جيهان وارض الجان... الحلقة الثالثة عشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأثناء شرودي سمعت أصوات طقطقة كصوت اشتعال الأخشاب الجافة بالنار قمت في تأهب فهذا الصوت دوما يحدث كلما فتحت بوابة جهنمية...
بدأت أدور حول نفسي بالغرفة أبحث عن مصدر الصوت في أرجاء الغرفة ولم أجد شيئا...
وفجأة سمعت صوت أنثوي رفيع وكأنه صادر من الجحيم وهي تضحك في سخرية وتقول هل ظننت أيتها البشرية الحقيرة أننا لا نعرف ماخططتم له؟ هل تعتقدين أنني بالسذاجة التي تجعلني أفتح بوابتي الجهنمية بأركان الغرفة؟!!
فنظرت إلي مصدر الصوت وجدت البوابة قد فتحت بسقف الغرفة فتراجعت للخلف من الرهبة فسقطت أرضا وعيناي معلقة علي البوابة خوفا من حدوث أي حركة خاطفة من تلك التي تتكلم...
ضحكت ليليث ضحكة طويلة ثم استطردت قائلة تبا كلكم ضعفاء ملاعين ايها البشر.. تتشدقون بالقوة والمقدرة وعند المواجهة تسقطون كأوراق بالية...
وفجأة طلت من فوهة البوابة إمرأة رائعة الجمال ذات شعر أحمر طويل جدا وكأنه جدائل نارية وعيون واسعة وقالت أنا ليليث فاتنة كل العصور وخليلة أمير النور لوسيفر، قاهرة رجالكم وقاتلة أطفالكم، وسأحارب من أجل القضاء علي جنسكم الحقير...
فجأة تحولت الي أفعي كبيرة الحجم مخيفة جدا...
فأرتعت كثيرا فقد شعرت للحظات بأن تلك الافعي ستنقض علي وتلتهمني....
ولكنها ادخلت رأسها داخل البوابة وسمعت صرخة بصوتها تحدث أحدما بلغة لا افهمها و......
فجأة ظهر من البوابة مخلوقات بشعة المنظر مرعبة
في مجموعات كبيرة...
شعرت بالرعب فها قد حانت النهاية....
شجعت نفسي وقمت من جلستي علي الأرض وقلت أموت بشجاعة ولا أموت منكسرة أمام تلك اللعينة ليليث..
بدأت المخلوقات تخرج من البوابة....
خرجت المجموعة الأولي فأنفجرت في لحظات بفرقعة مكتومة ودخان أسود اللون....
حاولت مجموعة آخري ولكن حدث لها ماحدث لسابقيهم
فتوقفت تلك المخلوقات علي حافة البوابة تصدر أصوات مرعبة وهي متردده في التحرك من موقعها...
وفجأة ظهر الجاسور وهو يضحك ضحكة شامته قائلا وهل ظننت ايتها الحقيرة ليليث أنني لا اعلم بمخططك؟!
ولا جاسوسك الأبله الذي طن أنه متخفي جيدا ويري ويسمع مايدور؟
لقد جعلته يري ويسمع فقط ما اريد ان يوصله لك...
طلت ليليث بوجهها مرة آخري ولكن بهيئة المرأة الفاتنة وحاولت اغراء الجاسور كعادتها لقتله...
فقال لها الجاسور وهو يضحك في شماته هل ظننت ايتها اللعينة أن سحرك الشيطاني يؤثر بالجاسور؟
لقد اصبحت كالفأر في المصيدة الأن لا تستطيعين فهل شئ....
زمجرت ليليث غاضبة وهي تقول لم تبدأ المعركة بعد يا ابن الذهبي...
فجأة ظهر من العدم نمر أسود فاحم السواد بعيون حمراء مضيئة ومرعبة ووقف بجوار الجاسور...
نظرت له ليليث في ريبة، ثم قالت وهي تعاود الإبتسام وتقول موجهة كلامها الي ذلك النمر حتي أنت أيها الملك زنقط؟أنت يهودي ولست مسلما مثلهم.. معقول؟
فجأة تحول هذا النمر الي مخلوق طويل متشح بعبائه تغطيه بالكامل من رأسه الي قدميه وظل غريب له أطول منه بكثير فرد قائلا بصوت ذو لكنة غريبة ولما لا أحضر ايتها البغيضة وانا أكرهك وسأتعاون مع أي أحد للقضاء عليك ايتها المسخ الهجين....
غضبت ليليث وتحولت الي ثعبان مرة آخري وأمرت المخلوقات بالنزول من البوابة....
فنزلت مجموعة آخري في تردد لمعرفتهم بالنهاية المحتومة لكل من سبقهم في النزول ولكن خوفهم من ليليث أجبرهم علي الخضوع للموت...
