|تنهيدة عشق|
وقفت تنظر للمشهد تحاول تمالك دموعها كي لا تخونها وتتساقط لتبين ضعفها امامه.
نظرت حنين بشك وقالت بصوت حاد: افهم اي يا ياسين، ضحكت عليا واتجوزتها وعاوزني اعمل اي وكمان حامل هتكدب عليا لحد امتي.
امسك ياسين يدها وهتف بدفاع: انتي فاهمة غلط انا اتجوزتها غضبن عني ومستعد اطلقها حالا بس متبعديش عني.
تلقت الكلمة بعدم تصديق شعرت بقضبة مؤلمة تعتصر قلبها لتلك الدرجة لا تهمه تحجرت الدموع داخل عينيها وخذلتها وسقطت مغرقة وجهها مسحتهم سريعا، بلعت ريقها بصعوبة الذي جف حاولت التحدث والدفاع عن حقها فيه لكن حنجرتها خذلتها.
نظرت اليها بعدم تصديق
وقالت: هتطلقها عشاني يا ياسين.
هتفت باستنجاد وسرعة: لو طلقتها هتوافقي ترجعيلي.
هتفت بكره: طلقها دلوقتي حالا وتيجي معايا نتجوز ونمشي من البلد.
هتفت بسرعة: موافق.
اقترب منها و نظر داخل عينها
وقال بكره: انا اتجوزتك غصب عني ودلوقتي انتي طالق يا اسيا.
تراجعت خطوتين للخلف، نظرت داخل عينية قسوة كبيرة تحتل نظراته، تساقطت الدموع من عينيها تلو بعضها.
ابتسمت بانتصار وتشفي وهي تتاملها، اقتربت منهم
وقالت بشماته: كنتي مفكرة انه بيحبك دا بيتسلي بس وفي الاخر اختارني انا عشان تعرفي انتي قليلة في نظره ومتسويش.
جرحت من كلامها اصابتها في مقتل واتهمت انوثتها،
اثبتت انها ليست جذابة كي تستحق التواجد معه.
تعانقت ايديهم وقالت بدلع لاغاظتها: يلا يا حبيبي عشان منتاخرش عاوزة نكتب الكتاب عشان نستعد لفرحنا.
ابتسم وتمسك بيدها
وقال بسعادة: يلا يا حبيبتي.
غادرو الاثنان تاركين تلك المنكسرة، خذلتها قدامها وخارت علي الارض، الالم ينهش قلبها والدموع الحارقة تغرق وجهها، خرجت صرخة من جنجرتها تعبيراً عن الالم الذي لا يطاق تحمله، ظلت علي حالها حتي فقدت وعيها.
وقف ابيها في الخارج ينتظر خروج الطبيب الذي اتي لفحصها.
خرج الطبيب اقترب الاب بسرعة
وهتفت بقلق واضح: اسيا مالها يا دكتور.
هتف الطبيب بعملية: اتعرضت لضغط نفسي شديد وغير كدا الحمل ادي لاغماء ياريت تبعدو اي مصادر للتوتر عشان الحمل.
هتف الاب بتفاجا: حامل عموما شكرا يا دكتور.
هتف الطبيب ببسمة: العفو.
توجه لغرفة ابنته وجدها ترقد علي فراشها، جلس بالقرب منها وهتف بندم: انا السبب في كل الي حصلك غرضي سعادتك معرفش اني بدمرك من غير ما احس.
استعادت وعيها فتحت عينيها وجدت الم حاد في رأسها وقالت: اي الي حصل.
ربت ابيها علي شعرها وقال: الشغالة كلمتني وقالت اغمي عليكي جيت علي طوال وجبتلك الدكتور.
هتفت بتسال: قالك اي.
هتف بحنان: ضغط نفسي وطلب ترتاحي وبلغني بخبر حملك.
ابتسمت ابتسامة باهته وقالت: كنت عاوزه ابلغك بالخبر بس للاسف ياسين مصر يدمر كل حاجه حلوة في حياتي.
ربت علي شعرها وقال: ياسين هيندم علي كل حاجه عملها معاكي.
هتفت ببسمة حزينة: ياسين يستاهل يفرح في حياته.
هتف بتفاجا: لسه بدافعه عنه حتي بعد الي عمله.
تجاهلت الالم الذي بداخلها وقالت بعقلانية: جوازنا من الاول كان غلطه اجبرته عليها وانا عشان بحبه مهتمش غير انه يكون معايا وبس للاسف مكنش سعيد معايا كان مجبر علي كل حاجه بيعملها وهو اختار الانسانه الي بيحبها.
هتف باعتراض: وانتي يا اسيا وحملك.
ابتسم بفرحة حقيقة: ياسين قدملي اجمل هديه ان هيكون عندي طفل ودا لوحدة كفاية.
شعر ابيها بالحيرة من امرها، يعلم ان ابنته تداري حزنها عنه كي لا يتاثر ولكنه يفهما اكثر من نفسها،
تولي رعايتها منذ ان توفت امها وهي في عمر الخامسة، يحب ابنته بطريقة جنونية عندما اكتشف حبها لابن عمها لم يتردد وطلب منه ان يتجوزها فقط لاسعادها، لكن الامور انقلبت وفي النهاية تحولت حياة ابنته لحزن لا يطاق.
وقفت في الشرفة تتامل المظهر من الخارج غروب الشمس، اخذت نفس عميق واخرجته ببطء انسابت الدموع علي خديها رغما عنها، تحاول مقاومة الالم الحارق داخل صدرها لكن ليس باليد حيلة سوا الاستسلام.
فتحت هاتفها تقلب بعشوائية وقع نظرها علي صور لياسين مع زوجته الجديدة، تاملت البسمة المرتسمة علي وجهه وقارنتها بيوم زفافها لم يبتسم بتلك الطريقة معها، الفتاة التي احبها وظل وفيا لها رغم زواجه ولم يحاول ان يحب اخري غيرها اكتفي بها،
تاملت فستانها الابيض والبسمة التي اغرقت وجهها ويد ياسين التي تتمسك بها،
لا تقوي علي تحمل المزيد خرجت شهقة طويلة من فمها وجلست علي الارض قدميها غير قادره علي حملها،ستصاب بسكتة قلبية من الالم الذي يسكن صدرها.
لماذا لم تكن هي مكان العروس وتحظي بحب ياسين الكامل لها وحدها؟!.
لماذا اختارها ياسين ولم يخترها هي
وهب نفسه وحبه لتلك الفتاة وتركها في النهاية.
دلف ابيها للغرفة وجدها علي تلك الحالة جالسة علي الارض والدموع تغرق وجهها،
احتضنها وقلبه ينزف الما علي ابنته الوحيدة.
دقائق وسكنت حركتها تماما غفت بين ذراعي والدها، حملها ابيها ووضعها علي الفراش وجلس بجانبها يمسح دموعه التي سقطت حزن علي ابنته.
جلست تتناول فطورها بجانب والدها، ابتسم بحنان عند رؤيتها وقال: ناوية تنزلي الجامعة.
ابتسمت وقالت: ايوا فاتني محاضرات كتير وبالمره اغير جو.
هتف ابيها باقتراح: خلي السواق يوصلك ولو عوزتي حاجه كلميني.
ابتسمت وقالت: هخلص محاضرات واطلع علي عيادة النساء اتباع مع دكتورة عشان الحمل.
شعر ابيها بالحزن وقال: لسه مصرة علي رايك نزليه وخلاص.
هتفت برفض قاطع: لا مستحيل اعمل كده يا بابا.
حاول ابيها اقناعها لكنها هتفت بصوت حاد لا تراجع فيها: انا قررت احتفظ بالجنين ليا ودا قرار نهائي عن اذنك.
ودعت ابيها وشعور بالغضب اعتراها، زفرت بضيق بحاجه لطفل يعوضها عن وجود ياسين بجانبها، جلست في المقعد الخلفي تتطلع للخارج من خلف النافذة الزجاجية،
انسابت دمعة خائنة من مقلتيها مسحتها سريعا، يجب ان تتحلي بالقوة وتترك الهشاشة النفسية التي تلازمها،
طالما كانت الفتاة المدللة من ابيها تتطلب ما تشاء وتاتيها الدنيا راكعة ولكن قلب ياسين التي لم تستطيع ان تحصل فيه على مساحة خاصة بها.
توقفت السيارة تحركت للخارج ودلفت للحرم الجامعي متوجها لكلية طب الاسنان فهي الان في السنه الاخيرة في الكلية.
صعدت للطابق الثاني حيث مكان القاعة، اقتربت من صديقتها التي وجدتها تجلس في المدرج الاول،
ابتسمت عند رؤيتها وقالت بمرح: منورة يا عروسه أخيراً نزلتي الكلية قلت البت اتجوزت وفكت من التعليم.
جاهدت لرسم ابتسامة وقالت: اكيد لا.
شعرت صديقتها بوجود خطب ما وقالت بقلق: مالك حصلك اي ياسين لحق ينكد عليكي.
ابتسمت بحزن وقالت: ياسين اتجوز وسافر.
شهقت بصوت مسموع التفت اليه المحيطين حولها
وقالت بصوت عالي نسبيا: اتجوز هو لحق.
تساقطت دمعة من عينيها اليسري حاولت تمالك نفسها وقالت بجدية: هحكيلك بعدين ممكن بقا متفتحيش الموضوع عشان مش عاوزه اتكلم.
هتفت نوران بتفهم: حاضر.
جلس الاثنان في الكافتيريا
هتفت نوران بشفقة: ينهار اسوح يعني حصلك كل دا ومعرفش حسبي الله ونعم الوكيل فيه.
هتفت اسيا بضيق: متحسبنيش عليه.
هتفت باندهاش: بدافعه عنه بعد الي عمله هتفضلي طيبة وهبلة لحد امتي.
هتفت اسيا باعتراض: متعرفيش غلاوة ياسين عندي قد اي، انا فتحت عيني علي الدنيا لاقيته جمبي ومعايا مقدرش اكرهه متعودش اكره حد.
ربتت نوران علي كتفيها وقالت: هتعملي اي في الحمل.
ابتسمت وقالت: هربية لازم استعد عشان اكون ام كويسة لابني.
هتفت نوران بدعاء: ربنا يعوضك غيره ويبقي ابن صالح ليكي.
هتفت اسيا بامل: يا رب.
ابتسمت الطبيبة وقالت: اول مرة اشوف بنت متحمسة للحمل والولادة كلهم بيجوا يشتكوا.
عدلت ملابسها وقالت ببسمة: متعرفيش مبسوطة قدي اي بالحمل طمنيني الحالة اي.
هتفت الطبيبة بهدوء: محتاجه تتغذي كويس وغير كدا نبعد عن اي ضغط نفسي ونهتم بصحتنا علي قد ما نقدر.
ابتسمت وهتفت بتأكيد: ان شاء الله يا دكتورة.
ابتسمت الطبيبة وقالت: اشوفك كمان اسبوعين نورتي.
انصرفت اسيا والبسمة تزين وجهها طلبت من السائق التوجه لاقرب كافية يجده.
تاملت الطريق ومشاعر الرضا بدات تتدفق داخلها،
تحاول التأقلم علي حياتها الجديدة والاستعداد لقدوم طفل جديد في حياتها.
تحركت للكافية جلست علي طاولة بعيدة نسبيا تاملت المكان حولها بنظرة سريعة، اقترب النادل املته الطلب وجلست تنظر للمحيطين حولها.
