# يخرج حارث وبعض جنوده لتفقد الجهة الغربية ليجد كتيبة الأعداء مبعثرة ما بين قتلى وجرحى يلفظون أنفاسهم الأخيرة!!
فرح الجميع ما عدا حارث إذ ساورته الشكوك
جلس طوال الليل ما إذا كان هنالك حليف خارجي يساعدهم في الخفاء !! وما هي الأسباب
ليستيقظ في صباح اليوم التالي متجهاً ناحية منزل أحد جنوده ... وبعد أن ألقى السلام قال له :
جئتك أبشرك بهزيمة كتيبة الأعداء ظل تواجدك في هذا السفح الذي قطعت عنه الأخبار
الجندي (بإبتسامة باردة ) : الحمد لله
# انصرف حارث ليجد في طريقه مسابقة كتابية أقيمت تبعاً للإحتفال بالنصر
وبعد أن أعلن الفائز عُرضت كتابته وكانت على النحو التالي :
ذو عقل متزن على شفا حفرة من الجنون.... هادئ المظهر على بعد خطوة من الانفجار .... كثير الثرثرة يقتله الكتمان انا كومة من الاشياء المتضادة . مثقل بالهموم يحاول تخفيف
هموم غيره .
كيف لكل هذة المتضادات ان تسكن فؤاد شخص واحد. كيف لكل هذه الوحشة ان تخييم على عالمي رغم ازدحامه اكتب كلماتي لعلي اجد منطقاً في كل هذه الهستيريا .... كانني في مخلاب طائر ؛ ان فررتُ من مخلابه طحت هالكاً وإن بقيت في مخلابه فهو آكلني... بربك ما العمل ؟....
#ذهب حارث ليتعرف على بقية الكتابات ليجد من بينها :
تَمْضِي الحياة وأنتَ تَطلب أُنْسَها
و الأُنْس كُل الأُنْسِ في القُرآن !.
#تعجب الحارث فذهب للجنة التحكيم فوجدهم يتجادلون قال أحدهم : هذه الكتابة ليست بمستوى يؤهلها لتتصدر انظروا للبقية
فردت أحدهم : أنظر إليها كم هي عميقة تلك الكلمات ... وهذا كان رأي البقية أيضاً
فرد عليهم : قيمة الكتابة تكمن في مدى تقديمها للمعرفة وليس بيع الأوهام وتكثيف الضباب
ليأتيه الرد : ناقشنا بعيداً عن الإسلام
# في تلك اللحظة نهض ذلك الحكم قائلاً : هنا انتهت المناقشة قبل أن تبدأ .. وانصرف
#توجه حارث لتناول الطعام فوجد في طريقه أحد الصبية يكتب على التراب فبعد أن ألقى عليه التحية سأله قائلاً : إطلاعي على كتابتك
فرد عليه : تفضل
فوجد كتابته على النحو التالي :
إن كنت ذو عقل متزن فربما هذا يعني أنك من أولي الألباب المذكورين في القرآن الكريم فكفاك هذا فخراً
وإن كنت هادئ المظهر فهذا يعني أنك حليم والذي ورد فيه قول الرسول : ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
وإن كنت تكتم فالكتمان لا يقتل بل تقتل الشكوى لغير الله ولأن الله مع الصابرين
يعتقد الكثير أن الفن هو ما يعبر عن واقعهم الضبابي لكنني أعتقد أن الفن هو ما ينتشلك من الإحباط
العمق الكتابي في عالمنا أشبه برحلة الإبحار إلى أعمق نقطة في المحيط لن تصل إليها بغواصتك وإن تهورت ستصل بالطبع ولكن لنقطة اللاعودة ألا وهي النهاية المحتومة التي قادت البعض إلى ظلم أنفسهم ...
فقام الحارث بسؤاله : لمن هذه الكتابة
فرد عليه : رداً على ذلك الفتى الفائز بمسابقة الكتابة
فقال الحارث له : ولما لم تشارك في تلك المسابقة
فأشار إليه ناحية منزل يكاد أن يتداعي تستلقي بقربه سيدة قد بلغت من الكبر عتياً ويبدو عليه المرض .. فعند رؤيتها فهم الحارث كل شئ ويكأن الصورة قد نطقت