mnhalsid

شارك على مواقع التواصل

|ماذا بعد؟|



توجهت للغرفة بضيق من تلك البلهاء التي لازالت نائمه الي الان، ازاحت الغطاء عنها
وهتفت بصوت عالي: قومي المغرب هيادن دلوقتي.

تاففت النائمة وتململت في الفراش
وقالت بنعاس: عاوزه اي يا زفته علي الصبح.

هتفت سيلا باستهزاء: الصبح اي الساعه داخله علي سته بليل اصحي الحقي صلي العصر عشان المغرب علي وشك.


اعتدلت وسندت ظهرها للسرير
وقالت: ماشي.


تحركت للحمام تغسل وجهها، قابلتها امها بوجه ممتعض، نفس الحال كما يحدث كل يوم بسبب استيقاظها متاخراً.

مصمصت شفتيها وقالت: مساء الفل يا سمو الاميرة كنتي كملي نوم.


حاولت شيرين التحلي بالهدوء وقالت: مساء الفل يا ماما جهزي الاكل علي ما اخد دش.


هتفت دعاء بغيظ: الخدامة الي جبهالك ابوكي يا روح امك مش فالحة غير في النوم والاكل.


تحركت للحمام تحاول ابتلاع كلام امها التي اعتادت عليه.


توجهت سيلا للمطبخ تجهز العشاء حان وقت عودة والدها من قهوة الحاج رمضان الذي يجلس عليها كل يوم.


خرجت من الحمام تلف المنشفة حول راسها، سمعت اذان المغرب، تحركت سريعا ترتدي الاسدال وتسرع في صلاة العصر وتتبعها بصلاة المغرب.


رصت سيلا الاطباق علي الطاولة، سمعت صوت فتح الباب، ابتسمت لوالدها الذي القي السلام.


ردت السلام وقالت: اغسل ايدك وتعال كل يا حج.


تجمعت العائلة حول مائدة العشاء،
هتفت سيلا بتردد: بابا عاوزة اطلب منك طلب صغير.


نظر اليها الاب وهو يبتلع طعامة بهدوء
وقال: قولي يا حبيبتي.

ابتسمت بتوتر وقالت: في زيارة عملاها الكلية للمتحف المصري الجديد وحابه اشترك فيها.

هتف الاب بتسال: الاشتراك بكام.

هتفت بتردد: 500 جنية.

ابتسم الاب وقال: ان شاء الله هقبض بكرا وادهملك.


ابتسمت بسعادة وقالت: تسلملي يا بابا منحرمش منك ابداً.


شعرت شيرين بالغيظ وقالت: ابوكي مش بيرفضك طلب قلتله عاوزة لاب توب معبرنيش.


هتفت سيلا بحنق: عارفة تمن الاب بكام وبعدين انتي عاوزه عشان تسمعي عليه الانمي بتاعك يبقي لا.

هتفت شيرين بضيق: انتي مالك انتي يا بتاعت اداب علم نفس.


شعرت سيلا بالاستهزاء في كلامها وقالت: مالها اداب يا بتاعت اقتصاد منزلي داخلها 52 في المية.

حاول الاب فك الاشتباك يعلم ما ستترتب عليه تلك الجلسة وقال: ممكن نحترم الاكل ونسكت.


ابتلعت كل واحدة كلامها داخل فمها وتناولوا الطعام بصمت.


انهت شيرين طعامها وتوجهت للمطبخ تعد القهوة
تستعد للسهرة الخاصة بها.


شعرت سيلا بالضيق وقال بغيظ: شفت يا بابا عمايلها مش بتساعد في شغل البيت وانا ماما شايلين كل حاجه.


هتف الاب بحنو: معلش يا حبيبتي استحملي مهما كان اختك.


تاففت وقالت: ربنا علي الظالم.




فتحت الباب وجدت اختها جالسة علي الفراش محدقة بشاشة هاتفها،
ابتسمت وقالت: هسمع فيلم كرتون تعالي اسمعيه معايا.


هتفت شيرين برفض ومازالت محدقة في الشاشة:

مش فاضية قدامي اخر حلقتين عاوزة اخلصهم.

حاولت سيلا استعطافتها وقالت: عشان خاطري جهزت الفشار وهنسمع سوا.


رفعت وجهها اليها وقالت: فيلم كرتون عن اي.

هتفت بترقب: تيمون وبمبا.

هتفت باندهاش: سمعتي الفيلم 100 مرة اي الحلو فيه.


هتفت بحنق من اسلوبها: بحبه يستي تعالي اسمعي وانتي ساكتة.

هتفت باقتراح: سبيك منه وهاتي الفشار وتعالي اسمعي معايا المسلسل هيعجبك قوي.

هتفت برفض قاطع: مستحيل اسمع البتاع بتاعك دا انا ناقة دماغي تتلحس زيك.

هتفت شيرين بعصبية: غوري من وشي احسنلك.


صفعتها بالوسادة علي وجهها
هتفت سيلا بحنق: خليكي كدا لحد ما تتهبلي.



القت الوسادة في وجهها كما فعلت وتحركت للصالة توسطت الاريكة، التقطت طبق الفشار بين يديها تتذوق حبه تلو الأخرى وهي تستمع للكرتون المحبب لقلبها تيمون وبمبة.


انهت شيرين المسلسل وشعرت بالملل فتحت تطبيق واتباد تختار رواية بطريقة عشوائية تضيع الوقت وتعيش مع قصة جديدة، شعرت بالملل من عدم شعورها بالانجذاب نحو تلك الروايات، وضعت الهاتف علي الشاحن وتوجهت للصالة تجلس بجانب اختها.

التقطت طبق الفشار من يدها وقالت باعجاب: طعمة حلو حطيتي عليه توابل فشار.

هتفت وعينيها مصوبة علي الشاشه: جبنة متبلة التزمي الصمت.


تاففت اختها ولكنها تابعت الفيلم بحماس بين الحين والاخر تلتقط حبات الفشار تلتهمها.


هتفت سيلا بطلب: قومي اعمللنا دور شاي علي ما الاعلانات تخلص.

هتفت شيرين بتافف: ما تقوني انتي انا مش هشرب.


دفعتها بخفه وقالت برجاء: عشان خاطري يا رب تتجوزي لو عملتي الشاي.


هتفت شيرين بعدم رضا: ماشي لما نشوف اخرتها يا استغلالية.


ارسلت اليها قبله في الهواء وقالت: حبيبه قلبي اابت.


نظرت اليها بامتعاض وقالت: طوال عمرك بيئة وربنا.

ضحكت سيلا وقالت: من بعض ما عندكم يا اخت.

التقطت هاتفها تتصفح الفيس بوك الخاص بها تري اخر التعليقات علي منشوراتها.


شعرت بالضيق من الشاب الذي يعلق بطريقة ساخرة علي منشورها.


تاففت بضيق وتحركت اصابعها نحو الكيبورد ترد بطريقة مهزبة وفي نفس الوقت تشتمه فيها.


وضعت شيرين اكواب الشاي علي الطاولة
وقالت: مالك بتنفخي ليه.

هتفت شيرين بضيق: انسان مستفز بيعلق علي البوست بتاعي بطريقة مش لطيفة.

هتفت بتسال: اي بوست.

هتفت بضيق: الي بتكلم فيه عن الطلاق وان البنت بتتظلم فيه.


هتفت شيرين بامتعاض: انتي واحدة فاضية واكيد الي رد فاضي زيك بلاش كلام فراغ.


شعرت بالاهانة وقالت: فاضية ازاي بناقش مشكلة مهمة ان الست عشان تتطلب الطلاق بقا الموضوع صعب وفي الاخر مبتاخدش حاجه من طليقها غير الاهانة.


هافت بتسأل: مهتمة بالموضوع ليه للدرجادي.


هتفت بعصبية: عشان في بنت زميلتي اتعرضت لنفس المشكلة وفي نفس الوقت لاقيت الموضوع منتشر فحبيت اعرض المشكلة واشوف رد الناس.


هتفت شيرين بجدية: خليكي في حالك يا حب واشربي الشاي عشان تروقي دمك.


وجهت نظرها للشاشة تتابع الفيلم وترتشف من الشاي الدافئ الذي يشعرها بالحنان والدفيء في ان واحد.


هتفت شيرين بينها وبين نفسها بقلة حيلة: عايشة مع ناس مجانين وربنا.




صوت القران يصدح من الهاتف، وقفت امام المراة تعدل هيئتها وتتاكد من اكتمالها. حملت الملف الكبير وحقيبة اليد الصغيرة وغادرت الغرفة.


