mnhalsid

شارك على مواقع التواصل

|أحلام مبتورة|

«لا يمكن تجاوز الأمر إلا من خلاله»

تدفقت تلك العبارة داخل عقلي وأنا احاول اخماد الضجيج،ضجيج عالي للغاية يصبيني بالصم من علو صوته.

حاولت إخمادة بترديد تلك العبارة داخل عقلي وجسدي يؤلمني ويان بالم وأنا ملاقاة علي الارضية الباردة بملابس ممزقة ووجه شاحب وكدمات حمراء تملا جسدي بالكامل أثر الضرب المبرح التي تعرضت له منذ ساعة.

أحاول الصراخ فيخرج صوتي مبحوبا وكأنني لم أتحدث منذ سنوات بلعت ريقي الجاف كالارض القاحلة التي لم تروي منذ زمن بعيد.

أغمضت عيني تغالبني دموعي الصامتة وأنا أشعر بالوهن الشديد وعقلي لا يستوعب الألم التي تعرضت له الم يدمي قلبي الممزق ربما لم يندمل أبداً.


أغمضت عيني بدموع وأنا أتذكر أبي ونظراته القاسية وصفاعته التي سقطت علي وجهه فاسقطتني أرضا.

حاولت منادت أمي ولكن صوتي اختفي في ظلام تلك الغرفة ارتجف جسدي والبرد يحتل اوصالي وعقلي فقد قدرته علي التحمل واغمي عليا لساعات لا اقدر علي حسمها.

استيقظت ووجدت نفسي علي نفس وضعي راقدة علي الارضية الباردة في المخزن الخاص بمنزلنا.
كيف استطاع أبي تركي كل تلك الساعات بسبب جرم صغير ارتكبته؟!.

حاولت الزحف بيدي وقدماي المقيدتان لعلي أصل للباب واطرق عليه ويسعفني أحد.

المكان مظلم والراحة نتنه للغاية، تحركت ببطء شديد والآلام في جسدي تزداد الماً، سقطت دموعي لما يحدث لي واستسلمت للواقع المخزي وعقلي فقد قدرته علي التحمل وغاب وعي مجدداً.

أبتسمت بسعادة وأنا أقف أمام باب المدرسة الخلفي انتظره هناك عندما لمحته يقترب مني تسارعت دقات قلبي وظهر التوتر علي وجههي.


أبتسم مقداد وهو يلامس كفي بكفية ويهزني كي اتحرك برفقته، اخفضت رأسي للاسفل تعبيرا عن خجلي الذي أحاول التغلب عليه.

جلسنا علي الأرضية العشبية داخل الحديقة العامة،
اعتدنا الجلوس فيها بعد إنتهاء الدوام الدراسي.


مازالت يديه تضم كفي وانا اشعر بالدفٌء وراحه لا مثيل لها، ابتسم مقداد ونظر داخل عيني
وقال: اشتقت لك أيتها الصامتة.

ابتسمت بخفه واخفضت راسي للاسفل ابتسم بمشاكسة وقال: ارجو من خجلك اللعين ان يرحل قليلا كي نتحاور معا.

ابتسمت وقلت بهدوء: رحل خجلي قل لي ما سبب اللقاء المفاجئ.

فتح حقيبتة المدرسية واخرج وردة حمراء
وقال ببسمة: وجدتها تشبهك فاحببت ان اهديها لك.

التقطها من يده وملامح المفاجاة مازالت مرسومة على وجهي بسعادة لا مثيل لها وانا اشم رائحة الوردة وقلت: كم فرحت بها يا مقداد دائماً تفعل المتسحيل لاسعادي.

ابتسم بحنان وهو ينظر لوجهي السعيد
وقال: المهم ان اراكي تبتسمي يا ربا.

استيقظت من حلمي الجميل وانا مازالت علي تلك الارضية الباردة، محاولة نجاتي تكاد تكون مستحيلة ربما يتركني أبي كي أموت هنا.

سمعت شجار ابي مع امي المعتاد احتد الصوت لدرجة وضعت يدي على اذني وبدا جسدي بالارتعاش من الخوف.

قدمت اظافري وانا احاول التخلص من الرعب الذي يصيب جسدي.

المحاليل الموصلة باوردتي تؤلمني والدم يتدفق من يدي وانا جالسة علي فراشي يهتز جسدي اثر الشجار العالي.

اقتحم ابي الغرفة وملامح الغضب الثائر مرسومة علي وجهه اقترب مني كالذئب الذي ينقض علي فريسته امسكني من ملابسي وهتف بحدة ارعبتني: يحق قتلك ايتها العاهرة من الان ستبقين في المنزل لا دراسة ولا خروج مفهوم.

هزني بعنف وهو يكرر كلماته ابتلعت ريقي
وهتفت بخوف: مفهوم.

ترك المنزل باكمله صافعا الباب خلفه،
ضمتت ركبتي الي صدري وانا ارتجف من الخوف والدم اغرق يدي والبكاء هو مسكني الوحيد.

سمعت أنين خافت رفعت رأسي ونظرت أمامي وجدت امي واقفة امام الباب والدموع تغرق وجهها اقتربت مني وهتفت بالم: ربا.

احتضنتها وكلانا يواسي الاخر وقلت بندم: اسفه يا امي لقد اكشتف ابي سري الصغير حكم علي بالموت داخل منزلنا اللعين.

ربتت علي راسي وهي تزيل دموعي وهتفت بالم: سنحل الامر معا اليس كذلك.

قلت برفض وملامح وجهي جامدة: بالتأكيد لن يحل الامر ساموت في سجني هذا.

قالت امي بامل: سينتهي الكابوس يا ابنتي مجرد وقت لا اكثر.

الكابوس مازال يحوم حولي يقتلني بالبطئ وانا لا طاقة لدي علي الاحتمال.

استيقظت مضطربة من الكابوس الذي يلاحقني وجدت نفسي اعيش في كابوس واقعي.
جسدي يرتجف من البرد سمعت صوت صرير الباب اتي احدهم لانقاذي.

تشوشت الرؤية ولم اعد قادره علي الرؤية بوضوح وعقلي استسلم وفقدت وعي مجدداً.

الاحداث تتداخل مع بعضها تصيبني بالتشوش والم في راسي ابي يناديني بالعاهرة وانا اجلس بجانب والدتي تمشط شعري.

اخفضت راسي للاسفل وانا ارتجف من صفعه للباب اثناء رحيلة تنفست براحه وانا اجد المنزل خالي من انفاسه الكريهه التي ابغضها.

حركت راسي تجاه امي وهي تجدل شعري الطويل
وقلت بخيبة امل: لماذا يناديني ابي بالعاهرة اهي صفة سيئة صحيح؟!.

اكملت امي ربط الشريطة الحمراء علي شعري وانا اري ملامحها المرهقة وقالت: لا تسمعي لكلام ابيك اعتبريه كالكلب الذي يعوي.

استقمت وانا اتامل ضفائري في المراة وقلت: لماذا لا نغادر المنزل ونهرب بعيدا؟!.

قالت امي بقلة حيلة: الي اين ليس لنا احد نذهب اليه.

حاولت التفكير والبحث هن مكان نهرب اليه وقلت: يمكننا ان نعمل ونشتري منزل بعيدا في مدينة اخري المهم ان ينتهي هذا الجحيم.

