mnhalsid

Share to Social Media

"نيران الحب والخيانة"

"البارت الرابع "

خرجت من غرفتها وجدته جالس علي الاريكة يحاوط يديه برأسه وينظر للأسفل، سمع صوت إغلاق الباب انتبه لوجودها، استقام  وهتف بملامح مرهقة: زينة موافق نتجوز.

لم تصدق كلامه الذي ألقاه علي مسمعها هتفت وشبح إبتسامة ظهر علي شفتهيا: موافق نتجوز..

هتف مؤيّدا: أيوا موافق، فكرت واكتشفت أن دا الحل لينا إحنا الاثنين..

هتفت بعدم تصديق: شهاب أنت متأكد من قرارك مش عاوزة إضغط عليك..

هتف ببسمة مرهقة: صدقيني يا زينه مش مضغوط أنتي معاكي حق ودا فعلا الصح...

هتفت برضا: عارفه قد إي القرار كان صعب بالنسبالك هنفضل زي ما إحنا صحاب وبس..

أبتسم وقال: أكيد يا زينه..

هتفت بهدوء: أدام وافقت خلاص نروح السفارة النهارده ونتمم الجواز...

هتف باندهاش: بالسرعة دي..

هتفت باقناع: أيوا، أدام وافقت وبعدين أنا جهزت كل إجراءاتي عشان ارجع مصر فاضل أنت تجهز حجتك ونسافر..

هتف بأستغراب: الواضح إنك مجهزة كل حاجه، لا وكمان كنتي واثقه إني هوافق..

أبتسمت وقالت بثقة: آمال هو أنا أي حد..

ضحك وقال: ماشي يا ست الواثقة جهزيلي فطار علي ما البس هدومي..

هتفت بضيق: أي أجهز فطار دي، أنت صدقت نفسك..

هتف بمرح: أمال هتنزلي جوزك علي لحم بطنه يعني...

رفعت حاجبيها وهتف بسخرية: كمان بقيت جوزي، أمشي يااض من هنا...

أغمض عينية وهتف بوعيد: ماشي، ما أنا إلي جبته لنفسي...

توجهت للحمام تغسل وجهها وتركته مكانه....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

وقفوا علي مقربة من الباب يريدون أن يودعوا والدهم قبل ذهابهم للمدرسة..

يجلس علي الكرسي شارد الذهن ينظر من النافذة، عبرت في ذاكرته ذكري كانت بينهم، أغمض عينية يستشعر وجودها بجانبها...

دلف للغرفة وجدها شارده تتامل المكان من خلف النافذة اقترب منها ببطء، أحاط يديه علي عينيها، وهمس بجانب أذنها: الجميل سرحان في أي...

سرت قشعريرة في جسدها من همسه، رفعت يديها وإزالت يديه المغطية عينيه، رفعت رأسها لتقابل رأسه، نظر داخل عينيها بعمق وهتف باشتياق: وحشتيني يا زينة حياتي...

أبتسمت بعشق وقالت: أنت كمان وحشت زينه...

هتف بهمس عاشق: كنت بعد الساعات عشان ارجعلك واطل علي عيونك إلي عمري ما شبعت منهم أبداً..

أبتسمت بخجل وهتفت بحب: متعرفش أنت وحشتيني قد إي..

أبتسم وهتف بمرح: عشان كدا قاعدة وبطلي من الشباك...

أبتسمت وهتفت بحب: مستنية رجوعك ليا، وهفضل استناك طوال العمر...

هتف بعشق: مهما غبت عنك ديما هرجعلك يا زينه حياتي.....

فتح عينية ببطء، أصبحت مجرد ذكريات يسترجعها من عقله ليتذكرها ، لم يدرك شناعه فعلته إلي الآن يشتاق ويريد رؤيتها وذهبت ولم تعد، فاق علي صوت أبنائه ينادونه....

انتبه لهم وقال: أيوا يا ولاد..

هتف إلياس ببسمة: صباح الخير يا بابا..

هتف إياس ببسمة: صباح الخير يا بابا..

شعر ببعض الراحة في وجود أبناءه بجانبه وقال: صباح الورد عليكم يا ولاد...

هتف إلياس بهدوء: بابا إحنا رايحين المدرسة...

