جيهان وأرض الجان...الحلقة الحادية والعشرون والأخيرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هرولنا سريعا الي سيلين التي كانت تتألم...
فأخذها الجاسور الذي كان في شدة التوتر واراح ظهرها علي صدره قائلا هل انت بخير يا أختاه.. تبا لهذا اللعين لقد أصابك في ذراعك اصابة بالغة...
قالها وهو ينظر الي الجرح بذراع سيلين والذي كان حقا جرحا غريبا فالجرح كان يحترق من الداخل ويأكل في المنطقة المحيطة بالجرح كالنار تأكل في الهشيم...
حاولت سيلين أن تتحمل ولكنها في الأخير لم تستطع فصرخت بشدة من الألم صرخة أتي علي أثرها الملك عبدالملك الذهبي ذلك الملك المهيب ذو التاج والعبائة الذهبية ويمتطي فرس اشقر ذو سرج ذهبي كلها من الذهب الخالص ذو لحية بيضاء كبياض الثلج مخضبة بشعيرات ذهبية وسيف ذهبي أيضا كبير للغاية، وبصحبته الحكيم سوميا...
وكان التوتر والقلق باديين علي وجه الملك الذهبي....
وأقترب من ابنته ليطمئن عليها...
فقال يا حكيم هذا الجرح الشيطاني يأكل جسد ابنتي حتي لن يبقي بها شئ مع الوقت أرجوك تصرف...
أقترب الحكيم سوميا ووضع يده علي الجرح واليد الأخر تؤشر الي الأعلي ويتمتم بصوت خافت فأبيضت عيناه وبدأت يده التي علي الجرح تتلون باللون الأسود وكأنها تمتص عبق الجحيم من الجرح....
مر من الوقت عدة دقائق ورفع الحكيم سوميا يده من الجرح وعادت يده للونها الطبيعي...
وهدأت سيلين أيضا التي كانت تصرخ من الألم وفقدت وعيها تماما....
فقال الحكيم سوميا أطمئن لقد ذهب الخطر...
ثم قام من مكانه ووقف في هدوء...
فجأة قام الملك الذهبي من مكانه وهو ينظر بأرجاء الغرفة قائلا للجاسور تأهبوا فقد حانت الحرب علي اللعين....
ثم استطرد موجها حديثه للجاسور قائلا جهز الجيوش فورا سننتقل لبعد الجان....
حضر الملك طارش وقام بتحية الملك الذهبي قائلا ونحن معك يا أخي الملك الذهبي يدنا بيدك للبطش بذلك الملعون ونسله، العمار كلهم خلفك وانا أولهم...
شكره الملك الذهبي علي شجاعته وحيياه...
لحظات وحضر أيضا الملك زنقط ملك الجن اليهودي وساحر الجان الأعظم...
وقام بتحية الملوك مؤشرا برأسه في احترام قائلا لن أفوت هذه الفرصة للانتقام من الملعون والخلاص منه أنا وجنودي معكم...
فشكره الملك الذهبي علي شجاعته....
وقف الجمع كله وفجأة تشوشت الرؤية وانتقلنا الي بعد الجان ولم نستطع ترك سيلين الفاقدة للوعي فحملها الجاسور وانتقلنا بها....
ثم طلب مني أن أقف خلف الجيوش وترك سيلين معي للاعتناء بها...
كان المكان صحراء جرداء وحرارتها مرتفعة كنار الجحيم...
وكان الملك الذهبي وبجواره الجاسور ثم الحكيم سوميا والملك طارش والملك زنقط في أول الصفوف...
وخلفهم آلاف الجنود مصطفين متأهبين....
فجأة ظهرت عاصفة ترابية تأتي من بعيد....
لحظات وتوقفت أمام الملك الذهبي الذي أبتسم عندما انقشعت العاصفة واتضح انه الملك الأبيض نائب قضاة الجن الملك شمهورش ذلك الشخص الذي ارتدي تاج وعبائة من اللون الأبيض وشعر طويل منسدل ولحية أيضا بيضاء، وحضر معه الملك ميمون أبانوخ يلبس عبائة من الاحجار الكريمة وتاجه ايضا ابيض وجسده مفتول العضلات قوي البنية ذو شعر أسود فاحم منسدل ولحية سوداء مجدولة في جدائل...