ابتسمت امي ابتسامة باهته وقالت: الجحيم سيلاحقنا اينما حللنا لا تذكري هذا الكلام امام والدك والا ستكون نهايتك علي يده.

نظرت للنافذة بالم وانا اشعر كانني في سجن كبير يخنقني ويقيدني يوما بعد يوم.

توقف عقلي عن العمل كأنه فقد القدرة على تحمل كم الألم الذي اتجرعه الان؟!.

محاولة الاستقامة باءت بالفشل بمجرد ان حركت قدمي اصابني الم حاد وشعرت بان الكهرباء تسري في جسدي باكمله كففت عن المحاولة وعقلي يغيب عن الواقع مجدداً.

ارتسمت الابتسامة السعيدة علي وجههي ولمعت عيناي ببريق عندما تشابكت ايدينا في لقاء حميمي اعد الساعات كي نتجمع ولو لدقائق معدودة.

تحركت بجانبه وانا اتامل قميصة الابيض المخطط بخطوط سوداء والبنطال الاسود الذي يرتديه وحقيبة المدرسة التي يضعها علي كتفيه الايسر.

اشار امام عيني باندهاش من صمتي
وقال: ما بك لماذا الصمت الان؟!.

رفعت عيني ونظرت لوجهه وقلت: الايام تزداد سوءا في منزلنا.

توقف عن المشي ونظر لي بترقب وقال: هل ضربك ابوك مجدداً؟!.

اخفضت راسي للاسفل بالم وقالت: أجل.

لامس ذقني ورفع وجهي ليقابل وجهه الغاضب
وقال بسخط: اللعين كيف يجرا علي مسك يا صغيرتي لا باس يوما ما ساخدك بعيدا عن تلك المدينة ونتجمع انا وانت في منزلنا الصغير.


ضمني بين ذراعية وشعور بالسكينة يتدفق داخلي يجعلني لا اريد الرحيل من بين ذراعية الاءامنة.

ابتسمت ابتسامة رضا داعب خصلات شعري المجدل
وقال بحب: اعدك ساخرجكي من نار ابيك لجنتي يا ربا.


تقدمنا في السير وانا اتحدث معه في امور تافهه وهو ينصت لي باهتمام شديد والبسمة لا تزال تزين وجهه حتي اوصلني علي قاربة منزلنا وقال بحب: ساشتاق لكي كثيراً يا ربا.

لامس خصلات شعري وهو يلقي نظرة خاطفة ورحل من المكان، ظللت واقفة اتامل رحيلة بنوع من الحزن المرتسم علي وجهي.

شعرت بقبضة يد علي كتفي استدرت للوراء وجدت ابي بملامحه الغاضبة ينظر لي نظرات شر سحبني من يدي كالشاة وتوجه لمنزلنا.

فتح الباب والقاني علي الارض بعنف
وقال بصوت غليظ يشوبه الغضب العارم: ايتها العاهرة مع من كنتي تقفين في الخارج؟!.

تسارعت دقات قلبي وزدادة وتيرة تنفسي واصبت بالخرس مما عرفه والده.

انحتي لمستواي وامسك بخصلات شعري يشدها بقوة المتني.

هزني بعنف وهو يقتلع خصلات شعري بيدية صرخ أمام وجهي وقال: ستجلبين لي العار يا عاهرة.


جرني من خصلات شعري وزحفت علي الأرضية وانا اصطدم باثاث المنزل، تناول السوط المعلق علي الحائط وقال بقسوة: ستلقين حدفك علي يدي يا عاهرة.


ضربني بالسوط علي جسدي باكمله وانا اصرخ بقوة واستنجد به ولا حياة لمن تنادي، رايته يتنفس بقوة في محاولة للاستمرار في ضربي.

توقفت عن الصراخ وشعرت بالاجهاد والالم ينتشر في جسدي والدماء اصابت ملابسي الممزقة.


قيدني بالحبال من يدي وقدمي وجرني للطابق السفلي وانا ما بين الوعي والاواعي، سمعت صوت امي التي حضرت من السوق للتو تستغيث كي لا يلقيني في الغرفة المظلمة.

اغمضت عيني واستسلمت للظلمة التي تحيط بي وعقلي لا يتحمل الذي يفوق سني الصغير.

استيقظت وداخلي يتمني لو كان مجرد كابوس مؤلم واصحو علي واقع افضل من هذا.

وجدت الفئران تجمعت حولي تنهش جسدي حاولت منعهم من التهام جسدي ولكن طاقتي محدودة واستسلمت لما يحدث لعلها تكون النهاية.

شعرت بأحدهم يهز جسدي فتحت عيني وجدت والدتي بنظراتها الخائفة اعدلتني وفكت قيدي
وقالت: ماذا تشعرين الان؟!.


نظرت اليها بحسرة وقلت: الألم يسري في جسدي والحزن يقبع في قلبي ولا سبيل للخلاص سوا بموتي.

ناولتني كوب الماء تجرعته دفعة واحدة وقالت بندم وهي تنظر داخل عيني: السبيل الوحيد هربك من هنا، أبيك قرر تزوجيك من أول شخص يدق بابك ولا أدري ما الذي سيحدث لك حينها؟!.

أدمعت عيني وقلت بألم: ما جرمي لاستحق كل هذا؟!.
الحب ليس خطيئة يا امي الخطيئة وجودي في هذا السجن المقيت.


ظهر صوت أبي الغليظ من خلفنا
وقال بحدة: جميل يا زادة عصيتي أمري وخالفتي اوامري.

استقامت امي وقفت امامه وقالت بنظرات متوسلة: أرجوك يا غنيم أترك ابنتي وشأنها ستموت في تلك الغرفة.

نظر أبي لعيني نظرة جامدة خالية من أي تعاطف وقال: الموت سيكون رحمه لها قريبا ستتزوجين من رجل خمسيني سيدفع فيك أموالا طائلة والعرض مغري واتخلص منك أيتها العاهرة.

صرخت أمي وقالت بتوسل وعينيها أغرقت بالدموع: غنيم لا تفعل هكذا بابنتنا أنت تلقيها إلي التهلكة.


أمسك يد أمي وألقاها خارج الغرفة واقترب مني
أنحني لمستواي صوت غليظ أصاب جسدي بارتعاشة هزت أوصالي وقال: كلما رأيتك تتالمين زدات سعادتي يا فتاتي الرجل الذي طلبك للزواج أسوأ مني بكثير استعدي لجحيمك الأبدي.

أغلق الباب خلفه واظلمت الغرفة ضممت ركبتي إلي صدري وأنا ارتعش بخوف ومصير مجهول لا أدري ما الذي سيحدث لي في نهاية المطاف؟!.


جلست على الفراش ضامة ساقي إلي صدري أنظر للإمام بنظرات خاوية مر يومان منذ خروجي من غرفة الجحيم تلقيت العلاج اللازم كي تشفي جروحي بأسرع وقت لكي اتجوز.

انطلقت مني ضحكة ساخرة وأنا أنظر لوجهي في المرآة وضعت يدي على شعري الاسود الطويل.

نظر لعيني البنية وقال بإعجاب :تمتلكين شعرا جميلاً يا ربا الجميع معجب به أولهم أنا.