ابتسمت والدتها وهتفت بحنان: السندوتشات يا حبيبتي.


طبعت قبله امتنان علي يد والدتها وهتفت بحب: تسلميلي يا ست الكل هتعوزي حاجه مني.

هتفت والدتها بحنان: هعوز سلامتك يا عيوني.


ودعت والدتها وانطلقت للجامعة الخاص بها، وضعت سماعات الاذن صوت القران بصوت قاراءها المفضل مشاري راشد،ركبت الاتوبيس المتوجهه للجامعة.


تاملت الطريق من نافذة الشباك، شعور السكينة يحتلها من الداخل وخشوع القارئ في تلاوته، تساقطت الدموع من عينيها تاثراً، تعلقها بالله والاخرة يزداد كلما استمعت للقران.


احست بتغير رهيب بعد قرار توقفها عن سماع الاغاني منذ سنه تقريبا. لا تصدق انها تخلصت من الاغاني الذي اصابت اذنها بتلوث سمعي، كانت تحب الاغاني بطريقة جنونية والمفضل عندها الراب والروك الاجنبي والفرق الكورية الذي طالما عشقتها اكتر من اي شئ.


'
قرار التخلي لم يكن سهلا لكنها جاهدت نفسها قدر استطاعتها حتي انتصرت علي شيطانها.'



لم تتوفف عن الاغاني فقط، بل تبعتها تغيرات ايجابية اثرت علي نمط حياتها الجديده.


قرار ارتداء الخمار والزي الشرعي كلما أرادت ان تاخذ الخطوة وجدت الف عذر يقف امامها لكنها تحدت نفسها توفيق الله واعانته لها كان السبب الاكبر في هذا التغير.


مسحت دموعها بطرف اناملها واستقامت تغادر الاتوبيس، ابتسمت عندما شاهدت اليافتة الكبيرة بعنون جامعة حلوان.


تتميز بابتسامتها الهادئة التي لا تفارق وجهها، تقابل الجميع بابتسامتها التي لطالما عبر الجميع عن شعورهم بالراحة بمجرد ان تنظر اليهم.


تنفست الصعداء استعداد لصعود السلم للطابق الخامس حيث مكان القاعة الخاصة بها.

هتفت بدعاء: يا رب.


وقفت عند نهاية السلم تلتقط انفاسها وقالت بتعب: سن العشرين سن الشباب والحيوية الي زي محتاج دار مسنين تلموا.


زفرت براحة وقالت: أخيراً وصلت هانت كلها شهرين واتخرج يا كليه معفنة.



دلفت للقاعة جلست علي مدرجها المعتاد ابتسمت للزملاء، فتحت الكتاب الخاص بها تراجع عدة اشياء، دقايق ودلف الدكتور، انتبه الطلاب صبت تركزيها علي تدوين ما يكتبة الدكتور بين الحين والاخر تساله عن شئ لا تفهمة.


سيلا الفتاة المعروفة بتفوقها وحصولها علي المركز الاول طيلت سنوات الدراسة محط لاعجاب الكثير وفي نفس الوقت محط حقد من الزملاء.


تعرضت للمضيقات الكثيرة من الفتيان الذين حاولوا التحدث او الوقع في شباكهم لكنها دائماً حريصة الا ترتكب تلك الحمقات.


طالما ظنت ان الوقوع في الحب في ذلك السن الصغير يعد من الهراء فكيف لشاب او شابه في سن النضج وتكوين الوعي يقعون في الحب في تلك المرحلة العمرية الصغيرة.


تربت علي كتب الدكتور مصطفي محمود والفكر البناء التي امنت بها واتخذ منه منهج حياة، تنظر للحب علي انه اهدار للمشاعر لا اكثر ومضيعة للوقت، تري ان استغلال الوقت في التعلم وتربية النفس وتعلم الدين افضل بكثير من تلك العبثيات.


تنفست الصعداء بعد محاضرة استمرت ساعتين شعرت بتركيزها يتلاشي من حين لاخر، غادرة القاعة وتوجهت للكافتيريا تتطلب قهوتها المعتادة بدون سكر، ابتسمت للعامل وشكرته بلطف وتوجهت للشجرة المعتادة الجلوس عليها ككل يوم، اخرجت السندوتشات وبدات بالتهامها بهدوء.


أحتضنت كوب القهوة بين يديها، سخونته، رائحة القهوة تتغلغل دخل أنفها،
شعور رائع كم تحب القهوة بل تعشقها بجنون؟!.


اخذت رشفة شعور بالامان والحب يغزوها تبدو مبالغة.


القهوة ليست كأي شئ، القهوة بديل الحب، الٔاشخاص، كل ما هو جميل ليس كجمال القهوة، تدفقت تلك العبارة من عقلها.


جلست بجانبها صديقتها المشاغبة
ابتسمت علا وقالت: صباح الفل.

هتفت سيلا ببسمة: صباح العسل عاملة اي.

ابتسمت وقالت: فل فل بستعد للخطوبة.


ظهرت معالم المفاجأة علي وجهها
وقالت: هتتخطبي مبارك ياعم.


ابتسمت علا وقالت: اعملي حسابك خطوبتي يوم الجمعة هعملها في النادي الي جمبنا.

هتفت سيلا ببسمة: ربنا يتمملك علي خير شرعية ولا اي.


هتفت علا بحزن: اهلي مش راضيين هنعملها وامرنا لله.


ابتسمت وهتفت باعتذار: ربنا يتمملك علي خير ويفرحك يا حبيبتي للاسف مش بحضر خطوبات مختلطة.

هتفت علا بتفهم: مفيش مشكلة المهم عملتي اي في مشروع دكتور فاتن.


هتفت سيلا بجهل: لسه معملتش حاجه هسال الدكتور علي شوية حاجات قبل ما ابدا البحث.


استقامت هلا وقالت: ربنا يوفقك يا حبيبتي عن اذنك.


ابتسمت وقالت: اتفضلي.


سحبت قدر كبير من الهواء داخل رئتيها،
اخرجتهم علي دفعات ببطئ شعرت بالاسترخاء والراحة، تقدمت من فرد الامن الذي يحرس الباب، اخرجت الكارنيه الخاص بها التقطه العامل، القي نظرة سريعة، افسح مجال للدخول ابتسمت ودلفت للداخل.


المستشفى كبيرة للغاية بحثت بعينيها عن المكان الذي تريدة، تقدمت للداخل وابتسمت للممرضة التي تجلس على الكونتير وقالت: انا طالبة اداب وشغالة على بحث للكلية ممكن اقابل اي دكتور هنا.


هتفت الممرضة بعملية: اطلعي الدور التاني دكتور هاشم فوق.


شكرتها بلطف استقلت المصعد للطابق الثاني، توقف المصعد تحركت وقرات اليافتة المتوسطة الحجم
«عمبر رجال»


سالت احد المارة عن مكتب دكتور هاشم، دلها علي المكتب، وقفت بتردد طرقت الباب وسمعت اذن الطبيب، فتحت الباب وابتسمت بلطف
وقالت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابتسم الطبيب الخميسني وقال: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هتفت بطلب: ممكن اخد من وقت حضرتك.

هتفت بتفهم: اتفضلي.


تركت الباب مفتوح وجلست علي الكرسي وهتفت بجدية: انا سيلا طالبة في كلية اداب علم نفس عندي موضوع بحثي هقدمه مشروع تخرج فكنت طالبة مساعدة حضرتك اتعامل مع الحالات هنا مباشر.


ابتسم الطبيب بتفهم وقال: مفيش مشكله ممكن اعرف موضوع البحث عن اي.


هتفت بجدية: مرض الاكتئاب والذهان.


هتف بفضول: اشمعنا اخترتي موضوع البحث عن الاكتئاب.


هتفت بتوضيح: الموضوع شدني ولاحظت من فترة ان اي حد مضايق يردد انا مكتءب فحبيت اوصل للسبب.


هتفت الطبيب باعجاب: ما شاء الله باين عليكي طالبة مجتهدة عموما انا حاليا هتشتغل مع حالة مريضة ذهان تبعيني وانا شغال معاها.


هتفت بتفهم: شكرا لحضرتك هتعبك معايا.


هتفت بهدوء: مفيش مشكلة.


دلف شاب في مقتبل الثلاثين من عمرة، تاملت مظهرة مشيته الغير متزنة، حركة يدة المرتعشة وعينية الجاحظة بشكل غريب، ابتلعت رقيها برعب
حاولت السيطرة على نفسها وعدم البكاء.