اخرجت هاتفها من حقيبتها تأملت صورة الخلفية التي تحوي صورة لها ولياسين وهي في سن الخامسة،ابتسمت لتلك الذكري قطع لحظتها النادل الذي وضع المشروب وانصرف.
ارتشفت القليل وعبثت بهاتفها، قطع لحظتها جلوس شاب في الكرسي المقابل، القي نظرة علي الباب وامسك يدها اقتربت فتاة منهم وهتفت بصوت غاضب: مش هتبطل حركاتك دي كل يوم اقفشك مع واحدة للدرجادي مش محترم وجودي في حياتك.
نزعت ختامها والقته في وجهه وانصرفت
تاملت اسيا الموقف وسحبت يدها وقالت بحدة: ممكن افهم ازاي تمسك ايدي بالطريقة دي.
هتف بتوضيح: بعتذر عن الي عملته البنت الوحيدة الي في المكان عشان اعمل كدا.
نظرت اليها باندهاش
وقالت: غرضك اي بالي عملته.
هتف براحه: خلصت من خطبتي عموما شكرا واسف على الازعاج يا انسه.
القي نظرة اخيرة عليها وغادر المكان،
زفرت براحة بعدما اتي الشاب وخرب لحظتها.
حملت اغراضها وغادرت المكان نحو منزلها.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اخذ نفس من السيجارة التي تحتضن اصبعية واخرجه بهدوء وقال بضيق: عاوز نرجع مصر مش حابب العيشة هنا.
حاولت اقناعه عن ترك تلك الفكرة
وهتفت بتحايل: ياسين انا مرتاحه هنا وبعيد عن المشاكل عمك مش هيسبنا بعد الي حصل لبنته.
زفر بانزعاج عند ذكر اسم عمه وقال: انا مش مرتاح وكمان مش لاقي شغل هنا.
هتفت بدلال: هنحاول سوا انا مستحيل اتخلي عنك لاي سبب.
هتف باستسلام: الي تشوفية يا حنين المهم راحتك يا حبيبتي.
ابتسمت من تلك الكلمة وشعرت بالراحة لانه ينفذ كل ما تطلبه منه.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
جلست علي مكتبها تذاكر بعض المواد استعداد لامتحان الغد، شعرت بالملل وتركيزها يضيع هباءا مع الوقت،
القت الكتاب بعيدا ووضعت يديها علي رأسها بضيق
وقالت: انا مش عارفه اركز ازاي هعدي في امتحان بكرا.
توجهت للخزانة انتقت ملابس خروج
وقالت بملل: انا خارجه اتمشي شويه وبعدين ارجع اذاكر.
ارتدت بنطال جنيز اسود وفوقة بلوزة باللون الوردي وتركت شعرها البني القصير الذي بالكاد يصل لرقبتها،
حملت هاتفها وتحركت للاسفل.
نظر ايها باندهاش وقال بتسأل: رايحة فين دلوقتي.
هتفت بملل: خارجه اتمشي مخنوقة وحابه اغير جو.
ربت علي شعر ابنته وقال: خدي السواق معاكي وياريت متتاخريش.
هتفت بجهل: مش وعد اني متاخرش عشان مضايقة.
هتف ببسمة: المهم راحتك.
امرت السائق بالتحرك بدون وجهه تريد فقط التخلص من مشاعر الياس والضيق التي تجتاحها،
امرت السائق بالتوقف وجلست علي كرسي خشبي كبير وجدته في الطريق.
تاملت حركة الشارع الهادئة، سرحت بخيالها عندما تذكرت ياسين وهو يخرج معها ولا يتركها كظلها،
ابتسمت بمرارة لتلك الذكري وسقطت الدموع من مقلتيها.
هتف باسف: مش حرام العيون الي شبه حبات الزيتون تعيط بالطريقة دي.
انتبهت لوجودة نفس الشاب الذي وجدته في الكافيه،
جلس بجانبها وهتف بتسأل: بتعيطي ليه في حد في جمالك يعيط بالشكل دا.
نظرت اليه نظرة طويلة وقالت بضيق: بتطلعلي منين انت.
ابتسم وقال: من السماء قوليلي اسمك اي.
هتفت بهدوء:اسيا.
هتف باعجاب: اسمك حلو قوي عموما انا كريم.
هتفت بهدوء: تشرفنا يا استاذ كريم عن اذنك.
استقامت لترحل امسك يدها ووقف سريعا
وقال: ممكن تفضلي شويه عشان خاطري.
تاملت نظرت الرجاء في عينية
وقالت: مش هينفع عندي امتحان بكرا.
هتف بتسال وامل: هشوفك تاني.
هتفت بجهل: معرفش.
ترك يدها وقال باعجاب واضح: تعرفي انك جميلة قوي وملامحك رقيقة وتتحب.
رمشت بعينيها واحمر وجهها وقالت بخجل: شكرا.
تحركت من امامه سريعا تسيطر علي مشاعرها الهوجاء التي تتطلب الثورة الان، جلست في المقعد الخلفي وامرت السائق بالتحرك، وضعت يدها علي قلبها ودقات قلبها تكاد تصم اذنيها، تغزل بها ووصفها بالرقيقة لطالما دللها ياسين بتلك الكلمة ولكنه كره النظر اليها بمجرد ان تزوجها.
زفرت بياس وهي تحاول نسيان الشاب الذي سقط عليها من العدم بمجرد ان يعرف حقيقتها سيرحل بلا رجعه.
تجرع الكاس علي دفعة واحدة وهو يتخيلها امامه بعينيها الزيتونية وشعرها البني القصير
وقال باشتياق: مشفتش بنت في جمالها.
شعر صديقة بالملل من كثرة ما يتحدث عنها
وقال بتافف: ما خلاص يا عم محسسني انك عمرك ما عرفت بنات.
هتف بتأكيد: انا لما شفتها اكتشفت ان الي عرفتهم ميجوش جمبها حاجه أبداً.
زفر بضيق وقال: سيبك منها وركز في حياتك ولا اقلك انا رايح اشوف واحدة تعدل مزاجي الي بوظته.
تحرك صديقة يبحث عن صيده جديدة يضمها لقاءمة نزواته التي يفتخر بها امام الجميع.
تجرع المزيد من النبيذ، اقتربت احدي الفتيات منه بابتسامة مصتنعة وقالت بدلال: مالك يا كيمو منفضلي خالص.
خطف نظرة سريعة نحوها وهتف بملل: مليش مزاج دلوقتي.
ضحكت وقالت بسخرية: ملكش مزاج مين تعيست الحظ الي عكرت مزاج كيمو.
زفر بضيق من اسلوبها
وقال: رغد امشي دلوقتي مش فيقالك لما اعوزك هكلمك.
تحركت بعد ان استوعبت نظرة الضيق التي تحتل ملامحه هتفت لنفسها بغرور: انت الخسران.
♕♕♕♕♕♕♕♕♛♕♕
صداع يعصف براسها من اثر التركيز علي تلك المادة التي لا تنتهي صفحاتها، زفرت بضيق وامرت الخادمة باحضار فنجان قهوة وحبوب للصداع.
وقفت في الشرفة تتامل السماء المظلمة والنجوم التي تزينها، ابتسمت لتلك الذكري التي تجمعها بحبيبها التي تحبه حد الجنون.
تسطحت بجانبه علي العشب الاخضر ونظرت للسماء
وقالت بتسال: سرحان في اي يا ياسين.
ابتسم من دون ان ينظر اليها وظل محدق في السماء وقال بحنين: بحب شكل السماء والنجوم قوي منظرهم مريح للاعصاب.
هتفت باندهاش: حساهم عادي مفيش حاجه مميزة.
اعتدل ونظر اليها وقال ببسمة هادئة: النجوم والسماء عاملين زي لوحة فنان مبدع ركزي فيها وانتي هتشوفي جمالهم بجد.
نظرت داخل عينيه وهتفت بتسال: شكلك بتحبهم قوي.
هتف بتاكيد: ايوا اقلك سر انا لما اكون مخنوق ومضايق وفي مشكلة مش لاقي ليها حل بتامل السماء والنجوم بليل.
هتف بحب: شكلي هحبهم عشان انت بتحبهم.
هتف بحنان: انا بحبك عشان انتي ديما بتعملي الحاجات الي بحبها.
دق قلبها لتلك الكلمة واحمر خديها اخفضت رأسها للاسفل، ادرك كلامه لم يقصد تلك الكلمة بمعناها الحقيقي، يحبها كاخته الصغيرة لا اكثر.
هتفت بسرعة: ياسين انا لازم امشي.
تحركت للداخل تحاول السيطرة على ضربات قلبها التي تتراقص داخلها فرحة بتلك الكلمة التي نطق بها.
قطع لحظتها الخادمة التي وضعت فنجان القهوة والدواء علي الطاولة وانصرفت.
هتفت لنفسها بخيبة: للدرجادي كنت غبية ومغفلة.
نظرت اليه حنين بملل وقالت: هتفصل واقف عندك كتير اي الي عاجبك فيهم يعني.
شعر بالانزعاج من كلامها وقال: عارفه اني بحب السماء بليل والمظهر بيريحني.
زفرت بملل وقالت: حاجه تقرف.
شعر بالنفور من فعلتها وتذكر اسيا عندما اعترف لها انه يحبها لانها تحب ما يحبه، ازاح تلك الذكري من عقله سريعا لا يجب ان يفكر فيها فهي انتهت من حياته تركها واكتفي بمحبوبته التي احبها وتزوجها.
شعر بالندم علي ما فعله تركها عندما الحت حنين عليه، كيف حالها الان وحملها بالتاكيد تخلصت من الجنين بعد ما حدث معها الحق فيما تفعله،
حاول تجاهل تلك الاحاسيس لكن ضميرة لا يكف عن تذكيرة بخطاة.
هتفت اسيا بتسأل: سؤال المقالي ابو 25 درجة عملتي فيه اي.
نظرت اليها باندهاش وقالت: مكنش في مقالي خالص.
هتفت اسيا بسرعة: السؤال الي في ضهر الورقة.
هتفت بصدمة: ينهار اسوح معملتوش فكرت الورقة وش بس.
هتفت بخيبة: هنسقط يعني ولا اي انا عكيت كتير قوي.
هتفت بحزن: انا عكيت كتير قوي ربنا يستر والدكتور يديني درجات الرافة.
هتفت اسيا بدعاء: ربنا يعديها علي خير بقلك اي انا ماشية عشان عندي معاد عن الدكتورة سلام.
ودعت صديقتها وركبت السيارة امرت السائق بالتحرك نحو العنوان المطلوب.
زفرت بضيق وحاولت تجميع شتات نفسها مجرد امتحان لا اكثر، لكن قلقها الزائد جعل دمعة خائنة تسقط من عينيها، طالما تاثرت بالدرجات والتقديرات في الكلية تحب ان تتفوق في كل شئ تفعله هذا من المثالية المفرطة التي تحاول التغلب عليها.
ابتسمت وهبطت من السيارة موعد طبيبتها،
تحب تلك الزيارة لانها ستتعرف علي جنينها والتغيرات الجديدة التي تحدث داخلها.
توجهت للغرفة مباشرة حان موعد دخولها،
ابتسمت الطبيبة واشارت اليها بالجلوس
وقال ببسمة هادئة: طمنيني عليكي يا اسيا.
ابتسمت وقالت: الحمد لله كويسة يا دكتور.
هتفت الطبيبة بتسأل: ماشية مظبوط علي الادوية والتعليمات.
هتفت بتاكيد: ايوا.