لامس خصلاش شعري وقال مازحاً:تعلمين كم أنا محظوظ لوجود فتاة مثلك في حياتي.

اخفضت رأسي للاسفل بخجل وتورد خداي بحمرة خفيفة وانا استمع لغزلة الذي يطرب قلبي ويجعلني مرغوبة في عينية التي تحبني بصدق.

عدت لواقعي المرير التقطت المقص الموضوع على يميني فككت شعري وشرعت في قصه بالمقص.

تساقطت دموعي وشرعت في البكاء وأنا ارتكب تلك الجريمة في حقي نظرت بحسرة لخصلات شعري المتناثرة حولي ونظرت في المرآة لشعري الذي أصبح بالكاد يغطي رقبتي.


تساقط جسدي على الأرض وأنا أشعر بألم ينخر قلبي ووجع يشبة الصخرة التي تقتلني بالبطيء.


دلفت أمي الغرفة ووجدتني على حالتي اقتربت مني
وقالت بصراخ وهي تضمني بين ذراعيها: لماذا فعلت ذلك يا ربا؟!.

قلت بألم والدموع تغرق وجهي :لعل الوجع يزول يا امي ولكني خسرت كل شئ حياتي وحبي الوحيد وخصلات شعري التي طالما وقعت في حبها.

قبلت رأسي وقالت بحسرة : أسفه يا ابنتي على كم الألم التي تتجرعية في حياتك ولعلنا نجبر يوما ما.


تركت ذراعيها وتوجهت للنافذة وقفت أمامها وقلت بخيبة: أجبر من من ورحل من يواسيني وكان سبب في بقائي حيه إلا الآن نهايتي اقتربت ولا مفر أبي سيزوجني خلال أيام حكم عليا بالموت رغم صغر سني وها أنا أموت يوما بعد يوم.


أغمضت عيني وتساقطت دموعي واحدة تلو بعضها وكأنني لا أمتلك غيرها يواسيني في كربتي.

وقفت أمام المرآة أنظر لفستاني الابيض الذي لا ينساب سني على الاطلاق مازالت في عمر السابعة عشر كي أصبح عروس لعجوز أكبر من عمر والدي.

مسحت دموعي التي تتقاطر مغرقة خدي، دلفت أمي لغرفتي ونظرت لي بشفقة طالما نظراتها تعبر عن حزن كبير لا أستطيع فهمة إلا الآن.

ربتت على شعري وقالت بشفقة: عريسك ينتظرك في الخارج.

نظرت إليها بحزن وقلت:اليوم تعلق لي حبال المشنقة كي أستعد لموتي.

بكت أمي بقلة حيلة وماذا عساها تفعل لي احتضنتها بألم وقلت: لا بأس بما سيحدث لي المهم أن أتخلص من سجن والدي.

اقتحم أبي الغرفة ونظر لي بغيظ
وقال: امسحي دموعك كي تذهبي من هنا .

نظرت إليه وقلت بحيرة:لا تقلق سأرحل بدون رجعه.

أمسك يدي وسحبني خلفه
وقال بكره:هذا هو المطلوب إلا تعودي مجدداً.

أبتسم أبي ابتسامة مصتنعة وقال :تفضل عروستك يا سيد مخلص.

نظر لي الرجل العجوز نظرة غريبة لم أعدها من قبل ولامس وجهي وقال:جميلة جداً.

أمسك يدي وقال بإعجاب:ستصلك بقيت الأموال غدا كما طلبت وسيضاف مبلغ آخر لأنني أعجبت بها كثيراً.

أبتسم أبي بسعادة وهو يجني أموال لا حصر لها مقابل بيعي ضحكت باستخفاف بيني وبين نفسي.

سيارة فاخره لم أري مثلها من قبل جلست في المقعد الخلفي وبجانب العجوز الذي يلامس جسدي وشعري بطريقة اشعرتني بالرعب والريبة في آن واحد.

نظرت للنافذة أتأمل الطريق الذي طالما تمشيت فيه وجدت أمي تنظر لي من النافذة وعينيها أغرقت بالدموع تجمعت الدموع داخل عيني وانا أضع يدي على زجاج السيارة.

أغمضت عيني صوت الرعد وحبات المطر تتساقط في ليالي الشتاء البائسة شعرت بملمس يديه الخشنة على يدي سحبتها سريعاً ونظرت إليه بخوف لتقابلني نظراته الغريبة التي لا أستطيع استيعابها.

توقفت السيارة أمام فيلا فارهة ومعها توقف المطر وسكنت الأجواء هبطت من السيارة وهو يتمسك بيدي استقبلنا البواب وفتح الباب الحديدي الذي أحدث صوت صرير مزعج.


دلفنا للداخل نادي على الخادمة التي أمرها بتجهيز غرفتنا صعدت معها للطابق العلوي حاول الحديث معي اكتفيت بالصمت ودقات قلبي تتسارع من الخوف تركني في الغرفة بمفردي وقفت أمام النافذة الكبيرة أنظر للإمام بنظرات خاوية وبداخلي سوال واحد ماذا سيحدث لي ؟!.


وضعت الخادمة فستان من الحرير الأحمر على الفراش وجهزت الحمام وطلبت مني تبديل ملابسي انصعت لامرها وخرجت بعد فترة وجيزة أمشط شعري أمام المرآة.

بدوت جميلة في الفستان الحريري الذي لم أري مثله من قبل ابتسمت بخفه وأنا اتذكر مقداد ماذا عساه يفعل الآن ؟!
هل يبحث عني أم أصبحت منسية للأبد؟!.


وجدت العجوز يقف خلفي ويبتسم بخفه وهو يلامس خصلات شعري القصير نظر الانعكاس وجهي في المرآة وقال :شعرك الأسود ناعم كالحرير.

نظرت إليه باضطراب وقلت: أعلم ذلك.

استقمت كي أتوجه للفراش لعلي أنعم بنوء هادئ سحبني من يدي ونظر داخل عيني وقال: إلي أين يا حلوتي؟!.

شعرت بالخوف من نظراته الغريبة وقلت: إلي النوم.

سحبني بلطف الي الفراش وقال :ليلتنا طويلة ولا وقت للنوم الآن.

شعرت بالخجل وهو يهم بخلع ملابسه صرخت فيه
وقلت: ماذا تفعل أرحل من الغرفة الآن.

اقترب مني ببطء وقال بهمس مخيف: يحب أن اتذوقك يا فتاة.

توسعت عيني بخوف ودقات قلبي تتسارع وأنا أخشي القادم الذي اجهلة.


حركات الخدم داخل القصر والطبيبة التي أحضرت في منتصف الليل أشعر الجميع بالرعب والرجل الكبير الذي يتحرك بقلق في الممر في انتظار الطبيبة التي طلبها للتو.

خرجت كبيرة الخدم من الغرفة وقالت بخوف:الفتاة تنزف بشدة لعلها ستموت.

نظرت مخلص إليها بحدة وقال:لا حاجه لي بذلك الكلام الطبيبة في الطريق وستنهي الأمر.

انصرفت كبيرة الخدم وهي تشعر بالشفقة على تلك الفتاة المسكينة التي وقعت تحت سيدها الذي لا يرحم.

بمجرد دلوف الطبيبة للفيلا تحرك مخلص نحوها
وقال بخوف:بسرعة.