فقال الملك الأبيض كالأيام الخوالي ياصديقي، هل ظننت أننا سنتركك أنا وجنودي معك....
بينما قال الملك ميمون أبانوخ في صوت جاهوري يدي بيدك أخي الملك الذهبي فلنسحق اللعين وجيشه سحقا وانا وجنودي البواسل أولوا قوة وبأس وسنعينك علي حربك وبإذن الله لمنتصرون...
شكرهم الملك الذهبي....
وأتخذ الملك الأبيض والملك ميمون ابانوخ مكانهما بالصف الأول وأصطفت جنودهما مع باقي الجنود.....
عاد لسيلين وعيها وانا اتابع ذلك المنظر المهيب بحضرة عظماء ملوك الجان....
فقالت اين نحن؟
فقلت لها يبدوا ان ابليس أعلن الحرب ياسيلين واجتمع والدك الملك مع باقي الملوك ومعهم الحكيم سوميا والجاسور لمواجهته...
فقامت سيلين وهي تستند علي وقالت ليس من الشجاعة أن ابقي بالخلف مكاني بجوارهم بالصف الاول...
فقلت لها انت مصابة ياسيلين لا يجوز لك المخاطرة والجاسور قال....
فقاطعتني سيلين وهي تقول لا قيمة للحياة في جبن وخوف...
وبدأت تمشي في اتجاه الصفوف الأمامية وانا أمشي خلفها حتي لا تسقط....
وظللت أفكر لما لا اقاتل معهم فهي عندها كل الحق ماقيمة الحياة اذا كانت بخوف وجبن....
فقلت لها علي بركة الله وانا أيضا معك ياسيلين...
توقفت سيلين ونظرت للخلف تجاهي وهي تبتسم...
وكأن انتابها قوة عظيمة فجأة فكانت تمشي بين الجنود تبث بسيرها علي الاقدام وطلبها للقتال القوة والتشجيع لقلوبهم حتي بدأ الجنود تصيح بإسم سيلين ونزل أحدهم من دابته واعطاها لسيلين التي أمطتها، ثم قام جندي آخر بالنزول من دابته لأمتطيها أنا أيضا....
وهرولنا بدوابنا الي الصفوف الأولي فنظر الجاسور لنا في غضب وقال ألم أقل لكما ألا تتحركا من الخلف؟
فقالت سيلين أهون علي أن أموت في المعركة وانا باول الصفوف من الحياة في خوف...
أبتسم الملك الذهبي وأفسح لها مكان بجواره بينما أفسح الحكبم سوميا مكان بجواره لي...
فقال الملك الذهبي موجها حديثه للجاسور دعها يابني فأنا أعلم ابنتي جيدا عنيدة ولن تترك معركة أبدا....
ثم نظر الي وقال بارك الله فيك يابنت الأمناء...
خلع الحكيم سوميا عبائته ووضعها علي قائلا هذه ستحميك يا ابنتي فلا تنزعيها أبدا فستكون لك كدرع واق من أي سلاح...
شكرته وحضرت سيفي وانتظرت في تأهب.....
مرت دقائق ووجدنا زوبعة وعواصف رملية من بعيد...
فقال الجاسور انه جيش اللعين...
وكان جيشا كبير جدا مؤلف من الغيلان تلك الكائنات مرعبة الخلقة قوية الجثمان والمرده وهي كائنات قوية ضخمة طويلة للغاية لها قرون ضخام وذيل كالرمح حمر البشرة والعفاريت كائنات متوسطة الطول صفراء البشرة سريعة جدا لا تستطيع حتي أن تلمحهم ولهم جميعا دواب غريبة الشكل منها مايشبه ابي الهول جسد أسد ووجه شبه بشري ذو قرنين ومنها ما يشبه التنين المجنح نافث النيران ومعهم الحيات والعقارب ولكن أكبر حجما...
