mnhalsid

Share to Social Media

"نيران الحب والخيانة"

"البارت الثاني "

تسحب ببطء ينظر يمينا ويسارا يغشي لو تراه فيعاقب، فتح باب غرفتها بهدوء دلف للداخل بخطيء متمهلة، اقترب من خزانتها وفتحها، أخرج المقص من البنطال ، تناول فستان وشرع في قصه بالمقص، تناول آخر وآخر  قص ثلاث فساتين، تحركت لغرفتها تحضر هاتفها الذي نسته، توجهت للغرفة، لم يشعر بخطواتها وهي تدخل، تفاجأت من وجوده والملابس الملقاة علي الأرض، المقص الذي يحمله بين يديه، اقتربت منه وهتفت بصدمة: أي دا..
انحنت تحمل الملقي على الأرض تري ثيابها الممزقة، هتفت بصراخ: أي إلي أنت عملتوا دا يا ولد..

أمسكت يديه توبخه وتضربه  حاول الدفاع عن نفسه، ضربته وسحبته خلفها هتفت بوعيد: هوريك إزاي تعمل كدا يا قليل الأدب..

بكي وتوسل إليها كي تتركه، هتف بدموع: حرمت حرمت آخر مره..

هتفت بغضب: آخر مره ما هي فعلا هتكون آخر مره...

القته في غرفة داخل البدروم، هتفت ببسمة شريرة: خليك محبوس هنا عشان تتعلم الأدب..

أغلقت الباب، جلس على الأرضية يبكي وينتحب الغرفة بأكملها مظلمة ذات رائحة عطنه لعدم تعرضها للهواء، ضم ساقيه إلي صدره وبدأ بالبكاء، يكره الظلام وتلك المرأة القته داخل غرفة مظلمة، ظل صامت ساكن على نفس وضعيته، يتمني وجود أمه بجانبه أو أخويه، أغمض عينية يتذكر والدته الحنون التي كانت دائما بقربه.....

توجه لغرفة والديه، يمسح أثر النوم على عينيه، طرق الباب ليستمع لإذن الدخول، دخل ليجد والدته تمشط شعرها، اقترب منها وهتف بنعاس: ماما عاوز أنام جمبك...

أبتسمت بحنان لابنها، استقامت واقتربت منه، انحنت لمستواه وطبعت قبله على خديه، أمسكت يديه وتوجهت نحو الفراش، دثرته جيدا في الفراش تممدت بجانبه، ضمته داخل احضانها، داعبت شعره حتي غفي الصغير بين يديها وذهبت  في ثبات عميق...

فاق من ذكرياته على واقعة المظلم والغرفة المظلمة حوله، بكي بقوة وحرقة هتف بترجي: ماما......

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

عاد الطفلين من مدارسهم، توجه لغرفتهم، اندهشوا من عدم وجود اخيهم في الغرفة

هتف إلياس باندهاش: إيلاس فين..

هتف إياس بارهاق: تلاقيه بيلعب في الجنينة، هنغير هدومنا وندور عليه..

بدأ بتغير ثيابهم، توجهوا نحو الحديقة، قابلتهم زوجه أبيهم على السلم..

هتف إلياس بتسأل: إيلاس فين يا طنط..

هتفت بالامبالاة: خرج يجيب حاجات مع السواق..

تحركت مغادرة المنزل، هتف إياس بأستغراب: خرج مع السواق إزاي وعمو فريد برا في الجنينة..

هتف إلياس بشك:تعال نسأله..

تحركوا نحو الجنينة، وجد السائق يحتسي الشاي مع عامل الأمن..

هتف إياس بتسأل: عم فريد،  إيلاس خرج معاك..

هتف بجهل: أبداً يا أبني، إيلاس مخرجش من البيت ...

نظر الإخين إلى بعضهم  بشك، لٔاحظ فريد نظراتهم فقال: في أي يا ولاد..

هتف إياس بتهرب: ولا حاجه يا عمو.

توجه الأثنان لداخل، هتف إياس بقلق: فين إيلاس، الحزيبونه قالت أنه خرج مع عم فريد، وعم فريد  في البيت..

هتف إلياس بخوف: أكيد عملت فيه حاجه، تعال ندور عليه في البيت..

بدأ البحث في غرف المنزل بالكامل ولم يجدوه...

هتف إلياس بتعب: مش لاقينه، هيكون عملت في أي الوليه دي..

حاول إياس التذكر لتسعفه ذاكرته: افتكرت، ممكن تكون حطتته في البدروم، فاكر أم حبسته هناك قبل كدا..