ابتسم وهتف مودعا: توصلوا بالسلامة يا حبيبي..

اغرقهم بوابل من القبلات والأحضان  ما تبقوا إليه يشعرونه بالأمان....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

نظرت للورقة التي ترسم عليها وهتفت بتافف: يوووه، أنا زهقت مش عارفه ارسمها...

نظر إليها بحنان، تناول الورقة التي رمتها أرضاً، واقترب منها جلس بجانبها، أمسك القلم من يديها وبدا بتعديل رسمتها  تتاملة، تراقب ملامحه  يخطو بالحبر على الورق......

أنهي الرسمة ورفعها إليها ببسمة، أمسكت الورقة وهتفت بسعادة: حلوة قوي يا إيلاس، رسمك جميل قوي، علمني بترسمها إزاي..

ابتسم على طريقتها الطفولية، امسك ورقة بيضاء وجلست بجانبه بدا يعلمها كيف ترسم وبعد حين سيعلمها كيف تحبه؟....

كان ذلك المشهد تحت أنظار نسمة وصابر الذين غمرتهم وعمت حياتهم السعادة والحب في وجود ذلك الطفل إيلاس....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

تنتظر أن يضع توقيعة على الورقة ليتمم الزواج،  إجروا كل الإجراءات وتبقي توقيعة عليه،، شعر بالتردد قبل أن يوقع  سيربط حياته بانسانة آخري غير الذي أحبها وعاش منها ولكن للضروة أحكام، أدركت تردده  وقعت بسرعة لا تعلم عواقب التي تفعله أهو صواب أم خطأ ستري القدر ما يدبر لها......

أبتسمت  تراه يوقع على الأوراق، نظر إليها ولكن بسمته مختفية، اختفت بسمتها تدريجياً  تنظر إلي ملامحه التي بدأت بالشحوب، اللون الأزرق الذي بدأ يكسو ملامح وجهه، شعر بالإرهاق والتعب وعدم قدرته علي تحمل الواقع، وقع القلم من يديه، ليستسلم للواقع ويغمض عينيه، انتبهت لهتزازة واغماءة،هتف بخوف: شهاب....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

وقفت في المطار تنتظر عودة شهاب ومعه ابنتها والحقائب،  تقف متوترة يعتصر قلبها من الحنين والألم، لم تتخيل أن تكون العودة لمصر صعبة هكذا وتفكيرها في المواجهة ستجعلها تصاب بالتوتر، منذ ثلاث سنوات وقفت في نفس المطار تتمشي ببطء وتدير ظهرها لحياتها التي غادرتها أجباراً ولم تلتفت خلفها خشية العودة والاستسلام،كانت وحيدة حينها لكن اليوم معها ابنتها وزوجها الجديد..

حمل الحقائب متوجه لزينه التي وجدها شارده ولا تعي ما يحدث حولها، يراقبها من بعيد يدرك مدي ترددها وخوفها ويقدر موقفها، قلب الأم دائما مفطور علي الحنان والاشتياق لفلذة أكبادها،، تمسك بيد الصغيرة ونادي علي أحد العمال يساعدونه علي حمل الحقائب وإيقاف تاكسي والتوجه لبيت زينه القديم.....

اقترب منها وضع يديه علي كتفيها، لتفيق من شرودها علي ملمس يديه، نظرت إليه بحيرة، يعلم تلك النظرات،  بحاجه للشعور بالأمان، الإناث دائما يبحثون عن الحنان أعينهم تظهر ضعفهم وخوفها، أبتسم يطمٔنها لم تقدر علي التبسم، لمح ملمع الدموع داخل حدقتها، فتح ذارعيه واستقبلها داخلهم، لم تمانع فكرت في حصولها علي بعض الحنان، يقلل من الخوف الناهش في قلبها، لفت ذراعيها حول عنقه ودفنت وجهها بجانب رقبته، شعرت بالأمان يغمرها، لف ذراعيه حول ظهرها واحكم إغلاقه، شعر بالدف والحنان الذي لم يذقه منذ سنوات عده، اشتاق إلي أن يضمه أحد ويغمره بالأمان والاطمئنان..