صعدت للطابق العلوي وتوجهت للغرفة ألقت نظرة على الفتاة الراقدة وضعت يدها على عنقها وجدت نبضها مازال موجود نظرت لمخلص وقالت بحدة:تبدو كمراهق وانت تنتقل من طفلة إلي أخري كم مرة عليا نصحك بشأن ما تفعله بهم؟!.

لم يرد على كلماتها واكتفي بالصمت والنظر الي ما تفعله، قامت بفحصها وتوصيل المحاليل الوريدية والأدوية الخاصة بوقف النزيف وضعت يدها على رقبتها الممتلئة بعلامات حمراء ويدها وصدرها.

أجرت الاسعافات الخاصة وقالت بضيق:يبدو أن وحشا هجم عليها وليس رجلاً عاقل ألا تشعر بالخزي وانت تنتهك جسد طفلة في عمر احفادك.

شعر بالغيظ من كلماتها وقال:كفاكي سباب وانشغلي بعملك.


أغلقت حقيبتها وحملتها بين ذراعيها اقتربت منه وقالت بغرور: انتهيت أيها العجوز يجب أن تعتني بها الفترة القادمة وينصح الا تقترب منها أسبوعا على الأقل حتي تشفي جروحها وإذا حدث شئ اتصل بي وداعاً يا عجوز.


زفر بضيق من أسلوبها الذي يمقته ولكن ما باليد حيلة فالطبيبة الوحيدة التي تخفي جميع مصاءبة وليست المرة الأولي الذي يحدث فيها ذلك تكرر الموقف كثيراً.

نادي على عزيزة كبيرة الخدم وطلب منها البقاء مع ربا حتي تفيق وتعتني بها الفترة القادمة.

جلست عزيزة على الكرسي بجانب الفراش تربت على شعرها وقالت بشفقة:صغيرة على ما يحدث لك يا فتاة كيف استطاع أهلك فعلها ؟!.

بقت عزيزة بجانب ربا لأكثر من ساعتين تنتظر استيقاظها ومن حين لآخر تربت على جسدها بحنان.

ابتسمت براحه عندما وجدتها تفتح عينيها لامست خصلات شعرها وقالت بحنان:حمد لله على سلامتك يا ربا.

اعتدلت ربا جالسة وهي تنظر حولها أعادت الذاكرة الأحداث التي حدثت لها على يد العجوز ضممت ساقي إلي صدري واجهشت في البكاء
وقلت : العجوز انتهك جسدي.

ربتت عزيزة على رأسي وقالت بحنان:انتي الآن بخير لا تقلقي بشأن ما حدث لك.

نظرت بأعين دامعة لعزيزة وقلت بألم:كيف لا اقلق والعجوز انتهك جسدي بلا رحمه كان كالوحش الذي ينقص على فريسته أشعر بألم حاد في جسدي.


قالت عزيزة بشفقة: الطبيبة طلبت من السيد مخلص أن يبتعد عنك لاسبوع كامل حتي تتعافي.


نظرت إليها بشك وقلت بارتياب:هل سيكرر مع فعله معي مجدداً ؟!.

هزت رأسها مؤكدة وقالت:للاسف يا صغيرة.

تساقطت الدموع من عيني وقلت :خرجت من سجن والدي لجحيم هذا العجوز يظنني دمية يستطيع التلاعب بها كيفما يشاء.

احتضنتني عزيزة وقالت بشفقة:لو اتعطي أوامر العجوز ربما يبقيك معه للابد ولو خالفتي أوامرة ستلقين حدفك مثل البقية.

نظرت إليها وقلت بتسال:ما حكاية العجوز ولماذا احضرني إلا هنا؟!.

بدأت عزيزة بسرد القصة وقالت:السيد مخلص رجل كبير في السن ويعيش وحده منذ رحيل ابنه تميم الي لندن كي يكمل دراسته وما يفعله الزيجة من الفتيات الصغيرات من أجل التسلية والقضاء على وحدته.

قلت بشك وأنا ازيل بقايا الدموع على خدي:تزوج الكثير من الفتيات إذا.

هزت رأسها مؤكدة وقالت:أغلبهم يموتون أو يهربون انصحك بعدم الهرب لانه سيقتلك بعدها حاولي التعايش مع وضعك الجديد.

قلت باستهزاء :لا بأس المهم ان يتعجل العجوز بموتي فلا رغبة لي في الحياة بعد الآن.

مر يومان وأنا حبيسة غرفتي والسيدة عزيزة تجلس معي من حين لآخر.


طرقات على الباب تبعها دخول السيدة عزيزة ابتسمت واقتربت مني بهدوء وقالت: ألن تخرجي اليوم خارج تلك الغرفة.

اعتدلت جالسة وقلت بيأس: أشعر بالراحه هنا ولا حاجه لي بالخارج.

ربتت على شعري وقالت بحنو: السيد مخلص ليس هنا رحل منذ الصباح ولن يأتي خلال اليومين القادمين يمكنكي التجول في الفيلا كيفما تشاءين.

استقمت واقفة وقلت ببسمة هادئة:هل يمكنكي إعداد بعض الكعك والشاي والجلوس في الحديقة.

ابتسمت عزيزة وقالت :بكل تأكيد هي بنا للاسفل فالغرفة كءيبة جدآ.

سحبتني من يدي وذهبنا للحديقة الكبيرة المليئة بكمية كبيرة من الزرع والزهور بمختلف أشكالها وألوانها.

قالت باستعجال:ساجهز الشاي والكعك ابقي هنا.

نظرت إليها وقلت بتسال:هل يمكنني التجول في الحديقة؟!.

ربتت على شعري وقالت باسمة:افعلي ما يحلو لك يا سيدة القصر.


رحلت من المكان واقتربت من الشجرة التي تحوي على ورود حمراء أشم رائحتها الجميلة التي داعبت أنفي أبتسمت براحه وقلت: أشعر الآن ببعض الحرية.

مددت يدي كي أقطف واحدة شعرت بألم في يدي سحبتها وأنا أري الدم يتدفق منها نتيجة وخز الشوكة.

ضغطت على اصبعي حتي توقفت الدماء ومددت يدي بحذر وقطفت واحدة قربتها من فمي وأنا اشتم عبيرها الذي اشعرني بالاسترخاء داعبت تلك الوردة ذاكرتي بمقداد والورود الحمراء التي كان يزرعها خصيصا لي.


شعرت بملمس الماء الدافئ على خدي وضعت يدي أمسح دموعي التي سقطت رغماً عني.

جلست على الأرضية العشبية وأنا أتأمل المكان حولي يبدو كجنة على الأرض ولكن بلا بشر جنه خالية من كل ما هو جميل بالنسبه لي.

اقتربت السيدة عزيزة ووضعت الصينية على الأرضية وجلست بالقرب مني وقالت بحب
:كيف وجدتي المكان؟!.

نظرت إليها وقلت :يبدو جميلاً من الخارج لكن من يسكنه يعيش في الم.


ناولتني كوب الشاي وقطعة من الكعك المحلي بالسكر وقالت :معك حق فيما تقولين ولكن يمكن للجنة أن تصبح جنه إذا قرر الأشخاص ذلك.

احتسيت من الكوب وقلت بتسأل:كيف؟!.

