|جرائم قتل|
الساعه الثانية بعد منتصف الليل،
الليل الحالك شديد السواد والطرقات الخالية من البشر والحركات هادئة، سكون تام والجميع في عداد النيام.
يقود سياراته بحركات بطيئة، عينيه تتحرك بشكل تلقائي في جميع الاتجاهات،
يراقب المكان حوله بهدوء مريب.
اوقف السيارة بجانب الطريق، هبط منها ووقف تحت عمود الانارة، القي نظرة خاطفة واقترب منها يرسم ابتسامة هادئة علي وجهه.
نظرت اليه والابتسامة لا تفارق وجهها
يبدو زبون يبحث عن ليلة عابرة.
وقف امامها تامل هيءتها وعباءتها السوداء وشعرها المصبوغ باللون الاصفر الفاتح وقال: بكم الليلة؟!.
نظرت اليه وقالت بدلال: كم تراني استحق؟!.
هتف بهدوء: لن ادفع الا حينما اري.
رفعت حاجبيها وقالت: اتفقنا لديك مكان؟!.
هتف بتأكيد: اجل هيا بنا.
تحركت خلفه نحو السيارة، جلست في المقعد الامامي بجانبة، ادار المحرك وتحرك بخطوات ثابته.
نزعت العباءة عن جسدها، نظر اليها بفستانها الملتصق بجسدها الذي يحدد كل تفصيلة بكل وضوح.
هتف باعجاب: يبدو انني احسنت الاختيار من مظهر جسدك الشهي.
اطلقت ضحكة رنانه وقال: جيد.
اخرج علبة السجائر من جيبه، ناولها واحدة بعد ان اشعلها وقال: لو اعجبتني سنقضي عدة ايام.
اخذت انفاس طويلة واخرجته ببطء
وقالت باستمتاع: موافقة ولكن ستدفع ما اطلبة.
هتف بتاكيد: ما تشاءين سافعله لك المهم ان استمتع بك.
نفثت الدخان بالقرب من وجهه
وقالت بغرطسة: لا تقلق سنستمتع معا.
ابتسم بخفه واكمل قيادة السيارة بكل هدوء.
وقف امام قصر مظلم نظرت للمكان حولها
وقالت بشك: يبدو مريبا تعيش هنا.
هبط من العربة وقال: اجل لا تقلقي المكان ءامن.
هتفت بتوجس: يبدو مخيفا كيف تعيش هنا؟
امسك يدها وقال بهدوء: المكان مخصص لنزواتي لا اكثر.
فتح الباب الحديدي ومازالت يديه ممسكة بيديها
وقال ببرود: اعدك بقضاء ليلة لن تتكرر في حياتك.
اطلقت ضحكة ساخرة وقالت: سنري.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
لم يتبقي القليل علي معاد انتهاء الدوام
هندم ملابسه وصفف شعره وغادر مكتبه
متوجها لعيادته الباطنه ليلاقها.
طرق الباب ودلف للعبادة ابتسم عند رؤيتها
وقال: صباح الخير.
تعبث ببعض الاوراق فلم تنظر اليه ردت بانشغال: صباح الخير تيسير، حان وقد مغادرتك.
جلس علي الكرسي ابتسم وقال: لم اقدر علي المغادرة من غير رؤيتك.
جلست علي الكرسي وقالت: جيد اردت ان اعطيك شيء مهم.
هتف بفضول: ما هو؟!.
اخرجت علبة من درج المكتب وقالت ببرود: كل شئ قسمة ونصيب لعلك ترزق بفتاة افضل مني.
رمش عدت مرات وقال بعدم استيعاب: ماذا تقصدين، تريدين انهاء الخطبة لماذا؟
هتفت بثبات: تيسير اكتشفت انك غير مناسب لي.
اخذته الحمية وهتف بدفاع: ورد تمزحين بعد سنه من الخطبة تكتشفين انني غير مناسب ايعقل كلامك.
استقامت وهتفت بثبات: لقد ترددت كثيراً في اتخاذ قراري اكتشفت انه مناسب لكيلينا، اعلم مدي المك ولكن تحمل الم صغير افضل من الم نتجرعة طيلة حياتنا.
التقط العلبة من يدها وقال: معك حق فيما تقولين لكني لن اسامحك علي الالم التي تسببتيه لي.
غادر المكتب يحمل بين ثناياه الم وجرح كبير
سياخذ ايام كي يشفي.
دلفت هنية الممرضة المكتب بعد ان استمعت للحوار بالكامل وقالت بشفقة: لا باس سياتي غيره.
جلست ورد علي الكرسي وقالت: لا يهم المهم انني افضل الان من دونه دعينا نواصل العمل
ادخلي الحالات.
اقتحم مكتبة واغلق الباب بحدة، القي العلبة علي طاوله المكتب وجلس باهمال، نظر لافعالة بتامل رهيب لما يفعله وقال: ما بك يبدو ان جبل فوق راسك.
هتف تيسير بحزن: انهت ورد الخطبة بدون اسباب.
نظر اليه باندهاش وقال: لماذا اصدر منك اي مكروة.