جلس الشاب على الكرسي امام الطبيب
فتح الطبيب الملف الخاص به، القي نظرة خاطفة
وقال ببسمة: عامل اي يا عمر.


نظر اليه نظرة خاوية ولم يرد، حاول الطبيب لفت انتباهه وقال بتسال: ممكن اعرف ليه رافض تاكل.


القي نظرة مخيفة حوله ووقع نظرة علي سيلا التي نظرة اليها بشك وقال بصوت هامس بالقرب من الطببب: هيحطولي السم في الاكل.


حاول الطبيب مجاراته في الحديث
وقال بتسال: مين دول.


هتف عمر برعب: الناس الوحشة عاوزين يقتلوني عشان مفضحمش واسجنهم علي جريمهم عشان كدا قررت مكلش عشان ممتش.

هتف الطبيب بعقلانية: الاكل مفيهوش حاجه كل عشان تتحسن لو فضلت كدا هتموت وهيخلصوا منك.

هتف برفض قاطع: لا.

نظر لسيلا وقال: البنت دي جسوسة خاف منها بتنقل اخباري ليهم.


هتف الطبيب بجدية: هاخد بالي منها روح العمبر بتاعك ولو احتجتك هناديك.


استقام عمر واقترب ببطء من سيلا وقال بصوت هامس مخيف: انا عارف انك منهم متخافيش قريب هقتلك واقتلهم.


تسارعت دقات قلبها من مظهرة المثير للرعب، تحرك للخارج وسيلا تحاول تمالك نفسها كي لا تصاب بهستيرىا البكاء.


هتف الطبيب بجدية: مريض ذهان حالته بتسوء يوم عن يوم.


هتف سيلا بتسال: اسباب المرض.



هتف الطبيب بشرح: عمر شاب طموح وكويس لكن حصلتله تغير في كيمياء المج الهرمونات حصل فيها لخبطة الدوبامين والسرتونين والنوادرينالين، غير في عامل وراثي واستعداد من المريض نتيجة صدمه وفاة والدة كل دول اجتمعوا وسببوا المرض.

هتفت بتسال: بقاله اي دا هنا.


هتف بتذكر: سنه ونص لكن حالته بتسوء رافض ياكل عشان عنده صوت في دماغة بيقله ان الاكل محطوط فيه سم، بيشوف ناس وبيسمع اصوات مش موجودة حالته صعبة مع رفضة للعلاج بنضطر ندهوله عشان ممكن يقتل حد.


هتفت برعب: شوفت بيبصلي ازاي ونبرت صوته انا خفت.


ضحك الطبيب وقال: لسه شفتي حاجه لسه يومك طويل.


هتفت بقلق: ربنا يسترها.


ابتسم ابيها عند رؤيتها
اقترب منها ووضع يديه علي كتفيها بحنان
وقال: عاملة اي يا ست سيلا.



ابتسمت بحب وقالت: الحمد لله بخير يا بابا.

ناولها والدها مبلغا من المال
وقال ببسمة: الفلوس الي طلبتيها للرحلة.


ابتسمت بامتنان وقالت: ربنا يباركلي فيك يا رب دول زيادة عن المبلغ الي طلبته.

ربت علي شعرها وقال بحنو: عشان لو عجبتك حاجه تشتريها.


ادمعت عينيها من حنان والدها الغير متناهي
وقالت: ربنا ما يحرمنيش منك ابدا يا احلا بابا في الدنيا.


احتضنت والدها بحب وشعر بالرضا.


نادت دعاء عليهم لتناول العشاء تجمعوا حول الطاولة

هتفت دعاء بعدم رضا: أخيراً سمو الاميرة صحيت.

جلست شيرين علي الكرسي وقالت بضيق: الله يسترك كفاية تريقة كل يوم بصحي علي نفس الموشح.


هتفت دعاء بخيبة: اعمل اي من غلبي فيكي لو شاطرة تساعديني في شغل البيت.

تصنعت شيرين اللامبالاة وقالت: البركة فيكي انتي الخير والبركة.


هتفت دعاء بغيظ: ثبتيني بكلمتين حلوين مش هيخيل عليا البقوين دول.


هتفت شيرين بحزن: ادخل يا بابا.

هتفت دعاء باعتراض: ابوكي هيقول اي.


حاول حسن فك الشباك بينهم وقالت بحنان: جرا اي يا دعاء سيبي شيرين براحتها، طوال ما انتي في بيت ابوكي براحتك علي الاخر.


هتفت دعاء بغيظ: دلعك الي مبوظها يعني لو وافقت علي العرسان الي بيتقدمولها مش كان زمانا مرتاحين منها دلوقتي.


شعرت شيرين بالاهانة وقالت: قصدك اي عاوزة تخلصي مني للدرجادي تقيلة علي قلبك.


ترقرت الدموع داخل عينيها وانسحبت تنزوي داخل غرفتها، نظر حسن لزوجته نظره نارية
وقال بحدة: عجبك كلامك جرحتيها دلوقتي.


توجه لغرفة ابنته، طرق الباب بهدوء سمع صوت بكاءها فتح الباب وقال: ممكن ادخل.


جلس بجانبها علي الفراش وقال باعتذار: متزعليش من امك اصلها غشيمة حبتين ونفسها تفرح بيكي.


هتفت شيرين بصوت متقطع من البكاء: كلامها وجعني قوي، انت عارف سبب رفضي للجواز.


ربت ابيها علي كتفيها وقال بحنو: عارف يا حبيبتي وزعلان عليكي.


هتفت باصرار: ارجوك يا بابا سبني لوحدي مش عاوزة اكلم حد.


ربت علي شعرها وقال: حاضر بس متزعليش نفسك.


غادر والدها الغرفة نظر لزوجته
وقال بغلظة: عاجبك كدا.


هتفت بصوت عالي: عشان تفوق لنفسها وتعرف الي بتحبه مش حاسس بيها اصلا.


سمعت شيرين كلام امها فزداد نحيبها ووجع
في قلبها عند فتح تلك السيرة مجدداً.



تفاجات شيرين من اختها التي تمسكها من ياقة بيجامتها، وقع بصرها على نظراتها الغاضبة
وقالت: في اي يا سيلا.


هتفت سيلا بحدة: دنا هطلع عين امك.


سحبت يدها الممسكة بيدها وقالت بهدوء: اهدي وفهميني عملت اي.


هتفت سيلا بضيق: اي الروايات الي انتي بعتهالي دي.


ضمت جبهتها علامة 111 وقالت باستغراب: روايات اي يا هبلة انتي عاملة دي كله عشان الروايات الي بعتهالك تقرايها.


نظرت اليها بحدة وقالت: ايوا.

ضحكت شيرين وقالت: مالها الروايات بقا.


هتفت سيلا بضيق: بطلي ضحك وفهميني اي الروايات المختلة عقلياً زيك دي بقلك ابعتي رواية استفيد بيها مش كلها ابطال ساديين ومجانين زيك.


هتفت شيرين بتسال: انهي واحدة فيهم.


هتفت سيلا بتافف: احببت مغتصبي، تزوجني غصب عني، دي روايات دي.


ضحكت شيرين وقالت: لو شفتي كمية المشاهدات هتعرفي انها حلوة قوي.


رفعت شفتيها اليسري باعتراض وقالت: اي حاجه اعلي نسبة مشاهدة تبقي حلوة انتي عبيطة يا بت.

هتفت شيرين بضيق: نتغاضي على الشتيمة وقوليلي اي الوحش فيهم.


هتفت باعتراض: رواية احببت مغتصبي دي واحد اغتصب واحدة وبعدين تحبه دي مفروض تبقي بتتعالج نفسيا وعندها تروما و يتجوزها غصب عنها، محدش عرفك ان الجواز الغصب يبقي باطل يعنيا ولا اي والبطل قاسي وسادي وبيضربها حبته ازاي الي لو كانت متخلفة زيك.



حاولت شيرين اقناعها وقالت: سيبك من كل دا استمتعتي بيها صح.



امسكتها سيلا من ضفيرتها وقالت: استمتع اي دي تافهه والبنات بيضحك عليها بالكلمتين دول، فوقي واقراي حاجه مفيدة احسنلك وتنفعك.


هتفت شيرين بضيق: ملكيش دعوة اقرا الي انا عاوزة وبعدين مش بقلك اقراي اي ومتقرايش اي.


هتفت سيلا معاتبة: انا بنصحك يا شيري الرواية كلها مشاهد اباحية ووحشة قوي عشان متشليش ذنب اقراي بس حاجه متاخديش عليها ذنب يا حبيبتي.