وفي خلفية الجيش مئات من التابعين وهي تلك الكائنات المشعرة سوداء اللون قصيرة اشكالهم كالقرود عيونهم حمراء يحملون عرش ضخم مبني من العظام والجماجم البشرية يجلس عليه إبليس اللعين وكان ضخم الجثة ذو جسد أنثوي تقريبا وأقدامه كقدم الماعز بشرته حمراء لها قرنين كبار مرفوعين للأعلي وبينهما نار تشتعل وله حاجبين سود عراض مرفوعين للاعلي ولحية متوسطة الطول مدببة وبيده سوط ناري يضرب به الكائنات التي تحمل عرشه وبجواره ابنه الشيطان ثبر آخر ابنائه....
فقال الملك الذهبي وهو ينظر الي هذا الجيش يبدوا انها ملحمة آخري فبعد الملحمة الأولي بين جيش ابليس والأنس
بقيادة مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر”...
المعركة بدأت بعد موت آدم، حيث بدأ إبليس وقتها فى محاولة إغواء أبنائه بمساعدة شياطين الجن والمردة والغيلان، ليبسطوا نفوذهم على الحياة في الأرض، ولما أدرك مهلاييل خطورة ذلك بنى المدن ليحافظ على البشر، وخاصة بعد ظهور الشياطين والمردة علنا لبني الإنسان فبني مدينة بابل ومدينة السوس الأقصي...
زاد الخطر فلم يجد مهلاييل طريقة الا بتأسيس أقوى جيش من ” الانس ” لمواجهة ” الجن ” في معركة كبيرة ، إذا حاول الجن التعدي على الأرض والإستيلاء عليها ، وذلك للدفاع عن مدينتي ” بابل والسوس الأقصى .
ولما حاول إبليس وجنوده غزو هذه المدن، قامت معركة رهيبة بين الجيشين وانتصر الإنس، وكان من أهم نتائجها القضاء على الغيلان، وقتل الكثير من المردة، وعدد كبير من الجن، وأحجم إبليس عن مواجهة مهلاييل وفر هاربا
وأخذ الناجين من جيشه ليبدأ من جديد...
وهاهو الأن قام ببناء جيش لمواجهتنا...
الأحداث تتكرر...
وبإذن الله النصر لنا هذه المرة أيضا....
كنت أستمع للملك الذهبي بتركيز لأنني لم اكن اعرف تلك المعلومات من قبل...
وقد قال ان الانس انتصروا عليه قبلا وانا من الانس....
اذن فلا يوجد مايمنع من الانتصار عليه مجددا....
وشعرت بالشجاعة تتغلغل داخلي الي ان وصلت قلبي فصرت أتوق لقتال اللعين...
زمجر الجاسور وقال لقد حان وقت الحساب، يالعين...
زمجر ابليس قائلا وهو يضحك في سخرية يبدوا انكم حشدتوا الحشود لمقاتلتي، جيد حتي أنهي عليكم بضربة واحدة....
فقال الجاسور لعنة الله عليك وعلي من أتبعك يا ملعون، ها أنا أمامك قتلت أبناؤك ثم قفز الجاسور قفز طويلة ونزل بسيفة علي رقبة الشيطان ثبر اخر ابناء ابليس في لمح البصر وقطع رأسه وعاد لموقعه فتبخر أبنه أمام عينيه وتحول لرماد وهو لازال مصدوما....
زمجر ابليس اللعين وصرخ صرخة مدوية يأمر جيشة بالهجوم وقال أقضوا عليهم ولا تتركوا فيهم أحدا....
هجم جيش أبليس وبدأت جنودنا في الهجوم وكان جنود الملك الذهبي ضربة من الجندي الواحد تقتل 100 شيطان وظلال الملك طارش كانت تحوم حول المرده تكبلهم وجنود الملك الأبيض الطياره تأتي وتقطع رؤوسهم
بينما الملك مأمون أبانوخ يهرول بجنوده لقلب جيش أبليس يذيقهم القتل يمينا ويسارا دون رحمه حتي أنهي علي الغيلان تماما وقام الحكيم سوميا بالتمتمة وألقي بالصواعق علي جيش أبليس من كل حدب وصوب..