هتف برفض: لا تعلم مقدار حبي لها وانني اغشي عليها من الهواء.
هتف بتردد: ربما هناك شخصا اخر احتل مكانك.
نظر اليه بذهول وقال: ماذا تقصد بكلامك هناك رجلا اخر اخذ مكاني في قلبها.
هز راسه مؤكدا وقال بتوضيح: لاحظت تغيرها بعد ان حضر الدكتور نور شريف لقسم الباطنه، افقدتك الاهتمام ربما انجذبت له.
هتف تيسير بعدم تصديق: تغييرت كثيراً في اخر فترة، اعتقدت انها بحاجه للراحة وستعود كما تعودت.
هتف ببرود: احمق يا صديقي النساء يبيعن عندما تفقدهم الاهتمام لا باس سترزق باخري.
هتف تيسير بخيبة: كيف اجد غيرها وانا احبها بكل ما فيها.
هتف ببساطة: لا تكن احمق النساء كثير باشارة من يدك تحظي بيهن.
هتف تيسير بياس: ليس بتلك السهولة يا سلاف.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
خطوات سريعة توتر يملا المكان، هلع كبير من المرضي عن الحادثة التي حدثت بالامس،
رجال البحث الجنائي متناثرون في كل مكان يرفعون البصمات حول المكان ورجل المباحث يقف يجري اتصالا عن الحادثة التي حدثت في احدي مستشفات القاهرة المركزية انتحار الطبيبة اثناء دوامها.
الممرضة هنية التي تبكي بدون توقف عندما رات جسدها المعلق في الهواء ورقبتها الملتف بالحبل مشنوقة داخل غرفة نوم الاطباء.
اقترب الظابط من مدير المستشفى وهتف بجدية: يجب ان نحاول لملمت الموضوع اذا وصل الخبر للاعلام ستكون كارثة.
هتف مدير المستشفى الدكتور حسان بقلق: سينتشر بسرعو، يبدو انها جريمة انتحار لا دليل لوجود فاعل.
اشعل الظابط سيجارة وقال بتفكير: لا اعتقد ذلك ما يدفع الطبيبة ورد للانتحار في ذلك المكان، هناك فاعل لتلك الجريمة احضر خطيبها دكتور تيسير.
هتف المدير بجدية: اتصلت به منذ مدة اصيب بالصدمة وعدم التصديق.
هتف الظابط باستعجال: عموما ستظهر نتيجة الطب الشرعي خلال خمس ساعات، الجميع يعمل بسرعة لانهاء تلك المعضلة.
حضر تيسير بسرعة عندما علم بالخبر، من حين لاخر يتوقف يبكي بذهول وعدم تصديق ويعاود التقدم
كأن الصدمة افقدته صوابه.
صعد للطابق الثالث وجد تجمهر كبير من رجال الشرطة، سمح الظابط له بالتقدم عندما علم انه مطلوب للتحقيق، اقترب الظابط من تيسير
وقال: لقد كنت في انتظارك يا دكتور تيسير.
هتف تيسير بتسال مريب: ماذا حدث لورد؟.
هتف الظابط بجدية: دكتور ورد وجدت مشنوقة داخل غرفة نوم الاطباء، يبدو انتحار وليست جريمة قتل، اخبرني متي كان اخر لقاء بينكما؟!.
هتف تيسير بسرعة: البارحة بعد انتهاء دوامي في الساعه الثامنة صباحا سلمت عليها قبل مغادرتي.
هتف الظابط بتسال: ما الحوار القائم بينكم.
هتف تيسير بتردد: اعطتني الشبكة وقررت انهاء الخطبة التي بيننا.
هتف الظابط بشك: لماذ انهت الخطبة هل حدث شجار بينكم او ما شابه.
هتف تيسير بجهل: لا لقد كنا جيدين، لقد اصبت بالذهول والصدمة عندما اخبرتني بذلك ولكن لا باس.
اكمل سلسلة الأسئلة وقال: منذ متي وانت علي علاقة بورد.
هتف تيسير بهدوء: منذ سنه تقريبا.
هتف الظابط بجدية: سننتظر تقرير الطب الشرعي وسنكمل معك التحقيق.
هتف تيسير بلهفة: هل يمكنني رؤيتها؟.
هتف الظابط برفض: ليس الان.
توجه تيسير نحو الكافتيريا وجد سلاف يحتسي القهوة بهدوء اقترب منه وعلامات الصدمة مازالت تحتل وجهه.
جلس تيسير علي الكرسي وقال: هل علمت بوفاة ورد.
هز سلاف راسه مؤكدا وقال: انتحرت اثناء دوامها.
هتف تيسير بذهول: لماذ انتحرت ورد، هل ظلمتها عندما اعتقدت انها تحب شخصا اخر.
هتف سلاف بجهل: لا اعلم الان ماذا ستفعل؟
هتف تيسير بانكسار: هناك الم حارق في صدري يا سلاف يتاكلني من الداخل لفقدانها.
