جيهان وارض الجان.. الحلقة الثانية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخذتني الذكريات وانا اتجول، حتي أخذتني قدماي الي تلك الغرفة المحببة الي قلبي...
إلي غرفة جدي رحمة الله عليه...
فتحت باب الغرفة، وأشعلت الضوء...
لقد كانت كما هي لم يتغير بها شئ..
وكأن الزمن لا يسري عليها...
فقط ينقصها جدي😥😥
دخلت إلي الغرفة وأغلقت بابها خلفي وذهبت مباشرة الي الفراش ثم جلست وانا انظر الي اركان الغرفة، فوجدت ملابس جدي معلقة كما كانت دائما، حتي رائحته الجميلة التي تشبه رائحة العود مازالت تملأ الأركان وكانه لم يخرج من الغرفة الا الأن!!!
وامامي مباشرة كانت نافذة الغرفةو.......
ماهذا؟!
انها تمطر بالخارج!!
لقد كان دوما وقت هطول المطر من اجمل الأوقات واحبها الي قلبي...
وكنت اهرول سريعا إلي الخارج لأرقص وألهو تحت قطرات المطر وكنت اشعر وكأنها ترقص وتلهو معي حينها...
وكان جدي يحضر المناشف ويتركها جانبا ثم يأتي ليلهو معي تحت المطر، وبعد ان ننتهي كان يلفني بالمناشف ويجففني جيدا ونذهب للنوم، لقد كان يشاركني حبي للمطر، يبدوا انني ورثت منه ذلك..
والأن فقدت الشغف، لم يعد بي رغبة للهو تحت المطر الأن...
ظللت شاردة في منظر هطول المطر الذي اراه من النافذة حتي شعرت بالنعاس...
فقمت اخذت ثوب جدي، وضممت ذراعيه حولي واستلقيت علي فراشه وكأنه يحتضنني، كعادتي عندما انام بين احضانه الي ان ذهبت في نوم عميق....
*********************
لا تتعجب فأنا أعلم أن معظم الناس تأخذها الرهبة من النوم بأريحية كما أفعل في منزل أحد الأقرباء بعد ان يموتوا مباشرة، خوفا من ألا تكون روحه قد غادرت المكان بعد😂😂....
ولكن...
ماذا في ذلك؟!
فبالنسبة إلي انا أتمني أن يكون ذلك صحيحا...
وأن أري جدي مرة آخري...
في الحقيقة أشعر ببعض الغرابة في تفكير البعض، فلما الخوف والرهبة من الأساس فالاختلاف فقط انه الان روحا بلا جسد!!!
***********************
بعد قليل شعرت بحركة في الغرفة...
وبسبب النعاس لم أفكر كثيرا وتوقعت ان سبب الصوت هو هطول قطرات المطر علي زجاج النافذة و........
ما هذا؟!
هل أحلم؟!...
انه جدي....
ينظر الي بنظرته الحانيه التي اعشقها...
ويبتسم ابتسامته النقية ويفتح ذراعيه...
ويتحرك نحوي، واستلقي بجواري وشعرت بالدفء حين ضمني لأحضانه كعادته.....
لقد اشتقت لك كثيرا ياجدي....
فقال لي وانا ايضا اشتقت لك يا ابنتي...
لا تحزني، فكلنا سنفارق الحياة، ولكن الأثر باق...
الذكريات واللحظات الجميلة باقية...
وأنا سأظل دوما معك ولن اتركك..
شعرت بالفرحة لأنني وآخيرا بعد مضي السنين عدت لأحضان جدي، بعد ان فقدت الأمل في ان أستمتع بدفأها مرة آخري، كذلك لأن جدي لن يتركني وسيظل معي دوما
فقال جدي اريد أن اطلب منك طلب ياجيهان، فأنت تعلمين أنك اقرب الناس إلي قلبي يابنيتي..
فقلت له أطلب ياجدي وستجدني بإذن الله من الملبين..
فقال لي العهد يابنيتي... لابد ان تأخذي العهد وتكملي الطريق.....
فقلت له أي عهد ياجدي.. أنا لم أفهم و.......
فجأة أختفي جدي وأختفي دفء أحضانه وبدأت أصوات تظهر وكأنها تناديني و......
أستيقظت من نومي...
وكانت هذه الأصوات صوت أمي وهي توقظني وتسألني كيف نمت بغرفة جدي...
يبدوا انها من نوعية الناس التي تخاف ان تنام في غرف من ماتوا حديثا 😂😂
فقلت لها لا عليك يا أمي فأنا منذ الصغر لا استطيع النوم الا في هذه الغرفة..
فنظرت لي أمي في تعجب، ثم قالت هيا فالفطور جاهز ووالدك في انتظارنا..
فأبتسمت ونهضت من الفراش فوجدت ثوب جدي معلق في مكانه!!!
من اعاده الي مكانه؟
هل هي أمي؟
وحتي وان كانت امي فكيف سحبته من حولي دون أن أشعر؟!!!!
حاولت عدم التفكير في الأمر لعلي كنت اتخيل انني قمت بلفه حولي اثناء شعوري بالنعاس....
وما ان نهضت من الفراش حتي سقط شئ ما علي الأرض..
فلمحته فنزلت لألتقطه..
فوجدتها ورقة صغيرة ملفوفة حول نفسها...
ففتحتها فوجدتها مكتوب فيها: العهد يابنيتي
ماهذا!!!!
اذن لم اكن أحلم!!!
لقد كان جدي بالفعل!!!
................................................. انتهت الحلقة الثانية