FouadHassan880

Share to Social Media

تاني يوم من رجعته، صحى فؤاد بكير. لبس بدلة أنيقة كان محتفظ فيها لهاليوم تحديدًا. مسك باقة ورد حمرا كبيرة، عطرها سبق خطواته، وطلع مع أبوه متجهين عبيت حنين.

الطريق لبانياس كان مليان ذكريات. البحر على اليمين، أمواجه تعزف موسيقى من زمن حبهم الأول. فؤاد كان شايف بكل زاوية صورة إلهم: مرة واقفين عم يضحكوا، مرة قاعدين عالرمل، مرة عم يتبادلوا وعود صغيرة صارت اليوم كبيرة.

وقفوا قدام باب بيت حنين. قلبه يدق بسرعة، إيديه ترتجف، بس عيونه كانت مليانة عزيمة. دق الباب…

اللي فتحت كانت هي. حنين. شعرها الأشقر متل خيوط الشمس، . وقفت مذهولة، ما عرفت إذا لازم تضحك ولا تبكي.

باقة الورد وقعت شوي لتحت بإيد فؤاد من ثقل اللحظة. همس بصوت مرتجف:
– "أنا قلتلك رح أرجع… وهي أنا هون."

دمعة ساخنة نزلت من عينها بلا استئذان. تركت كل شي وركضت صوبه. حضنته بقوة، كأنها بدها تعوّض سنين الانتظار كلها. وهو، لأول مرة من زمان طويل، حس قلبه عم يدق نبض الحياة من جديد.

همس بأذنها وهو يشدها لعندو:
– "قلتلك إنو وعدي ما بينكسر… بحبك يا مجنونة."

أبوها يحيى طلع عليهم من بعيد، عيونه غصّت بالدموع، بس كان في ابتسامة رضى على وجهه. التفت لأبو فؤاد وقال:
– "مبروك… ابنك أثبت إنو رجل قد كلامه."

بهديك اللحظة، انتهت سنين الوجع، وبدأ فصل جديد بحياة فؤاد وحنين. مو فصل حكاية حب عادية… بل قصة ولادة جديدة من قلب الرماد.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.