هتفت الطبيبة بتسأل: حالتنا النفسية اي اخبارها.
هتفت بحزن: مش تمام لسه مخلصة امتحان وربنا يستر عشان مسقطش.
ابتسمت الطبيبة وقالت بمزاح: الامتحانات بتروح وتيجي اهم حاجه صحتك.
هتفت باعتراض: مش معايا انا.
هتفت الطبيبة بعملية: هطلب منك شوية تحاليل عشان الانيما والسيولة، اهم حاجه منتحركش كتير اول 3 شهور مهمين عشان الجنين يثبت.
هتفت بتفهم: حاضر المهم عاوزة اعرف عمر الجنين قد اي.
هتفت الطبيبة بمهنية: 3 اسابيع عموما هيكون في متابعة كمان اسبوعين لو عملتي التحاليل عديها في اي وقت.
ابتسمت وهتفت بامتنان: شكرا يا دكتور.
ابتسمت وقالت: العفو.
غادرت العيادة وتوجهت تركب السيارة وجدت من يمسك يدها،التفت اليه وهتفت بتفاجا من وجودة: انت تاني.
ابتسم كريم وهتف بسعادة داخلية: وحشتيني.
رفعت حاجبيها وابعدت يدها وقالت بحدة: افندم.
هتف بسرعة: ممكن اتكلم معاكي شوية مش هاخد من وقتك كتير.
هتفت بضيق: عاوزني في اي مفيش بيني وبينك اي حاجه عشان نتكلم.
هتف بلهفة: ارجوكي يا اسيا محتاج اتكلم معاكي.
شعرت بالغيظ لكنها حسمت امرها
وقالت: لما اشوف اخرتك اي.
ابتسم بسعادة وقال: في كافية قريب تعالي نقعد فيه مش هعطلك كتير.
نظرت اليه بتسأل
وقالت: ممكن افهم حضرتك عاوز اي.
هتف بتوضيح: انا من اول ما شفتك حياتي اتقلبت ومبقتش عارف اركز في شغلي من كتر ما انتي شغلاني.
ظهرت معالم الاندهاش علي وجهها
اكمل بسرعة: اسيا انا بحبك.
كرمشت ملامحها وقالت بصدمة: بتحبني تبقي اكيد مجنون عشان شفتني مرتين يبقي حبتني انت في وعيك ولا شارب حاجه.
هتف برفض: مش شارب انا معاكي ببقي واحد تاني ارجوكي اديني فرصة.
هتفت بصوت حاسم: انت مجنون لو دورت ورايا شويه كنت عرفت اني متجوزة.
اشارت للخاتم الذي يزين يدها اليسري
وقالت بحدة: الواضح انك شارب كاسين ومش فاهم بتقول اي، ياريت تلم نفسك ومش كل بنت تعجبك تجري وراها وبحذرك لو قربت مني تاني جوزي هيتصرف معاك.
القت جملتها الاخيره بتحذير وتحركت مغادرة المكان تاركة ذلك المذهول الذي انسكب عليه دلو من الماء البارد فوق رأسه.
حاول صديقة التخفيف عنه لكن كريم مستمر في الشرب بطريقة جنونية وهو يهتف باسمها والدموع تسيل علي خديه وحاله بائس للغاية.
هتف صديقة بشفقة: خلاص انساها يا كريم مكنتش حتت واحدة وبعدين البنات قدامك باشارة واحدة يجوا تحت رجلك.
هتف كريم بحزن: البنات ميجوش فيها حاجه اتفاجات انها متجوزة ازاي الملاك دا متجوز حاسس اني قلبي اتكسر.
هتف صديقة بينه وبين نفسه: تستاهل الصراحة الي حصلك انت كسرت قلوب كتير.
نظر لصديقة وقال: هندهلك الي تعدل مزاجك وتنسيك ست اسيا بتاعتك.
اقترب من رغد
وقال: الحقية عشان غرقان خالص.
جلست بجانبة وقالت بقلق: مالك يا كريم مش عادتك تتقل في الشرب تعالي معايا البيت.
هتف برفض: مش عاوز اروح في اي مكان.
هتفت باعتراض: هتيجي معايا شكلك مش عاجبني.
امرت اثنان من الرجالة بحمله
وقالت: ودية عربيتي وانا هحصلكم.
زفرت دخان سيجاراتها
وقالت بوعيد: في الاخر هتبقي ليا يا كريم.
استيقظت ولم تجده بجانبها غادرت الغرفة وجدته جالس في الشرفة يدخن سيجارة وعقله شارد،
اقتربت منه وهتفت بتسال: مين واخدة عقلك.
التفت اليه وقال: واحدة بس طلعت متجوزة.
جلست بجانبة وقالت برجاء: سيبك منها وركز معايا.
نظر اليه وهتف بحسم: الي في دماغك مش هيحصل.
هتفت بسرعة: ليه مش هيحصل هتبقي كبير وكبيري كمان.
نفث دخان سيجاراته وهتف بضيق: عاوزني اتجوزك وانتي مدوراها مع الكل.
شعرت بالغيظ من كلامته وقالت باقتراح: هدورها معاك انت وبعدين بدل ما انت متبهدل هتلاقي فلوسي تحت رجلك.
اطفا السيجارة وقال بحدة: بقلك اي ابعدي عن دماغي انتي عارفة اخري معاكي اي بقا اتجوز رقاصة علي اخر الزمن.
استقامت وهتفت بدفاع: مالها الراقصة يا كريم علي الاقل هتلمك وهتعملك من خدها مداس لسيادتك بس هنقول اي فقري من يوم.
ارتدي ملابسة وسط تذمرها ورحل من شقتها يشعر بالضيق من وجود تلك المرأة في حياته تريده ان يتزوجها يتجوز راقصة وصاحبت كبارية.
هتف لنفسه بضيق: اعمل اي بقا البنت الي احبها تتطلع متجوزة يا حظك الاسود يا كريم.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
هتف باستعجال: بسرعة يا حنين عشان منتاخرش.
خرجت من الغرفة تامل مظهرها
وقال باعتراض: اي الي انتي لابسة دا.
هتفت باندهاش: ماله وحش.
هتف بضيق: عريان قوي البسي حاجه محترمة شوية.
شعرت بالضيق من تدخله
وقالت: مفيهوش حاجه وبعدين عاجبني متبقاش اوفر للدرجادي.
هتف بعصبية: عشان بغير عليكي بقيت اوفر لو مغيرتيش لبسك مفيش خروج، عاوزني اشوف الرجالة بتبصلك واسكت.
هتفت بعناد: مش هغير يا ياسين والي عجبك اعمله.
توجهت لغرفتها تحاول السيطرة على غضبها من سيطرته المحكمة،
تاملت ملابسها في المرأة البنطال الضيق الذي يحدد تفاصيل جسدها والبلوزة التي تظهر ظهرها وصدرها بشكل ملحوظ.
هتفت بضيق: متخلف.
دلف لغرفتها يصالحها لا يتحمل حزنها، استمع للصفة التي نعتته بها،
اغلق الباب وجلس علي الاريكة يحاول التحكم في غضبه، زفر بانزعاج حمل نفسه وغادر المنزل.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ابتسمت لابيها وقالت بتسال: اي رايك.
تامل ابيها الفستان الازرق الذي يصل لقدمها ويغطي جسدها بالكامل وقال باعجاب: حلو قوي عليكي اي المناسبة.
ابتسمت بسعادة وقالت: نزلت اشتريت فستاين كتير واسعة عشان البسها، بكرا بطني تكبر ومش هينفع البس بناطيل عشان راحت البيبي.
ابتسم ابيها وقال بحنان: تعرفي ناقصك اي وتبقي جميلة قوي.
هتفت باندهاش: اي.
هتف بحب: تداري شعرك وتتحجبي مش يدوب بقي.
نظرت لابيها بهدوء
وهتفت بتاييد: معاك حق من فترة بفكر في الموضوع هحاول اخدها الفترة الجاية.
هتف ابيها بتشجيع: اي رايك اشتريلك الحجاب وتلبسية.
احتضنت ابيها وهتفت بحب: موافقه يا حبيبي.
احتضن ابنته وهتف بحنان: ربنا يثبتك ويحفظك يا بنتي.
وقفت مندهشة وهي تتامل صديقتها بملابسها الجديدة والحجاب الذي ترتدية،
ادمعت عيني نوارن
وقالت بعدم تصديق: اتحجبتي اخيراً.
احتضنت صديقتها
وهتفت بسعادة حقيقة: مبارك يا حبيبتي ربنا يثبتك يا رب.
بادلتها صديقتها العناق
وقالت ببسمة: الحمد لله ربنا رزقني الحجاب.
ابتسمت وقالت بتسال: مين شجعك علي الخطوة دي.
هتفت بهدوء: بابا اشترهولي واقنعني.
هتفت نوران بهدوء: حلو قوي خطوة كويسة
ديما كنت بدعيلك.
هتفت اسيا بهدوء: تسلميلي يا حبيبتي بقلك اي انا مش هنزل الكلية الفترة الجاية.
هتفت نوران بتسال: ليه في حاجه.
هتفت بتوضيح: اخدت اجازة عشان عاوزة اهتم بصحتي والكلية ضغطاني هبقا انزل على الامتحانات
هتعبك معايا في المحاضرات ولو حصل جديد بلغيني.
هتفت نوران ببسمة: من عيوني هبقي اعدي عليكي كل فترة اطمن.
هتفت اسيا بحب: تسلميلي همشي انا بقا سلام.
ودعت صديقتها وتوجهت للموال لشراء بعض الاشياء،
وقفت امام محل لملابس الاطفال تتامل الملابس وهي تتخيل طفلها بين يديها،
ابتسمت بينها وبين نفسها وضعت يدها فوق بطنها
وهتفت بحب: متتصورش فرحانة قد اي بوجودك في حياتي.
توجهت لداخل المحل اشترت بعض الاشياء وغادرت المكان.
اصطدمت باحدهم وقعت الاكياس من يدها،
انحني الشاب يلملم الاشياء اتسعت عينيها وهي تراه
امامها، اللعنة التي سقطت عليها من حيث لا تدري.
حمل الحذاء الطفولي الصغيرة وابتسم عند رؤيتها
وقال: مبسوط اني شوفتك.
هتفت بحدة: ممكن تديني حاجتي عشان امشي.
هتف بتسأل: انتي حامل.
هتفت بتاكيد: ايوا ممكن الحاجه.
ناولها الاكياس
وقال بحزن: انا اسف.
هتفت بحدة: اسفك غير مقبول.
غادرت المكان، تامل طيفها وشعر بالحزن عند رحيلها،يتمني لو كانت له سيتغير من اجلها مستعد لفعل اي شئ ليحصل عليها في النهاية،
رن هاتفه نظر للشاشة زفر بتافف
وقال: مش ناقصاكي يا رغد.
حاول ملاحقتها يجب ان يحصل عليها باي طريقه كانت،وجدها تركب سياراتها تحرك خلفها يتبعها بسياراته بهدوء حتي لا تلاحظ.
فعله متهورة لكنه يريدها فهي الوحيدة القادرة علي انتشاله من المرارة التي تلتف حوله.
اوقف السيارة عندما وجدها دلفت لفيلا كبيرة
يبدو انها من عائلة غنية،قرر ان يعرف كل شئ عنها
لعله يصل لشيء يقربها منه.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
هتفت حنين بزهق: هتفضل كدا كتير ساكت ومش بتتكلم معايا.
هتفت ياسين بلا مبالاة: اعمل اي يعني.