توجهوا ركضا نحو البدروم، طرق إلياس بقوة على الباب هتف بصوت عالي: إيلاس، أنت هنا، رد عليا...

أغمض عينية عاجز على الكلام والرد من كثرة البكاء، حرك قدميه لتصتدم بشي وتحدث صوت..

سمعوا صوت الدركبة حاولوا فتح الباب، القفل مغلق بقوة ولا يوجد مفتاح لفتحه.....

هتف إلياس بيأس: الباب مقفول بقفل فين المفتاح..

هتف إياس بتفكير: أكيد المفتاح محطوط في أوضة الحزيبونه، تعال ندور عليه....

تحركوا نحو عرفتها بدا بالتدوير والتفتيش هنا وهناك،  عثر عليه إياس في إحدى الإدراج..

هتف إياس بانتصار: لاقيته..

تحرك الأثنان نحو البدروم، قام إلياس بفتح القفل، توجه الٔاثنان داخل الغرفه المظلمة، نادي إلياس علي إيلاس و لم يجيب..

بخطيء متمهلة تحركوا للداخل، تعثر إلياس بجسد أخيه..

هتف إلياس بقلق: إيلاس..

انحني لجسد أخيه الملقي أرضاً، تحسس جسده وجده ساكن لا يتحرك..

ناده بقوة: إيلاس رد عليا....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

تحرك معتز في الممر، التوتر والقلق ينهش قلبه وعقله، طفله الصغير بالداخل مع الطبيب ولا يعلم عن حالته شيء، تلقي الخبر من إلياس، يخبره أنا أخيه كان محتجز في البدروم، فتحوا الباب وجوده ملقي علي الأرض فاقد الوعي، لم يستطيع التفكير ذهب للفيلا، وجد أبنه مسطح علي الاريكة دون حراك، وجهه شاحب حمله واتجه للمستشفي ، بانتظار أي خبر يطمٔنه عن أبنه، إلياس وإياس يجلسون في أحضان بعضهم في انتظار أخيهم...

خرج الطبيب من الغرفة توجه نحو معتز بقلق وقال: أبني ماله يا دكتور..

استشعر الطبيب القلق الذي يعانيه الأب، هتف ببسمة يخفف من القلق: أبن حضرتك بخير اتعرض لصدمه نفسيه، والصدمه عملتلوا أغماء، حاليا  أخد مهدأ ونايم، مش هيصحي غير بكرا الصبح...

أغمض عينية بارتياح، هتف بشكر: شكراً يا دكتور، ممكن اشوفه..

هتق الطبيب بتكلف: العفو، ممكن تبات معاه النهارده مفيش مشكلة..

انصرف الطبيب، دلف معتز للغرفة الذي يقطن داخله أبنه، وجده ممد علي الفراش وجهه شاحب، يبدو كملاك صغير، أقترب من الفراش، التقط يد إيلاس وطبع الكثير من القبلات، ادمعت عينيه وهتف بحزن: آسف يا أبني، سامحني لو قصرت في حقك، عارف إني غلطت معاك ومع أخواتك أما حرمتكوا من أمكوا وكنت أناني ومفكرتش غير في نفسي وبس، دلوقتي بشوف نتايج أفعالي، زينه حذرتني وقالتلي اخلي بالي منك، واهتم بيك، عشان أنت متعلق بيها أكتر مني، ديما كنت معاها مبتفرقهاش، مرعتش دا، سامحني يا إيلاس....

وضع رأسه علي الفراش بالقرب من يد أبنه ، أقترب التؤامين من أبيهم، احتضن التؤامين أبيهم، بكي ثلاثتهم لحالهم الذي وصلوا إليها...

هتف إلياس بحزن: متعيطش يا بابا، إحنا مسامحينك وإيلاس كمان هيسامحك...

بكي معتز وقال بأسي: إيلاس قلي أنه بيكرهني، و مش عاوز يعيش معانا، ودلوقتي هيكرهني أكتر...

مسح أياس دموع والده وهتف بدموع ونبرة يشبوها الحنان: بابا إيلاس قالك كدا من ورا قلبه، متقلقش إيلاس عمره ما يفكر يسبنا أبداً، بكرا الأمور تتصلح...

هتف معتز بأمل: يا رب...

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

أحتست القليل من العصير هتفت بتسأل: كمل وبعدين...