"من المحزن أن يحتضن أحدهم آخر ليخفف عنه وهو الذي يبحث عنه ليشعره بالوجود"

شعر بملمس دموعها الساخنة علي عنقه، زينه تبكي، يجب أن يتحلي بالصمت لتخرح من مكنونها وما يحتمل داخل قلبها، ظلوا علي تلك الوضعية لفترة وإيلين الصغيرة تبتسم لهم، لمح ابتسامتها الطفولية غمز لها ببسمة، لتبتسم الصغيرة بسعادة..

"الأطفال الصغار يعرف حقيقة مشاعرنا إذا كانت حقيقة أم كاذبة، ماكرون قادرون علي شم توربينات الكذب داخلنا، يعرفون الحقيقة لكنهم يدعون عكسها"

شعرت بالراحة والأمان بعد أن أخرجت كل ما بداخلها، فكت يديها من حول عنقه، نظرت إليه بامتنان وشكر وقالت بهمس : شكراً.

ابتسم بلطف، تامل المكان حوله وجدوا تجمهر من الناس، أخفضت رأسها من الخجل، المشهد تم أمام أعين الناس، نظر إليهم شهاب وتصنع الأفتعال، و/تمسك بيدها واليد الآخري أمسك يد الصغير وتوجه لخارج المطار، فتح باب التاكسي و/اجلس زينه وابنتها،شكر العامل واعطاه بعض النقود، توجه بجانب السائق، بمجرد أن جلس انطلقت منه ضحكات متواصلة علي ما يحدث، ضحكت زينه وإيلين علي ضحكاته، نظر إليهم السائق بشك علي تلك العائله المجنونة التي تضحك بلا سبب....

تاملت الطريق من خلف النافذة، البلاد كما هي تزداد ازدحاما يوماً بعد يوم، أسند رأسه علي شباك السيارة تامل ملامح القاهرة التي تركها منذ 20 عاما، تغيرت كثيراً عما تركها آخر مرة وازدادت ازدحاما وتلوثا عما ذي قبل، جاء مصر مع زوجته ما يقارب الخمس مرات للنزهه و الترفية، كان يقضي شهر واحد ويعاود لفرنسا،

"لم يشعر يوماً أن ينتمي لوطن معين، منذ طفولتة لم يحد وطن يؤيه وطنه كانت أريال، الوطن والملاذ ولكنها لم تعد موجودة"

توقف التاكسي أمام العمارة، ترجل شهاب يلملم الحقائب بمعاونه السائق، ترجلت ببطء من السيارة، تاملت منزل العائله التي قضت فيه سنوات عمرها طفولتها ومراحل نبوغها وشبابها ورونقها، كم تغيرت العمارة كثيراً؟، نادت علي البواب الذي لم يتغير منذ سنوات الطفولة الرجل الذي كهل، كومة من العظام يكسوها لحم شحيح، نادت علي عم فرج، لم يميز صوتها ولم يميز شكلها   استرجع ذاكراته، تذكرها بصعوبة ولكن في نهاية المطاف تذكرها زينه تلك الفتاة التي كانت تقطن مع عائلتها، صافتحه والقت عليه السلامات تذكرت ما مضي وعرفته بشهاب وابنتها، حمدت الله أنه لم يذكرها بزوجها السابق واولادها، حمل الحقائب حسين أبن البواب الشاب ذو 25 عاما، شاب في ريعان شبابه ما زال يحمل من القوة والصحة ما فقده أبوه...

وضع حسين الحقائب في الشقة التي أمرت بتنظيفها وترتيبها قبل عودتها، تاملت جدران المنزل باشتياق وحنين لٔايام طفولتها، مازالت الشقة ذو الطابع الفرنسي من عهد جدها، لم يتغير أو يشيخ أساسها ما زال بكامل جماله، قطع الصمت صوت شهاب هتف بانبهار: حلو قوي الشقة، زوق فرنسي أنيق..

أبتسمت وهتفت بحنين:   جدي إلي عامل الشقة دي...

ابتسم وقال باعجاب: جدك زوقه حلو جداً..

هتفت بلطف: شكراً، أوضتك هتكون هنا وأنا في الأوضة إلي جمبك ادخل ارتاح من السفر...

هتف ببسمة: ماشي، شكراً، يلا تصبحي على خير..