جلست بجانبة وهتفت بتعاطف: لسه زعلان انا اسفة خلاص بقا.
هتف بملل: حنين مش واخدة بالك من تصرفاتك يعني اي اشوفك واقفة مع واحد غريب وبتضحكي معاه عادي واسكت.
هتفت بتوضيح: اي المشكلة جارنا وبيتعرف عليا وبعدين متعدتش حدودي.
هتف بضيق: مختيش بالك من صوت ضحكتك العالي
انا سامعة من اول العمارة.
هتفت بملل: انت بتكبر الموضوع لو هتفضل كدا مش هنعرف نعيش سوا.
هتف بضيق: انا خارج لاني مش مستحمل اي كلمة منك.
غادر الشقة وتركها تشعر بالضيق من اسلوبه
التي اصبح لا يعجبها.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وقفت في المطبخ تعد وجبه الغداء التي تشتهيها حولها الخادمة تساعدها بهدوء
هتفت اسيا بتسأل: وبعدين عملتي اي.
ابتسمت الخادمة وقالت: صالحني في الاخر ميقدرش علي زعلي.
ضحكت اسيا وقالت:
جدعة الرجالة مينفعش معاهم غير كدا.
ضحكت الخادمة وهي تكمل ترتيب الاطباق
وقالت: امال يا هانم لازم نشد ونرخي عشان الحياة تمشي.
وضعت اسيا الطعام علي الطاولة داخل المطبخ
وقالت: اقعدي عشان ناكل.
هتفت الخادمة باستحياء: ميصحش يا هانم اقعد اكل معاكي.
امسكت يدها واجلستها علي الكرسي
وقالت: انا هزعل منك كلي متعمليش فرق ما بنا.
هتفت الخادمة بخجل: ازاي يا هانم.
ضحكت اسيا وقالت: بلاش هانم دي بتحسسني اني كبيرة قوليلي اسيا فرق السن مش كبير يعني.
هتفت الخادمة ببسمة: ربنا يقومك بالسلامة وتشيلي الواد بين ايديكي.
ابتسمت بحب وقالت: ان شاء الله يا رب.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تعجب صديقه من تبدل حاله والبسمة التي تفارق وجهه وقال باندهاش متساءل: الي يشوف حالك امبارح مش يشوفك النهارده وبسمتك من الودن للودن.
ابتسم كريم وقال بعدم تصديق: اسيا طلعت مطلقة مش متجوزة، كدا اقدر اكون معاها.
قطب صديقة حاجبية وقال: انت لسه مصر عليها وبعدين دي بنت راجل غني هتبصلك انت علي اي.
هتف كريم بتفكير: انا بحبها ومش عاوز غيرها وهفضل وراها لحد ما تحبني.
هتف صديقة بضيق: الحب مش بالعافية وبلاش ترمي جتتك عشان ابوها مش هسيبك في حالك،
ركز مع الي هتموت عليك.
القي نظره نحوها وهتف باشمءزاز: رغد مليش مزاج فيها وبعدين دي عاوزني تحت رجليها وممكن في لحظة ترميني في الشارع.
هتف صديقة باقتراح: شويه فهلوة وتقدر تكوش علي كل فلوسها وتبقي صاحب مكان وليك اسمك بدل بهدلتك في وظيفة حكومة مش جايبة تمن كاسين هنا.
هتف كريم بتاييد: معاك حق في كل كلمة لكني مبحبهاش وبعدين دي كبيرة عليا.
ضحك صديقة وقال: حب فلوسها وسيبك من البت دي لو بقا معاك فلوس تعرف تاخدها في يوم.
هتف كريم باعجاب: طلعت زكي اهو وبتفهم امال اي الي رميك في المكان دا.
هتف صديقة باسي: نفس الي رميك يا صحبي
انا ماشي اشوف واحدة تروح معايا.
اسند راسة للخلف وهو يفكر في كلام حسن الذي اقترحه عليه، زفر بضيق وهو يتخيل نفسه مع رغد،
شعر برغبة في القئ من مجرد التخيل،
هتف لنفسه بثبات: فلوسها حلوة وتستاهل.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ذكريات تتزاحم داخل عقله سيصاب بالجنون من كثرت المشاهد التي تمر امام عينيه تلو بعضها،
تامل حنين الغافية بجانبه بشعور من النفور نحوها،
اغمض عينيه غالبته دموعة سقطت علي خديه مسحهم سريعا وحاول السيطرة على افكارة،
لتلك الدرجة كان احمق بشكل مبالغ فيه، صحيح الحب اعمي للغاية وحبه الشديد لحنين تغافل عن اشياء كثيرة من اجل ان يبقي معها،
الان اكتشف جريمتة في حق نفسه، الاختلافات الفارقة بينهم جعلت المشاكل تتوالي خلف بعضها محدثة فوضة عارمة في حياته.
عند حدوث اي موقف بينهم تلقائيا يقارنها بابنه عمه ليست كمثلها.
اسيا الفتاة الرقيقة التي تربي معها منذ الصغر وعندما تزوجها كانت تفعل كل ما بوسعها لجعله سعيد والان يشعر بالتعاسة رغم انه تجوز من احبها.
تناول اقراص مهدءة تساعدة علي الاسترخاء وتجعل عقله يهدا من ثورة الافكار التي تتزاحم داخله.
غفي بعد صراع طويل ما بين عقل يقلق مضجعة وقلب يحترق داخله.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
جلست في الجنينة حولها الكثير من الكتب تحاول لملمت المتبقي من المنهج المتراكم من اول الترم الدراسي،
ارتشفت من فنجان القهوة التي تمسكه بيد
واليد الاخري تمسك بكتاب بين يدها تحاول التركيز
قدر استطاعتها، زفرت بتافف
وقالت: هلم المتراكم ولا اراجع الي نسيته.
ابتسم ابيها علي حيرتها جلس بجانبها
وقال: مالك بتكلمي نفسك.
وضعت الكتاب جانبا
وهتفت بضيق: زهقت يا بابا مش عارفه اعمل ايه ورايا امتحانات ومش عارفه اذاكر.
ربت ابيها علي كتفيها
وقال: ذاكري الي تقدري عليه بلاش تضغطي نفسك، طمنيني عليكي.
هتفت بتفكير: معاك حق بس لازم اجيب مجموع كويس.
هتفت بحنان وهي تشير لبطنها: الحمد لله كويسة.
هتف ابيها بتسال: في حد كلمني عليكي عاوز يتقدملك وانا رفضت عشانك.
ظهرت معالم الاضطراب علي وجهها
وقالت: احسن حاجه عملتها، انت عارف راي في الموضوع.
نظر ابيها داخل عينيها
وقال بحزن: عشان لسه بتحبيه صح.
اخفضت راسها للاسفل تتحاشي النظر لوالدها
وقالت بنفي: لا.
هتف ابيها بحزن: بتكدبي يا اسيا مش من عادتك تكدبي.
رفع وجهها لتتقابل نظراتهم، لاحظ الدموع التي تلمع داخل عينيها.
وقال: عارف انه غصبن عنك ومشاعرنا مش بيادينا المهم تحاولي تنسي.
هتفت بتاكيد: هحاول.
هتف ياسين بلهفة: طمني اسيا اخبارها اي وعمي.
هتف علي الجهة الاخري: كلهم كويسين واسيا بخير الحمد لله.
هتف بتسال: عاوز بالتفصيل يا عم رجب.
هتف الرجل الستيني الذي يعمل داخل القصر: بقالها شهرين قاعدة في البيت واخدة اجازة من الكلية عشان الحمل.
هتف بعدم تصديق:حامل تب طمني في الشهر الكام.
هتف الرجل بهدوء: في التالت يبني دول حتي قدامي هي وعمك قاعدين في الجنينة مش ناوي ترجع لمراتك يا ابني.
هتف ياسين بندم: مبقاش ينفع ارجع بعد الي حصل طمني عليهم اول باول ومتعرفش حد اني بكلمك.
حتي بتاكيد: حاضر يا ابني ربنا يهديلكم الحال مع السلامة.
اغلق ياسين المكالمة وجلس علي الاريكة يستوعب الخبر الذي سمعه للتو، اسيا لم تتخلص من الجنين احتفظت به.
ابتسم وحمد ربه لتلك النعمة التي رفضها بنفسه.
اقتربت حنين منه وهتفت بتسال: انت بتعيط.
مسح دموعه وهتف بتهرب: لا دي حاجه دخلت في عيني انا نازل الشغل هتعوزي حاجه.
هتفت بنفي: لا ترجع بالسلامة يا حبيبي.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
شعر بالغضب منها لماذا لا تغادر المنزل يريد ان يراها، اشتاق لها لكنها لم تترك المنزل منذ اكثر من شهرين.
زفر بياس وشعر بالاحباط من عدم رؤيتها،
البسمة عادت اليه عندما وجد سياراتها تتحرك خارج الفيلا، تبعها بهدوء وقلبه يتراقص فرحا لانه سوف يراها ويملي عينيه من النظر اليها.
توقفت سياراتها امام عيادة الطبيبة، صف سياراته وجلس ينتظرها في الاسفل بالتأكيد اتت لتتابع حملها.
اسند ظهرها علي باب سياراته من الحين للاخر ينظر لساعته، زفر بتافف لماذا تاخرت الي ذلك الحد؟!.
ابتسم عندما وجدها تغادر العمارة اقترب منها
وهتف ببسمة: اسيا.
التفت اليه تغيرت ملامح وجهها للانزعاج عند رؤيته،
تحركت نحو سياراتها تتجاهله، لكنه اسرع بالامساك بمعصمه نظر اليها وهتف برجاء: ارجوكي ممكن نتكلم.
نظر ليديه الممكسة ليدها بحدة تركها
وهتف باستعطاف: ممكن ارجوكي.
ربعت يدها امام صدرها وهتفت بضيق: عاوز اي.
هتف كريم برجاء: ممكن نقعد في اي مكان في موضوع مهم عاوزك فيه.
هتفت بقلة حيلة: ماشي.
تحركت خلفه لنفس الكافية الذي جلست فيه المرة السابقة؛ نظرت اليه بترقب تنتظر اجابته
وقالت: حذرتك من اخر مرة الواضح انك مش بتسمع الكلام.
ابتسم وهتف بحب: متتخيليش واقف مستني عشان اشوفك واملي عيني منك.
احمر خدها وهتفت بتحذير: احترم نفسك.
اسرع بالاعتذار وقال: اسف.
اكمل موضحا: عرفت انك اطلقتي.
نظرت اليه بضيق وقالت: عاوز اي من طلاقي.
هتف باقتراح: ممكن تديني فرصة اثبتلك اني شخص كويس وتسمعيني للاخر.
نظرت اليه ولم تعلق ابتسم وهتف باعجاب: الحجاب حلو قوي عليكي خطوة كويسة، تعرفي انك الوحيدة الي تقدري تغيريني.
هتفت باندهاش: ازاي.
هتف بتوضيح: انا عشت بين اب وام منفصلين شويه هنا وشوية هنا، اتعرضت لاساءات لا تتخيليها ودا اثر علي شخصيتي وخلاني زي ما انتي شايفة،
شخص تافه ملوش لازمة في الحياة، بتنقل من كبارية لكبارية ويوم ما فكرت اخطب طلعت انسانه عكس ما انا متخيل وفي الاخر سبتني وظهرتي في حياتي وسحرتيني من النظرة الاولة اسيا انا بحبك بجد وعاوزك معايا ومستعد اتغير عشانك.