هتف بحنين يسترجع أحداث حياته الماضية: كملت كلية الفنون هنا في باريس، اتعرفت عليها وحبتها، كانت علاقتنا مجرد صحاب وبس، اكٔتشفت أنها مختلفه غير كل بنات فرنسا، حبتها واعترفت لها  كانت مقدره شعوري وحاولت تحتويني وتحبني، خلصنا جامعه وفتحنا معرض للرسم، حقق نجاحات وكسر الدنيا، بقا لينا اسمنا وتم الموضوع بالجواز، اتجوزنا وربنا أراد مش نخلف، قلت الحمدلله أهم حاجه إن أريال معايا وبس، عشنا 15سنه متجوزين، أجمل سنين عمري كانت بوجودها، لحد ما اكتشفنا إن عندها سرطان في المخ وللٓاسف المرض أخدها مني وماتت، خسرت كل حاجه من يوم ما ماتت، مبقتش شهاب بتاع زمان إلي كله نشاط وحيويه ومقبل على الحياة، حياتي كلها شرب وسكر عشان أنسا وأكمل السنين إلي بقيالي علي خير....

تطلعت فيه بإشفاق، فملامحه تحولت من الإبتسام للعبوس والحزن الشديد....

هتفت بحزن: مقدره حزنك،  تفتكر  دلوقتي هي  مبسوطة وهي شيفاك بدمر نفسك بإيدك، أكيد لا، حاول تقلل شرب وبطل خالص، عشان صحتك...

هتف بالامبالاة: مبقتش فارقه يا زينه، عادي يعني..

حمل كأس المشروب يتجرع منه، أمسكت الكاس من يديه وسكبته أرضاً..

هتفت بعدم رضا: شهاب لا، كفاية أنت شربت كتير وعشان تقدر تروح بيتك..

نظر إليها بضيق: ماشي يا زينه...

أبتسمت علي ملامح وجهه العبوس، ليبادلها الإبتسامة، تعلو أصوات ضحكاتهم في المكان...

أقتربت إيلين منهم، هتفت بتعب من كثرة اللعب: ماما خلصت لعب مش هنمشي بقا...

هتفت زينة بحنان: حاضر يا حبيبتي، هنمشي حالاُ...

أبتسمت زينه وقالت: لازم أمشي يا شهاب، أشوفك في يوم تاني...

ابتسم وهتف بلطف: شكراً على اليوم اللطيف إلي قضيته معاكوا، شكراً على مساعدتك ليا، عارف مكركب حياتك...

هتفت ببسمة: العفو وبعدين أنا إلي مفروض أشكرك عشان اتعرفت علي واحد شهم زيك..

هتف بهدوء: ماشي مقبوله، تحبي أوصلك..

هتفت ببسمة مودعه: شكراً، مع السلامة يا شهاب..

هتفت إيلين  تلوح بيدها: باي يا عمو..

إشار بيديه، شعر بالسعادة تغمره في وجود زينه وأبنتها......

طلب زجاجة نبيذ، صب قليلا في الكأس وبدأ يتجرعه على مهل.....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

فتح عينية ببطء، داهمه ضوء الغرفة، أغمض عينية وأعاد فتحها ببطء، اتضحت الرؤية ليجد أبيه نائم و يستند رأسه للسرير، وأخويه ينامون في السرير المقابل.....

تذكر ما حدث بالأمس احتجازه في البدروم، الظلام المحيط حوله والذكريات التي داهمته جعلته عاجز على استقبال الواقع، استسلمت دموعه و قرر الهروب وفقد الوعي.....

ظل ساكناً على وضعه يراقب الغرفة المحيطة به، حاول الحديث لكن صوته لم يخرج من حنجرته، حاول مجدداً و الصوت لا يخرج، تساقطت دموعه واحدة تلو الآخري بصمت، يبدو أنه لايستطيع التحدث مرة أخري...

استيقظ معتز، شعر بألم في رقبته وظهره أثر نومته، نظر لجسد أبنه وجده  فاق و يبكي، استقام ولم يبالي بألم ظهره ورقبته..

هتف معتز بقلق: أنت كويس يا إيلاس، بتبكي ليه يا حبيب بابا...

حاول التحدث  صوته لم يخرج، بكي مجدداً، ازداد قلق معتز، غادر الغرفة ينادي على الطبيب، وجد الطبيب في أحد الممرات، أقترب منه وهتف بخوف وقلق: دكتور أبني فاق لكنه بيعيط ومش بيرد عليا، تعال شوفه..

تحرك الطبيب للغرفه بسرعه، خلفه معتز والقلق ينهشه نهشاً على فلذه كبده....