أبتسمت وقالت :يمكنكي أن تكوني سيدة القصر إذا أنجبتي طفلاً للسيد مخلص.

ظهرت بوادر الصدمة على وجهي وقلت: أنجب هل تمزحين؟!.

قالت بجدية وهي تحتسي من كوبها: أنا جادة في كلامي يمكنكي التلاعب بالسيد مخلص وجعله يحبك وتصبحين مالكة كل شئ.

تركت كوب الشاي والكعك واستقمت وأنا أقول بحدة: هذا لن يحدث لم استغل العجوز كما حاول استغلالي يبدو انني وثقت بك أكثر من اللازم.

صعدت لغرفتي وأنا غاضبة من كلام تلك العجوز كيف لي أن أفعل ذلك لن يحدث مهما حدث.



دلف العجوز لغرفتي القي نظرة سريعة وغادر الغرفة شعرت بالراحه عندما وجدته يغلق باب الغرفة ويغادر.

وقفت أمام المرآة أنظر داخلها بشرود شديد وكلمات السيدة عزيزة تدور داخل عقلي
هل سانفذ ما طلبته مني واستغل العجوز أم أنتظر مصيري المجهول ؟!.


زفرت بضيق وأنا أخرج للشرفة استنشق نسمات الهواء البارد في ليالي الشتاء القارص.

شعرت بالارتجاف واوصالي تهتز ببعضها من البرد أغلقت النافذت لمحت عيني السيدة عزيزة وهي تغادر المبني الخاص بالخدم وتتوجه داخل الفيلا ظللت اراقبها حتي اختفت عن الأنظار.

توجهت للباب فتحته ببطء وأنا أراها تدلف لغرفة العجوز في هذا الوقت المتأخر من الليل ، أغلقت باب غرفتي وتوجهت للفراش وبداخلي أسئلة كثيرة ماذا تفعل في غرفته الآن ؟!.


داخل غرفة العجوز نزعت عزيزة روبها الخاص واقتربت من مخلص الذي يتكأ على الفراش
وقالت بهدوء: أخيراً عدت من الرحلة الشاقة.

استقام مخلص واقترب منها يعانقها
وقال :اشتقت لكي طيلت الرحلة.

بادلته العناق وهي تضع رأسها على صدره وقالت بعتاب:لو اشتقت لي فعلا لكنت أتيت إلي غرفتي مثلما تفعل في العادة.

ربت على شعرها وقال باعتذار:كنت منشغلا يا حبيبتي دعي الخلاف ودعينا نستمتع بليلتنا.

ضحكت عزيزة بملاء فمها وقالت:كم تشاء يا سيدي.

استدارت من الجهة الأخري من الحديقة الخلفية ورأت ما يحدث داخل الغرفة من خلال النافذة الزجاجية المفتوحة توسعت عينيها بصدمة ووضعت يدها على فمها تمنع شهقتها وهي تري عزيزة بداخل أحضان العجوز المقيت.


استمعت للحوار الناشئ بينهم قالت عزيزة بتسأل:ماذا ستفعل بالفتاة التي أحضرتها؟!.

تناول علبة التبغ الموضوعه بجانب الكوميدينو
وقال :ربا من أجل متعتي لا اكثر.

اشعل لفافة التبغ وهو يلتقط أول أنفاسها بنهم
وقال بشك:تشعرين بالغيرة صحيح.

نظرت إليه بضيق وقالت: أشعر بالغيرة من تلك الطفلة بالتأكيد لا ولكنها لم تتحمل ساديتك في التعامل معها وربما تموت تحت يدك كما يموت البقية.

نفث أنفاس التبغ وقال ببرود:ما المشكلة إذا ماتت أهلها باعوها ولم يسألوا عنها إذا غابت.

وضعت يدها تتحسس صدره وقالت باستعطاف:يمكنك التخلص منها في أي وقت ولكن لو حملت تلك الفتاة ستكون كارثة.

نظر إليها بشك وقال:ما المشكلة إذا حملت هذا ما أطمح إليه إنجاب طفل يعوضني عن الوحدة التي تملأني.


استقامت جالسة وهي تشد الغطاء على جسدها
وقالت بحدة:لن يحدث فما زالت صغيرة وربما تموت أثناء حملها كما مات غيرها ،ستظل تكتم علاقتنا إلي متي ؟!.


أطفئ لفافة التبغ وقال بضيق: لستِ على طبيعتك اليوم تغيرت منذ أن جاءت ربا.

زفرت بعتاب وقالت:مخلص تعلم أنني أحبك ولا أريد غيرك وتعاملني على أنني ماريونت تلاعبها كيفما تشاء.


ترك الفراش وقال بجدية: هذا كان شرطي منذ أن احضرتك إلي هنا لا تنسي أصلك يا عزيزة.

توجه للحمام وترك عزيزة يتأكلها الغضب مما يحدث.

انسحبت ببطء لم يشعر بي أحد وأنا اهم بالدلوف لداخل الغرفة.


توجهت للفراش واندثرت بالغطاء وأنا أحاول التغلب على ارتجافة جسدي والسيطرة على دموعي مما سمعته ورأيتة منذ قليل الجميع يتلاعب بي أبي ،العجوز ،عزيزة أيضا تحاول أن تتملكني، مسحت دموعي وأنا داخلي أرجو أن أرحل من هذا المكان للأبد.



جلست برفقة العجوز على الطاولة الكبيرة لتناول العشاء رغم اصراري على عدم تناول الطعام لكن عزيزة اقنعتني كي لا يغضب.

تناولت عدت لقيمات تحت نظراته الثاقبة التي تتبعني في كل حركة تصدر مني قال بهدوء: تجهزي لانني سابيت عندك الليلة.

توقف الطعام في حلقي وسعلت بشدة، ناولتني عزيزة كوب ماء وربتت على ظهري حتي هدات نوبات السعال التي اصابتني.

القي نظرة خاطفة وتوجه لمكتبة،
جلست عزيزة بجواري وقالت بهدوء محاولة لاقناعي: افعلي ما يؤمرة العجوز حتي لا يغضب.

هززت راسي برفض وقلت: سيتكرر ما حدث وانا لست راضية.

ربتت عزيزة على شعري وقالت بنبرة حانية: نفذ امره وحاولي التحلي بالقوة وسيمر الامر.


نظرت للامام بشرود وانا انتظر مصيري المحتوم، صعدت لغرفتي في الطابق العلوي وجدت قميص حريري باللون الاسود، زفرت بخوف ودقات قلبي تتعالي ربما يجب ان اكون قوية اكتر من ذلك.

اخذت حمام دافيء وارتدت القميص الاسود وقفت امام المراة التقطت علب الزينة الموضوع جانبا وبدات بتزين وجههي ابتسمت وانا اتامل وجهي الذي تغير كثيراً بفعل تلك المستحضرات، تركت شعري حرا خلف ظهري ووقفت امام النافذة المغلقة التقط انفاسي بهدوء.


صوت صرير الباب تبعها دلوف العجوز للداخل، ارتجفت اوصالي وذكريات الليلة السابقة تعاد امامي،
اقترب مني ببطء وعانقني من الخوف همس بجانب اذني وقال: اشتقت لك يا ربا.


شعر بارتجاف جسدي همس بحنان وهو يلامس خصلات شعري: لا تقلقي سيمر الامر بسلام.

