FouadHassan880

Share to Social Media

مرّت أيام بعد السهرة الأولى. فؤاد كان كل يوم يتذكر شعور “الخفّة” يلي حسّه لما دخّن السيجارة. لأول مرة من شهور، نام بلا كوابيس، بلا دموع، بلا حنين عم ينهش قلبه. صار يوسوس لحالو:
"يمكن هاد هو الحل… يمكن كل العالم كانت عم تبالغ، وأنا بس كنت محتاج شي ينسيني."

تاني يوم، ما قدر يقاوم. مسك تليفونه، اتصل برفيقه:
– "لك، جِبلي من يلي أعطيتني إياه. لازم…"
ضحك رفيقه وقال:
– "أهلين! عرفت إنو رح يعجبك. ماشي، بكرا بجيبلك."

ومن هون بلشت الدوامة. سيجارة صارت تنتين، تنتين صارت علبة. الليل صار نهار، والنهار صار نوم ثقيل. أهلو كانوا يشوفوه ضاحك فجأة، أو ساكت ساعات طويلة. أمه قلبها كان عم ينقبض كل مرة تلمح عيونو الحمرا، بس ما كانت تعرف شو تعمل.

مع كل نفس دخان، كان فؤاد يحس حاله أخف… وكأنو حنين صارت صورة باهتة بزاوية راسو. بس بنفس الوقت، شي جوا عم يصرخ: "هاد مو أنت… شو عم تعمل بحالك؟"

مرة قاعد مع رفيقه، سأله:
– "عنجد… هاد الشي بينسّي للأبد؟"
رفيقه هز راسو وضحك:
– "بينسّيك لوقت. بس إذا بدك تنسى عالطول، لازم تضل تاخد. هيك الحياة بتصير أسهل."

فؤاد ما جاوب. بس قلبه كان عارف الحقيقة: السعادة اللي عم يعيشها مو حقيقية. هي وهم، دخان بينفخ فيه الريح. ومع هيك، كل مرة حاول يوقف، كان وجعو يذكّره إنو ما بيقدر يعيش بلا هالدخان.

صار الليل رفيقه، والغرفة عالمه، والسيجارة ملجأه الوحيد. ومن شب كان يحلم بالحب والزواج، صار إنسان ضايع عم يركض ورا "راحة مؤقتة".

وكان السؤال الكبير يلاحقه كل يوم: "إلى متى؟"
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.