هتف سلاف ببرود: هذا افضل لكليكما المهم يجب ان تبقي صامدا لان الشرطة لن تتركك هكذا
ستحاصرك حتي تنتهي تلك القضية بالكامل.
يجلس زهير داخل مكتبة، وصل للتو تقرير الطب الشرعي النهائي للمجني عليها، مزق الظرف والتقط الورقة يقرا التقرير الموجودة فيها.
قام الطبيب بفحص الجثة وافاد بالتالي:
حدثث الجريمة في تمام الساعه التاسعة وجود اثر اصابع يد علي رقبة الجثة قام القاتل بخنقها بيديه ولا يوجد اي بصمات للفاعل لانه يرتدي قفازات،
هناك اثار دماء علي اظافر الجثة اثر مقاومتها.
التقرير الثاني:
تم تحريك الجثة ولفها بحبل حول رقبتها وتعليقها ليظهر انها انتحرت تم العثور على زر من قميص الجاني في احدي زوايا الغرفة، اغراض الجثة كاملة لم يتم سرقت اي شئ، لا يوجد اي اثار لاقدام في المكان سوي الممرضة والضحية.
قرا التقارير عدة مرات اشعل سيجارة واجري مكالمة سريعة، حضر العسكري ووقف باحترام وقال:احضر كوب شاي ونادي حسين من مكتبة.
خرج العسكري يحضر ما امرة،
دخل للمكتب وقال: توصلت لماذا.
هتف زهير بهدوء: الزر الموجود يجب تفتيش شقة تيسير والتاكد من ان الزر خاص به ام لا.
هز حسين رأسه وقال: سنبدا بالتحرك هل حققت مع باقي الاطقم الطبية.
هتف زهير بهدوء: اجل ولكن المشكوك فيه تيسير وما اكد ظني اعتراف دكتور سلاف.
هتف حسين بتسال: من سلاف.
هتف زهير بهدوء: صديق تيسير افعل ما طلبته منك بسرعة.
تحرك حسين ينفذ الاوامر المطلوبة.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ابتسمت الطبيبة وقالت: كيف حالك سلاف.
نفث سلاف دخان السيجارة باضطراب وقال: لست بخير اشعر بالقلق الشديد.
هتفت الطبيبة بتسال: اصابك مكروه او شئ.
هتف سلاف بصوت هامس: تيسير صديقي متهم بجريمة قتل.
حاولت تصنع الدهشة وقالت بتسال: صديقك الذي يحب ورد.
هتف بتأكيد وبنبرة هامسة: اجل لقد وجدت ورد مقتولة داخل المستشفى وتيسير من فعلها لكن الشرطة للازالت تبحث عن القاتل.
نظرت اليه بريبة وقالت: لماذا تقول ان تيسير قتلها.
هتف سلاف بتردد: ورد تركت تيسير من اجل دكتور الباطنه الجديد، لقد رايتهم يتبادلون القبل داخل مكتبة ولكني لم اخبر تيسير بالامر.
هتفت الطبيبة بشك: واثق مما تقول ام انها احدي هلاوسك المعتادة.
شعر بالاحباط عند ذكر الهلاوس وقال بخيبة: ليست هلاوسة حقيقة رايتها امام عيني، لا اعرف كيف لها بفعل ذلك وتيسير يهيم بها عشقا انهن خاءنات.
هتفت الطبيبة بعقلانية: ليس كلهن يا سلاف، يبدو ان الاضطراب يزداد يجب ان تاخذ الدواء بانتظام تنام جيدا في تلك الايام.
هز راسة مؤكدا اكملت كتابة الدواء
وقالت: انتظرك بعد اسبوعين، لو حدث جديد في حالتك اتصل برقمي الخاص.
التقط الروشتة من يدها وقال: شكرا لك.
هتفت بلطف: علي الرحب.
تاملت الطبيبة علامات الاضطراب علي وجهه والهالات السوداء التي تغطي عينيه
اشفقت علي حاله وقالت: منذ متي لم تنم؟
هتف سلاف بتشتت: منذ اكثر من ثلاث ايام.
هتفت الطبيبة بتسال: عادت الهلاوس من جديد.
هتف سلاف بخوف:اجل هناك اصوات داخل رأسيّ لا تكف عن الثرثرة ومشاهد امام عيني تمر كالفلم امامي لا يمكنني مقاومتها.
هتفت الطبيبة بتفكير: تري نفس الشخص في الحلم يقتل.
هز راسه بتاكيد وقال: اجل ولكن الان اشعر بالخوف لانه ينوي قتل شخصا اخر،
هل تعلمين ما حدث لتيسير؟!.
هتفت الطبيبة بتاكيد: قرات الخبر في الجريدة وجد منتحرا في السجن بعد ان اكتشف انه القاتل الحقيقي.
ترقرت الدموع داخل عيني سلاف وقال باسي: ما كان يجب ان يموت، لقد دافع عن خيانه حبيبته بقتلها.
حاولت الطبيبة تغير تفكيرة وقالت بعقلانية: تيسير مجرم ربما ادرك فعلته عندما دخل السجن فلم يجد مهرب غير الانتحار ولكن لا يعني ان كل شخص يكتشف خيانه حبيبته يقتلها، ستتحول الحياة الي غابة الكل يقتل الكل.