أغمّضت عيني وانا استسلم لكل ما يحدث لي فلا سبيل للمقاومة.

تنفست بثقل وانا راقدة بجانب العجوز حاولت السيطرة على ارتجافت جسدي كي اهدا من روعي.


احتضني العجوز وابتسم قائلا: لازالتي صغيرة علي ما يحدث لك ولكنه قدرك في النهاية.

دفنت راسي في صدره وانا احاول الهدوء
وقلت بصوت مضطرب: قدري السئ اوقعني في رجل مثلك.

ضحك العجوز وقال ببساطة: من حسن حظك يا ربا انك وجدتني لن تري حياة كذلك الا معي.

دمعت عيناي وبدات بالبكاء وقلت بصوت متقطع: لا اريدها يكفي ان اعيش بعيدا عن والدي وساكون بخير.


ربت العجوز على شعري وهمس بجانب اذني: انت الان بعيد عن والدك ولكنك لست راضية بالحياة الجديد، حاولي تقبلي ربما تراني بوضوح.

مازالت دافنة رأسيّ داخل صدره وبكاءي يواصل وصمت لا قوة لدي للجدال الان.

شعرت بملمس شفتاة علي جبيني
وقال بحنان: نامي الان ولا تفكري بشئ ستعتادي ما يحدث.

اغمضت عيني استجلب النوم حتي غفيت من اثر تعبي.

استيقظت في اليوم التالي ولم اجد العجوز بجاني زفرت براحه وتوجهت للحمام تحممت وارتديت ملابسي.

هبطت للطابق السفلي وجدت العجوز يتوسط طاولة الطعام جلست بالقرب منه.

ابتسم لي وقال: صباح الخير عزيزتي كيف كانت ليلتك برفقتي.

نظرت اليه وقلت بحدة: ليلة سيئة بوجودك.

ضحك بملأ فمه وقال بنبرة جادة: يمكنني تحمل مزاحك ولكن لا تعتادي هذا الامر.

شرعت في تناول الطعام اصابني الحنين لرؤية امي كيف حالها الان؟!.

توقفت عن تناول الطعام لاحظ العجوز تبدل ملامح وجهي للحزن قال بتسال: ما بك يا ربا.

نظرت اليه بحزن وقلت: اشتقت لوالدتي كيف حالها الان من دوني.

ابتسم العجوز وقال بنبرة مطمٔنة: يمكنكي الذهاب اليها اليوم.

ابتسمت ابتسام سعيدة علي وجهي واقتربت من العجوز احتضنته وقلت بنبرة متحمسة: شكرا لك ايها العجوز.

صعدت لغرفتي سريعا ابدل ملابسي كي استعد لزيارة والدتي.

قالت عزيزة بضيق: الا تري وقاحتها في التعامل معك.

نظر العجوز اليها بضيق وقال: لا تدخلي فيما لا يعنيك.

ابتلعت عزيزة اهانتها وشعرت بالسخط من تلك الفتاة التي تستولي علي مكانتها.



طرقت علي الباب والسعادة تجتاحني لرؤية امي فتحت الباب وطلت بوجهها الذي اشتقت اليه شهقت بصدمة وقالت: ربا.

القيت نفسي بين ذراعيها واحتضنتها بقوة فلا اصدق انني اراها الان طبعت الكثير علي القبلات علي وجهي وشدت من احتضاني وقالت بشوق: كيف حالك يا ابنتي؟!.

ابتسمت وانا انظر لوجهها المرهق
وقلت: اصبحت بخير عندما رايتك.


افسحت لي مجال للدخول امرت الخادمة بوضع الاكياس التي احضرتها معي على الطاولة وامرتها بالانصراف وانتظاري في السيارة ريثما انتهي من الزيارة.

جلست علي الاريكة بجانب امي تمسكت بيدي
وقالت بلهفة:تشعرين بالراحة في منزلك الجديد.

هززت راسي برفض وادمعت عيني ولم استطيع النطق احتضنتي امي وقالت بشفقة: الويل لابيك علي ما فعله بك.

مسحت دموعي وقلت: لا باس المهم انني في حال افضل مما كنت هنا اخبريني كيف حالك؟!.

تغيرت ملامح وجهها للحزن وقالت بالم: ابيك يسهر كثيراً في الحانات مع الراقصات ويشرب الخمور تبدل حاله للسوء منذ زواجك.

تالمت لالمها وقلت: لن اتركك ساترجي العجوز كي يحضركي للعيش معي.

نظرت امي باعتراض وقالت: لا تفعلي ذلك اعتدت علي تلك الحياة ولا باس بها.

شعرت بالشفقة علي والدتي التي لم تلقي يوما سعيدا في حياتها.

سمعت صوت فتح الباب وجدت والدي يدلف للداخل بخطوات متترنحة وغير متوازنة،
وضعت كوب الشاي على الطاولة واقتربت منه لاساعده.

نظر لي باستهزاء وهو يلقي بيدي بعيداً
وقال :ما الذي جاء بكي ؟!.

نظرت إليه بقوة وقلت:جءت لرؤية أمي.

جلس على الكرسي ونظر لي وقال بحدة:ما تلك النظرات القوية في عينك هل تبدد الخوف الذي طالما زرعته داخلك؟!.

اقتربت منه ووقفت أمامه ونظرت داخل عينية وقلت بقوة لم أعدها:لطالما أصابني الرعب وأنا أسمع صوتك المقيت يا أبي.


لطمني على وجهي بقوة رغم ثمالته وضعت يدي على خدي وقلت بغضب:لا تفعل شئ سوا ضربي كأنك تنتقم مني على شئ لم ارتكبه.

أمسك معصمي وقربني من وجهه صرخ في وجهي ورذاذ لعابه ملأ وجهي ورائحة النبيذ البشعة اخترقت أنفي

وقال: أمك بدلاً من أن تنجب لي صبيا يعاونني عندما أكون كهلا جلبت لي عار لا أقوي على تحمله وما فعلته بك حماية لي ولك.

أدمعت عيني وقلت بألم : تمنيت اب حنون يعتني بي ويحبني ولكن للاسف الامنيات لا تتحقق.

ترك معصمي وقال بسخط: ارحلي من هنا ولا تعودي مجدداً.


القيت نظرة على أمي التي تبكي بصوت مكتوم وهي تراقب ما يفعله زوجها بابنته بدون رحمه،
فتحت الباب واسرعت في الرحيل كأنني أهرب من شبح يفتك بي.


فتحت لي الخادمة باب السيارة جلست في المقعد الخلفي واجهشت بالبكاء وقلبي يحترق والمي يزداد.

اقتربت زادة من زوجها وقالت بدموع :لماذا تعاملني بتلك الطريقة لطالما أحاول اسعادك بكل الطرق وفي النهاية تلقيت الإهانة وخسرت ابنتي بسببك.


تهجمت ملامح وجهه وقال ببغض:تزوجتك بدون إرادة مني وانجبتي فتاة تشبهك فزداد كرهي لك ولا أطيق وجودك معي.


نظرت إليه بصدمة وقالت بعدم تصديق:لتلك الدرجة تكرهني لما ابقيتني معك في الأساس كان يمكنك تركي منذ زمن.