فصار فيهم كما صار لسابقيهم...
فضحك الجاسور وقال الستار الحصين المعلق سيمنع زبانيتك من الخروج من البوابة....
واثناء كلام الجاسور تحرك الكائن الطويل في خفة وقام برسم دائرة كبيرة حول المكان كله ورسم بداخلها النجمة الخماسية وعلى كل رأس للنجمة كتب سينوئي، سنسنوئي وسامينجيلوف في اول ثلاثة رؤوس ثم كتب أدم علي رأس وكتب حواء علي رأس...
وعاد لوقفته السابقة في لمح البصر قبل أن تشعر ليليث
طلت ليليث هذه المرة وقالت قد لا يستطيعون هم اختراق ستارك الضعيف ولكن أنا أستطيع....
واثناء ذلك ضربت ليليث الستار الخفي بصولجان معقوف له رأس ضخم مقرون يمثل أبليس...
فأنفجر الستار بصوت فرقعة مكتوم...
بدأت ليليث بالخروج بهيئتها كأنثي شبه عاريه حتي تفتن الجاسور والملك زنقط لتقتلهما...
وفجأة....
بدأ الملك زنقط يردد قائلا ((وأنا الحكيم، يُظهر جلالة جماله لإلقاء الذعر والإرباك في صفوف الأرواح المدمرة للملائكة والأرواح الشاذة، والشياطين، وليليث … وأولئك الذين يبطشون على حين غرة، لتضليل روح التفاهم، وجعلها قلوبهم مقفرة.)) وكررها لثلاث مرات فتجمدت ليليث مكانها وهي تزمجر في غضب وحقد شديدين
فضحك الملك زنقط وقال ايتها الغبية لو خرجت بهيئة الحية ما كانت لتنجح تعويذتي....
فقال الجاسور وهو يضحك في شماته يبدوا اننا لن نحتاج للجنود فقد وقعت هذه الحمقاء دون عناء...
فقالت ليليث وهي تصرخ وهل تظن أن أمير الظلام سيتركني؟... أنت واهم!!!
ثم تمتمت قائلة في تضرع (( سيدي ومولاي.. ملكي وعشيقي الأوحد، أمير النور وملك كل العصور، ملكتك وخليلتك بين أياد كافرة بك وبنورك الأبدي الساطع فأنقذني من بين ايديهم القذرة...))
فجأة ظهرت فوهة لبوابة من العدم تصلي نارا رهيبة كأنها بوابة علي جهنم نارها سوداء، فأبتعد الجاسور والملك زنقط للوراء لحماية نفسهما من لهيبها الشديد من شدتها وأبتلعت ليليث وأختفت...
فقال الجاسور وهو غاضب لم نحسب حسابا لهذا...
ثم ضم كفه وصار قبضة وجز علي أسنانه واستطرد قائلا والا ماكان فلت لا هو ولا تلك الحقيرة من يدي....
فقال الملك زنقط تلك الحقيرة لن تجرؤ علي الإقتراب من هذا المكان مرة آخري فهي جبانة ولا عليك من هروبها علي العكس فهروبها سيعد رسالة لأعاون لوسيفر
بقوة الحراس علي البوابة وسيفكرون كثيرا قبل الإقتراب من هذا المكان، والمواجهات قادمة ولن يفلتوا من ايدينا
أقتنع الجاسور بكلامه ثم صافحة وشكره وأختفي الملك زنقط، ثم نظر الي الجاسور وابتسم وأشر برأسه لتوديعي وأختفي هو أيضا...
لحظات وظهرت سيلين فأستقبلتها بغضب مفتعل قائلة أين كنت؟! تلهين في حدائق والدك الملك وانا هنا مع تلك الليليث أتعرض للقتل...
ضحكت سيلين قائلة لم اتركك مذ كنا نحصن الغرفة ولكنني مختفيه ومتأهبة للمواجهة، وأمرني الجاسور بعدم الظهور أو التدخل...
فأبتسمت لها وقلت توقعت ذلك ولكنني أمزح معك.
فقالت سيلين أخلدي للنوم الأن وارتاحي قليلا ولا تقلقي سأظل بجوارك...
فأبتسمت لها وأستلقيت علي الفراش...
ورغم مايمر بي من أحداث الا انني أصبحت أشعر بأنني احببت سيلين كثيرا و....
فجأة قالت سيلين بابتسامه نامي ياجيهان وكفاك تفكيرا
فقلت لها حتي أفكاري ياسيلين تستمعين لها.. ارحميني
فأستطردت سيلين قائلة بلهجة حانية وانا ايضا أحبك كثيرا ياجيهان...
ثم قالت في لهجة آمرة ساخرة هيا نامي الأن وكفاك لعبا
.................................. انتهت الحلقة الثالثة عشر