هتف سلاف بانفعال: عقوبة الخيانة القتل ولا شئ غير ذلك،تيسير بريء لقد قتل ورد تكفيرا علي خطاؤها في حقه.
هتفت الطبيبة بهدوء: قله النوم اثرت عليك بشكل كبير، ساكتب لك على منوم قوي ستاخذة وتنام.
هتف سلاف بنبرة عنيفة: هل ابدو مجنون بالنسبة لك تعامليني وكانني رقم ضمن مرضاك.
استقامت الطبيبة وقالت: لست مجنون انت عاقل وشخص جيد ولكني احاول ان.
قطع كلامها بصوت عالي منفعل وقال: اسلوبك ليس جيد ايتها الطبيبة، اعلم انني لست عاقلا واري اناس واسمع اصوات واعاني من مرض عضال ولكن يجب مراعاتي والتعامل معي وفقا لحالتي.
نظر لعينها مباشرة راي الدموع دخل مقلاتيها، اقترب منها ووقف امامها وقال باعتذار: ياسمين اعتذر عما قلته لم اقصد جرحك، قلت النوم افقدتني عقلي ارجوك لا تبكي.
سقطت الدموع علي وجنتيها الحمراء، مسح دموعها باناملة وقال بحزن: ابدو قاسيا لكني بحاجه لوجودك بجانبي، مريضا مثلي لا يقوي علي مواجهة العالم بدونك.
التقط الورقة من علي المكتب وغادر المكان، جلست علي الكرسي واسندت رأسها علي المكتب
وقالت بحزن: حمقاء وقعت في حب مريضها.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
يقود سياراته في الساعه الثالثة منتصف الليل التوقيت المناسب لاصطياد فريسة جديدة، تامل الطرقات الخالية، اصوات الكلاب التي تنبح من حين لاخر، القي باقي السيجارة علي الارض، اقترب من عمود الانارة تحرك بضع خطوات، اقتربت من فتاة تجلس على احدي الكراسي الخشبي وقال بهدوء:اتبعيني.
تحركت خلفه بهدوء، ركبت بجانبة في المقعد الامامي وقالت: كم ستدفع؟!.
ادار محرك السيارة وقال: ما تطلبيه؟
هتفت بسرعة: خمسه الالاف.
هتف ببسمة خفيفة: موافق.
ابتسمت وقالت:يبدو ان ليلتنا ستكون سعيدة بوجودك يا فتي.
وضعت يديها على كتفيه محاولة للفت الانتباة، القي نظرة عليها سريعا وعاود التركيز على الطريق
وقال: لا تقلقي من هذا الامر ايتها الجميلة.
صف سياراته امام الفيلا التي تشبة بيت الاشباح، نظرت حولها للمكان الخالي من الحياة
وقال بريبة: اين نحن؟
هتف ببرود: منزلي الخاص الذي اقضي فيه ليالي العابرة تفضلي.
امسك يدها بقوة وسحبها للداخل، تاملت الحديقة المكان حولها الظلام يعم المكان.
دلف داخل الفيلا اشعل مفتاح الاضاءة،
انارت الصالة التي تحوي على اساس متهالك.
هتفت بشك: سنقضي الليلة في تلك الخرابة.
هتف بضيق: تشعرين بالاستياء انتي هنا لفعل ما اطلبة منك وتاخذي المال وترحلي لا يحق لكي حق الاعتراض ايتها الحمقاء اصعدي خلفي.
امسك يدها وسحبها للطابق الثاني، تاملت المكان حولها اشتمت رائحة نتنه في المكان
هتفت بتسال: ما تلك الراحة عطنه للغاية.
ادخلها للغرفة بسرعة وهتف ببرود: لا يحق لكي ان تسالي على شئ حتي اقول لك.
اضاء الغرفة نظر اليها ببرود
وقال: صب لي كاس بسرعة.
تحركت بتردد صبت كاس وناولته بخوف تشعر بالريبة من ذلك المكان يبدو انها اتت للجحيم.
هتفت بتسال: تريد المزيد.
جلس على الفراش وقال: اجل.
تجرع العديد من الكاؤس حتي فقد وعيه، هزته ببطء وجدت انه غفي، حملت اغراضها وتحركت تتبع الرائحة اقتربت من الباب المغلق الرائحة تزداد
فتحت الباب الرائحة لا تطاق وضعت يديها على انفها انارت المصباح توسعت عينيها من المشهد التي تراه الان.
جسد فتاة متحلل يخرج الدود من جسدها، احشاؤها الداخلية تظهر بشكل واضح نظرت لوجهها المنتفخ الدماء المتجلطة حول رقبتها شهقت بصدمة رقبتها مذبوحة بطريقة بشعة شعرت بحركة خلفه
استدارت لتجده امامها بوجهه الغاضب.
هتف بنبرة قاسية: حمقاء كتبتي مصيرك بيدك.
اخرج السكينة من بنطاله وقال بكره: رايتي الكثير يجب ان تموتي.