اخفض رأسه للاسفل وقال بخيبة:وعدت والدتي بعدم تركك والان ادفع ثمن هذا الوعد.


توجهت للغرفة وأغلقت الباب خلفها وجلست على الأرضية تنتحب وهي تشعر بالانهيار والاستسلام.


ظللت حبيست غرفتي لأيام في حزن متواصل لا أدري ما سببه حاول الجميع إخراجي من تلك الحالة حتي العجوز صار يتودد لي ويعاملني بنوع من اللطف في الآونة الأخيرة وأنا لا أفعل شئ سو الشرود والصمت التام أراقب الأيام تمر أمامي
وهي تسحب روحي معها بلا هوادة.


دلفت عزيزة لغرفتي ووضعت صينية الفطور أمامي أسندت ظهري للفراش والتزمت بالصمت
جلست بالقرب مني
وقالت بتودد:ما بك يا ربا منذ عودتك من منزل أبيك والحزن رافقيك.

نظر إليها بشرود وقلت بالامبالاة:الحزن مرحب به في حياتي واعتدت عليه فلا بأس.


ربتت على كتفي وقالت بحنو: السيد مخلص يعاملك بإحسان تلك الأيام ربما رق قلبه لك وتلك اول مره يفعلها مع أحد.

لم أرد على كلماتها تناولت لقيمات بسيطة وتركت الفراش أنظر من النافذة الكبيرة.

أغمضت عيني وشعرت بملمس الماء المالح على وجهي متي سينتهي هذا الكابوس الذي يحوم حولي؟!.


ابتسم السيد مخلص وهو يقترب مني
وقال بنبرة هادئة: لماذا لم تتناولي فطورك؟!.

نظرت إليه وبقايا دمعي ما زال اثرة على خدي تبدلت ملامحه للقلق وقال:لماذا تبكين اصابك شئ؟!.

زاد بكاءي واختنق صوتي بالغصة التي أصابت حلقي احتضني بين ذراعية وربت على ظهري بحنان وقال:ما سبب المك لعلي اخفف عنك.


تحدثت بصوت مختنق وقلت: أريد أمي بجواري أشتاق لها واريدها بقربي دائماً.

ازاحني بعيدا ونظر لوجهي وهو يمسح دموعي باناملة وقال ببسمة:لك ما تشاءين المهم أن أري ابتسامتك دوماً.


توسعت عيني بغير تصديق وقلت :هل ستحضرها من أجلي.

هز رأسه مؤكداً تبدلت ملامح وجهي للفرحة
وقلت:عجوز لطيف.


ضحك على كلامي وهو يضمني بين ذراعية ،سكن اضطرابي وحزني وشعرت بأنني سعيدة لأول مرة أري أحدهم يهتم بي.

اقتحمت عزيزة حجرة العجوز والغضب يعتليها اقتربت منه وهو ممدد على الفراش وقالت بحدة:كيف أحضرت والدت ربا بدون إخباري تتصرف بعواطف تلك الأيام ما الذي تغير منذ قدوم تلك الفتاة؟!.


اعتدل مخلص جالساً ونظر إليها بضيق من أسلوبها
وقال:انا هنا صاحب القرار وانتي مجرد خادمة
لا تتدخلي فيما لا يعنيك.

توسعت عينيها بصدمة وقالت بزهول:ماذا تقول يا مخلص بعد كل تلك السنوات تعاملني بتلك الطريقة المهينة.

استقام واقفا واقترب منها وضع يديه على كتفيها
وقال بنبرة تحذيرية:تلك الطريقة التي تستحقيها حاسبتك انتهت بالنسبة لي ولو ارتكبتي خطأ واحد سالقي بكي في الشارع مثلما احضرتك.


نظرت إليه بغضب وانسحبت من الغرفة تصفع الباب خلفها.


اختبأت زادة حتي لا تراها عزيزة استمعت لكل ما يحدث بينهم بسبب صوت شجارهم العالي
توجهت لغرفتها بهدوء وجلست على فراشها
تنفست بثقل وهي تحاول استجماع شجاعتها والسيطرة على توترها وخوفها.
بدلت ملابسها وتسطحت على الفراش وهي تحاول استجلاب النوم كي تغفو بسلام.


استيقظت على صوت جلبة في الخارج خرجت سريعاً من الغرفة وهي تري الجميع ملتف حول ربا التي تبكي بحرقة شديدة اقتربت منها
وقالت بقلق: لماذا تبكين ما الذي حدث؟!.

نظرت إليها وقلت بصوت مختنق :مات أبي محروقا بالأمس.

توسعت أعين زادة واستندت نفسها على الكرسي عاونتها إحدي الخادمات على الجلوس
وقالت بنبرة هامسة غير مصدقة:مات غنيم.


أدمعت عينيها واسندت وجهها الطاولة تخفي دموعها وصوت بكاءها يتعالي وبجانبها ربا تبكي بحرقة لموت ابيها.


تحولت الفيلا لوصلة من الحزن المستمر وربا حبيست غرفتها مع والدتها التي تظاهرت بالقوة للتخفيف عن ابنتها.


وقفت زادة أمام النافذة الكبيرة وقالت بصوت هادئ :امسحي دموعك فهو لا يستحقها.

أعجبت ربا من حال والدتها التي أصبحت باردة للغاية وغير مكترثة اقتربت منها وقلت بحزن: في النهاية أبي علي كل حال لا اريكي حزينة عليه.


ارتسمت ابتسامة لم أستطيع تفسير معاناها أهي فرحة أم تشفي على وجه امي وقالت:كفايا حزناً أنا الآن أسعد بعد رحيله زالت الغمه ولا وقت للحزن على ما حدث.


ازدادت حيرتي من طريقتها نظرت لي بنفس الابتسامة وغادرت الغرفة.


ازداد سخط زادة على أفعال ابنتها التي تتخذ من الحزن رفيقا لها اقتحمت الغرفة وهي تنادي عليها بحدة وقالت: إلي متي ستظلين حبيسة غرفتك أخرجي للحياة.


استقامت ربا واقفة واقتربت من والدتها ونظرت داخل عينيها بكره وقالت :انتي من قتلني أبي صحيح.


ظهرت ملامح الريبة على وجهها وأنا أشاهد اضطرابها وتعلثمها في الحديث وقالت : بالتأكيد لا ولماذا أفعل ذلك.


أمسكت يدها وأنا اهزها بعنف: لماذا ارتكبتي هذا الجرم ماذا فعل لك كي يموت بتلك الطريقة البشعة.

أبعدت يدي الممكسة بيدها وقالت بحدة : أبيكي لم يترك شئ سيئ ولم يقوم بفعله آذاني كثيرا ويستحق ما حدث له.


أغرقت عيني بالدموع وأنا أحاول تقبل الحقيقة المرة والدتي الحنونة أصبحت قاتله وقتلت أبي ضحكت باستهزاء وقلت :الجحيم يلاحقني اذهبي لا اريد رؤيتك مجدداً.


توسعت أعينها وقالت بدموع وبرجاء:ليس لي سواك ستتركيني.


اقتربت كي تلامسني ابتعدت قليلاً وقلت:أمي ليست قاتلة ارحلي قبل أن اخبر الشرطة عن جريمتك.


أدمعت عينيها والقت نظرة نادمة وغادرت الغرفة أغلقت الباب خلفها وجلست على الأرضية احتضن نفسي لأهداء قليلا.


