Reham Abd elkader elshorbagy

شارك على مواقع التواصل

• أم تقولون –يا أهل الكتاب – عن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأنبياء من ولد يعقوب كانوا على ملة اليهودية أو النصرانية؟ قل –أيها النبي – مجيبا إياهم: أأنتم أعلم أم الله؟ فإن زعموا انهم كانوا على ملتهم فقد كذبوا لأن مبعثهم وموتهم كان قبل نزول التوراة والإنجيل وعلم بذلك أن ما يقولونه كذب على الله ورسله وأنهم كتموا الحق الذي نزل عليهم ولا أحد أشد ظلما من الذي كتم شهادة ثابتة عنده علما من الله كفعل أهل الكتاب وليس الله بغافل عن أعمالكم وسيجازيكم عليها.
• تلك أمة قد مضت من قبلكم وأفضت إلى ما قدمت من عمل فلها ما كسبت من الأعمال ولكم ما كسبتم ولا تسألون عن أعمالهم ولا يسألون عن أعمالكم فلا يؤخذ أحد بذنب أحد ولا ينتفع بعمل غيره بل كل سيجازى على ما قدم.
• سيقول الجهال خفاف العقل من اليهود ومن على شاكلتهم من المنافقين: ما صرف المسلمين عن قبلة بيت المقدس التي كانت قبلتهم من قبل؟! قل –أيها النبي- مجيبا إياهم: لله وحده ملك المشرق والمغرب وغيرهما من الجهات يوجه من شاء من عباده إلى أي جهة شاء وهو سبحانه يهدي من يشاء من عباده إلى طريق مستقيم لا اعوجاج فيه ولا انحراف.
• وكما جعلنا لكم قبلة ارتضيناها لكم جعلنا لكم أمة خيارا عدولا وسطا بين الأمم كلها في العقائد والعبادات والمعاملات لتكونوا يوم القيامة شهداء لرسل الله أنهم بلغوا ما أمرهم الله بتبليغهم لأممهم وليكون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كذلك شهيدا عليكم أنه بلغكم ما أرسل به إليكم وما جعلنا تحويل القبلة التي كنت تتجه إليها وهي بيت المقدس إلا لنعلم – علم ظهور يترتب عليه الجزاء- من يرضى بما شرعه الله ويذعن له فيتبع الرسول ومن يرتد عن دينه ويتبع هواه فلا يذعن لما شرعه الله ولقد كان أمر تحويل القبلة الأولى عظيما إلا على الذيم وفقهم الله للإيمان به وبأن ما يشرعه لعباده إنما يشرعه لحكم بالغة وكما كان الله ليضيع إيمانكم بالله ومنه صلاتكم التي صليتموها قبل تحويل القبلة إن الله بالناس لرؤوف رحيم فلا يشق عليهم ولا يضع ثواب أعمالهم.
• قد رأينا – أيها النبي- تحول وجهك ونظرك إلى جهة السماء ترقبا وتحريا لنزول الوحي بشأن القبلة وتحويلها إلى حيث تحب فلنوجهنك إلى قبلة ترتضيها وتحبها –وهي بيت الله الحرام – بدل بيت المقدس الآن فاصرف وجهك إلى جهة بيت الله الحرام بمكة المكرمة وأينما كنتم –أيها المؤمنون – فتوجهوا إلى جهته عند آداء الصلاة. وإن الذين أتوا الكتاب من اليهود والنصارى ليعلمون أن تحويل القبلة هو الحق المنزل من خالقهم ومدبر أمرهم لثبوته في كتابهم وليس الله بغافل عما يعمل هؤلاء المعرضون عن الحق بل هو سبحانه عالم بذلك وسيجازيهم عليه.
• والله لئن جئت –أيها النبي – الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى مصحوبا بكل آية وبرهان على أن تحويل القبلة حق ما توجهوا إلى قبلتك عنادا لما جئت به وتكبرا عن اتباع الحق وما أنت بمتوجه على قبلتهم بعد أن صرفك الله عنها وما بعضهم بمتوجه إلى قبلة بعضهم لأن كلا منهم يكفر الفريق الآخر لئن اتبعت أهواء هؤلاء في شأن القبلة وغيرها من الشرائع والأحكام من بعد ما جاءك من العلم الصحيح الذي لا مرية فيه، إنك حينئذ لمن الظالمين بترك الهدى واتباع الهوى وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم للدلالة على شناعة متابعتهم وإلا فإن الله قد عصم نبيه من ذلك فهو تحذير لأمته من بعده.
• الذين آتيناهم الكتاب من علماء اليهود والنصارى يعرفون أمر تحويل القبلة الذي هو من علامات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم عندهم كما يعرفون أولادهم ويميزونهم من غيرهم ومع ذلك فإن طائفة منهم ليكتمون الحق الذي جاء به حسدا من عند أنفسهم يفعلون ذلك وهو يعلمون أنه الحق.
• هذا هو الحق من ربك فلا تكونن –أيها الرسول- من الشاكين في صحته.
• ولكل أمة من الأمم جهة يتجهون إليها حسية كانت أو معنوية ومن ذلك اختلاف الأمم في قبلتهم وما شرع الله لهم فلا يضر تنوع وجهاتهم إن كان بأمر الله وشرع، فتسابقوا أنتم –أيها المؤمنون – إلى فعل الخيرات التي أمرتكم بفعلها وسيجمعكم الله من أي مكان كنتم فيه يوم القيامة ليجازيكم على عملكم إن الله على كل شيء قدير فلا يعجزه جمعكم ولا مجازاتكم.
• من أي مكان خرجت أينما كنت – أيها النبي- أنت وأتباعك وأردت الصلاة فاستقبل جهة المسجد الحرام فإنه الحق الموحى به إليك من ربك وما الله بغافل عما تعملون بل هو مطلع عليه وسيجازيكم به.
• ومن أي مكان خرجت –أيها النبي- وأردت الصلاة فاستقبل جهة المسجد الحرام وبأي مكان كنتم –أيها المؤمنون- فاستقبلوا بوجوهكم جهته إذا أردتم الصلاة لئلا يكون للناس حجة يحتجون بها عليكم إلا الذين ظلموا منهم فإنهم سيبقون على عنادهم ويحتجون عليكم بأوهى الحجج فلا تخشوهم واخشوا ربكم وحده بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فإن الله قد شرع استقبال الكعبة من أجل أن يتم نعمته عليكم بتمييزكم عن سائر الأمم ولأجل هدايتكم إلى أشرف قبلة للناس.
• كما أنعمنا عليكم نعمة أخرى حيث أرسلنا إليكم رسولا من أنفسكم يقرأ عليكم آياتنا ويطهركم بما يأمركم به من الفضائل والمعروف وما ينهاكم عنه من الرذائل والمنكر ويعلمكم القرآن والسنة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من أمور دينكم ودنياكم.
• فاذكروني بقلوبكم وجوارحكم أذكركم بالثناء عليكم والحفظ لكم فالجزاء من جنس العمل واشكروا لي نعمي التي أنعمت بها عليكم ولا تكفروني بجحودها واستعمالها فيما حرم عليكم.
• يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة على القيام بطاعتي والتسليم لأمري إن الله مع الصابرين يوفقهم ويعينهم.
• ولا تقولوا – أيها المؤمنون- في شأن من يقتلون في الجهاد في سبيل الله أنهم أموات ماتوا كما يموت غيرهم بل هم أحياء عند ربهم ولكن لا تدركون حياتهم لأنها حياة خاصة لا سبيل لمعرفتها إلا بوحي من الله تعالى.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.