صرخت باستنجاد حاولت الفرار امسك يديها بقوة، حاولت الافلات من قبضتة ولكنه يحكم امساكها.
القاها على الارض ومازل يمسك يدها جيدا.
بحركة واحدة طعن السكين في قلبها بقوة اطلقت صرخة عالية توسعت عينيها ولحظات قليلة وسكنت حركتها تماما.
اخرج السكين الملوثة بالدماء، تامل جسدها الساكن وقال ببرود: لا احد ياتي هنا ويعود مصيركم الموت على يدي.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استيقظ على صوت المنبة العالي، استقام وجلس على حافة الفراش، تحرك نحو المطبخ يعد قهوته الصباحية، جزء من روتين يومي اعتاد عليه منذ زمن.
صب القهوة داخل الفنجان حمله بين يديه وتوجه للبلكون يرتشف القهوة على نسمات الصباح الهادئ، تامل المكان حوله بنظرة هادئة ارتشف من الكوب الدافئ، التقط الهاتف بين يدية يرد علي الرسائل منذ يومين لم يذهب للعمل، ظل نائما بفعل المنوم الذي وصفته الطبيبة تذكر ما حدث بينهم اجري مكالمة سريعة واغلق الهاتف.
اكمل ارتشاف كوب القهوة على مهل وتامل حياته الهادئة الخالية من الاشخاص، شخص مثله متحفظ في تعاملاته مع الاخرين، علاقاته محدودة، الوحيدة التي تعرف جزء صغير من حياته طبيبته النفسية التي يعرفها منذ سنتين، استلمت حالته بعد وفاة زوجته نتيجة التدهور الشديد في صحته.
حمل الفنجان الفارغ وتوجه للمطبخ وضع الفنجان في حوض الغسيل، قرر الذهاب للعمل فاليوم ستاتي وداد وعليه ان يستعد لرؤيتها.
قاد سياراته للمستشفي الحكومية التي يعمل فيها منذ ان استلم التكليف الخاص به.
تذكر وداد الطفلة ذات الاعوام العشر مريضة سرطان الدم، يشعر بالم في صدرة ورغبة في البكاء عندما يتذكر حالتها التي تسوء بفعل الكيماوي اللعين الذي يحرق خلاياها وينهش جسدها بدون رحمه.
اختار تخصص الاورام لرغبته في شفاء المرضي ولكنه اصيب بالياس عندما وجد المرضي يموتون واحد تلو الاخر بفعل السرطان الذي يلتهم اجسادهم.
صف سياراته وتوجه للطابق الخامس المخصص للاورام، حاول رسم ابتسامة هادئة علي وجهه، تامل الناس المصطفة والاصوات العالية والحركات السريعة من التمريض ببرود،كانه اعتاد علي تلك المشاهد فاصيب بالبلادة الشديدة.
ابتسمت الممرضة نعيمة عندما وجدت الطبيب
هتفت ببسمة: صباح الخير يا دكتور سلاف تفضل الفطور.
هتف سلاف بجدية: شكرا انهي طعامك سريعا وادخلي وداد.
ابتسمت وقالت: حاضر اطلب لك شاي معي.
ابتسم بتكلف وقال: شكرا.
جمعت طعامها واستعدت تنظم دخول المرضي للكشف، نادت علي وداد الحالة الخيرية التي يتكفل بها سلاف عندما علم بفقرهم الشديد.
دلفت وداد الفتاة النحيلة من اثر الكيماوي، نظر لوجهها الشاحب وملامح العجز الذي تظهر علي وجهها بوضوح، تاملها سلاف وهو يحاول تمالك نفسه كي لا تسقط الدموع من عينية، جاهد لرسم ابتسامة هادئة وقال: كيف حال صغيرتي.
نظرة اليه بالم وقالت: لست بخير الورم ياكل جسدي.
تحرك ناحيتها وجلس على ركبتيه
وقال بشفقة: اشعر بالخوف كلما اراك بهذا الياس.
هتفت بياس: لا تخف ايام وارحل ابلغني الطبيب ان لا امل في الشفاء وايام واموت.
ارتسمت ملامح الغضب علي وجهه
وقال بتسال: من الاحمق الذي ابلغكي بهذا.
هتفت بتردد: الطبيب الذي يناوب قبلك لكنه رحل منذ مدة.
ربت سلاف علي شعرها وقال بصوت حاني: وداد قوية وستقاوم المرض وسنهزمه معا اتفقنا.
شعرت ببعض الامل وقالت: اتفقنا.
نظرت للساعه بتافف لقد تاخر نصف ساعه عن الموعد المحدد، ابتسمت عندما وجدته يدلف للمطعم، حاولت تصنع الجدية ورسم تعابير الملل علي وجهها.
اقترب منها وجلس على الكرسي
وهتف بنبرة اسف: اعتذر عن التاخير بسبب الحالات.
زفرت بضيق وقالت: لا باس ولكن ما سبب تلك المقابلة.
ابتسم ونظر داخل عينيها
وقال: لنتصالح عن ما بدر مني في العيادة.