شعرت شيرين بخطاها وقالت: انا اسفه يا سيلا هحاول مقراش حاجات زي كدا بس موعدكيش.


ضحكت شيرين وتبعها سيلا التي
هتفت بمزاح: جبانة.


ابتسم ابيهم من خلف الباب عندما مر وسمع ضحكاتهم ، يشعر بالسعادة لوجود هؤلاء الفتاتين بجانبه ويحب لقب ابو البنات كناية لبناته الاثنين.


تفاجات دعاء من البسمة التي تزين وجهه زوجها
وقالت باستغراب: مالك بتضحك علي اي.


ابتسم حسن وقال: مبسوط من البنات تعرفي هما اغلي حاجه طلعت بيهم بالدنيا.


هتفت ببسمة: معاك حق بس عاوزين نفرح بيهم ونجوزهم.


امتعض الاب وقال: انا لو عليا مش عاوزهم يسيبوا البيت دول لو مشيوا هنبقي لوحدنا.


ربتت علي كتفية وقالت: سنه الحياة يا حج نعمل اي المهم نشوفهم مبسوطين.


هتف بدعاء: ربنا يسعدكم يا بناتي.



دلفت سيلا من باب الشقة وسمعت صوت شجار بالداخل، نظرت للعائلة المتجمعة في الصالة والاصوات العالية، شيرين وملامح الغضب مرتسمة علي وجهها.


صاحت بهم وقالت بتسأل: بس صوتكم عالي ليه.


التفت امها اليها وقالت: شوفي اختك رافضة العريس الي متقدم ليها.


هتفت شيرين بدفاع: عاوزين يجوزوني الاسطا عليوة بقا دي اخرتها اتجوز مكيانيكي يا سيلا.


نظرت اليها سيلا باندهاش وقالت ببساطة: عليوة حته واحدة مبروك يا شيري.


نفخت اختها بضيق وقالت: انتي كمان عليا مش هتجوزة لو اخر يوم في عمري.


دلفت لغرفتها وصفعت الباب بقوة واصطدح صوت اهتز الجميع منه.


نظرت سيلا لوالدها وقالت: عليوة طلبها منك.


استقام الاب وقال: الحج رمضان طلبها لعيلوة عقليها الواد محترم وكويس واهل الحته كلهم بيشكروا فيه.


هتفت بتأكيد: معاك حق يا بابا وانا اشهدله كمان هتكلم معاها واقنعها.



دلفت لغرفة اختها وجدتها تجلس على فراشها والدموع تتدفق من عينيها، جلست بجانبها
وقالت بتسال: ممكن اعرف رفضتي عليوة ليه.


مسحت دموعها وقالت بتبرير: محدش فاهمني مبحبوش افهموا بقا.


اغمضت سيلا عينيها تحاول التحكم في غضبها وقالت: ما انتي هتعرفيه وتحبية الصراحة عليوة كويس وشاب محترم.


هتفت شيرين باعتراض: كريم يا سيلا وحبي ليه.


ربتت علي كتفها بحنان وهتفت باقناع: متوهميش نفسك بحبك لكريم، كريم عمره ما حبك وشايفك بنت خالته وبس واديه مشي وحل عننا متفكريش كتير صلي استخارة وان شاء الله خير.


هتفت بهدوء: حاضر.



خرجت سيلا من الغرفة وجدت والدها ينتظرها في الخارج استقام بمجرد رؤيتها وقال: عملتي اي.

هتفت بهدوء: اقنعتها وربنا يستر.

هتف بدعاء: خير ان شاء الله.



وقفت ثلاثتهم في المبطخ والتوتر حليف شيرين التي ستقابل العريس الذي اتي لخطبتها، القت امها التعليمات عليها بصرامة فزداد توترها ابتسمت سيلا
وقالت: بالسلامة يا بطلة انتي قدها.

زفرت شيرين بتافف وقالت: ماشي ليكي يوم.

تحركت بتوتر للصالة والاكواب تهتز من يدها، تسارعت دقات قلبها واخفضت راسها للاسفل باستحياء ابتسم ابيها عند رؤيتها ظهرت بوادر التوتر علي عليوة وتسارعت دقات قلبه، وضعت الاكواب علي الطاولة وناولت ابيها وجلست بجانبه.
هتف ابيها بمزاح: قدمي لعريسك العصير يا شيرين.

نظرت لابيها بنظرات استنجاد شجعها بنظراته حملت الكاس وناولته للعريس ولكن بحركة سريعة انسكب الكوب علي قميصة الابيض، استقام عليوة سريعا وشيرين الذي احمر خدها وترقرت الدموع داخل عينيها وقالت: انا اسفة مقصدتش.


تحركت ركضا لغرفتها واغلقت الباب بالمفتاح، هتف ابيها بسرعة: اقلع القميص بتاعك نغسلة واجبلك واحد من عندي.


هتف عليوة باعتراض: مفيش مشكلة يا عمي.


هتف حسن برفض: مينفعش اقلعه وانا هجبلك قميص من عندي ومتزعلش حصل بالغلط.

ابتسم عليوة وقال: عادي يا عمي.

خلع قميصة واعطاه لحسن ناوله لسيلا
وقال: اغسلية علي ما جبله واحد من الدولاب.

هتفت دعاء بضيق: بنتي الخايبة دلقت العصير علي الراجل يقول علينا اي دلوقتي.


هتف حسن بتذمر: مش وقته جهزي عصير تاني وانا هقدمه.


احضر قميص واعطاه لعليوة وقال: اتفضل يا ابني.


ابتسم عليوة وقال: تسلم يا عمي تعبتك معايا.


هتف حسن بيسمة: تعبك راحه يا ابني عمك رمضان كلمني وانا اتبسطت واخدت راي الجماعه هنا وربنا يقدم الي فيه الخير.


هتف عليوة بلطف: عشمي فيك يا عمي وبنتك ونعمه البنات.


ابتسم حسن وقال: تسلم يا ابني شويه وهتيجي انت عارف البنات بيتكسفوا.


هتف بتفهم: حقها يا عمي.


دلفت شيرين وجلست بجانب والدها تجنبت النظر للعريس من الموقف المحرج التي وقعت فيه للتو.


استقام ابيها وتركهم بمفردهم ابتسم عليوة وحمحم بهدوء وقال: ازيك يا انسه شيرين.


هتفت بتوتر ظهر علي صوتها: الحمد لله.


حاول التغلب علي التوتر الذي يحوم حولهم
وقال: انتي اكيد عارفني.


هزت رأسها مؤكده ابتسم وقال: حابه تعرفي اي عني حابب اسمع حضرتك.


رفعت وجهها نحوه ونظرت اليه ابتسمت بتوتر
وقالت: مش عارفه اقول اي.


ابتسم علي كلامتها وقال: انا هنا عشان نسمع بعض ونتفق.


هتفت بتأكيد: ايوا بس انا عمري ما قعدت مع راجل قبل كدا غير بابا.


هتف بهدوء: دي حاجه جميلة قوي عموما هحكيلك عني ولو في حاجه مش واضحة اوضحها.


دار الحوار بينهم لمدة ساعه كاملة زال التوتر تدريجياً ودار بينهم نقاش طويل اثمر بشكل كبيرة علي قبول من الطرفين.


حمحم عليوة واستقام مودعا عمه حسن علي امل انتظار الرد بالموافقة.


تاملت سيلا اختها السارحة في عالم اخر وقالت بسخرية: انتي لحقتي تسرحي يدوب قعد معاكي ساعه خطف عقلك فيها.

هتفت شيرين بضيق: مش هخلص من تريقتك بقا ملكيش دعوه يا حشرية.

هتف ابيها بتسأل: اي يا بنتي موافقة.

هتفت بخجل: الي تشوفه يا بابا.

هتف ابيها بتردد: يعني موافقة.


اخفضت رأسها للاسفل بخجل، هتفت سيلا بمزاح: خلاص يا بابا البت هتموت من الكسوف والسكوت علامة الرضا.



انطلقت الزغاريط من دعاء والدة شيرين وهي تودع ابنتها لبيت زوجها الجديد.

احتضنت سيلا اختها بدموع وهي تودعها بحزن شديد علي غيباها.

والدها الذي يحاول التماسك كي لا تنفلت دموعه امامهم، هتفت شيرين وهي تمسح دموعها: خلاص بقا لاحلف اقعد معاكو علي طوال.


وكزتها سيلا مازحة وقالت: احنا مصدقنا تمشي و تريقنا.