فحص الطبيب إيلاس بدقه، المؤشرات الحيوية جيده، طلب من إيلاس التكلم ولم يستطيع، حاول مجدداً ولم يرد..

قلب معتز نظره نحو الطبيب الذي يطلب من ابنه أن يتكلم وأبنه لا ينطق بأي كلمه..

هز الطبيب رأسه بيأس وخيبه، شعر بالتوتر من ملامح الطبيب، هتف معتز بقلق وخوف: إيلاس ماله يا دكتور..

هتف الطبيب بخيبه: احتمال كبير يكون فقد النطق..

لم يستوعب معتز كلام الطبيب هتف بعدم فهم: نطق أي يا دكتور، ممكن تفهمني أبني ماله..

هتف الطبيب بإيضاح: أبن حضرتك احتمال كبير يكون فقد النطق، وباين أن السبب نفسي مش عضوي، هعمله أشعه اتأكد وابلغ حضرتك...

تحرك الطبيب للخارج ينفذ عمله...

ادمعت عيني معتز  ينظر لأبنه الذي يبكي بصمت، ما الذي يحدث له ولاولاده؟، كل هذا بسبب خطأ ارتكبه ......

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

"بعد مرور يومين"

يتمشي في الطرقات بدون وجها لا يعلم إلي أين يذهب؟، قرار التخلي عن عائلته لم يكن سهلاً لكنه نفذه رغم كل شئ....

جلس علي حافة الطريق، تنساب دموعه علي ما يعانيه، تتأكله أحشاءة من الجوع الشديد لم يبالي بجوعه، البرد أحتل عظامة فأصبحت البرودة تسري بين أضلعه ما زال صامداً، يتمني لو يغمض عينيه ويجد نفسه مع عائلته ووالدته بجانبه، تغرقه بحنانها وعطفها الذي ليس لهم حدود، أخذ النصيب الأكبر من فقد والدته، تعلقه بها وحبه الشديد جعل فراقها صعباً، يبدون أن الله قد سمع نداءه، تمر ساحبه تأخد وعيه ويستند بجسده علي الرصيف، فاقد الوعي مستسلما بما ستفعله به الحياة...

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

تحرك بالسيارة يشعر بالضيق من أبنته التي أصرت علي الخروج في ذلك الوقت المتأخر، لشراء اللعبة التي طلبتها، رغم أعوامها الخمسة  لا يقدر علي رفض أي طلب تطلبه، أبنته الوحيدة التي لا يملك غيرها، أوقف السيارة بجانب المول الكبير، ترجل من السيارة يحضر اللعبة التي طلبتها، تطلعت من نافذة السيارة تشاهد الطريق الحركة هادئة،  وجدت طفل راقد علي الرصيف، فتحت الباب وغادرت السيارة متوجها إليه،اقتربت منه ونادت عليه، لم يجيب، أنحنت وهزته بيديها الصغيرة  لم يجيب، شعرت بالقلق من عدم رده عليها، عادت للسيارة تنتظر عودة والدها كي يري ذلك الطفل....

حمل الٔاكياس متوجها نحو السيارة، بمجرد أن رأت والدها فتحت الباب واقترب منه راكضه..

هتف صابر باندهاش: بتجري ليه يا فرح..

هتفت بقلق طفولي: بابا في ولد نايم على الرصيف، باين أنه مغمي عليه تعال شوفه.

شعر أبيها بالاندهاش من كلامها، تحرك نحو الطفل، وجده ملقي على الرصيف، اقترب منه ونادي عليه لم يجيب..

شعر صابر بالقلق فقال: ماله الولد دا، تعالي نمشي يا فرح ملناش دعوة...

نظرت لأبيها  وتمسكت بثيابه وهتفت بدموع: بابا إحنا هنسيبه هنا، لازم نساعدة يا بابا...

هتف صابر بحيرة: أحنا مالنا يا فرح، نعرفه..

ادمعت عينيها وقالت باستعطاف: بابا، أنت ديما تقولي لو حد محتاج مساعده نساعدة، هو محتاج مساعدة، بابا لازم نساعدة، أرجوك يا بابا عشان خاطري..

استسلم لأمرها، ابنته عطوفة جداً ولا يمكن أن يرفض لها طلب....

حمل جسد الطفل وضعه في السيارة، جلست فرح في المقعد الخلفي وضعت رأسه على قدميها وبدأت تتأمل ملامح وجه...

قاد أبيها السيارة متوجها نحو منزله، سيساعدة وبعد ذلك يتركه يرحل......