هتفت بالامبالاة: نسيت الامر وطبيعي يحدث ذلك من المرضي.
شعر بالاهانة من تلفظها باسم مريض حاول جاهدا السيطرة على غضبة وقال: لست مريضا عاديا اعرف انني احمل مكانه خاصة عندك.
خشيت ان يكون كشف مشاعرها تصنعت البرود
وقالت: ربما بعض الشفقة على حال المرضي
لمحاولة مساعدتهم على الشفاء.
نظر داخل عينيها لكنها اشاحت بصرها بعيدا كي لا تفضحها نظراتها.
هتف بالامبالاة: لا يهم ما تقولين ماذا تشربين.
هتفت بهدوء: قهوة سادة.
ابتسم واشار للنادل بهدوء: اتنان من كوب القهوة السادة.
تحرك النادل يحضر الطلب ابتسم
وقال: اشعر ببعض التحسن بفعل المنوم الجديد.
هتفت بهدوء: جيد لقد عرض عليا بيع كمية منه بملبغ معقول.
هتف بتسأل: تتعاملين مع شركات الادوية مقابل المال.
هتفت بتاكيد: اجل.
شعر بالضيق وقال: شركات الادوية مجموعة من اللصوص تسعي لكسب المال بدون وجه حق والاطباء الاوغاد يساعدونهم في الترويج عن ادويتهم.
هتفت باندهاش من ضيقة وقالت: ما المشكله الجميع يكسب من وراء ذلك، انت تفعل ذلك ايضا.
هتف بدفاع: توقفت عن فعل ذلك عندما اكتشفت ان الادوية ليس لها تاثير على المرضي، توقفت عن خداع الناس ضميري يؤلمني كلما تذكرت ذلك.
هتفت ياسمين ببرود: انت حاسس بدرجة كبير، الموضوع ليس كما تفهم نحن ناخذ نسبة على كل علبة دواء تباع لا اكثر والجميع مستفاد.
هتف سلاف بنبرة حادة: مخطاءة المريض يخسر الكثير من المال في ادوية تجعله يموت ببطء ولا تاثير في الشفاء، الاطباء يكتبون ويكتبون بلا رحمة سعيا لكسب المال على حساب الفقراء.
هتفت بجدية: تاجرة والجميع يعرف ذلك لا تدعي المثالية يا سلاف جميعنا نخطأ.
التقط فنجان القهوة بين يدية وقال بحزن: هناك فرق بين ما يحاول اصلاح الخطا ومن يتمادي فيه توقفي عن هذا.
هتفت بعدم اقناع ونبرة دفاعية: لا تدخل في عملي انت مجرد رقم ضمن قائمة المرضي، لا تتمادي في الحديث معي.
استقامت وهتفت بحدة: ساحول ملفك لطبيب اخر يتابع حالاتك، يكفي ما فعلته الي الان.
همت بالمغادرة استقام وامسك يدها وقال بتعاطف: ياسمين لا يمكنكي التخلي عني بتلك السهولة.
هتفت بحدة: يمكنني فعلها بسهولة لانك لست شئ مهم بالنسبة لي.
القت جملتها الاخيرة بقسوة وغادرت المكان.
جلس على الكرسي يحتضن وجهه بين يديه يشعر بالياس من كل شئ.
«يوم الاحد الساعه التاسعة مساءاً»
استقام يفتح الباب للطارق الذي اتي في ذلك الوقت
ليس من المعتاد ان يزوره احد في منزلة.
تفاجا من وجودها ابتسمت بتوتر وقالت: اشتقت لك.
نظر اليها بهدوء وقال: تفضلي.
دلفت للمنزل القت نظرة سريعة على الشقة، خلعت البالطو الخاص بها ووضعته على الطاولة بجانب حقيبتها وقالت بتسال: لماذا لم تاتي للجلسة اليوم؟
هتف ببرود: يبدو ان ذاكرتك لا تعمل جيدا.
هتفت باسف: اعتذر عما حدث تحدثت في وقت غضب، سلاف انسي ما حدث وعد للمتابعة معي.
هتف بتسال: ماذا تشربين؟
جلست علي الاريكة وقالت: يمكننا تناول القهوة معا، عوضا عما حدث في اخر لقاء بيننا.
هتف بهدوء: دقايق وتكون جاهزة.
توجه للمطبخ يعد كوبايين من القهوة، تجولت في الشقة توقفت عند الصورة الموضوعة علي الطاولة، صورة تجمع سلاف بزوجته الراحلة، القت نظرة سريعة وتجولت تنظر للمنزل والديكورات الكلاسكية التي تزين الشقة بطريقة جميلة.
وضع الصينية علي الطاولة واقترب منها بتسال
وقال: اعجبتك الشقة.
هتفت باعجاب: جميلة جدا من اختار الديكور.
ابتسم وقال: اخترته بنفسي.
هتفت بانبهار: لم اعرف من قبل انك تمتلك زوقا ممتاز.
هتف بالامبالاة: اشربي القهوة.