هتفت سيلا بحب: هتوحشيني والله البيت هيبقا وحش من غيرك.

بادلتها سيلا العناق وقالت بحزن: مش قادره اسيبكم والله.


نظرت لابيها وقالت باستنجاد: ينفع مرحش معاه واقعد معاكم انا بحبكم والله.


ابتسم زوجها علي كلامها وهتف ابيها بمزاح: خدها يا عليوة واعمل حسابك البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل.


هتف عليوة مازحا: يعني خلاص لبست.


نظرت اليه شيرين بغيظ وقالت: والله لو مش عجبك اروح بتنا.


امسكها من يدها وقال بسرعة: لا دنا مصدقت يا حبيبتي.


ودعت الجميع وانطلقت بالسيارة برفقتها زوجها وحياتها الزوجية الجديد.


شعرت بنفسها تحلق بالهواء وعليوة يحملها بين ذراعية وقال بمزاح: انتي خفيّفة كدا ليه.


اخفضت رأسها للاسفل بخجل ولم تعلق دلف بها لشقتهم التي اعدها لتكون منزل الزوجية الجديد وضعها علي الفراش نظر اليها بحنان وقال: نورتي بيتك يا عروسة.


ظلت علي حالها صامتة تفهم صمتها
وهتف بحنان: هغير هدومي في الحمام خدي راحتك.


هزت راسها مؤكدة خرج من الغرفة واغلق الباب خلفه استقامت وهتفت بتوتر لنفسها: يعني اي خلاص انا كدا اتجوزت اهلي سبوني في شقة مع راجل غريب من غير ما يسالوا عليا.


بحثت عن هاتفها واتصلت باختها وقالت: سيلا ازاي عملتوا فيا كدا ازاي تسبوني مع راجل غريب في شقة لوحدينا.


حاولت سيلا استيعاب كلام اختها وقالت ببلاهة: راجل غريب اي دا جوزك يا هبلة بلاش جنان الله يسترك عدي ليلتك علي خير.


ترقرت الدموع داخل عينيها وهتفت باستنجاد: انا خايقة قوي ازاي هبات في بيت غير بتنا.


هتفت سيلا ببساطة: هتتعودي يا حبيبتي هو في الاول كدا شدي حيلك بقا.


اغلقت الهاتف في وجهها نظرت شيرين للشاشة بذهول واجهشت في البكاء، طرق زوجها الباب ودلف للداخل اندهش من بكاءها اقترب منها
وهتف بقلق: مالك يا حبيبتي في حاجه مضايقكي.



هتفت بحزن: انا خايفة ازاي اهلي سبوني كدا معاك في شقة لوحدينا هما مش بيحبوني.


نظر اليها ببلاهة حاول استيعاب صدمتها
وقال بنبرة حانية: اهلك بيحبوكي طبيعي تحسي انك غريبة هنا علي ما تتعودي.


هتفت بضيق: انت بتقول زي سيلا بالظبط ممكن توديني عند بابا لو سمحت.


توسعت عينيه وقال: اوديكي عند بابا اكيد طبعاً لا.

هتفت باعتراض: علي جثتي ابات هنا مع راجل غريب.


حاول اقناعها وقال: انا جوزك يا شيرين مش حد غريب.


استقامت وقالت: انا عاوزة اروح عند بابا مليش دعوة.



استيقظ الجميع علي صوت طرقات حادة علي الباب توجه حسن يفتح الباب بقلق تفاجا من ابنته التي مازالت بفستان فرحها وعليوة يقف بجانبها
وقال بقلق: في اي جبتها تاني ليه.


هتفت بحزن: هان عليك تسبني مع راجل غريب في بيت واحد فرطت بيا بكل سهولة.

رمش ابيها عدت مرات وقال: راجل غريب انتي هبلة يا بت خديها يا عليوة وامشي قلتلك البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل.


اغلق الباب في وجههم وتوجه للداخل ينعم بنوم هادئ بعد ما افسدته ابنته المجنونة.


نظرت لزوجها وقالت بحزن: بابا اتخلي عني وسبني معاك لوحدينا.


امسكها من ياقة فستانها الابيض وقال بمزاح: الواضح اني اتجوزت مجنونة فعلا قدامي علي البيت يا هانم.


تحركت امامه وهي تدب الارض بقدمها تذمرا مما حدث حاول عليوة تمالك نفسه والهدوء قدر استطاعته وقال: صبرني يا رب.


استيقظت من نومها بتملل تاملت عليوة الراقد بجانبها زفرت بضيق وهي تحاول التاقلم علي البيت الجديد.


توجهت للمطبخ تعد فنجان قهوة الساعة العاشرة صباحا ولم تعتد الاستيقاظ في ذاك الوقت.


جلست في الشرفة علي الكرسي وهي تنظر للمكان حولها بالامبالاة طالما كانت تلك عادتها عدم الاهتمام باي شي لا يهمها، ارتشفت من الفنجان وظلت سابحة في خيالها عليوة شاب ممتاز وجيد الطباع والخلق لكن الي الان لم تشعر ناحيته باي مشاعر سو انها تتقبله فقط صرفت تلك الفكرة عن خاطرها وظلت جالسة علي حالها بهدوء.


استيقظ عليوة من نومه ولم يجد زوجته بجانبه تحرك للخارج وجد باب الشرفة مفتوح توجه للحمام اغتسل وانضم اليها في الشرفة تفاجا من صمتها وهدؤها التي اعتاد عليه من ايام الخطبة فهي بطبعها صامتة قليلة الكلام.


نادها بصوت حاني انتبهت اليه ولم تتكلم
هتف باندهاش: سرحانة في حاجه مضايقكي.


هتفت برفض: لا.


هتف باندهاش: ممكن اسالك سؤال.


هتفت بهدوء: اتفضل.


هتف بتسال: انتي علي طوال ساكته ومبتتكلميش خالص وانا لاحظت دا انا مضايقك في حاجه.


هزت رأسها نافية وقالت بتوضيح: مبحبش اتكلم كتير لو اتكلمت معايا هتكلم غير كدا مبتكلمش وانا من النوع المنغلقة علي نفسي معنديش صحاب غير اختي ومبحبش اختلط بالناس.


هتف باندهاش: عشان كدا مكنتش بشوفك كتير الي بنشوفها سيلا لما كانت بتيجي قهوة الحج رمضان.


هزت رأسها مؤكدة وقالت: عشان الكلية بتاعتها بتنزل لكن انا مليش حاجه عشان اخرج.


هتف بحنان: اعتبريني صاحبك قبل ما اكون جوزك ولو حابه تتكلمي في اي حاجه انا سامعك في اي وقت.


ابتسمت وهتفت بلطف: شكرا اعملك قهوة معايا تاني.


ابتسم بحنان وقال: ماشي هتعبك معايا.

هتفت بحب: تعبك راحه.


توجهت للمطبخ تعد القهوة لهم، نظر للشارع الهادي المنطقة السكنية التي يسكن بها مازالت جديد وليس بها اناس كثير فيها.


صبت القهوة وتوجهت تحمل الصينية بين يدها وضعتها علي الطاولة في منتصف الشرفة جلست امامه التقط الفنجان وقال: تسلم ايدك.


ابتسمت بخجل: العفو.


حاول عليوة خلق اي حديث بينهم ليقطع الصمت لكنه فشل، ظل يحدق بها وطريقة شربها وهدوءها التي بدا يتقبله كنوع من تفرد شخصيتها.


قطع تلك الجلسة الصامتة رنين جرس الباب، استقام يفتح الباب ابتسم عند رؤية اهل زوجته انطلقت الزغاريط من دعاء والمباركات لعليوة من حسن.


هتفت دعاء بتسال: فين العروسة.


ابتسمت شيرين بسعادة عند رؤية اهلها توجهت لابيها تحتضنه وقالت بعتاب: تقفل في وشي الباب يا بابا.


ضحك ابيها وهتف بمزاح: الصراحة معايا حق تسيبي بيت جوزك ازاي ليلة فرحكم.


هتفت ببساطة: انا مش متعودة عموما خدوني معاكو النهارده.


امسكتها سيلا من كتفها وهتفت بمرح: بت دنا مصدقت البيت فضي عليا وخلصت من زنك ترجعي تاني مستحيل.


احتضنتها اختها وقالت ببسمة: صباحية مباركة يا عروسة.


ابتسمت شيرين وقالت: عبالك يا حبيبتي تشربوا اي.

هتفت الام برفض: احنا جايبين ليكم الاكل وماشين الحمد لله اطمني عليكم نستاذن بقا.