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

جلس علي الاريكة بإرهاق طيلت اليومين  يبحث عن إيلاس و لم يعثر عليه، اقترب إلياس من والده وهتف بتسأل: بابا عرفت حاجه عن إيلاس..

هتف معتز بيإس: للأسف مش لاقينه، مش عارف أعمل أي يا إلياس..

هتف إلياس يحاول التخفيف عنه : أن شآء الله هيرجع، بابا مرات حضرتك هترجع ..

تذكر معتز أمر رزان  قد طردها من المنزل بسبب ما فعلته بأبنه..

هتف معتز بضيق: لا يا حبيبي، مش هترجع كفاية إلي عملتوا...

هتف إلياس بتسأل: بابا أنت ناوي تطلقها..

هتف معتز بتوهان: شكلي هعمل كدا قريب، لكن الأول إيلاس يرجع، فين أياس..

هتف إلياس بحزن: حابس نفسه في الأوضة ومش راضي يخرج منها...

شعر معتز بالحزن على عائلته التي تتحطم واحد تلو الآخر..

هتف معتز بهدوء: تعال نشوفه..

تحرك معتز نحو غرفة اولاده، فتح الباب ليجد إياس يجلس أمام النافذة الكبيرة يحمل صورة تجمع العائلة ودموعه تتساقط واحدة تلو الآخري، اقترب منه وضع يده على كتفيه انتبه إياس لوجود والده، رفع رأسه ليراه، انحني معتز لمستوي أبنه، لتدمع عيناه  يزيل دموع أبنه بأنامله، ارتمي إياس في حضن والده، ليستقبله الٔاب بصدر رحب..

هتف إياس ببكاء: إيلاس يا بابا..

هتف معتز بدموع وحزن: هيرجع يا حبيب بابا إن شآء الله هيرجع...

مسح على ظهر إبنه بحنان، وقف إلياس يشاهد المشهد ودموعه تتساقط على ما حل بهم، نظر إليه معتز وفتح ذراعيه، لينطلق إلياس نحو والده، مرتميا بين ذراعيه، يشعروا ببعض الأمان الذي فقدوه منذ غياب أمهم...

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

هتف صابر بتسأل: ماله يا دكتور..

هتف الطبيب بمهنية: هبوط في الدروة الدموية والضغط واطي، واضح أنه بقاله فترة مأكلش، د ياريت تهتموا بيه، هعلقلوا محلول يغذيه هكتبله على فيتامينات وأن شآء الله هيكون كويس...

اعطي الطبيب الروشتة لصابر،جهز  المحلول الوريدي واعطاه للطفل  تحرك الطبيب مغادرا، نظرت فرح إليه بإشفاق،
هتفت نسمة بتسأل: ممكن تفهمني يا صابر مين الولد دا يكنش اتجوزت عليا..

ضحك وقال: اتجوزت أي دا وقته، الولد لاقيته مرمي على الطريق ومغمي عليه بنتك أصرت أني مسبوش واساعده..

نظرت لأبنتها، لتقلب فرح عينيها بعيداً عن مرمي بصرها،
هتفت نسمة بتسأل: هنعمل أي مع الولد لما يفوق..

هتف صابر باقتراح: هنرجعه لأهله، الواضح أنه أبن ناس، لبسه وشكله أبن ناس ..

هتفت نسمة مؤيده: معاك حق، أهم حاجه يرجعلهم..

غادروا الغرفة، ما عدا فرح التي جلست على الفراش بالقرب منه، تتأمل ملامح الطفل ....

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

نظرت للطبيب بقلق وتساءل وقالت: ماذا عن حالته، أيمكن أن تجري جراحة في أسرع وقت..

هتف الطبيب بشرح: الحالة الآن صعبة ولا يمكننا إجراء عملية الذرع، يجب أن تتحسن الحالة بالعلاج وبعدها نجري العملية، المريض بحاجه للرعاية وأحد يكون بالقرب منه عندما يتعرض لنوبات التعب والتقيؤ، لذلك يجب أن تكوني بجانبه...

شعرت بالقلق وقالت: لا تقلق بشأن الرعاية، ساهتم به على كل حال  كيف سأخبره عن مرضه...

هتف الطبيب بهدوء: ساعات ويفيق المريض  لا تخبريه عن الأمر بسرعه حتي لا تسوء حالته النفسية، مهدي الموضوع أولاً أتمنى لكي التوفيق...

شكرت الطبيب وغادر، كيف ستخبر شهاب بخبر مرضه؟...

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

"مع تحيات /اوركيدا 🍁. "
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.