Sara yahya

شارك على مواقع التواصل

الفصل الأول
محمود

في يوم شتاء بارد في شقة في عمارة قديمة كانت تعيش الجدة ليلى وكانت قد استيقظت باكراً كعادتها كل يوم تبدأ يومها بصلاة الفجر قبل ان تذهب للمطبخ لتحضر فنجان القهوة الصباحي مع بعض التمرات وتعود لغرفتها وتجلس على سريرها وتحمل مصحفها من على الكمودينو بجوارها لتقرأ وردها وبعدها تقرأ أذكار الصباح حتى طلوع الشمس قبل ان تغادر غرفتها لتقوم بأعمال المنزل التي تكاد تكون معدومه إلا من اعمال قليله لأنها تعيش بمفردها من بعد زواج ابناءها وانشغالهم بحياتهم ووفاة زوجها.
- تسمع صوت جرس الباب تذهب لتفتح فترى أمين شرطة ومعه طفل صغير .
- خير ي يا فندم.
- خير إن شاء الله بس عندي طلب من قسم الشرطة بتسليم الطفل وينظر للأوراق التي بيده الطفل محمود علي عبد العظيم للسيدة ليلى قاسم .
- مش دي شقة ليلى قاسم برضو ؟!
- اه يابني طيب أيه المطلوب دلوقتي؟
- بس تمضي يا حجة على الأوراق دي وتستلمي حفيدك أمة حولت حضانته لك .
تمضي الحجة ليلى وتمسك بيد الطفل وتدخل به داخل الشقة وهي في ذهول غير مصدقة مايحدث
وتأخذه في حضنها وتذهب به عند أقرب مكان تجلس فيه فيمد يده ويعطيها ورقة كانت في جيبه وتفتحها لترى مابداخلها وهي رسالة من أم محمود تتنازل لها عن حضانة محمود لترعاه لأنها ستتزوج وتعيش في إحدى دول الخليج،
فتسرح الجدة وتتذكر ذلك اليوم منذ عامين عندما جاءها خبر وفاة ابنها علي والد محمود في حادث سيارة وهو في طريقه لعمله وكان عمر محمود عام واحد في ذلك الوقت لتذهب أم محمود بعد انقضاء أيام العزاء لبيت اهلها ،
وترجع بالذاكره للخلف بضع سنوات عندما قررت تزويج أبناءها علي وحسن في يوم واحد وكانت سعادتها لاتوصف وبعد فترة قليلة حملت زوجات ابناءها في نفس الوقت حتى انه تصادف ولادتهم في نفس اليوم أيضاً بولدين فأقترحوا أن يسموهم محمود وأحمد ولكنها افترقت عن محمود بعد وفاة والده ليعود لها في هذا اليوم ،
بعد ان عادت من افكارها رجعت للواقع لتجد في حجرها محمود وتسائلت ماذا تفعل الآن انها تشعر بتوتر
ماذا تفعل اذا بدأ بالبكاء الآن ليسأل عن والدته ،
وفجأة تذكرت ابنها حسن الذي يسكن في آخر الشارع واتصلت به واخبرته كل الخبر .

الجده ليلي: عايزاك تجيب مديحة مراتك وأحمد وتيجوا تقعدوا معانا النهارده علشان نحاول نلهيه عن أمه .

حسن: حاضر يا أمي حالاً ان شاء الله نكون عندك .
حسن بعد غلق الهاتف : لاحول ولا قوة إلا بالله

وبعد مرور وقت قليل تجمع الكل في بيت الجدة ليلى محاولين تسلية محمود حتى لايتذكر أمه ويبدأ بالبكاء ، وكانت الجدة طوال اليوم تشعر بالقلق والحيرة والتوتر وبعد انتهاء اليوم يستأذن حسن من أمه ليأخذ زوجته وابنه للذهاب لبيتهم وتسلم عليهم وتودعهم.

الجدة : ابقوا تعالوا كل يوم هاه .
حسن : حاضر بإذن الله .

اصبحت هي ومحمود لوحدهم وتفكر ماذا سيجلب لها الليل ، وتذهب لتشاهده وهو يشاهد الكرتون على شاشة التلفاز ، تنظر إلى هذا الكائن الصغير اللطيف، فيشعر بها وينظر إليها وينطق لأول مرة منذ الصباح "أمي" وهو يبتسم وكأنه يشعر بقلقها ويحاول أن يطمئنها لتشعر بفيض من الحب والحنان الذي تفجر داخلها .

وبعد لحظة صمت وتفكر
الجدة : محمود حبيبي أيه رأيك أعملك مكرونه وبانيه ؟
محمود : آه يا أمي .

وتأخذه من يده الصغيرة بعد أن تحتضنه وتقبله وتذهب به للمطبخ لتجهيز العشاء .
وبعد العشاء ذهبت به لغرفتها لينام في حضنها لأن الجو كان شديد البروده وتشعر براحه لمرور اليوم الأول بسلام
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.