سمعت صوت صراخ في الخارج تحركت بسرعة لاعرف سبب الصراخ وقفت أعلي درجات السلم لاجد والدتي ملاقاة على الأرض تنزف الدماء من رأسها أثر سقوطها توسعت عيناي وصرخت بصدمة:أمي.



اليوم أتممت عامي الثامن عشر بجسد طفلة تحمل هموما أكبر من عمرها ،توفت أمي عندما اصطدم رأسها بحافة السلم وماتت بعدها بيومين.


قصة حزينة لفتاة مثلي قادها سوء حظها لكي تعيش حياة تعيسة لا تشبهها واليوم أنا وحيدة بلا أحد.

أغلقت مذكراتي وأنا أكتب آخر ما حدث معي اقتحمت عزيزة الغرفة وقالت: السيد مخلص في انتظارك في مكتبة.


وضعت الكتاب جانبا وذهبت معها مكان تواجد العجوز
طرقت باب المكتب سمعت صوته يأمرني بالدخول.

أغلقت الباب خلفي ووقفت أنتظر ماذا يريد؟!.


ابتسم وأشار لي بالجلوس وقال:عيد ميلاد سعيد ربا.

وضع أمامي علبة مخملية بداخلها خاتم من الالماس أبتسمت بلطف وقلت: شكرا لك لماذا أتعبت نفسك.

أبتسم وهو يقترب مني وقال بنبرة حانية:تستحقين كل ما هو أفضل.


البسني الخاتم في يدي وقبلني بين عيناي
وقال :هناك شئ يجذبني نحوك ربما وقعت في حبك.

اخفضت رأسي للاسفل وقلت بخجل:يجب أن اغادر.

انسحبت من الغرفة بهدوء كأنني أهرب من شبحا ما،
تذكرت مقداد وكلماته البراقة التي دائماً يناديني بها.

اقتربت عزيزة مني ولاحظت شرودي
قالت بتسال : لماذا الشرود الان.


ابتسمت وأنا اريها الخاتم التي اهداني أباه العجوز
وقلت ببهجة: انظري جميل جداً.


ربتت على كتفي وقالت ببسمة:يليق بك كثيرا.


صعدت لغرفتي وجلست على فراشي أتأمل الخاتم الالماسي الذي يزين يدي، فتحت درج الكوميدينو وأخرجت قنينة زجاجية صغيرة باللون الأسود ابتسمت بخبث وأنا أتذكر ما أنوي فعله في الأيام القادمة.


خرجت عزيزة من غرفة العجوز تاملت ملامحها الحزينة اقتربت منها وقلت بتسال: تحسنت صحته.


هزت رأسها نافية وقالت بالم: يبدو انها النهاية.

توسعت عيني وقلت بقلق: سيموت.

نظرت لي وقالت بتاكيد: للاسف.


ترقرت الدموع داخل عيني وانا احاول استيعاب ان العجوز سيموت في اي لحظة، توجهت للغرفة واقتربت من الفراش ومازال اثر دمعي علي خدي جلست علي الكرسي ووضعت كفي علي كفية
وقلت بحزن: لماذا الجميع يغادر ويتركني؟!.


فتح عينية وهمس بصوت مبحبوح: ربا.

وجهتي نظري نحوه وقلت بلهفة: نعم.


حاول الحديث فخرج صوته ضعيف وقال: ساموت اقتربت ساعتي.

هززت راسي وقلت باعتراض: لا ستعيش.


حرك كفه ليلامس وجهي وقال بهمس: الحياة امامك عيشها كما تشاءين مازالتي صغيرة كي تستمعي بها.

قلت بصوت مختنق: الحياة بدونك ستكون جحيما لا يطاق.

قال بصوت متحشرج ضعيف: انتي الوحيدة التي سكنت قلبي وصيتي لك ان تعيشي حياتك وتستمعي بها كيفماء شاتي اتفقا.


هززت راسي بالم وقلت برفض: لا سنعيشها معا.


ابتسم ابتسامة باهته وسقطت يديه التي تلامس وجهي وهدات حركته تماما، توسعت عيني بصدمة وانا احاول استيعاب ما حدث العجوز مات.


صرخت بقوة وانا اهزه بعنف كي يفيق اقتربت عزيزة وحاولت ابعادي والعمال حولنا يحاولون التاكد من وفاته خارت قواي واغمي عليا بين يد عزيزة.


استيقظت من اغماءي وتاملت الغرفة البيضاء حولي يبدو انني في المستشفى اعتدلت جالسة وانا انظر للمكان والاجهزة الموصلة بجسدي ويدي.

دلفت الممرضة للداخل وتفاجات من استيقاظي
توسعت عينيها وقالت بتفاجا: أخيراً استيقظتي ساخبر الطبيب حالا.


غابت وعادت ومعها شاب وسيم يرتدي المعطف الابيض اقترب مني وهو يقيس مؤشراتي الحيوية
وقال ببسمة هادئة: حمد لله على سلامتك ظننا انكي لم تفيقي من غيبوبتك.


توسعت عيني باندهاش وقلت بتسال: اي غيبوبة ما الذي حدث لي لا اتذكر شئ.


ابتسم الطبيب وحاول طمانتي وقال: اصبتي بحادث سير وانتي تقودين سياراتك، حالتك وقتها كانت صعبة للغاية ودخلتي في غيبوبة.


ظهرت بوادر الصدمة علي وجهي وقلت بشك: منذ متي وانا هنا؟!.


قال الطبيب بتوضيح: منذ شهرين.


حاولت استيعاب تلك الاخبار المتتالية فانا لا اتذكر اي شيء مما حدث لي وقلت بشك: هناك من سال عني؟!.

هز الطبيب رأسه مؤكدا وقال: نعم هناك شاب ياتي كل يوم لرؤيتك.

قلت بلهفة: ما اسمه.


قطع لحظتنا دلوف شاب للغرفة نظرت اليه وقلت باندهاش وعيني لا تصدق انني اراه امامي بعد كل هذا وقلت: مقداد.


اقترب مني بلهفة وهو لا يصدق وجودي امامه
وقال بنبرة باسمة: حمد لله على سلامتك.

مازالت انظر اليه بتلهف غير مصدقة انني اراه امامي بعد كل تلك السنوات من الفراق جلس بجانبي وقال ببسمة: هل لي بفرصة اخري؟!.


اغرقت عيني بالدموع وقلت بشك: تقبل بي بعد كل ما حدث وما ارتكبته.

هز رأسه مؤكدا وقال بحب: قلبي لا ينبض الا لك وماذا عساي افعل سوا ان تكوني بجواري.

حاولت التوقف عن البكاء ولكن دموعي اللعينة لا تتطاوعني ابتسم وهو ينظر داخل عيني وقال بشوق: دعينا ننسي ما مضي ونبدا من جديد.


مد يديه نحوي ابتسمت وانا امسح اثر ودموعي
وقلت: ستكون النهاية جميلة صحيح.


هز رأسه مؤكدا وهو يبتسم لي بسعادة ارتميت بين ذراعية في لقاء حميمي اشتقت اليه منذ زمن وهنا تنتهي قصتنا.

«18/9/2028»

«تمت»



♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

مع تحيات/منه هجرس.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.