والملك زنقط أحاط بالجميع بدائرة ورسم نجمته الخماسية وحصن الجميع وظل يتمتم حتي أشتعلت نارا عظيمة أكلت الجزء الأمامي من جيش أبليس....
الذي كان يصرخ في توتر حيث شعر بأن الهزيمة قادمة لا محالة....
حتي أنا وسيلين أشتبكنا مع التابعين تلك الكائنات شبيهة القرود نذيقهم القتل أنا وسيلين حتي أن عبائة الحكيم سوميا سقطت مني دون أن أشعر....
بدأ جيش الشيطان في التلاشي وازداد توتره....
ولا حظ الخبيث ان هبائة الحكيم سقطت فألقي برمح تجاهي...
رأه الجاسور وهو يقاتل أحد المرده فصرخ علي لأخذ حذري فسمعته سيلين فهرولت الي ثم قفزت طائرة نحوي وصنعت بنفسها درع لي وتلقت الرمح في ظهرها من ناحية القلب....
وسقطت....
سقطت سيلين وهي تنزف من جرحها ومن فمها....
وتحشرج صوتها وهي تحاول الابتسامة وتقول لقد وعدتك أن أحميك ولو كان المقابل حياتي ثم توقف صوتها والي الأبد....
هرول الحكيم سوميا الينا...
ورأي الجاسور ماحدث فأستشاط غاضبا كالمجنون يقتل كل مايقابله....
حتي أنه قفز قفزه طويله محاولا النيل من أبليس الذي تنحي الي الخلف قليلا فهبط الجاسور ولم ينل منه الي قرنه الأيسر وفقأ عينه اليسري وأختفي إبليس وهو يصرخ ألما ويقول لم تنتهي المعركة بعد سأعود....
حتي أختفي ابليس وشرزمة ممن بقوا من جيشه....
هرول الجاسور لأخته وهو يصرخ يا ويلتي أختااااه ألم أقل لك لا تتحركي من الخلف.....
واحتضنها وضم جسدها لصدره وهو يبكي في حرقه....
لم يبك الجاسور أبدا ويقسم الجميع ان الجاسور لم يبك قط الا علي موت أخته سيلين....
فقال الملك الذهبي في حزن رحمة الله عليها أدت أمانتها وحمت حارسة البوابة....
حزن الجميع علي سيلين وشعرت أنا بفقد روحي فقد كانت لي أخت وصديقة....
ظللت أبكي لأيام وأيام حتي جفت دموعي....
وفي يوم حضر الجاسور وقال لي هوني علي نفسك يا جيهان وثأر سيلين لن أتركه ولن يشفي غليلي الا بقتل ابليس....
ثم استطرد قائلا ومن اليوم وانت أختي مثلما كانت سيلين
لن أتركك لحظة....
وها قد مرت أعوام بأحداثها وماجري فيها ولم يحنث الجاسور بوعده قط حتي أنني كنت أذهب معه لبعد الجان بمملكتهم لأيام في استضافتهم....
حتي قابلتك أنت يا أحمد....
فقلت لها لقد كانت صدفة غريبة ولكنها ممتعة فها قد عرفت قصتك وكتبتها علي حلقات ليعرف الناس حقيقة ما نواجهه وان الشيطان يتربص بنا في كل لحظة وقد تابع قصتك ياجيهان العديد من الناس ومستمتعون بها جدا ويطالبونني دوما بجديد الحلقات...
فقالت جيهان مذكراتي تلك لتتعلم يا أحمد واعلم ان نهاية العمر قد اقتربت ولابد من حارس للبوابة وها قد جاء دورك لتكمل المهمة.....
نظرت إليها ولم أستطع الرفض....
فلن ارفض أبدا قتال الشيطان.....
وسيأتي اليوم الذي يعلن فيها عمري عن النهاية وسأختار منكم من يحمل المهمة بعدي.....
فهل انتم مستعدون؟!
........................................... انتهت سلسلة حلقات جيهان وأرض الجان