هتفت باستخفاف: انت بتضحك عليا ولا بتضحك علي نفسك مفيش انسان بيتغير عشان انسان فاكر نفسك في رواية وانا البطلة الي هتغيرك تبقي مغفل، من الاخر ابعد عني احسنلك وانا كل مرة بغلط لما بسمحلك تهزقني بالطريقة دي.
القت جملتها الاخيرة ورحلت من امامة بغضب
زفر بضيق وقال: اعمل اي عشان تصدقي اني بحبك.
حاولت السيطرة على غضبها دائما يثير ذلك الشاب غضبها بسهولة ، بحثت خلفه واكتشفت علاقته بالنساء الغير محدودة والاماكن المشبوهه التي يتردد عليها.
يجب ان تخبر ابيها بما حدث حتي يضع له حد ويرحل من حياتها.
هتف كريم بهدوء: انا موافق اتجوزك.
ابتسمت رغد بعدم تصديق
وقالت: بجد يا كريم وافقت.
ابتسم بهدوء وقال: نكتب الكتاب دلوقتي.
امسكت يديه وقال باستعجال: بسرعة قبل ما ترجع في كلامك.
فاق مما حدث علي صوت المؤذون ينطق جملتة الشهيرة
' بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير'
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اندهشت من صمته المفاجئ
وقالت بقلق: مش معايا خالص في حاجه مديقاك.
ابتسم وهتف بهدوء: مفيش حاجه كويس.
اعتدلت في جلستها ونظرت داخل عينية بشك
وقالت: في حاجه مخبيها صح باين في عيونك.
ابتسم بحزن وقال: مش ندمانة علي احنا عملناه.
هتفت بتسال: اي الي احنا عملناه.
هتف بحزن: اننا اتجوزنا وظلمنا بنت ملهاش اي ذنب.
نظرت اليها باندهاش اكبر
وهتفت بدفاع: انت اتجننت يا ياسين، ندمان اننا اتجوزنا.
ابتسم بمرارة وقال: لا بس ضميري واجعني علي الي عملته في اسيا مفكرتش غير في نفسي وجرحتها.
هتفت بحدة: جرحتها تب انت مجرحتنيش لما اتجوزتها من ورايا، عارف يعني اي الشخص الي بتحبه يتخلي عنك صعبه قوي يا ياسين.
هتف بحزن: صعبة عليها هي كمان عشان بتحبني وانا محستش بكدا ظلمتها رغم اني عايش في خير ابوها.
هتفت بشك: بتفتح الموضوع ليه بتحنلها وعاوز ترجعلها.
هتف بنفي: لا بس ندمان.
هتفت بضيق: ياسين اسلوبك بقي بيدايقني ياريت تراعي مشاعري.
تحركت من امامه تحاول السيطرة على غضبها،
انتابتها الحيرة ماذا لو فكر في هجرها والعودة لها ستكون كارثة؟! فهي تحبه بجنون رغم ما حدث.
زفر بمرارة حارقة في حلقة ووجع يعصف بقلبة وندم يتاكل داخله لتلك الدرجة اصبح وغد محتال،
لا يصدق ان الفتاة التي يهيم بها عشقاً لم تعد مهمة كسابق عهدها، لقد صار يراها مجرد لا شئ.
كم أن الأنسان مخدوع عندما يقع في الحب؟!
يظن أنه أمتلك كل شئ عندما يجتمع مع محبوبة
لكن عندما تزول الأقنعة ويهدأ الحب الحارق تتضح الأمور ويكتشف الانسان كم كان أحمق وساذج حد الموت؟!.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
زفر انفاس الدخان التي يتجرعة وهو يعد الاموال الطاءلة التي امامه، تلمع عينية ببريق غريب وهو يتطلع للكم الهائل من الاموال،طوال حياته لم يعد مثل هذا مبلغ والان اصبح يمتلك اموال يستطيع شراء ما يحلو له.
سلطة المال قوة تجعلك تشتري العالم وتجعله تحت قدميك.
دلفت للغرفة ابتسمت وهي تراه مغرم باموالها،
كريم بالنسبة لها شاب لا يعوض في قوة جسده وشبابة رغم انها امراة اربعينية، تتمتع بجمال خاص لم يخفية اثر الاعوام.
جلست بالقرب منه وهتفت بتسال: وصلك المبلغ كامل.
هتف كريم ببسمة:ايوا هجيب عربية جديدة وارمي القديمة.
ابتسمت برضا وقالت: اهم حاجه راحتك يا كيمو اجبلك الدنيا كلها تحت رجلك.
ابتسم بانتصار وقال: تسلميلي يا رغد بقلك اي هخلع انا.
ودعها وغادر المكان، معه حقيبة ممتلئة بالاموال الطاءلة التي لم يحلم بها يوما، سيشتري سيارة جديدة بدل تلك الخردة البالية التي يمتلكها.
تغير كثيراً ظهرت بوادر الثراء عليه، السيجار الفاخر والملابس ذات الماركات العالمية كل هذا بمجرد ان تزوج من المرأة الاربعينية، سيحاول قدر استطاعته تجميع قدر كبير من المال كي يامن مستقبلة.
وقف داخل معرض السيارات ينتقي احدث سيارة اشار للسياراة التي يريدها، دفع المبلغ دفعة واحدة وانطلق بها وهو يلف الطرق بسعادة مطلقة
هتف لنفسه باعجاب: احلوت يا كيمو.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ابتسمت للزرع وهي تسقية بكل حب والبسمة لا تفارق وجهها، برزت بطنها بشكل واضح وظهرت للعيان انها حامل،لامست بطنها وهتف بحب: اي رايك في الورد بقا دلوقتي احسن.
قطفت وردة حمراء وقربتها من انفها تلتقط عبيرها، شعرت بنشوة الراحة والامان بين وردة صغيرة داعبت ذاكرتها التي تحوي ذكريات كثيرة مع حبيب غافل.
ابتسمت بحنان وهي تراه يهمس للورد بكلام غير مسموع وقالت: بتقولهم اي.
هتف بحب: سر.
رفعت حاجبيها باندهاش
وقالت: ممكن اعرف اي السر الي ما بينك وبينهم
هما فاهمين لغتك.
ابتسم بحب وقال: الورد كائن حي زينا بيفرح ويزعل.
هتفت بتسال: ازاي.
هتف بتوضيح: الوردة لما تلاقيها مفتحة والشمس حوليها اعرفي انها مبسوطة ولو دبلانة ومغمضة تبقي زعلانه.
قطف وردة ووضعها بين خصلات شعرها،
دق قلبها بسرعة لتلك الفعلة
وقال باعجاب: دلوقتي بقيتي جميلة قوي.
احمر وجهها لطالما صمتت عندما يتغزل بها تكتفي ببسمة خجولة.
شعر بالاندهاش وقال: ساكته ليه.
هتفت بتردد:اقول اي.
ابتسم بحب وقال: قولي اي حاجه حلوه زيك.
اخفضت رأسها للاسفل
وقالت: ممكن تسكت بقا.
اطلق ضحكة رنانة من خجلها التي يحبه رغم صغر سنها وقال: ماشي.
تاملت تلك الضحكات وقلبها الصغير يهيم عشق بذلك الشاب الذي خطف قلبها له وحده.
عادت من ذكرياتها والبسمة تزين وجهها
وقالت باسي: ياريت كنت هنا معايا.
تاملها من بعيد بطنها البارزة بشكل ملحوظ للعيان،
ابتسم عند رؤيتها، ملامحة تبدلت للضيق عندما وجد ملامح التعب ظاهرة علي وجهها لم تعد تلك الجميلة التي فتن بها من النظرة الاولي.
تغيرت كثيراً بفعل الحمل، مازالت في عينية جميلة رغم تغيرها، وجدها تستند علي الحائط عند مشيها حركتها بطيئة.
اقترب منها يحمل الاكياس التي بيدها
هتف ببسمة : هشيلهم عنك.
رفعت بصرها نحوه وهتفت بتعب: تاني.
ضحك وقال: تالت ورابع لحد ما تزهقي شكلك تعبانه.
القي كلمتة الاخيرة بخوف حقيقي عليها، استشعرت خوفه عليها وقالت بهدوء: دايخة شوية ممكن نتحرك عشان مش قادرة اقف.
تحرك بجانبها وقال:ملامحك اتغيرت قوي.
نظرت اليه بتسال وقالت: ازاي.
هتف بحزن: ملامحك دبلانة وحزينة في حاجه مضيقاكي.
هتفت بتهرب: مفيش حاجه الحمل تابعني مش اكتر.
كشف كذبتها وقال: تعالي نقعد في اي مكان عشان نشوف حكايتك.
تحركت خلفه بهدوء، لم تعارض ككل مرة بل تركت له المجال يفعل ما يشاء.
عاونها في الجلوس علي الكرسي
جلس في الكرسي المقابل وقال: اطلبك عصير.
هتفت باستحسان: مفيش مشاكل.
اشار للنادل وقال ببسمة: اتنين عصير لمون فريش لو سمحت.
ابتسم وقال: مالك.
هتفت بحزن: مفيش حاجه كويسة.
زفر بضيق وقال: هتكدبي تاني في حاجه حصلتلك، طليقك حاول يضايقك.
هزت راسها بنفي وقالت: طليقي مسافر ومش بشوفة.
هتف بفضول: ممكن اعرف سبب طلاقك اي.
وضع النادل الاكواب علي الطاولة شكره بلطف لاحظ لمعت حدقتيها بالدموع التي تعلن سقوطها،
شعر بوخزة في قلبه عند رؤيتها بتلك الحالة
وقال: اسيا خوفتيني عليكي مالك.
هتفت بالم: مش قادرة انساه واكمل من غيرة غصب عني بحبه مع انه اتخلي عنه بارادته وسابني عشان واحدة تانية.
هطلت الدموع من عينيها كاليالي الشتاء الممطرة
شعر بالشفقة علي حالها.
كم مؤلم أن تقع في حب من لا يحبك موجع بحق السماء.
مسحت دموعها باناملها واسترسلت حديثها بنبرة يشوبها المرارة وقالت: انا بحبه من زمان قوي من سنين طويلة بحبه وساكته ديما شايفة الفارس بتاعي وكانت امنية حياتي نتجمع سوا بس للاسف مكملتش لانه مستحملش يفضل مع بنت مبيحبهاش ويسيب حبيبتة الي بيحبها.
تمني لو وجد حبيبها التي تتكلم عنه سيقوم بقتله
لانه تسبب في حزن حبيبتة.
كيف استطاع هذا الابلي ان يجعل تلك الفاتنة تشعر بكل هذا الالم؟!.
وغد لفظ بتلك الكلمة بينه وبين نفسه، شجعها بنظراته علي اكمال حديثها وقال: كملي وبعدين.
هتفت بدموع: اتجوزها وسابني مفكرش فيا ولا بوجعي ولا في ابنه ولا عمه الي رباه.
شهقت بصوت مسموع ناولها المناديل الورقية كي تمسح دموعها، يتمني لو انه مكان المناديل لاستطاع ازالة دموع حبيبته ما باليد حيلة.
هتف بتعاطف: هو الخسران لما استغني عن انسانه بتحبه ومبصش وراه.
ناولها كوب العصير وقال بحنان: اشربي عشان تهدي.
تناولت الكوب من بين يديه ارتشفت منه القليل،
نظر اليها وهتف بحزن: حاجه وحشة لما تحب حد مش بيحبك، انا بحبك وانتي مش بتحبيني.
