها...

جلست على الكرسي ناولها الشيطرة التهمت منها قطعة بدأت تمضغها ببطء، وضع بجانبها كوب القهوة امسك كوب القهوة بين يديه، بدا يحتسيه بتلذذ...

هتفت بتسأل و تمضغ الشطيرة: عرفت مكان البيت إزاي...

هتفت بجهل:معرفش فجاة لاقيت نفسي هنا، إزاي معرفش..

أبتسمت وقالت: بتحصل قولي كان مالك امبارح كنت سكران، أنت علي طوال سكران..

اغمض عينية وزفر بحزن وقال:بحب اشرب لحد ما افقد الوعي من الشرب، الواقع مؤلم....

شعرت بالحزن من كلامه هتفت مؤيده: معاك حق واقعنا مؤلم، لازم نعيش فيه ونغيره، هروبك مش حل، قولي بتهرب من الواقع ليه..

هتف بيأس: عشان انسا إلي عشته..

هتفت بتسأل وفضول: أي إلي عشته وعاوز تنساه..

هتف بشرود وحزن: عاوز انساها واكمل حياتي و مش قادر،  لسه عايشه جوايا، ذاكرياتها ما زالت حيه..

هتفت بتسأل:  مين..

هتف بحزن عميق: مراتي اريال..

هتفت بعد فهم: أنت  متجوز..

هتف بحزن: كنت متجوز..

هتفت بفضول: تب راحت فين...

هتف بهروب: مش مهم مش حابب اكلم دلوقتي هكملك بعدين احكيلي إنتي عنك أنا معرفش غير اسمك..

هتفت بلا مبالاة: هتفرق في أي تعرف أي عني، حياتي عادية...

هتف بعدم رضا: تب احكيلي، مش إحنا أصحاب احكيلي بقا...

هتفت بتذكر وحزن: عادي يعني، كل الحكاية إني قابلت جوزي واتعرفت عليه واطلقنا وعادي يعني..

هتفت بسخرية: لا برافو، عرفت أنا كدا..

هتفت بضيق: امال عاوز أي فهمني..

ابتسم وقال: أعرف حكايتك إلي خلاكي تسيبي بلدك وتيجي هنا، أي سبب الطلاق احكيلي...

هتفت بحزن وحنين: كنت شغاله مترجمة تبع فندق للسياحة،  الفندق بيتعامل مع شركة للمواد الغذائية بنستورد منها، وقتها كنت عضو مهم وحضرت الإجتماع وشفته اعجبت بيه وبطريقة شغله، لاحظت اهتمامه بيا،علاقتنا في حدود الشغل لحد ما في يوم الاجتماع خلص وكلهم مشيوا معاد أنا وهو، وقتها عرض عليا نتجوز وقد أي اعجب بيا وعاوز يكمل حياته معايا، الدنيا مكنتش سيعاني لأني كمان كنت معجبه بيه، واتجوزنا، بعد سنه بقيت حامل وخلفت تلاته تؤم " إلياس، إياس، إيلاس'...

هتف بعد تصديق: تلاته تؤم...

ضحكت وقالت: مستغرب، وقتها معتز مكنش صدق أنه بقا عنده تلت ولاد مرة واحدة،جوازنا استمر تمن سنين لحد ما معتز بدأ يتغير معايا، ميهتمش بيا ولا بقينا بنشوف بعض وسأله يقولي في الشغل، مش فاضي، شكيت أنه بيخني  كدبت نفسي، لحد ما جه اليوم إلي اعترفلي فيه أنه بيحب واحدة تانيه وعاوز يتجوزها، واننا لازم نتطلق، وقتها انهرت واضايقت إزاي بعد كل السنين والحب دا كله، يفكر في وحده تانيه، ملقتش حل غير أننا نسيب بعض واسافر، كنت محتاجه اشبع من وجوده قبل ما نتطلق، طلبت اننا نسافر نقضي آخر يومين مع بعض، خلصوا اليومين وأطلقنا ودعت اولادي وسافرت فرنسا، اشتغلت واستقريت، اكتشفت إني حامل حسيت ان دا عوض ربنا بعد اولادي إلي اتحرمت منهم وخلفت إيلين، إلي هونت عليا وحدتي، ولادي معرفش عنهم حاجه ولا معتز  ميعرفش إن عنده بنت من الأساس....

مع كل كلمة ترويها، تسقط دموعها قهرا وحزنا، شعر بالحزن لأجلها، امرأة مثلها عانت الكثير ولم يدرك أحد  حزنها...

هتف باشفاق: كل دا حصل معاكي، متقلقيش فيوم هيكتشف أنه خسر انسانه زيك وهترجعي وتشوفي ولادك من تاني...

هتفت بدموع وامل: يا رب اهم حاجه عندي اشوف ولادي، واتجمع معاهم تاني....

استيقظت الصغيرة، خرجت من الغرفة وجدت امها تبكي اقتربت منها، هتف بقلق طفولي: مامي إنتي بتعيطي ليه..

انتبهت للصغيرة، مسحت دموعها وهتفت بحنان: مبعيطش يا حبيبتي، رمش دخل في عيني مش أكتر...

حملت الصغيرة واجلستها على الطاولة بجانبها، طبعت الصغيرة قبلة على خد امها وهتفت بتسأل: مين دا يا مامي..

أبتسمت زينه وقالت: عمو شهاب يا حبيبتي، سلمي عليه...

مدت الصغيرة يدها لشهاب، التقط يدها مقبلا اياها وهتف بحنان: ازيك يا إيلين..

هتفت ببسمة: بخير يا عمو...

هتفت لامها بتسأل: ماما، إحنا هنروح دريم بارك النهارده...

أبتسمت زينه وقالت: ايوا يا حبيبتي،  هيروح معانا عمو شهاب...

صفقت الصغيرة وهتفت بسعادة: تعيش ماما....

تحركت الصغيرة نحو غرفتها، هتف شهاب بلطف: شكراً يا زينه...

هتفت ببسمة: العفو يا شهاب، الواضح اننا هنكون أعز الأصدقاء...

هتف بفرحة: الواضح أننا بقينا يا زينه.....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

"مع تحيات /اوركيدا 🍁. "
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.