أبتسمت وقالت: وأنت من اهلو..

توجه للغرفة برفقة حقيبة السفر،  توجهت للغرفة وضعت الحقيبة أرضاً، انتقت ملابس لها ولابنتها وابدلو  ملابسهم، واندثروا في الفراش، لتغفو الصغيرة بمجرد استلقاها، قبلتها قبلات ناعمة، وأغمضت عينيها تحاول النوم لكنها لم تستطيع، جفاءها النوم، لا تريد النوم تشتاق لرؤيه أولادها فلذة قلبها و شهاب متعب ويريد الراحة وإيلين غافية يجب أن تذهب لرؤيتهم الآن.....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

هزته ببطء كي لا تفزعه مستغرق في النوم العميق، نادته بلطف كي لا ينزعج  لم يفيق، دقائق من المناداة ولكنه لم يفيق، هزته بعنف، ليصحو منزعج  قال: في أي..

هتفت بضيق:كل دا نوم يا شهاب، بصحي فيك مبتصحهاش، يلا عشان نخرج..

نظر إليها بعد فهم: نخرج فين يا زينه..

هتفت بضيق وانزعاج: عاوزة اشوف ولادي يا شهاب وحشوني قوي ومش قادرة أنام من غير ما شفهم، تعال نرحلوهم دلوقتي..

حاول تهداتها فقال بهدوء: زينه الساعة تسعه وزمانهم نايمين بكرا نرحولهم..

هتفت باعتراض وألم: مش هقدر يا شهاب أرجوك البس وتعال معايا علي ما البس واصحي إيلين ونروح سوا..

هتف باستسلام: ماشي يا زينه بس أجهزي بسرعة..

هتفت بسعادة: شكراً يا شيبو، شكراً شكراً، انطلقت راكضه نحو غرفتها..

أبتسم بمرح علي أفعالها، توجهت للغرفة أيقظت ابنتها بلطف وطلبت منها أن ترتدي ملابسها، شرع الأثنان في ارتداء ملابسهم...

هتفت إيلين بتسأل: ماما إحنا رايحين فين...

انحنت زينه لمستوي ابنتها، وتفت بحب: مش كنتي عاوزة يكون عندك أخوات تلعبي معاهم..

إشارت رأسها موافقة، أكملت زينه ببسمة و تمسح علي شعرها بحنان قالت: إحنا رايحين نشوف أخواتك الولاد مع بابا شهاب..

هتفت إيلين بإندهاش: ماما  أنا عندي اخوات ولاد..

هتفت  زينه ببسمة: أيوا يا حبيبتي عندك 3 ولاد، إلياس وإياس وإيلاس، هتحبيهم قوي وهما كمان هيحبوكي قوي...

شعرت إيلين بالسعادة فقالت: يلا بسرعه يا ماما أنا عاوزة اشوفهم...

دلف شهاب للغرقة وهتف ببسمة: يلا يا لولو عشان نشوف أخواتك...

هتفت إيلين بسعادة: يلا بسرعه يا بابا...

وقعت عليه الكلمة غمرته بالسعادة، لم يستمع لها قط، لم يقل أحد إليه يا بابا، انحني لمستوي إيلين واحتضنها هتف بحب وحنان ودموع: بسرعه يا روح بابا...

ادمعت أعين زينه لذلك الموقف، تقدر حال شهاب وتدرك مدي جرحه....
🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

هبط درجات السلم بسرعه لم يصدق أن زينه بالاسفل وأنها عادت، سيصلح كل شيء ويعيدها إليه مجددا، سيعتذر الآلاف المرات حتي تعود وترجع إليه ويعيشون معا، ارتدي ثيابه علي عجاله، هبط السلم لمحها، ما زالت جميلة كما هي لم يطمثها الزمن أو تتبدل ملامحها مازالت زينه التي عاهدها، انتبهت من وجوده أمامها تقابلت أعينهم في نظرة طويلة، أقترب منها ببطء ومع كل خطوة يخطوها تزداد ضربات قلبها، معتز الذي ما زال يسكن القلب رغم كل ما حدث، حاولت تجميع شتات نفسها ولملمت مشاعرها كي لا تفضحها دموعها التي تمنع هطولها بصعوبة، مسافة بسيطة  التي تفصل بينهم، يتقابلان بعد فراق، نظر لكل أنش في جسدها، غمرته إبتسامة عذبة لرؤيتها، هتف باشتياق وحنين: وحشتيني يا زينه..