ابتسمت بمرارة وقالت: متسميهوش حب عشان دا مش حب.
هتف بانفعال من كلامها
وقال: امال نسمية اي.
هتفت ببساطة: انبهار اعجاب لكن مش حب، شكرا انك سمعتني وياريت مشفش وشك تاني.
ابتسمت وهي تلقي جملتها في كل مرة لا يحدث ذلك، رحلت من امامه كانها ليست موجودة
وقال: مجنونة دي ولا اي.
ابتسم وشعر بنشوة السعادة لانه راها وجلس بجوارها، قلب الرجل احمق يقع في الحب من اول هفوة تتساقط عليه.
جلست في السيارة تلوم نفسها عما فعلته،
كيف تحكي لشاب لا تعرفة قصتها وكانها تعرفة؟!
زفرت بضيق وقالت: كفاية جلد ذات الي حصل حصل.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
صوت الشجار عالي للغاية بينهم،
نظرت اليها بكل غضب العالم
وقال: ازاي تعملي كدا من ورايا.
هتفت بدفاع وصوت حاد: حاجه تخصني عاوزني اجيب عيال عشان الاقيك سايبني في اي وقت زي ما سبتها.
رفع حاجبية من كلامها وقال: سيبتها عشان بحبك، اتخليت عن كل حاجه عشانك ودلوقتي بتتهميني اني هسيبك انا طلعت غلطان في الي عملته.
اقتربت منه وامسكت ياقت ملابسة
وقالت بحدة: غلطت لما حبتني معاك حق اتخليت عن مراتك بسهولة وسهل تتخلي عني بعد كل الي عشته عشان حبك.
ازال يديها وقال بلوم: بقيت غلطان دلوقتي الي عملتية مش غلط لما تاخدي حبوب منع حمل من ورايا للدرجادي انانية ومبتحبيش غير نفسك.
هتفت بتاكيد واصرار: ايوا انانية وكنت عاوزك لوحدي مش تشاركني فيك وحدة تانية وانا الي كسبت في الاخر.
امسكها من معصمها بحدة
وقالت: انتي الغلطة الي بدفع تمنها لحد دلوقتي فكرت اني هكون مبسوط معاكي طلعت غلطان وعشت اسوا ايامي معاكي عشان كدا المهزلة لازم تخلص انتي طالق من دلوقتي هلم هدومي وارجع علي مصر.
القاها علي الاريكة باهمال وتوجه للغرفة يجمع اغراضة ليس له مكان هنا
«مؤلم عندما تضع تضحياتك في المكان الخطأ وتذهب جفاءاً.»
حاولت تدارك ما حدث طلقها مثلما فعل باسيا،
القدر يعيد نفسه، مؤلمة تلك الكلمة علي النفس لم تتصور انها تسبب هذا الالم.
هناك صوت تكسير يحدث داخلها، مهلاً انه قلبها الذي يدمي مما فعله بها، تصارعت الدموع كي تقذف من عينيها تلو بعضها، يا الله تلك النهاية التي لم تتصور انها ستصل اليها.
صرخت بصوت مسموع وصل اليه، اكمل اعداد الحقيبة ولم يبالي لالمها وصوت صراخها،
هم جناة وجزاء الجاني الاعدام تحت اسواط الحزن.
'تلك النهايات المأساوية التي تنتهي بها قصص الحب الملتهب الذي يبدأ من شرارة وينتهي بحريق لا قدرت لدينا علي إيقافه.'
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
لحظات العودة للوطن لا تقدر بثمن، عندما تشعر أن روحك ردت إليك وأنك لم تعد ذاك الغريب الذي أحتلته الغربة وسكنت داخله جعلته يتجرع الآلآم الحنين للوطن.
تامل المكان حوله وقدمية التي تلامس ارض الوطن الذي غاب عنه منذ سبعة اشهر، زفر براحة غريبة انتابته عندما اشتم تراب الوطن الذي ملا انفة غمرة بالدف وكان روحه المفقودة عادت اليه.
انهي إجراءات المطار وجر حقيبتة خلفة متوجها لشقتة القديمة التي ورثها من ابويه، اشار للتاكسي وصف اليه العنوان.
تامل الشوارع من النافذة الزجاجيه داخل السيارة، مازال كل شيء كما هو لا يتغير لكنه تغير كثيراً من الداخل صار لا يتاثر بالمظاهر الخارجية،
تعلم كيف يحتفظ بالأشياء الثمينة في حياته بعد ان تخلي عنها بكل سهولة؟!.
فاق علي توقف التاكسي اسفل العمارة، تحرك يجر حقيبته خلفة ، ابتسم البواب عند رؤيته ناوله المفتاح وعبر عن فرحته بعودته للبلاد.
صعد للشقة الذي غادرها منذ سبعة اشهر، فتح الباب وجدها نظيفة فقد امر البواب بتنظيفها قبل وصولة، وضع الحقيبة جانبا وجلس علي اقرب اريكة وجدها امامه.
اسند ظهره للخلف اغمض عينية يريد ان يشعر بالراحة قلبة يعتصر الما لتركة حنين، يعتقد انه مختل عقليا هو من تخلي عنها عندما وجدها لم تعد تبرهه كالسابق ولهيب العشق انطفي بينهم.
«غريب أمر الحب جميل في البدايات مؤلم في النهايات لكننا رغم كل ذلك لا نتوقف عن الحب أبداً فهو يضيق للحياة حياة.»
اغرق وجهه بالدموع الان يستطيع ان يبكي كما اراد
ليس هناك شئ يخسره، خسر كل شئ ولم يتبقي شيء يملكة سوا المزيد من الخيبات.
يفكر في العودة لعمه، عمه لو راه سيقتله عض اليد التي قدمت اليه كل شئ في الحياة.
«مؤلم أن تمتلا بشخص وهو فارغ منك مؤلمة بحق السماء.»
اصبحت حركتها ثقيلة وبطيئة للغاية من اثر الحمل،
جالسة في غرفتها تشاهد احدي افلام كرتون ديزني التي مازالت تحبها منذ ان كانت طفلة،حولها اطباق الطعام بمختلف الاصناف تتناول منه بشراهه.
دلف ابيها لغرفتها وجدها علي تلك الحالة، ضحك بينه وبين نفسه لو ظلت هكذا ستنفجر في اي لحظة.
قطع لحظتها وهي تنقض علي الطعام كالذئب المفترس وقال: هتفضلي تاكلي كدا كتير احنا اكلنا خلص.
نظرت اليه بانزعاج
وقالت: خلاص بقا يا بابا انت كل ما تشوفني تقلي كدا.
جلس بجانبها وهتف بحنان: انتي مش مبطلة اكل مش عارف مالك تخنتي قوي.
توسعت عينيها وهتف بإنكار: تخنت فين دا يا بابا انا لسه حلوة وسمبتبك.
ضحك والدها وقال: انتي بتضحكي علي نفسك ولا اي ارحمي نفسك هتنفجري في اي لحظة.
عبثت ملامحها وقالت بزعل طفولي: بقا كدا ماشي يا بابا بدل ما تجبر بخاطري وتقلي براحتك جاي تطحن خواطري.
ابتسم وربت علي شعرها بحنان وقال : بهزر معاكي كلي براحتك اهم حاجه تهتمي بصحتك فاضل شهرين ويشرف الباشا.
لامست بطنها وهتف بحب: متحمسة قوي اشيلة يا بابا.
هتف ابيها بتسال: ناوية تسمية اي.
هتفت بجهل: مش عارفه لسه مفكرتش ان شاء الله نختار الاسم سوا.
قطع لحظتم طرقات علي الباب دلفت الخادمة
وهتفت بتوجس: ياسين ابن اخو حضرتك تحت.
تسارعت دقات قلبها عند سماع اسمه ياسين في الاسفل، تامل ابيها ملامحها التي تغيرت بمجرد ذكر اسمه، ازداد غضبة وقال للخادمة: شوية ونازل.
نظر لابنته وقال: ازاي يتجرا ويجي بعد الي عمله هنزل اطرده.
امسكت يديه وقال باعتراض: لا متعملش كدا.
نظر اليها بعدم تصديق
وقال: انتي لسه بتحبيه.
هتفت برفض كاذب: لا بس عاوزة اواجهه ارجوك يا بابا مش تتطردة انا هلبس وانزل.
حاول ابيها الهدوء وقال: حاضر.
تامل عمه الذي يهبط درجات السلم، زفر عمه باستهزاء وقال: ليك عين تيجي بعد الي عملته في بنتي.
هتف ياسين باعتذار: عمي انا جاي اعتذر علي الي عملته اكتشفت غلطي.
هتف عمه بسخرية: اكتشفت غلطك بعد ما طلقت بنتي وسبتها وعضيت الايد الي اتمدتلك مفكرتش فيا ولا بنتي الي طلقتها عشان واحدة تانية.
اخفض راسة للاسفل بخجل من فعلته لا يوجد رد او كلام يقال.
هبطت درجات السلم ببطء تحاول السيطرة على مشاعرها ياسين لديها القدرة على ان يفرض تاثيرة عليها بدون مجهود.
تاملها باندهاش بداية من الفستان الواسع التي ترتدية والحجاب الذي يغطي شعرها بطنها البرازة بشكل مبالغ،اقتربت منه تقابلت اعينهم في لقاء طويل وصامت.
تاملت وجهه عينية البنية القاتمة هناك لمعه من الدموع داخلها، وجهه الشاحب ليس هذا ياسين الذي تعرفة تغير كثيراً ما الذي حدث له؟!
دارت تلك الأسئلة داخلها.
هتفت بهدوء عكس العواصف التي تحدث داخلها
وقالت: منور يا ياسين اتفضل اقعد واقف ليه.
نظرت لابيها وقالت: ممكن تسبنا لوحدنا يا بابا ياريت تخليهم يعملولنا اتنين قهوة مظبوط عشان ياسين بيحبها مظبوطة.
جلست علي الاريكة علي مقربة منه
وقالت: عامل اي نزلت مصر امتي وفين مراتك.
تعجب من هدوءها في الحديث نظرت اليها باندهاش
وقالت: بتبصلي كدا ليه في حاجه.
هتف بقلق: مستغرب انك هادية ومش متعصبة ولا بتلوميني.
هتفت ببساطة: الومك ليه انت عملت حاجه غلط بالعكس انت عملت الصح لما اطلقنا.
القت جملتها الاخيرة بابتسامة باردة قطعهم الخادمة التي وضعت الصينية علي الطاولة.
ابتسمت وقالت: اشرب القهوة، عموما احنا ولاد عم في كل الاحوال وطلاقنا مش هياثر علي علاقتنا.
ارتشفت القليل من الفنجان
وقالت: بالنسبة لابنك ممكن تشوفة في اي وقت لما يتولد.
هتف بندم: اسيا انا اسف علي حصلك بسببي.
هتفت ببرود: اسفك مرفوض وياريت تشرب قهوتك وتتفضل عشان خطيبي زمانه جاي دلوقتي ومحبش يشوفك عشان هو حالف لو شافك مش هيرحمك.
تعجب من تبدل حديثها تاملها
وقال بتسال: اتخطبتي امتي.
ابتسمت وقالت: من اول ما اطلقنا الصراحة ربنا رزقتي بانسان بيحبني لا بيموت فيا وانا حبيته واكتشفت ان هو العوض.
ابتسم بمرارة وقال: ربنا يسعدك عن اذنك.
