الفصل السادس
حياة جديدة
اصبحت جنبات البيت لاتعرف غير محمود والجده
وخفتت الأصوات التي كانت تضج به طوال اليوم .
ركز محمود على دروسه ومذاكرته كما شغل وقته بحلقات لحفظ القرآن الكريم وتعلم بعض دروس الفقه ،كما كان يقوم بكل طلبات البيت التي تحتاجها أمه…..
اما اسرة آيه عندما وصلت السعودية توجهوا لمكان سكنهم وكان بيت صغير تلحق به حديقة صغيرة ، وبعد ان اخذوا جولة به ذهب كل واحد منهم لغرفته لأخد قسط من الراحة بعد طول السفر ، وفي المساء بعدما استيقظوا اجتمعت الأسرة لتناول وجبة الغداء الذي أرسله لهم جيرانهم في السكن عندما علموا أنهم آتين من سفر ترحيباً بهم،
بعدها ذهب كل واحد لترتيب اغراضه ورصها في اماكنها وبينما كانت آيه تخرج محتويات حقيبتها وتصفها في مكانها وقعت عينها على الرواية التي اهداها إياها محمود وتركت ماكانت تقوم به وكأنها حين حملتها بين يديها أحست بما لم تكن تحس به في اليوم السابق ، فشعرت بحزن ونغزه في قلبها لحنينها لبلدها وتركها لها لمدة عامين كاملين ولبيتها وبيت جدتها ومحمود وتنهدت وحملت الروايه وجلست على سريرها وبدأت في قرائتها لمدة ساعة من الوقت دون الشعور بمايدور حولها لأنها تحب القراءة وجذبتها قصة الرواية ، انتبهت للوقت في اللحظه التي وجدت فيها الورقة في منتصف الكتاب وحين حملتها بين يديها قرأت ماكتب عليها بخط محمود فهي تعرفه جيداً "بحبك" دق قلبها دقات لم تعهد لها سابقه….
وتساءلت"هل تري محمود يقصدها بكلمة بحبك أم أنها تخص واحدة أخرى وقد نسيها دون قصد داخل الكتاب "
رفعت رأسها للسماء وقالت" يارب أكون أنا هي"
وستظل هذه الورقة تدق الأجراس في رأسها ودقات قلبها في صدرها كلما تذكرتها خلال هاتين السنتين التي ستقضيهما في السعودية وتذهب إليها وتتحسسها وكأنها تخشى عليها من الهرب لتظل حبيسة داخل صفحات الرواية التي أطلقت عليها
"محمود صاحب الظل الطويل"