لم تصدق كلمته التي قالها، أحقاً أشتاق إليها أليس  من تخلي وترك، دار هذا الحديث داخل عقلها،  تصنعت الثبات، تعجب من صمتها فقال: ساكته ليه يا زينه، هو مش وحشتك...

لا زالت صامتة، رفع ذراعيه يلامس كتفيها وجدها ساكنه تحدق فيه بصمت، هتف بهدوء: زينه أنا آسف، مستعد أصلح كل حاجه ونرجع سوا....

انطلق صوت شهاب الحاد هتف بغضب ويقترب منهم: شيل أيدك من علي مراتي..

أزاح شهاب يد معتز بقوة ونظرات الغضب تبعث من عينيه، نظر إليه معتز بعد استيعاب وقال: مراتك، زينه إنتي اتجوزتي...

هتف شهاب بحدة: أيوا، يكون تقرب منها تاني ولا تحاول تكلمها،  جايه تشوف ولادها و تأخدهم...

هتف معتز بصدمة: امتا و ازاي يا زينه...

قطعت صمتها وهتفت بقوة مصتنعه يشوبها الغضب: زي ما أنت عملتها واتجوزت يا معتز، ولا كنت عاوزني أبكي علي الاطلال واضيع عمره كله فكراك وإني في يوم هرجعلك...

هتف بتبرير واعتذار: زينه، اكتشفت إني غلطان وإني ظلمتك، أنا آسف يا زينه..

هتفت بسخرية: بعد أي يا معتز إلي ما بنا انتهي وخلص معدش ينفع...

أقتربت إيلين التي اتخذت ركن صغير بعيد  عنهم، تمسكت بيد شهاب وهتفت بطفولية: بابا..

انتبه الثلاثه لصوت الصغيرة، انحني شهاب لمستواها وهتف بحنان وبسمة: نعم يا قلب بابا..

هتفت بملل طفولي: أخواتي فين عاوزة اشوفهم..

داعب خديها وهتف بلطف: شويه ونازلين يا حبيبتي..

استقام شهاب وتمسك بيد الصغيرة نظرات معتز التي لا تصدق، هتف معتز بعدم تصديق: زينه دي بنتك..

هتف شهاب ببسمة مستفزة: بنتنا يا أستاذ معتز....

صمت معتز  يري أحلامه تتبخر أمام عينيه، زينه أصبح لها  زوج وعائلة و صار وحيداً، قطع الصمت، صوت أقدام الأطفال يهبطون السلم بسرعة...

هتف إلياس وإياس بسعادة  يروا والدتهم: ماما..

نظرت لمصدر الصوت وجدت صغيريها يقتربون منها، كم صاروا كباراً من آخر مره راتهم فيها، فتحت ذراعيها تستقبل صغيريها، إلياس وإياس، استقبلتهم داخل ذراعيها احتضنتهم بقوة وطبعت الكثير من القبلات علي وجههم، هتفت باشتياق وحنين: وحشتيني وحشتيني أوي، عاملين أي يا حبيبي...

هتف إلياس باشتياق ودموع: إنتي إلي وحشتيني أوي يا ماما، غبتي كتير، دلوقتي إحنا بخير في وجودك...

هتف إياس بحب: إنتي إلي وحشانه قوي يا ماما، غيابك طول قوي، أهم حاجه إنتي عامله إيه يا ماما...

هتفت بدموع وحب: بخير يا حبايبي لما شفتكم، آسفه علي غيابي غصب عني يا روح قلبي..

تطلعت تنتظر نزول إيلاس ولكنها لم تراه، هتفت باندهاش وتساءل: فين أخوكم إيلاس، مرديش ينزل يشفني،  زعلان عشان سبته صح...

غاردوا ذراعيها نظروا لبعضهم البعض، تبادلوا النظرات بين والدهم  التي نظر للأرض بخجل وبحزن لغياب أبنه...

شعرت زينه بتوتر الجو بينهم هتفت بقلق: فين إيلاس يا أولاد أخوكم جراله حاجه...