ناولها الفنجان التقطته بين يديها وارتشفت القليل وقالت بشكر: القهوة لذيذة شكرا لك.
هتف ببسمة: العفو.
هتفت بنبرة حزينة: سلاف اكشتفت كم كنت حمقاء
توقفت عن تعاملي مع شركات الادوية.
هتف بفضول: فعلتي ذلك لاجلي.
هزت رأسها مؤكدة وقالت: اجل.
هتف بتسال: لماذا تفعلين ذلك لاجل مريض عندك.
هتفت بعفوية: لانني احبه.
حاول تصنع الصدمة وقال: ياسمين لا تتسرعي في مشاعرك فكري بعقلك قليلاً.
وضعت فنجاة القهوة على الطاولة، لامست يديه بهدوء وقالت بالم: سلاف كفي كتمان منذ سنتين وانا احاول نسيانك بدون فائدة احبك واريدك.
هتف بغضب: لا تفهمين عقابة تلك الفعلة، كيف سمحتي لقلبك اللعين ان يقع في حب شخص مثلي، انا مريض عقلي يسكن الهراء دماغي وفي اي لحظة يمكن ان اوذيك، ياسمين ارحلي ارجوك.
هتفت برفض والدموع تتجمع داخل عينيها ترفض الفكرة وقالت باندفاع: سلاف لا يمكنني وقعت في حبك.
القت بنفسها بين ذراعيه وقالت باحتياج: احتاجك الان.
حاول ابعادها ولكنها تشبثت بيه اكثر حاوطها بين ذراعية وقال بينه وبين نفسه: اخترت مصيرك بيدك لا تلومين الا نفسك.
استيقظت من النوم، ابتسمت عندما وجدته يرقد بجانبة التقطت ملابسها من علي الارض.
ارتدتها وتوجهت للمطبخ تعد الافطار صدح صوت الراديو علي اغنية قديمة تحبها كثيراً.
ابتسم عندما وجدها في المطبخ
وقال ببسمة: صباح الخير ياسمينتي.
ابتسمت بسعادة وقال: صباح الخير عزيزي دقايق ويكون الفطور جاهز.
ابتسم بحنان وقال: منذ وقت طويل ولم يعد لي احدهم الفطور.
ابتسمت وهتفت بحب: لا تقلق لن اتركك ساكون معك دائما.
تحرك للحمام يغسل وجهه والافكار تعصف نفسها داخل عقله من تلك المصيبة التي وقع بها.
يبدو ان ياسمين لن تنفك عنه بسهولة وهو كالابلي لبي رغبتها بكل طواعيه.
جلس على الكرسي بجانبها يتناولون الطعام بصمت قطعته ياسمين وقالت: قرات اخبار اليوم.
هتف بتسال: ما الجديد؟.
هتفت بالامبالاة: قضية ورد اكتشفوا الفاعل الحقيقي، طبيب الباطنة نور من قام بقتلها ولفق التهمة لتيسير.
هتف باندهاش: حقا كيف اكتشفوا الحقيقة.
هتفت بهدوء: وجدوا نور مسموم داخل شقته وترك جواب بخط يده يعترف بما فعله.
شعر سلاف بالاحباط وقال: قلت لك تيسير بريء راح ضحية الخيانة.
هتفت باسف: لا باس يا حبيبي كلنا ضحايا في النهاية.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
القي نظرة متعمقة علي التقارير الطبية والاشعة التي امامه بصمت مريب.
جلست وداد علي الكرسي تنتظر اي كلمة منه لكنه ظل صامتا ينظر للتقارير امامه بكل هدوء.
وضع التقارير علي المكتب حاول تجميع كلمات مناسبة لقولها تجمعت الدموع داخل عينيه
وهتف بمرارة: الموت يقترب.
شعرت بالخوف الشديد من حالته وكلماته
وقالت باسي: لا باس.
هتف بحزن: الباس كله في قلبي يا وداد، السرطان اللعين ينتشر في جسدك والكيماوي ليس له تاثير عليه الموت اتي لا محال.
بدات في النحيب وصوت بكاؤها يتعالي تدريجياً، استقام وجلس بجانبها يضمها بين ذراعية
وقال: هناك حل وحيد.
نظرت اليه باستنجاد وقالت بتسال: ما هو؟
هتف ببرود: لماذا ننتظر الموت ونتحمل الم الانتظار ساعطيكي دواء تاخذية وترتاحي بعدها من كل شئ.
هتفت بصدمة: ساموت من هذا الدواء.
هتف بتاكيد: اجل ولكن ليس هناك الم
سيمر الامر مرور الكرام، لا تخبري احد بشيء اتفقنا.
هزت رأسها وقالت: اتفقنا.
اعطاها شريط دواء وقال: تناولي قرصين بعد كل وجبه لا تقلقي لن تتالمي ولن تشعري بشيء.
استقامت واحتضنته وقالت بشوق: ساشتاق لك كثيراً يا سلاف.
هتف ببسمة هادئة: انا أيضاً ساشتاق لك، قريبا سنتقابل في العالم الآخر.
