FouadHassan880

Share to Social Media

مرت أسابيع، وفؤاد غرق أكتر وأكتر. صار كل يوم يشوف حاله بالمراية غريب عن نفسه: عيونه غائرة، جلده شاحب، ابتسامته صارت مجرد قناع. حتى الضحكة اللي كان يفكر إنها “حقيقية” وقت يسهر مع الشباب، صارت فارغة.

في ليلة ساكنة، بعد سهرة طويلة، رجع عالبيت وهو دايخ. دخل غرفته وسكر الباب. وقع عالتخت وهو يحس قلبه عم يدق بسرعة غريبة. عرق بارد نزل من جبينه، وخوف لأول مرة غلبه. همس لنفسه:
– "شو عم ساوي بحالي؟ هي حياة؟ أنا كنت حابب صير شي… كنت حابب اتزوج حنين، مو موت بطيء."

لأول مرة من شهور، دموعه نزلت مو منشان الحب، منشان حاله. مدّ إيده عالطاولة، شاف السيجارة قدامه، بس بدل ما ياخدها… كبّها بالشباك. جلس لحالو طول الليل، عيونو معلّقة بالسقف، وقرار جديد عم يتكوّن جوا قلبه: "لازم أهرب… لازم لاقي بداية جديدة، بعيد عن هالجو، بعيد عن كل شي."

الصبح، بعد ما طلعت الشمس، حمل تليفونو وفتح رقم كان حافظه بقلبه: رقم حنين. تردد كتير قبل ما يضغط زر الاتصال، بس أخيرًا سمع صوتها.

– "ألو؟"
صوتها ارتجف، وكأنها ما كانت مصدقة:
– "فؤاد؟!"

غص قلبه وهو يسمع اسمها من جديد.
– "إيه… أنا. سامحيني. بعرف غبت كتير… بس بدي منك شغلة وحدة: انطريني. بوعدك رح أرجع متل قبل… لا، أحسن من قبل. رح صير الإنسان اللي بتحلمي فيه."

حنين ما عرفت شو تقول. دمعتها خانتها ونزلت:
– "فؤاد… لا تتركني أمل بلا نتيجة. أنا بعدني بحبك."

هالكلمات كانت الشرارة. فؤاد حسّ قلبه ولع من جديد. سكر الخط، وقف قدام المراية، وقال بحزم لأول مرة:
– "خلص. هالمرة رح أرجع. ورح كون قد وعدي."

جمع أغراضه، رمى كل أثر من الماضي المظلم، وحزم شنطة صغيرة. ما حدا عرف لوين رايح، بس كان عارف إنه الطريق الجديد رح يبدأ بعيد… بعيد كتير.

وهيك، كانت أول خطوة بحلم السفر، وأول شعاع نور بعد عتمة طويلة.
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.