Rashasalem

Share to Social Media

سافر "ماجد" مخلفا أجمل ذكري ليوم جميل سينعش ذاكرة "بتول" بالفرح والسرور علي الدوام لذكراه؛ وأنهمكت في عملها وقد تغيرت سلوكياتها وأختفي الشرود ليحل محله إبتسامة غامضة ؛ وكان "ماجد" يداوم علي الأطمئنان عليها بالمهاتفة أو أرسال الرسائل وأحيانا يهاتفها بمكالمة فيديو لأشتياقه لرؤيتها حيث أعلمها بأنها سيمكث في الولايات المتحدة الأمريكية لشهور عدة ؛ والعجيب في الأمر أن "ماجد" كان يتجنب الحديث عن "نزار" أو نقل أي خبر عنه؛ وراسلته دون جدوي أو رد ؛ وأنقضت الأيام ببطء شديد وأحساسها بالفراغ الداخلي يزيد فهي أشتاقت ل "ماجد" جدا ولكنها تتأرجح بين هذا الأحساس وأحساسها بالتمني بتلقي أتصال من "نزار" فلقد أنقضي ثمانية أشهر لا تعلم عنه شيء سوي من متابعتها لأخباره وتنقله بين الولايات في حفلات حققت نجاح منقطع النظير ؛ ويتملكها شعور غريب نحوه لا تستطع تفسيره أو معرفته .
إلي أن جاء يوم يعلمها مديرها المباشر بأن هناك عميل مهم سيمكث بالقاهرة لمدة أسبوعين وأنه يطلبها بالأسم لتنظيم رحلاته السياحية بمصر ؛ وأعرب بأنه يبدو أنك تحققين شهرة عالمية أو أن أحد العملاء السابقين أوصي بأسمك ؛ سيصل العميل غدا بطائرته الخاصة بمطار "سفنكس" لذا لا يوجد متسع من الوقت لهذا العميل المجهول لوضع علي الأقل برنامج لجولاته السياحية ولا تعلم شخصيته لتكوين جدول للأماكن التي ستجذبه ؛ "يااا الله كم أنا في ورطة كبيرة" وفي الموعد المحدد كانت تنتظر "بتول" العميل المجهول ؛ وكانت المفاجاة المدوية ... العميل المجهول هووو ....
"نزار" تجمدت "بتول" بأرضها لماذا لجأ لكل هذا الغموض ومؤكد هناك أتفاق خفي بينه وبين مديرها المباشر لأخفاء هويته ؛ وأبتسم "نزار" لما أفصح عنه محياها من دهشة وحيرة وكأنما أعجبته تلك اللعبة الخفية التي هي تثير حنقها ؛ ولأن من أبجديات المهنية بالعمل أن تحيد مشاعرها وأحاسيسها الشخصية تحدثت إليه قائلة:" أهلا أستاذ "نزار" حمد لله علي سلامتك ؛ الليموزين منتظرك علشان حجز الأوتيل ولو تحب تستريح ونبدأ جولاتنا في الوقت اللي يريحك أكيد ومناسب " فأجابها :" لا نبدأ من دلوقتي مش عاوز أضيع لحظة في أجازتي اللي أستقطعتها بصعوبة " لترد :" آه مبروك علي حفلاتك صدي نجاحها مدوي " وهز رأسه كأنه لا يعنيه رأيها ولاحظ الحيرة عليها وكأنما وجد لذته في تعذيبها وأعتقالها بسجن الدهشة و الحيرة .
