FouadHassan880

Share to Social Media

الوقت عم يمرّ ببطء خانق. كل يوم بيشبه التاني، وفؤاد محبوس بين جدران غرفته. عيونو حمر من السهر، والوجع صار جزء من تفاصيلو اليومية. أهلو صاروا يترجّوه يفتح صفحة جديدة، بس هو ما عاد يسمع غير صوت قلبه المكسور.

وفي ليلة، قرر يطلع يتمشى بالشارع. البرد كان قارس، بس ولا شي كان أوجع من برد قلبه. وبينما هو ماشي ضايع بين الأرصفة، لمح صديق قديم واقف مع مجموعة شباب. رفيقه لمح فؤاد وابتسم:
– "لك وينك يا زلمة! شو هالوجه؟ شكلك مريض من كتر الحزن. تعا قعد معنا."

فؤاد تردد شوي، بس تعب الوحدة خلاه يقرب. قعد معهم، وحاول يبتسم، بس الضحكة كانت غريبة عن وجهه. الشباب شغّلوا موسيقى عالية، وضحكوا، وبدوا يحاولوا يخففوا عنو.

وبنص السهرة، مدّ رفيقه سيجارة وقال:
– "خود… جربها. بتنسيك كل شي."

فؤاد نظر للسيجارة باستغراب. قلبه قاوم: "معقول؟" بس عقله كان غارق باليأس. قال لحالو: "شو بدي أخسر؟ يمكن عن جد تنسيني وجعي."

مد إيده، مسك السيجارة، وأخذ أول نفس. دخان غريب دخل صدره، وبثواني حس راسو خفيف، وضحكة خرجت منو بلا ما يفكر. لوهلة، حس كأنو كل الهموم طارت.
– "شو هاد؟" سأل.
– "حشيش… بيدخلك عالم تاني. هون ما في وجع، ولا دموع."

وفؤاد، اللي كان عطشان لأي مخرج، ابتسم لأول مرة من زمان وقال:
– "يمكن هاد اللي كنت عم دوّر عليه."

الليل مرّ مثل حلم. ضحك، غنى مع الشباب، ورجع عالبيت مدودخ. أهلو كانوا واقفين بوجه الباب. أبوه سأله بحدة:
– "فؤاد، شبك؟ ليش هيك شكلك؟"

ابتسم فؤاد ابتسامة غريبة وقال بصوت عالي:
– "مبسوط… مبسوط! لا تنسو، إنتو اللي وصلتوني لهون."

سكر باب غرفته، ورمى حاله عالتخت. لأول مرة من شهور، نام مرتاح. بس هالراحة كانت بداية سجن جديد… سجن أخطر من وجع الحب.
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.