أصلحت " بتول " هندامها وأضافت بعض اللمسات علي بشرتها القمحية اللون التي تميل للبياض وملامحها العذبة المصرية بعيونها المتسعة السوداء لتنافس لون شعرها سوادا لتصبح آية من آيات الله في جمال صنعه وكانت طويلة بعض الشيء وتبدو كعارضة أزياء من كثرة تحركها لطبيعة شغلها ؛ وممارساتها للرياضة من صغرها حتي الآن ؛ وأطلق " أيمن " صافرة أعجاب قائلا : " الحلو ده لما يشوف جماله " نزار " حيسلم ويستسلم" لتضحك " بتول" ضحكتها المحببة للقلب فهي من القلب فتنفذ مباشرة للقلب وتجاذبا الحديث حتي وصلا لمدخل القصر وحمدت الله بأنها أشرفت علي تجهيزه والأستعانة بمعاونات للأعتناء بنظافة المنزل وشراء مؤن غذائية لأستقبال الوافد الغاضب وما أن أعلن عن قدومها حتي تلقت طلقات نارية من " ماجد " مدير أعماله لتحدث "بتول" نفسها " لو ده كده وضرب نار كده اومال " نزار " حيعمل معايا ايه حيوجه لي أسلحة الدمار الشامل اللي ملقتهاش أمريكا في بلده " فارتسمت أبتسامة علي وجهها تسببت في أضاءة ملامحها وزيادة حنق وغضب " ماجد" وفجأة أطل صوت لقدمين تنزل من علي درجات السلم بالقصر لينطق بجملة اشد من الرعد قائلا : " ماجد دورك انتهي ودوري دلوقتي فعليا ابتدي " وتوقعت " بتول" عبارات توبيخ من " نزار " وهو ما حدث ليختتم أطلاقه لعيارات ثقيلة من سلاح لسانه المدمر " ماجد أنهي التعاقد مع الشركة وشوف موضوع الشرط الجزائي عليهم ووقعه وأتصل بالشركة التانية انا كررت ليك ان الشركة التانية أفضل " وألتفت لينظر ل "بتول" بنظرات غاضبة وتكاد تنفجر من كثرة جرعة الحنق والغيظ ليجدها مبتسمة بابتسامة غامضة قائلة " تمام لحضرتك حرية ألغاء التعاقد لكن فيه نقطة حضرتك تغافلت عنها وهي اننا ما أخليناش بالشرط الجزائي أحنا تم أبلاغنا بقدوم حضرتك الساعة عشرة وأنت قررت أنك توصل بدري ساعة دون اخطار الشركة وده مخالفة من حضرتك بالاتفاق وده يسقط حقك في الغاء التعاقد للسبب ده ؛ فالاخلال بالشروط من عند حضرتك والشركة حترجع عليك بكافة التعويضات القانونية لأنها تكفلت بأيجار القصر مخصوص ليك ومجهز بكل وسائل الراحة وتم الموافقة عليه لما بعتنا صور للقصر للاستاذ " مدير أعمالك " فأعتقد أننا ننهي الموقف بحل أفضل لحضرتك من أقتراحك بانهاء التعاقد لانه حيكلفك كتير والقرار ليك " تقاذف الشرر من عيونه البنية واضطربت ملامحه الشرقية الوسيمة فهو ذو بشرة فاتحة اللون وشعر أشقر قصير ذو قصة كلاسيكية ليقول : " أنتي فاكرة نفسك شاطرة وذكية علشان تديري الموقف بذكاء ؛ وبعدين انا ميهمنيش الفلوس فلوسكم ادفعها وارميها في وشكم " وعندها أحتدت " بتول " قائلة بحدة دبلوماسية " أظن مستوي الحوار من حضرتك لا يتفق مع مكانتك أبدا ؛ وأنا كممثلة لشركة محترمة ولها اسم معترف بيه وعالمي وشهادات خبراتنا مسجلة علي محركات البحث بالعديد من نتائجه يتصدر اسمنا وعلشان كده مقبلش بالغلط في حق الشركة باي اسلوب كان أو لهجة ولا أقبل لهجة التهديد وزي ما أكدت لحضرتك القرار ليك لو حتنهي التعاقد حسابنا معروف لمدير اعمالك حول الشرط الجزائي الموقع عليك حسب العقد لصالح الشركة لحساب الشركة وبنأسف اننا مش حنقبل منك الفلوس نقدي ونحرمك من لحظة رمي الالافات الدولارات بوشنا " وأبتسمت ملء فمها لتزيد نيران غيظه وتأججها.