ودعتهم شيرين والدموع تغرق وجهها لا تريد مفارقتهم، امسكها عليوة من يدها وقال بحنان: هيجوا تاني ممكن بقا نفطر عشان في مواضيع كتير قدامنا.


ابتسمت بخجل وحاولت التفاعل معه قدر استطاعتها رغم ما حدث سيظل رجل غريب عنها.



استيقظ من النوم في تمام الساعه الثامنة وتجهز،
كل ذلك ومازالت شيرين نائمة الا الان. حاول ايقاظها تمللت بانزعاج وصاحت فيه واكملت نومها غير مبالية به، زفر بتافف كل يوم يذهب للورشة بدون تناول الفطور ويعود في تمام الساعه التاسعة مساءا ويجدها منشغلة بهاتفها بالكاد تضع له الطعام وتتوجه لغرفتها تنزوي داخلها.


خرج من المنزل والغضب الذي يحاول كتمه يتفاقم مع مرور الوقت، فتح ورشتة قابله الحاج رمضان صاحب القهوة المقابلة لورشتة
وقال: صباح الخير يا عليوة.


جاهد عليوة لرسم ابتسامة لكن وجهه متهجم
وقال ببرود: صباح الخير يا حج رمضان.


تعجب الحاج رمضان الرجل المسن من نبرة عليوة فهو عريس لم يمضي علي زواجه شهر ليكون بذلك الوجه المتهجم اقترب منه وقال: مالك يا عليوة في حاجه مزعلاك.


هتف عليوة بهدوء: مفيش حاجه يا حج اطمن.


هتف الحاج رمضان بقلق: سيب الصبي في الورشة وتعالي نفطر علي القهوة.


وضع الصبي كوبين من الشاي واطباق الفول و الفلافل والعيش البلدي الساخن علي الطاولة شرع الاثنان في تناول الطعام.


هتف الحاج رمضان بتسأل: في مشاكل بينك وبين مراتك.


حاول عليوة انكار الامر وقال: مفيش حاجه كويسين الحمد لله.


ربت الحاج رمضان علي كتفه بحنان وقال: انت زي ابني والجواز في اوله خناقات علي ما تاخده علي بعض وبعدين لحقت للخناقات.


ضحك عليوة وقال: ربنا يحسن الحال يا رب، شكرا على الفطار انا رايح اشوف شغلي في الورشة.


هتف الحاج رمضان بهدوء: اقعد اشرب الشاي معايا.

هتف عليوة بسرعة: الصبي هيجبو علي الورشة تسلم يا حج رمضان.


هتف الحاج رمضان بهدوء: بالسلامة يا ابني.


جلست علي طرف الفراش بتملل رغبة ملحه في العودة للفراش والنوم مجددا، نظرت للساعة وجدتها تجاوزت الثالثة عصرا، استقامت وتوجهت للحمام تاخذ دش بارد تزيل اثر النوم عنها.


خرجت من الحمام بعد نصف ساعة تلف المنشفة حول شعرها، ارتدت زي الصلاة وادت صلاتها ووقفت امام المراة تصفف شعرها، تاملت هاتفها والمكالمات التي لا تحصي عددها من زوجها
اغلقت الهاتف ووضعته باهمال علي الفراش.


صوت صفير معدتها توجهت للمطبخ تعد بعض الطعام لتاكل وفنجان قهوة كبير وجلست امام التلفاز تتابع احد الافلام بهدوء.


نظر عليوة للشاشة بغضب الهاتف مغلق زفر بضيق، حاول اكمال عمله وعقله مشوش يشعر بالندم من الاقدام علي تلك الزيجة التي افسدت حياته.


توجهت للمطبخ تعد الطعام لزوجها الذي شارف علي الحضور، زفرت بضيق فهي لا تجيد اعداد الطعام استغرق الامر قاربت الساعتين حتي انتهت أخيراً وزفرت براحه.



صوت باب الشقة يفتح ويدلف زوجها للداخل، ابتسمت عند رؤيتة وقالت: حمد الله على السلامة اجهزلك الاكل.


هتف بتعب: الله يسلمك ياريت عشان واقع من الجوع.


رصت طاولة الطعام وجلست بالقرب من زوجها بدا بتناول الطعام وهو يحاول التغاضي عن اي شئ يعكر مزاجه يكفي يوم العمل الشاق الذي مر به.


توقف الطعام في حلقة من كمية الملح المضافة اليه، ترك المعلقة ونظر اليه بغضب وقال: ياريت مرة تانية متزوديش الملح في الاكل.


نظرت اليه بضيق من تعليقة وقالت: الاكل مش عاجبك.


هتف بضيق: ايوا.


حاولت عدم البكاء امامه وقالت: بالهنا والشفاء.


تركت الطاولة وانزوت داخل غرفتها تحاول لملمت دموعها ومشاعرها الذي جرحت من كلامه.


زفر بغضب وهو يردد: يا رب الصبر من عندك عشان معملش حاجه اندم عليها.



توجه للغرفة التي تنزوي داخلها وجدها جالسة علي الفراش تبكي بصوت متقطع، شعر بالالم من رؤيتها هكذا، اقترب منها وجلس بجانبها وقال بتسال: ممكن اعرف بتعيطي ليه.


هتفت بدموع وصوت مختنق من البكاء: مش عارف بعيط ليه.


حاول التحلي بالصبر وقال بعقلانية: لو قلت حاجه ضايقتك انا اسف ممكن تبطلي بكاء وتسمعيني.


مسحت دموعها وقالت: نعم.


هتف بتفكير: انتي مش واخدة بالك انك مبتعرفيش تطبخي وانا بحاول اتاقلم علي الوضع ومش عارف غير كمان اني بروح الشغل من غير فطار وساكت وبتصل اطمن عليكي ومش بتردي ممكن اعرف بتعملي كدا ليه انتي مغصوبة علي الجوازة ولا اي.


هتفت باندفاع: موضوع الطبخ ولسه بتعلم ولازم تتقبل دا وبعدين فطار اي الي احضره انا مبفطرش اصلا ومش متعودة علي كدا.


حاول اقناعها وقال: لازم تفطري جوزك قبل ما يروح شغله تتعودي علي كدا الوضع اختلف انتي مش بيت في اهلك.


حاولت انهاء النقاش وقالت بهدوء: حاضر حاجه تاني.


هتف براحه: ياريت نسمع الكلام عشان الدنيا تمشي فاهمه.


زفرت بضيق: فاهمه في حاجه تاني عاوز تقلها.


هتف برفض: لا.


تحركت من امامه وهتفت لنفسها بضيق: اي البلوة الي ابتليت بيها دي يا ربي.




داخل غرفة سيلا شيرين تجلس على الفراش تحت الاستجواب وسيلا تتقمص وضعية المحقق وتستجوب اختها قالت بغموض: ممكن افهم اي الي حصل مخلي جوزك مبوز كدا.


نظرت اليه شيرين ببساطة وقالت: ولا حاجه.


شعرت سيلا بالغضب من اختها وقالت: بلاش برودك دا الحج رمضان كلم ابوكي وقال عليوة كل يوم يروح الورشة والنكد علي وشه لحقتي تنكدي علي الواد بعد شهر جواز.


هتفت شيرين بتسال: ازاي عليوة يحكي لعم رمضان اصلا.


جلست سيلا بجانب اختها وقالت: عليوة مبيتكلمش معاه في اي حاجه ما بنكوا لاحظ عليوة متغير مش اكتر ممكن تقوليلي اي الي حاصل ما بنكم.


هتفت شيرين ببساطة: ولا حاجه خالص هو الي بيحب يكبر المواضيع وبيعلق علي حاجات تافهه.

رفعت سيلا حاجبيها وقالت: للدرجادي زي اي بقا التافهه دي.


هتفت بحزن: عاوزني اصحي احضر فطار وانا مبفطرش وكمان بيتريق علي اكلي وانا لسه بتعلم.

كادت سيلا ان تنفجر من اختها ولكنها تتماسك كي لا تقتلها وقالت: اي كمان.


هتفت شيرين بضيق: عاوزني اقعد معاه واسيب الروايات وافلام الانمي حاجه تقرف.


امسكتها سيلا من ياقة فستانها وقالت بحدة:معاكي حق حاجه تقرف بجد اي الي انتي عملتيه دا ليه حق والله.


هتفت شيرين باستنكار: انتي كمان ضدي.



