استيقظ تميم من نومه في تمام السابعة صباحا ليلحق عمله في احدي الشركات قليلة الدخل ولكن انعدام الاختيار يجعل العيش جحيما
انا تميم شاب في اواخر العشرينات حالي كحال كثير من الشباب في سني فانا خريج كلية تجارة وكمعظم شباب في سني انا اعذب بسبب ضعف الدخل
وصعوبة المعيشة خصوصا اني لا استطيع ادخار اي مليم فالداخل لا يضاهي الخارج بالاضافة اني لم تكتب لي الراحة منذ وفة والدي بعد تخرجي من الجامعة
واني تحمل مسؤلية البيت بدري بعد وفاة والدي واني وحيد والدي رحمه الله ووالدتي المريضة فكانت والدتي مريضة سرطان المخ كنت انا وحدي المسؤل عن رعايتها والذهاب معها عند الدكاترة حتي خدمتها في البيت فانا كما قلت وحيد ليس لدي اخوات او حتي اقارب ليساعدوني
احضرت والدتي الفطار فعند استيقاظي وجدت الفطار فكان تحضير الطعام هو ابرز ما تعمله امي في يومها او في المنزل جلست مع والدتي علي سفرة البيوت الصغيرة القديمة فمن الازم ان تكون صغيرة فنحن اثنين فقط من يتناوله عليها الطعام
انهيت طعامي ثم وجد طبق امام والدتي كما هو حتي كوب الماء ملئ تماما كما هو وشريط البرشام امامها بجانب كوب الماء فارغ لم يوجد به حبة واحدة وعلامات عليه تدل انه خلصان منذ فترة طويلة
تحدثت الي والدتي في عتاب عن انها لازم تاكل كويس بسبب قوة العلاج الذي تتناوله واني اول ما يقبض هجيب شريط برشام جديد بدل الخلصان وظللت يتحدث عن انها لازم تاكل ومينفعش ضعف اكل والدته وهي لم ترد عليه وبكت فهي تعودت ان تبكي امامي لكي أنهي كلامي في حركة ذكية من الام للهروب من عتاب ابنها فقبلت راس امي وذهبت لعملي
واكيد عزيزي لم احتاج ان اشرح لك اني لم أمتلك عربية بسبب سوء الظروف فأنا لم يقدر علي شراء دواء امي فكيف أشتري عربية له
ركبت عربة مواصلات نقل عادية فاذ كنت من وجه القاهرة والقاهرة الكبري فهي ميكروباص واذا كنت من الاسكندرية فهي مشروع حتي لا تختلط اليك الامور عزيزي ولا نحدث فتنة بين المحافظات وهنا بالطبع امزح
وصل تيم عمله في المعاد فهو ممتعود علي الانتظام في مواعيد عمله فهو بحاجة علي كل قرشش يخصم منه لاي سبب تاخير وهناك وهناك في العمل يزامل تميم سبيل زميلته البنت الوحيدة اللي حبها تميم في حياته
سبيل بنت تصغر تميم في السن بسنوات قليلة هي فتاة قمحاوية لم تكن سمراء علي حسب وصفها لنفسها هي قمحاوية تمتلك طول متناسق لم تكن طويلة ولم تكن فتاة قصيرة القامة عينها غمقتان محجبة بالنسبة لتميم فالضحكة من سيبل فيها نصف جمال العالم فالنصف الاخر تمتلكه سبيل كمجمل
تميم لم يري فيه سبيل سوي الجمال والمميزات لا اقصد انه لم يري عيوبها ولكنه كان يحب عيوبها قبل مميزاتها
سبيل بنت عاقلة مش زي البنات اللي بتحب اي حد او بتحب علي نفسها هي وتميم كانو صحاب جدا في بداية عملهم هما الاتنين في الشركة
والاتنين قربو من بعض بس وكان في اعجاب متبادل بس محدش قال للتاني حاجة والاتنين اتعلقه بعض نتيجة طول الوقت مع بعض فتخيل عزيزي الشغل مع بعض حتي في الاجازة او بعد الشغل الكلام بينهم استمر التبادل بينهم في المشاعر والكلام والاعجاب لفترة استمرت سبع شهور
حتي رات سبيل ان الموضوع قد يخرج عن اطار الصداقة وهي لم ترضي بذلك فانهت علاقة الصداقة وضيقتها مثلما هي تتعامل مع اي شخص من بعيد
طبعا عزيزي انت بتسمع كدة هتشوف ان محدش حب غير تميم وان سبيل محبتش تميم خليني اقولك سبيل حبت تيميم لكنها دائما شخص متلغبط مش عارفة تعمل اي وخايفة بعد كل ده ميكنوش لبعض فدايما بتهرب من العلاقة بكلمة صحاب عشان متغرقش اكتر في الاحلام وتصحي علي مفيش
تميم احترم كلام سبيل مثلما كان يحترمها دائما وبعد لكن المشكلة عند رؤياها كل هذا الحكي جه في بال تميم بمجرد انه لمح سبيل من بعيد فما بالك من رؤياها كل يوم وعدم التحدث اليها
تخيل يا صديقي شخصك المفضل اللي كل يوم تفاصيله تحكوها لبعض بتربطكم اماكن كتير كل الاماكن دي موجودة بس الفرق انك بقيت بتزورها لوحدك
الشخص التاني عمل صحاب وانت معملتش غيره فهو رحل كان كل اصدقائك رحلو
تميم كان يتلاشي النظر اليه لعدم العودة لنقطة الصفر وياكنه تخطاها
الموضوع هنا كان مختلف تميم بقي بيخاف يشوف سبيل بقي بيشوف فيها غدر الدنيا
من شخص كل يوم وطول اليوم مع بعض لمجرد شخص بتهرب منه ممكن تسلم عليه من بعيد
من شخص كل يوم الرسالة او المكالمة منه علي التليفون امر طبيعي فهو جزء من يومك لشخص لو بعت رسالة تقعد وقت قبل متفتح الرسالة تخمن يا ترا حصل اي ياترا اي اللي فكره بيا
علي كل حال وعلي اي حالة نفسية يمر بيها تميم فقد انهي تميم عمله وكان اليوم الخميس فيما معناه ان غدا اجازة الجمعة