هتف إلياس بدموع: ماما إيلاس مبقاش موجود..

هتفت بصدمة:  يعني أي مبقاش موجود...

استقامت زينه واقتربت من معتز وهتفت بتسأل وقلق: معتز إيلاس إبني فين..

هتف معتز بدموع وخزي: معرفش يا زينه إيلاس فين...

ادمعت عينيها وهتفت بغضب: متعرفش إبنك فين، معتز أرجوك متخبيش عليا، إيلاس إبني جراله حاجه...

هتف معتز بحزن: إيلاس هرب وساب البيت...

هتفت بصدمة وعدم تصديق: إيلاس ساب البيت ليه ومن أمتي قولي يا معتز.

هتف معتز بتوضيح ونبرة تدل علي الانكسار: كان في المستشفى وأحنا مروحين فتح العربية ومشي..

صدمات تلو الأخري هتفت بخوف: إيلاس كان في المستشفى بيعمل أي..

هتف معتز بدموع: إيلاس فقد النطق ومبقاش بيتكلم...

تهاطلت الدموع بكثرة من عينيها هتفت ببكاء حاد: كل دا حصل وأنا معرفش أنت السبب يا معتز أنت السبب، قلتلك إيلاس لا، أكتر واحد هيتعب  إيلاس ومسمعتش كلامي، أنا عاوزة أبني يا معتز، عاوزة إبني...

اقترب شهاب من زينه، ضمها بين ذراعيه، يدرك عمق الصدمات التي تلقتها للتو، بكت وانتفضت داخل أحضانه هتفت بقهر: عاوزة إبني يا شهاب، عاوزة إبني..

ربت علي شعرها بحنان وهتف بأمل: هيرجع يا زينه إن شآء الله هيرجع...

هتفت زينه بانكسار: إبني فقد النطق يا شهاب مبقتش هسمع صوته تاني ولا هشوفه،وحشني قوي يا شهاب...

هتف بحنان: هيرجع يا زينه وهتشوفيه وتسمعي صوته من جديد وهنتجمع كلنا سوا..

هتف شهاب بهدوء: أستاذ معتز أحنا جايين عشان ناخد الولاد، هيكونوا مع زينه وأنت في أي وقت ممكن تشوفهم مفيش مشكلة،  الفترة دي الولاد لازم يكونوا معانا وعشان يعرفوا أختهم الجديدة...

هتف معتز برفض: لكن أنا...

خرجت زينه من ذراعي شهاب وهتفت بدموع وغضب: أوعي تفكر ترفض كفايه إني سبتهملك من غير ما اتكلم، دلوقتي جه دوري اخدهم...

هتف معتز باستسلام: إلي تشوفيه يا زينه...

نادي معتز علي الخادمة لتجهز حقائب الأولاد، صعد الطفلين لتغيير ملابسهم، جلست زينه علي أقرب أريكة وبجانبها شهاب يخفف عنه وإيلين الصغيرة تمسح علي وجهها بحنان..

اقترب معتز وهتف بندم: زينه آسف على إلي حصل كان غضب عني والله، إلي حصل لٕايلاس كان بغير أرادتي، سامحني..

هتفت زينه بغضب: مش هسامحك يا معتز غير لما إيلاس يرجع، لما إبني يرجع لحضني من جديد...

هتف معتز بأمل:  أن شآء الله هيرجع...

هبط الأولاد وبجانبهم خادمتين يحملون الحقائب، استقام معتز يودع أطفالة بدموع وحب وقال: هكلمكوا كل يوم وهشفكم علي طوال، هتوحشوني قوي، روحوا مع ماما..

احتضنه الولدين وهتفوا بحب: أنت أكتر هتوحشنا يا بابا، خلي بالك من نفسك...

هتف ببسمة: حاضر يا حبيبي..

اقتربوا من والدتهم، أمسكت بيد كل منهم وشهاب يتمسك بيد الصغير، تحركت قليلا ثم عاودت نظرها للخلف القت نظرة طويلة علي معتز واستادرت مغادرت المكان، ارتمي معتز علي الاريكة يبكي بضياع، الحياة صارت خالية بالنسبة له وصار وحيد....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

"مع تحيات/اوركيدا 🍁. "
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.