ودعته ورحلت تفعل ما طلبه منها، جلس على الكرسي بقلب مضطرب وعقل مشوش، لم يشعر بنفسه الا والدموع تغرق وجهه، اسند رأسه على طرف المكتب واجهش في البكاء كالطفل الذي فقد والدته.
رنين هاتفه بشكل متكرر جعله يمسح دموعه ويرد على مكالمتها، حاول الثبات خرجت نبرة صوته هادئة جداً: سانتظرك في الشقة لا تتاخري هناك مفاجاة في انتظارك.
اغلق المكالمة واستقام يرتدي الجاكت الخاص به متوجها للشقة يعد مفاجئة غير متوقعة لياسمين.
الشموع المضاءة، طاولة العشاء المعدة بشكل جذاب، الاضاء الخافتة، انبهرت بالجو الرومانسي الذي اعده خصيصا لاجلها.
تقدمت منه بانبهار وقالت: متي اعددت هذا؟!.
هتف ببسمة هادئة: منذ الصباح اجهز المنزل لاجلك اود ان تكون ليلة مميزة لن ننساها أبداً.
القت بنفسها داخل ذراعية بشوق وقالت: احبك كثيراً.
خرجت نبرة صوته جافة لكنها لم تلاحظ نظراته الباردة والقاسية وقال: انا أيضاً احبك كثيراً، منذ وقت طويل ولكني كنت اخشي الاعتراف الان لم يفرق احد بيننا غير الموت.
وضعت يديها على شفتيه تمنعه من استكمال حديثة وقالت بتحذير: اياك ان تذكر الموت على لسانك لن يفرق شئ بيننا سنتقابل بعض الموت لنكمل حياتنا معا.
هتف بتاكيد: اجل عزيزتي.
سحبها برفق واجلسها على الكرسي
بدا باطعامها بكل حب، تناولت الطعام من يديه ولا تصدق كل هذا الحب الذي يحمله لها هي فقط.
قرب الطعام من فمها، لكنها منعته بحركة تلقائية وقالت: لا اريد يكفي لهذا الحد.
وضع الملعقة في الطبق وقال: تناولي عصير الفراولة اعدته خصيصا لك اعلم انكي تحبينه.
هتفت بحب: شكرا على ما تفعله لاجلي.
تناولت كاس العصير ببطء ونظراته محدقة بها بنظرة خاوية.
هتفت باندهاش: لماذا لم تاكل؟!.
هتف بهدوء: لست جاءعا.
هتفت باقتراح: ما رايك ان نرقص على انغام الموسيقى الهادئة.
هتف ببسمة: موافق.
صدحت الاغنية الهادئة وضع يديه حول خصرها لفت يديها حول رقبته واسندت رأسها على كتفية بعفوية.
بدا يتمايلان على انغام الموسيقى الهادئة.
شعرت بالم حاد في معدتها، حاولت تجاهل الامر لكن الالم يزداد، توقفت عن الحركة ووضعت يدها على بطنها بتلقاءية وصرخت بالم من التعب.
اقترب منها بقلق وهتف بخوف: ما بك؟
ظهرت ملامح التعب على وجهها
وقالت: هناك الم حاد في معدتي.
وقعت علي الارض لا تقدر علي الوقوف، تامل وجهها الاصفر الشاحب بخوف، اتخذت وضعيت الجنين ورغبة في القيء الشديد و لا تقوي علي التحرك.
جلس بالقرب منها والدموع تغرق وجهه وقال باعتذار: ياسمين اعتذر عما فعلته، اضطررت لفعل ذلك.
نظرت اليه بعد فهم وقالت بشك: ماذا فعلت.
هتف بنبرة متحشرجة: وضعت السم في طعامك.
توسعت عينيها بصدمة وقالت بالم: لماذا فعلت ذلك؟
هتف بقسوة والدموع تتساقط من عينيه تغرق وجهه: ما كان يجب ان تقعي في حب شخصا مثلي
انا مسخ يا ياسمين ولست بشرا.
تقيات وبدا التعب والانهاك يسيطر علي جسدها والسم يجري في دماؤها بسرعة
هتفت بنبرة متقطعة والم: كل ما فعلته انني احببتك بصدق وجزاء حبي ان تقتلني احبك حتي ولو كنت مسخاً.
ضم ساقية الي صدره وهو يعتذر عما فعله بها وقالت: سامحيني يا ياسمين.
صرخت بالم من وجع معدتها وقالت: سامحتك يا سلاف ولكنني لن انسا ما فعلته بي.
ظل جالس علي نفس وضعيته والدموع تتساقط علي وجهه حتي سكنت حركتها تماماً.
تحدث بطريقة هستيرية وقال: لقد قتلتها يا احمق الوحيدة التي تقبلت المسخ الذي بداخلك، قتلت من احبتك كما انت والان ستعيش وحيدا
يرافقك هلاوسك وضلالاتك حتي تقضي عليك في النهاية.
ظل جسده يرتعش ويهتز بطريقة هستيرية والاصوات مازالت تتحدث في راسة بدون توقف.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
«30/5/2025»
مع تحيات /اوركيــــــــدا.