هتفت سيلا بشرح: افهمي انتي بقيتي متجوزة يعني تصحي تجهزي فطار تودعي جوزك قبل ما يمشي تتصلي تطمني عليه تجهزي الاكل وتلبسي وتتدلعي عليه تشاركية اهتمامته كدا يعني الواضح اني هحتاج شغل كتير معاكي.


هتفت شيرين بتسال: انا اعمل كل دا ليه بقا.


امسكتها سيلا من طرف شعرها وقال بغيظ: عشان جوزك يا حبيبتي يعني لحد دلوقتي مش حسيتي نحيته باي حاجه.


هتفت ببساطة: لا.


هتفت سيلا بصراخ: يا رب الصبر لاقتلك اسمعي بقا عشان تتعلمي.



استيقظت شيرين قبل معاد صحيان زوجها وتوجهت للمطبخ تعد الفطور كما نصحتها سيلا، جهزت الفطور ورصته علي الطاولة وجهزت ملابس الخروج الخاصة بزوجها وذهبت للحمام اغتسلت وصففت شعرها واعدت نفسها زفرت بضيق وقالت بامل: يا رب يجيب نتيجة.


استيقظ عليوة من نومه ولم يجدها اندهش في البداية لكن ما زاد دهشتة الطاولة المعدة بالطعام والملابس الموضوعة في الحمام وزوجته التي استقبلته بابتسامة هادئة ومظهر لم يعتد عليه منذ مدة، حاول تقبل الصدمة والاستمتاع بذلك فاخيرا سيتناول الفطور في المنزل بدل الورشة مع العمال.


جلس علي الكرسي وشرع في تناول الطعام وهي معه بهدوء وصمت من الطرفين فعليوة يحاول تقبل التغيير الجديد الذي طرا فجاة.


هتفت ببسمة: تحب تتغدا اي النهاردة.


يشعر وكان الدنيا انارت من جديدة مع بسمتها الهادئة التي لم يراها منذ زمن وقال ببسمة: ملوخية يا حبيبتي.


ابتسمت وقالت: حاضر يا حبيبي.


القت جملتها الاخيرة باستحياء فهي لاول مرة تنطق بها، سيصاب بنوبة قلبية الان من الكلمة التي نطقتها للتو هل قالت حبيبي ام انه يتوهم دار كل ذلك في عقلة.


ابتسم بلطف وقال: تسلم ايدك يا حبيبتي علي الفطار.


ناولته كوب الشاي والبسمة لا تفارق وجهها
هتف بتسال: في حاجه حابه اجبهالك معايا وانا راجع.


هتفت بحب: عاوزة سلامتك يا حبيبي لو حاجه ناقصة هكلمك تبعتها مع حد.


استقام ليغادر ابتسمت وقالت: هتوحشني يا حبيبي متنساش تكلمني عشان اطمن عليك.


لا يصدق ما يحدث هذا كثير علي قلبه المسكين ما تفعله تلك الفتاة يصيبة بفراشات في قلبه.


ودعته واغلقت الباب خلفها وقالت بسعادة: الموضوع طلع حلو اهو البت سيلا كان معاها حق الصراحة.


وقفت في المطبخ تعد الغداء التي طلبه زوحها رغم انها تكره تلك الاكله لكنها قررت صنعها زوجها يستحق كل ما هو افضل، وقفت امام الموقد تقلب الاناء الموضوع علي النار وهي تدندن مع نفسها سابحه في خيالها قطع لحظتها رنين هاتفها،
التقطته ووضعته علي اذنيها وقالت ببسمة هادئة: عامل اي يا حبيبي.



يشعر بانه محلق في الهواء من تلك الكلمة وقال بهدوء كي لا يسمعه احد: بخير يا روحي جهزتي الاكل.


هتفت بتاكيد: بجهز فيه يا حبيبي متتاخرش عشان هتوحشني.


اغلقت الموقد وتوجهت لغرفتها تاخذ دش وتستعد لتستقبل زوجها الحبيب.


دلف للشقة وجد رائحة الطعام تعج في المكان باكمله جرا ريقة من اثر الرائحة ونادي علي زوجته التي بمجرد ان راها اتسع فمه من الصدمة التي تلاقها فالاول مرة يراها تتزين لاجله.



اقتربت منه ببسمة هادئة وقالت: حمد الله على سلامتك يا حبيبي الحمام جاهز علي ما احضر السفرة.


رمش بعينيه عدت مرات وقال بذهول: انا دخلت شقة غلط ولا اي متغيره النهاردة مش علي العادة.

ابتسمت وقالت: متغيرة للاحسن ولا للاسواء.


هتف بتأكيد: للاحسن يا حبيبتي اكيد.


هتفت بتسال: عاجبك التغيير.


هتف باعجاب: قوي وياريت نفضل كدا.


انهت رص الاطباق وانضم عليوة للطاولة
جلست بالقرب منه تتطعمه بيدها، تفاجا في البداية لكنه اعجب بفعلتها واكل من يدها، من حين لاخر يلقي كلمات غزل واطراء عليها وتقابله بابتسامة هادئة خجولة كما اعتاد منها.


في اليوم التالي اتت سيلا لزيارة اختها ومتابعة اخر التطورات فيما حدث، جلست الاثنان في الصالة يحتسون الشاي وهم يتناقشان فيما حدث.


هتفت سيلا باعجاب: برافو عليكي كملي علي كدا.


هتفت شيرين ببسمة سعيدة: تصدقي الموضوع فرق معايا قوي وصدمت عليوة في كل حاجه بعملها.


ضحكت سيلا وهتفت بمزاح: مش مصدق يا عيني علي عملاه فيه عموما زي ما قلتلك دلع وحنية علي الاخر.


هتفت شيرين بتسأل: لحد امتي؟!.



هتفت سيلا ببسمة: علي طوال يا حبيبتي شدي حيلك بس.


ضحكت شيرين وقالت: ماشي يا فالحة.


استاذنت سيلا وقالت: انا ماشية زي ما اتفقنا حنيه ودلع.


ضحكت شيرين وقالت: ماشي.



جلست شيرين في البلكون في انتظار زوجها الذي تاخر عن الموعد المحدد حملت هاتفها للاتصال عليه لا رد كررت الاتصال مجددا ولا يوجد رد، شعرت بالتوجس والقلق من عدم رده، زفرت بضيق
وقالت: ان شاء الله خير تلاقيه مشغول ولا حاجه.


شعرت بالراحة عندما وجدت زوجها يدلف من باب الشقة، استقامت تستقبله لكنها هتفت ذعر: مالك يا حبيبي اي الي حصلك.


لامس الجرح الذي في راسه وهتف بطمانينة: مفيش حاجه يا حبيبتي مفتاح في الورشة وقع عليا مش اكتر فتعورت حاجه بسيطة


ترقرت الدموع داخل عينيها وقالت بقلق: بتوجعك حاسس بحاجه.


حاول تهداتها وقال بحنان: الحمد لله مفيش حاجه انا كويس متقلقيش.


هتفت بحزن: لو مقلقتش عليك هقلق علي مين تحب اساعدك وانت بتغير هدومك.


هتف بهدوء: تسلميلي جهزي العشاء عشان واقع من الجوع.


هتفت بسرعة: حاضر يا حبيبي.



تشعر بمغص في معدتها منذ الصباح وصداع يعصف براسها جلست علي اقرب اريكة وجدتها امامها
هتفت لنفسها بتعب: مين هيحضر الاكل.



تمددت علي الاريكة التقطت هاتفها الموضوع علي الطاولة واجرت مكالمة لزوجها سريعة وقالت بتعب ظاهر علي نبرات صوتها: ممكن تجيب معاك اكل وانت جاي عشان تعبانه ومش قادره اجهز حاجه.


هتف عليوة بتوتر وقلق: مالك اجي اخدك اوديكي لدكتور.


حاولت طمانتة وقالت: مش مستاهلة دكتور هاخد اي مسكن وانام هتعبك معايا النهارده.


هتف عليوة بقلق: تب اجيلك عشان لو عوزتي حاجه.

هتفت برفض: لا ان شاء الله هبقي كويسة.


انهت المكالمة وتمددت علي الاريكة تضم بطنها لصدرها في وضعية الجنين جسدها بالكامل يؤلمها لا تقوي علي التحرك واخذ حبه مسكن تهدي من الم معدتها لا حيلة لديها صوت كتم صوت صراخها والبكاء بصمت.



القلق ينهش قلبه عليها صوتها متعب للغاية، طاح تركيزة ولم يقوي علي العمل، امر الصبي باكمال العمل لانه سوف يذهب للمنزل الان.