رحل من المكان، ادمعت عينيها وهي تراه يغادر المكان،وقع ذلك الحدث امام اعين ابيها الذي يعلم حال ابنته وكم الالم الذي تجرعته بسبب فعلته التي قام بها؟.
يتشمي في الطريق شارد الذهن يتامل اسيا التي تمت خطبتها علي شاب اخر، كان يظن انها مازالت تنتظرة معها حق فهو من تخلي عنها في النهاية،
مازال يدفع ثمن قرارته المتهورة التي اتخذها بدون سابق انذار.
يجلس علي قارعة الطريق وحيداً يرافقة بؤسة والكثير من الخيبات التي تلاحقه أينما حل،
تلك الجلسة الكئيبه التي يجلسها الأنسان عندما يشعر بضيق العالم وتجتاحه الغربة ليست كغربت المغترب عن وطنه ولكن المغترب عن نفسه.
تكون كل الملأجا كالأشواك تصيبة بالٔالم كلما حاول التاقلم نحوها.
وجدها تجلس جواره راقبها بابتسامتها الهادئة التي تزين وجهها، تدرك داخلها تلك الحالة التي تنتابة عندما يصاب الانسان بالعجز ويشعر انه مكتف.
اخرجت من الكيس احدي السندوتشات تتناولها،
ابتسم من فعلتها، ناولته واحدا التقطه من يدها
هتف بتسال: عرفتي مكاني ازاي.
هتفت ببساطة: شفتك مضايق فعرفت انك هنا.
ابتسم وقال: قولتيلي امشي عشان مش عاوزة تشوفيني.
ابتسمت وهتفت بنفي: ابدا مقلتش كدا اعتبرها خترفه.
تناولت السندوتش ببطء نظر اليها باندهاش
وقال: خطيبك جالك.
هتفت برفض: لا انا مش مخطوبة انت صدقت ولا اي.
هتف بتاكيد: طريقة كلامك تقول كدا.
هتفت بضيق: حبيت اغيظك بس.
هتف باندهاش: بتعملي معايا كدا ليه.
هتفت ببساطة: عشان انت ابن عمي واخوي فعادي.
نظر اليها باستغراب وقال: ساعات بحسك يا طيبة زيادة عن اللزوم يا هبلة.
ضحكت وقالت: الي تحبه عموما محبتش اشوفك زعلان مالك عينك بتقول حاجات كتير.
ابتسم بمرارة وقال: طلقت حنين.
توسعت عينيها بصدمة
وقالت: ليه عملت كدا انت بتحبها قوي.
هتف بحزن: كنت مخدوع ومعمي تعرفي يعني اي تحبي حد وفجاة الحب دا يختفي مع الوقت ويموت.
هتفت بعقلانية: يمكن كنت مبهور بيها مش اكتر ولما اللمعة انطفت ظهرت الحقايق.
هتف بتاكيد: معاكي حق انا اسف الي عملته فيكي مكنتش اقصد اسف بجد.
ابتسمت ببساطة وقالت: اعتذارك غير مقبول ومش معني اني مش مسمحاك اني متعاملش معاك كويس انت في الاخر ابن عمي.
هتف بتسال: ولد ولا بنت.
هتفت بسعادة: ولد بس محتارة اسمية اي تحب نسمية اي.
هتف بتفكير: ممكن نسمية مصعب او سامر.
ابتسمت باعجاب وقالت: خلاص علي خيرت الله هنسمية سامر.
فتحت الكيس واخرجت سندوتش اخر تلتهمه،
شعور بالجوع اطغي عليها من كمية المشاعر التي بداخلها.
نظر اليها باندهاش وقال: كفاية اكل بقا.
توسعت عينيها وقالت بدفاع: ملكش دعوة انت وبابا عليا كل ما يشوفني يقولي بطلي اكل.
ابتسم بطفولية علي افعالها
وقال: كلي براحتك.
كان المشهد تحت انظار كريم الذي يتاكله الغضب من داخله رفضت حبه من اجل رجل اخر.
اقترب منها بكل غضب العالم
هتف بصوت حاد: مين دا يا اسيا.
تامل ياسين الشاب الغاضب الذي يقف امامه
وقال:انت الي مين.
هتف كريم بدفاع وصوت عالي: انا حبيبها انت مين بقا.
حاولت اسيا لملمت الموضوع
وقالت: كريم ارجوك امشي وانا هحكيلك بعدين.
هتف بحدة: تحكيلي اي وانتي قاعدة مع شاب غريب.
هتفت بتوضيح: ياسين طليقي.
امسكة كريم من ياقة ملابسة يهزة بعنف
وقال: بقا انت الحيوان الي طلقتها وسبتها.
لكمه في وجهه بقوة وظل يلكمة يخرج ثورة الغضب الذي بداخله نحو ياسين الذي فعل ذلك بحبيبته.
حاولت اسيا فك الشباك بينهم ولكنها لم تستطيع،
دافع ياسين عن نفسه وبدا يضربة يخرج هو الاخر غضبة فيه وتحولت لمعركة ضارية بينهم.
نظرت اسيا للشجار بخوف وضربات قلبها تتعالي وضعت يدها علي بطنها بخوف، تشعر بالقلق علي ياسين، يجب ان تجد حلا للامر، ادعت الالم وصرخت بخوف وقالت: الحقني يا ياسين.
فاق الاثنان علي صوت شجار اسيا التي تصرخ بالم، اقترب ياسين منها وهتف بخوف: مالك في اي.
هتفت كريم بقلق واضح: مالك يا حبيبتي.
يبدو ان صراخها التمثيلي تحول للحقيقة،
صرخت بصوت عالي وقالت: الحقني يا ياسين سامر.
وقف الاثنان امام باب غرفة الطوارئ ينظران لبعضهم بغضب شديد، يحاولون الهدوء والاطمانان علي اسيا التي صرخت بالم كبير.
خرج الطبيب وهتف باستعجال: مين جوزها عشان يمضي علي الاوراق دي.
هتف ياسين بقلق: انا مالها يا دكتور.
هتف الطيب بعملية: حصل انفجار لجيب المياة ولو معملناش ولادة قصيرية احتمال الجنين يموت والام تدخل في تسمم حمل دي اوراق مسؤولية لموافقتك علي إجراء العملية.
هتف كريم بخوف: اهم حاجه اسيا تكون كويسة اعمل الصح يا دكتور وانا مستعد امضي علي اي حاجه.
هتف الطبيب بتسال: حضرتك جوزها.
هتف كريم بتردد: لا حبيبها.
هتف الطبيب باندهاش: انا مش فاهم حاجه.
هتف ياسين بتوضيح: انا طليقها يا دكتور والاستاذ ملناش دعوة بيه.
هتف الطبيب بمهنية: انت متنفعش ادام مفيش صلة جيب والدها او اخوها عشان اخلي مسؤوليتي ياريت بسرعة عشان بنحضرها للتخدير النصفي.
تحرك الطبيب وتركهم في حيرة من امرهم،
حمل ياسين الهاتف واتصل علي عمه اخبره بالامر،
اغلق الهاتف في وجهه وتحرك سريعا لابنته.
نظر كريم لياسين وقال بحدة: ممكن اعرف اي الي رجعك جاي تخرب حياتها تاني.
هتف ياسين بضيق من تدخله: ملكش دعوة بنت عمي واحنا حرين.
اقترب كريم وامسكة من ياقة ملابسة
وقال: اسيا حبيبتي اتاذت بسببك متعرفش حالتها ازاي وهي كانت بتحكيلي الي عملته، ازاي جالك قلب تجرح ملاك زيها.
ازال ياسين يديه وهتف بضيق: اي علاقتك باسيا وتعرفها من امتي واي موضوع حببتك دي اسيا مبتحبش غيري.
هتف كريم ياستخفاف: تبقي اهبل لو فكرتها لسة بتحبك بتحبني انا واعترفتلي بحبها واتفقنا نتجوز بعد ما تولد.
قطع شجارهم فؤاد والد اسيا التي حضر وملامح القلق والخوف مرتسمة علي وجهه،
اقترب من ياسين وقال بقلق: اسيا مالها.
هتف ياسين بحزن: هتولد والدكتور طلب تمضي علي الاوراق بتاعت الولاده.
هتف الاب بخوف: ازاي هتولد وهي لسه في السابع.
هتف ياسين بتوتر: الي حصل يا عمي عموما بسرعة روح امضي عشان يدخلوها العمليات.
توجه ابيها ليمضي الاوراق وقف ثلاثتهم في الخارج وهم ينتظرون تلك المسكينة عودتها اليهم سالمه.
شعر ياسين بالخوف عليها، لا يدري تلك المشاعر التي انتابته نحوها فهو لا يحبها الحب الحقيقي لكنها ابنت عمه في النهاية.
خرج الطبيب بعد ساعه الا ربع يمسح حبات العرق التي تكونت علي جبهته اقترب ثلاثتهم واولهم ابيها التي هتف بقلق: بنتي اخبارها اي.
هتف الطبيب بتعب: الحمدلله جت سليمة الام كويسة والطفل هيتنقل الحضانة لحد ما يتحسن عموما كلها عشر دقايق وهتتنقل قسم النساء حمد الله على سلامتها.
رحل الطبيب هتف ابيها بدعاء: اللهم لك الحمد.
شعر ياسين بالقلق علي ابنه يتمني رؤيته الان، كريم الذي يتشوق لرؤية اسيا حبيبته.
صعد ثلاثتهم لقسم النساء في الطابق الرابع نظر فؤاد اليهم وقال: محدش هيدخل اظن ياسين ملوش حاجه هنا انزل شوف ابنك وبالنسبة لكريم ملكش مكان هنا اتفضل.
اغلق الباب في وجههم، تامل ابنته الغافية علي سريرها، مسح العرق المتكون علي جبتها وقبلها بين عينيها بحب وقال: حمد الله على سلامتك يا بنتي بتفكريني بوالدتك يوم ولادتك خفت عليها ازاي بس لما شلتك بين ايدي نسيت كل حاجه.
في الطابق الاسفل يحمل ياسين ابنه الصغير بين يديه، قبله بين عينية ويديه واغرقه بوابل من القبلات، شعور بالابوة يغمره، ذلك الشعور الذي يشعره الانسان وهو يحمل قطعة منه بين يديه احتضنه بخفة وقال بصوت هامس حاني: نورت حياة بابا يا سامر متعرفش فرحان قد اي بوجودك في حياتي.
قطعت لحظتة الممرضة التي هتفت بهدوء: ممكن تجيب الطفل عشان مامته محتاجه تشوفة وترضعة.
هتف بهدوء: انا طالع ليها ممكن تسبيني اشيلة.
ابتسمت بلطف وقالت: مفيش مشكلة.
صعد معها للطابق التي توجد فيه اسيا، طرقات علي الباب دلفت الممرضة وخلفها ياسين الذي يحمل الصغير، ابتسمت اسيا عند رؤيته وهو يحمل ابنه، اعتدلت بمساعدة ابيها وجلست علي الفراش التقطت الطفل من بين يدية، هتف بحنان: حمد الله على سلامتك.
ابتسمت وقال: الله يسلمك.
ادمعت عينيها وهي تتامل وجه ابنها الطفولي، فتح عينية ببطء تاملت عينية الصغيرة بلونها البني
هتفت بحب: فتح عينة عينها لونها بني زيك يا ياسين.
طبعت الكثير من القبلات علي وجهه واحتضنته،
هتفت الممرضة بهدوء: الدكتور طلب ترضعية عشان يرجع الحضانة.
حمحم فؤاد وقال: تعال نطلع عشان نسبهم لوحدهم.
اغلق فؤاد الباب وقال بحدة: ياسين كفاية الي عملته في بنتي ياريت تبعد عنها وتسبها في حالها.
هتف ياسين بدفاع: وابني.
هتف فؤاد بتفكير: كل ما تحب تشوفه هنجبهولك، اياك تحاول تقرب لبنتي عشان ترجعلك كفاية الي جرالها من وراء عملتك.
هتف ياسين بحزن: عمي انا اسف علي عملته.
هتف فؤاد بغضب: اسفك لو هيرجع بنتي زي ما كانت كنت قبلت، لكن ملوش لازمة.
ابتسمت الممرضة وقال: ابنك كويس عنده مشكلة بسيطة في التنفس هيقعد اسبوعين في الحضانة وهيخرج.
هتف اسيا بقلق: هعرف اشوفة.
هتفت الممرضة بطمانينة: في غرف للامهات عشان ترضعية وقت ما يحتاج وتكوني جمبه متقلقيش.
شعرت بالراحة ستكون بجانب طفلها، غادر كريم المستشفي ومشاعر الياس تجتاحه سيذهب للمكان التي طالما وجد فيه المخدر لكل ما يعانية.
جلس علي طاولته المعتادة بجانب صديقة السكير الذي لا يفارقة، تجرع الكاس دفعة واحدة
وقال: اسيا جوزها رجع بعد ما طلق مراته.
نظر اليه صديقة بشفقة وقال: قلتلك ابعد عنها هترجع لجوزها في الاخر ومش هتاخد غير وجع القلب خليك مع رغد احسن.
هتف كريم بندم: الحاجه الي ندمت عليها جوازي من رغد مش عارف حظي الاسود يوم ما حب واحدة تتطلع متجوزة.
تجرع الكاس دفعة واحدة يليه كاس اخر،
هتف صديقة بمرارة: الحب خدعة بنوهم نفسنا بيها الي رماني الرمية دي اني حبيت واحدة وفي الاخر اتجوزت واحد تاني.
شرب من الكاس التي امامه
وقال: نسوان خاينين ميستهلوش حبنا.
هتف صديقة بحزن: بفكر ابطل شرب وافوق لمستقبلي واطلع من الزبالة دي.
هتف كريم باستنكار: الي زينا مكتوب عليهم يعيشوا في الزبالة لحد ما يبقوا منها.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
مر اسبوعين كاملين خرجت اسيا بطفلها سامر البالغ من العمر اسبوعين بصحة جيدة.
تاملت الصغير الغافي في مهدة ادمعت عينيها بحب لذلك الكائن الذي يداعب حياتها ويضيف اليها الكثير من لحظات البهجة.
تذكرت ياسين طيلت الاسبوعين الماضيين لم يتركهم لحظة في المستشفى، شعرت بالسعادة لوجوده حولها رغم انها تدرك من داخلها انه حضر فقط لرؤية ابنه وليس من اجلها.
قطع شرودها طرقات علي الباب، اقتربت تفتح الباب حتي لا يفيق الصغير، ابتسمت بسعادة عند رؤية صديقتها، احتضنتها نوران وقالت بحب: حمد لله على سلامتك يا ماما اسيا.
ضحكت اسيا وبادلتها العناق
وقالت: الله يسلمك يا حبيبتي ادخلي.
وقفت نوران تتامل الصغير داخل مهدة وهتفت بصوت خافت حتي لا يفيق : ما شاء الله يتربي في عزك يا حبيبتي.
هتفت اسيا بحب: عبالك يا نوران تعالي اقعدي.
هتفت نوران بتسال: هيصحي امتي عاوزة اشيلة في ملامح من ياسين قوي.
ابتسمت اسيا وقالت: اول ما يجوع هيصحي، معاكي حق في شبه كبير من ابوه.
هتفت نوران بتسال: متعرفيش ياسين رجع ليه.
هتفت اسيا بهدوء: طلق مراته ورجع.
توسعت عينيها بصدمة وقالت: هو مش شاطر غير في الطلاق وبس.
ضحكت اسيا وقالت: بقلك اي كفاية تلقيح علي الخلق هتشربي اي.
ابتسمت وقالت: ولا حاجه انا شاربة كل حاجه قبل ما اجي.
جلست الصديقتين يتسامرون مع بعضهم في مواضيع شتي قطع حوارهم بكاء الصغير، ابتسمت اسيا وحملت رضيعها، احتضنتة بين يديها وقالت بحب: جوعت يا حبيبي.
بدات بإرضاع الصغير وسط نظرات نوران التي اصابها الاندهاش من صديقتها التي صارت ام في لحظة.
ابتسمت نوران وقالت: مش مصدقة صحبتي بقيت ماما.
ضحكت اسيا وقالت: عبالك بقا.
طرقت الخادمة علي الباب وقالت: ياسين عاوز سامر يشوفة.
هتفت اسيا بهدوء: اعملي اتنين قهوة مضبوط لينا وخلي بالك من الولد وقولي لياسين انه ممكن ينام عشان لسه مرضعاه.
ابتسمت الخادمة وقالت: حاضر.
هتفت نوران بتسال: هتعملي اي في موضوع ياسين.
هتفت اسيا بجهل: موضوع اي مش فاهمه.
هتفت بتوضيح: ناوية ترجعي ولا اي.
هتفت اسيا برفض: لا وبعدين ياسين متكلمش في حاجه زي كدا احنا بينا سامر مش معني كدا اني ارجعله الي ما بنا انتهي.
هتفت نوران بشفقة: تب لو اصر ترجعوا.
هتفت اسيا بجهل: مش عارفه هعمل اي لما يجي وقتها نبقي نحلها.
التقط ياسين الصغير من يد الخادمة، احتضنه بين ذراعية وقبله بين عينية وبدا يداعبه بحب، تامله فؤاد وقال: واخد بالك ان رجليك خدت علي البيت قوي.
ابتسم ياسين وقال: بتتطردني يا عمي ولا اي.
ابتسم عمه وقال: لا ابدا بس الواضح انك بجح ولازقة، هات الواد لما اشيلة كفايه عليك كدا.
حمل الصغير وقال بحزن: يعني مش عارف تطلع شبهي طالع لابوك حاجه تكسف.
ضحك ياسين بملا فمه وقال: ابني بقا ولازم يطلع شبهي يا عمي.
هتف فؤاد بتافف: قرفتني بكلمة عمي دي.
هتف ياسين بمزاح: انت عمي يا عمي.
امسكه فؤاد من ياقة ملابسة وقال: متفكرش اني ناسي الي عملته انا بحاول اتعامل معاك علي انك ياسين ابني الي ربيته وابو حفيدي.
هتف ياسين بندم: متعرفش ندمان قد اي وبحاول اصلح غلطتي.
هتف فؤاد بحب: اذا كان عليا سامحت الدور والباقي علي الي مش هتعرف تسامح.
هتف ياسين بامل: حاول معاها يا عمي انا ناوي خير المرادي.
هتف فؤاد بضيق: مليش دعوه حاول لو وافقت هوافق غير كدا لا، بدل مانت بدور علي شغل برا شركة عمك موجودة مفتحوالك في اي وقت.
تاملت اسيا ياسين وهي تودع صديقتها بحنان، تبادلا النظرات اخفضت راسها للاسفل بخجل تسارعت دقات قلبها.
نبض قلبه وهو يراها امامه لا يعلم اهو احمق منذ البداية عندما تجاهل حبها الواضح من نظرات عينيها وتخلي عنها بدون وجه حق؟!.
هناك نبضات صغيرة تنمو داخله نحوها، لذلك يتحجج برؤيه ابنه كي يراها ويملي عينيه منها، صعدت لغرفتها واغلقت الباب خلفها وضعت يدها علي قلبها نبضاتها الثائرة من نظراته اذا ظلت هكذا ستفضح مشاعرها امامه.
أين يجد الانسان الملاذ الأمن عندما تضيق به دنياه؟!
تمشي في الطرقات بدون وجها بعد أن طلق رغد وتخلي عن كل شئ..
ودع صديقة السكير الذي قرر هو الاخر ان يتخلي عن القذارة التي يعيش فيها، زفر بضيق وصدره يكاد يخنقة من الالم الذي بداخله تامل حبه اسيا ضحك باستخفاف لقد كان مجرد وهم لا اكثر والان يتعامل مع واقعة المؤلم بشكل اقسي.
استغل انشغالها في الاعتناء بالصغير واقترب منها
يهمس بجانب اذنها صوت هامس حاني
وقال: بحبك.
اقشعر جسدها بالكامل من قربه وفي نفس الحال من تلك الكلمة التي اعترف بها لاول مرة.
احمر وجهها رفعت بصرها نحوه لتتقابل اعينهم في لقاء طويل هتف بحب: بحبك يا اسيا تتجوزيني المرادي غير الي فاتت عشان انا دلوقتي بحبك وعاوزك معايا لاخر العمر.
ظلت ناظرة اليه من غير اصدار اي كلمة، تامل عينيها الصامتة الا من لحظات الصدمة وقال بندم: عارفه اني غلطت في حقك واقسيت عليكي، كنت معمي ارجوكي اديني فرصه تانية ودي اخر فرصة اسيا انا بجد بحبك وعاوزك معايا.
تاملت كلماته الصادقة لو ظلت هكذا سيغمي عليها بالتاكيد، ذلك الياسين قادر على اثارت عواصفها بكل سهولة.
القت نظرة اخيرة وصعدت لغرفتها تحاول السيطرة على ضربات قلبها من ذلك الاعتراف الذي القاه عليها.
نظر لعمه بحزن وقال: اعمل اي عشان توافق.
هتف عمه باصرار: لو بتحبها حاول عشانها وعشانك.
دلف ابيها للغرفة تامل ابنته الشاردة
وقال: مش عاوزة ترجعي لياسين.
هتفت برفض: مش عارفه احدد انا عاوزة اي خايفة اخوض تجربة فاشلة تاني.
هتف ابيها باقتراح: اي رايك نمشيها خطوبة بس ولو حبيتي تكملي براحتك.
هتفت بتاييد: ماشي انا هبلغة.
وجدته جالس في الجنينة يواليها ظهره بشرود اقتربت منها وقالت بهدوء: انا وافقت اننا نرجع بس بشرط.
نظر اليها بتسال وقال: موافق الي تامري بيه.
هتفت بثقة: خطوبة لمدة سنه حسيت انك مناسب هكمل محستش خلاص.
نظر اليها بصدمة وقال: نعم بقت بالاحساس وبعدين اي خطوبة دي نتجوز علي طوال.
هتفت بتحدي: لو كان عجبك غير كدا مش موافقة.
هتف بغيظ: موافق في اي حاجه تاني.
هتفت بتحدي: خطوبة يعني فيها ظوابط متفضلش داخل خارج احنا بيت محافظ بردوا.
هتف بسخرية: والله.
هتفت بغرور: لو مش عاجبك نفضها.
هتف بغيظ: انا استاهل اني فرطت فيكي من الاول عموما نوافق علي كل شروطك المهم اكون معاكي.
وضع ابيها يديه علي كتفه وقال: احترم نفسك ويلا روح بيتكوا معندناش خطيب يطول في بيت خطبته عاوزين ننام.
غادر ياسين بغيظ من افعالهم،
احتضنها ابيها بحنان وقالت: هيقدر يستحمل المرادي.
ابتسم ابيها بثقة وقال: هيقدر عشان بيحبك.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
«11/6/2025»
مع تحيات /اوركيــــــــدا.