اتصل بها وليس هناك مجيب زاد قلقه اكثر عليها خلال ثلث ساعه كان امام باب الشقة، فتح الباب ودلف سريعا بحث عنها وجدها ترقد علي الاريكة في وضعية الجنين نائمة، اقترب منها وانحني جالسا وجد اثر الدموع علي خديها مسحهم باناملة وهزها بحنان وقال: شيرين.


استيقظت علي صوته وقالت: سبت شغلك وجيت عشاني.


لاحظت ملامح الخوف والاضطراب الظاهرة علي وجهه وقال بقلق: خوفت عليكي طمنيني عاملة اي دلوقتي.


وضعت يدها علي بطنها وقالت: بطني واجعني قوي وجسمي كمان ومش قادرة اتحرك.


هتف بسرعة: اجبلك مسكن.


هزت رأسها مؤكدة وقالت: ايوا ممكن كوباية نعناع مع المسكن.


ربت علي شعرها بحنان وقال: حاضر يا حبيبتي تحبي اعملك حاجه تكليها.


هزت راسها بطفولية وقالت: ماشي.


ضحك علي ملامحها وهتف بحب: ثواني وكل حاجه تبقي جاهزة.


خلال عشر دقايق جهز صينية عليها المشروب الدافي وبعض السناتدوتشات واقراص المسكن وضعهم علي الطاولة وجلس بجانبها وقال ببسمة هادئة: اتفضلي يا حبيبتي.


هتفت بامتنان: شكرا.



ناولها المسكن وكوب الماء نظر اليها بحنان وهو يشجعها على تناولهم سريعا ابتسمت وقالت: تعبتك معايا وخليتك تسيب شغلك.


هتف ببساطة: ولا تعب ولا حاجه حقك الصراحة اول ما سمعت صوتك قلقت عليكي ومقدرتش اركز في الشغل فجيت اطمن عليكي.


دقات قلبها المتسارعة وخجلها من كلامه
وقالت: ماشي.


التقط ساندوتش من الطبق وقال: اي رايك نزور اهلك النهارده.


هتفت برفض: مش هقدر تعبانه والفترة دي مش بحب اخرج خليها يوم تاني قضي اليوم معايا وخلاص.


هتف باعجاب: واخد بالي انك بقيتي بتحبي تقعدي معايا كتير ومش عادتك.


هتفت ببساطة: جوزي حبيبي وحابه اقعد معاه عندك مانع.


ضحك علي كلامها وقال: حقك يا حبيبتي انتي تؤمري.


هتفت بتعب: انا هدخل انام لو عوزت حاجه يبقي صحيني.


ابتسم بحنان وقال: لو عوزت حاجه هعملها بنفسي ارتاحي انتي بس.


تسطحت علي الفراش وهي تحتضن الوسادة بسعادة من زوجها الحنون التي تحبه.




حاولت شيرين التغلب علي ذاك الشعور الذي يجتاحها لكنها لم تسطيع اكتشفت انها تحب زوجها ربما شئ لم تعده من قبل مشاعرها تتحول نحوة بتلقاءية وبالاخص عندما يكون بجوارها تعترف لنفسها انها لم تقع في الحب وحبها الاول كان من طرف واحد لا اكثر والان واقعة في حب زوجها واجهت تلك الحقيقة بنفسها وبرفقتها سيلا التي شعرت بالسعادة لاجل اختها وابتسمت علي بلاهتها وساذجتها فزوج مثل عليوة يستحق الحب والحب الالاف المرات.


هتفت شيرين بعدم تصديق ولا شعور منها: مش مصدقة بجد الي بيحصلي انا بحبه.


ربتت سيلا علي كتفها وقالت بجدية: مش قولتلك بس حاولي.


هتفت شيرين بسعادة: معاكي حق انا الي كنت معمية ومش واخدة بالي وحاليا بحبه قوي كمان.


هتفت سبلا بحب: ربنا يديم الحب ما بنكم لازم تعترفي ليه بحبك.


هتفت شيرين بخجل: هتكسف اعمل كدا.


ضحكت سيلا وشجعتها وقالت: اعملي جو رومانسي واعترفيله.


هتفت شيرين بتفكير: ان شاء الله سلام بقا عشان متاخرش.


هتفت سيلا بسرعة: يبفي طمنيني عملتي اي.


تتمشي بجانب زوجها لاحظ شرودها
وقال بقلق: في حاجه مزعلاكي.


هزت رأسها نافية وهي تنظر اليه وقالت: لا مفيش حاجه هتروح معايا ولا هترجع الورشة.


هتفت بهدوء: هروحك وارجع الورشة.


هتفت باقتراح: ممكن تقعد معايا وبلاش ترجع الورشة.


هتف بتسال: في حاجه تعباكي.


هتفت برفض: عاوزة اقعد معاكي الصراحة عشان وحشتني.


هتف ببساطة: انا معاكي اهو.


مسكت يديه وشبكتهم ببعضها وقالت بنظرات متوسلة: هتفضل معايا.


هز رأسه موكدا وقال: حاضر.


ابتسمت بسعادة وهي تقول بنبرة هادئة: شكرا.


دلف للغرفة سريعا بمجرد ان دلفت للشقة نادها بتسال وقال: شيرين في حاجه يا حبيبتي.


هتفت من خلف الباب بهدوء: ممكن تعملنا قهوة وتقعد في البلكونة عشان عاوزاك.


غيرت ملابسها علي عجالة بجامة وردية اللون ووضعت بعض المكيب الخفيف وخرجت من الغرفة.


نظر اليها باندهاش وقال: هتقعدي في البلكونة كدا.

هزت رأسها نافية وقالت: نقعد في الصالة لو حبيت.

وضع الاكواب علي الطاولة وقال بتسال: حاسك متغيرة في حاجه ولا اي.


جلست بجانبة وقالت ببسمة خجولة: الصراحة اه عاوزة اقلك حاجه بس مكسوفة.


نظرت اليها باستغراب وقال ببسمة غير مصدقة: اوعي تقولي حامل.


هزت رأسها نافية وقالت: لا مش دي.


نظر اليها باستغراب وقال: امال اي لو مش حامل.

ابتسمت بخجل وقالت: بحبك يا عليوة.


نظر اليها مصدوم في البداية استوعب تلك الكلمة
وهتف ببساطة: انا كمان بحبك يا شيرين، ممكن اعرف اي المناسبة.


هتفت بهدوء: حسيت اني بحبك ومشاعري اتحركت ناحيتك.


هتف بتسال وهو لا يصدق كلامها: يعني مكنتيش بتحبيني قبل كدا.


هتفت بشرح: كنت متقبلاك عادي مش الحب الحب يعني.


هتف بتفهم: عموما شكرا جدا علي اعترافك الجميل اسعدتيني بجد.


ضربت كف علي كف وقالت بندم: تصدق  ندمانة اني قلت اشرب القهوة عشان متبردش.


هتف بتسال: مالك زعلتي ولا اي.


هتفت بخيبة: متوقعتش يكون ردك كدا فروايات بيحضنها ويلف بها ويقولها كلام حلو.


هتف بمزاح: دي روايات مش الواقع يا حبيبتي فوقي معايا الله يسترك.


هتفت بضيق: كمان القهوة من غير سكر اوف بجد.

توجهت لغرفتها بضيق وهي تهتف بينها وبين نفسها: توقعت يحضني ويقولي كلام حلو.


صفعت الباب خلفها بقوة نظر لاثرها باندهاش: يخربيت الروايات الي لسحت دماغك لما ادخل اصالحها لتنكد عليا.

دلف للغرفة وجلس بجوارها وقال: انا اسف متزعليش قولي اعمل اي واعمله.

مسحت دموعها وقالت: تحضني وتشلني وتلف بيا.


توسعت عينيه من الصدمة لكنه تدارك نفسه
وقال: حاضر حاجه تانية يا حبيبتي.


ابتسمت بسعادة وقالت: نسهر نشوف فيلم سوا ماشي.


ضحك علي كلامها وقال: حاضر يا حرمي المصون يالي مجناني.


ضحكت وهتفت بسعادة:ماشي يا واد يا عليوة.


ضحك علي مزحتها وضمها اليه وهتف بصوت حاني: بحبك والله يا مجنونة هروح منك فين غير السرايا السفرة.


عج المكان بضحكاتهم وهو يحاول التاقلم معها وجنانها الذي ليس له مثيل.


« الحب أن تتقبل عيوب الطرف الآخر كما هي وتعاونه علي إصلاحها،ذاك أعذب أنواع الحب.»


♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

«10/7/2025»

مع تحيات/اوركيــــــــدا.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.