وبدأت برحلة للأهرامات وكانت تحكي له عظمة بناءها وكل تلك الحقائق لكنها كانت لأول مرة تشرح بدون أضافة روحها ولمستها الخاصة لتصبح صورة متطابقة مع أي مرشد أو مرشدة سياحية أسلوبهم تقليدي ويشرحون كالببغاء ؛ فأستشعرت بالكثير من الملل والضجر وأنتهي اليوم لتزفر زفرة أرتياح فهل هذا هو " نزار" الذي أسهد عيونها من كثرة التفكير فيه وتحريكه لمشاعر بداخلها لا تنتهي ؛ وتوالت الأيام العشرة الأول من أجازته ليتبقي أربعة أيام وحاولت في بذل جهدها لتبتكر برنامج سياحي مشوق ؛ ولليوم الحادي عشر عندما أعلن "نزار" بعد أنتهاء جولتهم بأنه يريد التحدث معها بمقهي الفندق ونمي بريق في عيونها أسعده ؛ وبدأ حديثه :" أنتي مسألتيش نفسك أني مفتحتش رسايلك أو رديت علي مكالماتك طول تمانية شهور ليه؟!!! " فردت قائلة :" أكيد سألت بلا أجابة " قالها : " لأنك لو كنتي رجعتي بذاكرتك لورا كنتي عرفتي لوحدك " تأجج الغضب بداخلها أهو استجواب أم ماذا فكظمت غيظها لتتحدث ببرود نوعا ما :" ممكن بلاش ألغاز وتكلم مباشر" فقال:" أنتي بجملة واحدة بعد ما كنت فرحان أني سمعت صوتك قولتيها أغضبتيني وحاوفر الكلام وأقولك مباشر أني بأكرهه أنك تجمعيني في جملة مع حد تاني ؛ أنا كنزار مينفعش أتجمع مع حد ؛ شوفتي أنتي بجملتك ضيعتي علينا مشاعر وأيام حلوة كانت حتزود المشاعر دي" وتأرجحت بين هل تلك الكلمات من المفترض أن تسعدها لانه يتحدث ببصيص من المشاعر الكامنة بداخله لها أم تغضب للأسلوب لذا أثرت الصمت ليحول هو دفة الحديث قائلا :" أيوه أنا حاسس أني بحبك وعاوز نكون سوا أيه ردك " لتجيب :" ممكن تفسر لي يعني أيه نكون سوا تحديدا " ليجيب :" نكون سوا سهلة أيه صعب فيها يعني نتعرف أكتر ويزيد حبنا وبعدها نشوف حنعمل أيه بس بأحذرك أنك تجمعيني بحد لأن ليا وضعي وأحترامي وتقديري وده أول شرط ليا " أحست "بتول" وكأنما أحد قام بضربها علي رأسها ليحتل الصداع رأسها لتستأذن منه لأنها تشعر بأنها ليست بخير ؛ وهنا تحول "نزار" لوحش كاسر ليغضب وضرب بكفه علي المنضدة صارخا:" أنتي أزاي تجرؤي تسيبيني وتمشي من غير ما تعقبي علي كلامي بالموافقة أنتي فاكرة نفسك إيه ولا مين علشان تعملي كده وانك تجمعيني مع اللي اسمه "ماجد" في جملة واحدة مين ده علشان تساوي راسه براسي ؛ أسمعي أنا حطيتك في دماغي وبقيتي بتاعتي خلاص فلا فيه شغل وتعامل مع رجالة غيري أنا وبس وتكرسي حياتك ليا وبس فهمتي " وليزيد من نفورها منه جذب ذراعها ليوجعها مستطردا:" أنتي مبترديش ليه واتخرصتي فجاة يمكن من كتر ما انتي فرحانة بأن "نزار" بيحبك فده شرف عظيم مكنتيش تحلمي بيه حتي في خيالك لأنه أكبر من أي تصور أو تخيل ؟! طيب تمام لو كده تردي عليا كمان ساعة وتقوليلي أيه ترتيباتك وانك حتقدمي استقالتك علشان تتفرغي لي " لترد :" وليه ساعة أنا ح أرد دلوقتي ؛ علي اد ما كانت اتحركت مشاعر ليك طول التمن شهور وأتعذبت فيهم بس يا خسارة أن قلبي أتحرك ليك بجد أنا ندمانة أني عرفتك أصلا " وتركته ليلحقها ويجذبها من معصمها صارخا فيها بأنها كيف تجرؤ علي قول ذلك وتركه بين الناس في مشهد حتداوله المواقع علي وسائل التواصل الأجتماعي وانتزعت معصمها من يده المتوحشة صارخة :" ده اللي همك منظرك قدام الناس وأنهم حينزلوا ده علي السوشيال ميديا وميهمكش أنك طلعت شخص سيء ومخبي وشك الحقيقي عن الناس شخصية كلها غرور وشراسة وتعجرف فالتعامل الحمد لله أنك ظهرت علي حقيقتك قبل فوات الأوان لو كنت كملت معاك وأتجوزنا كنت عشت معاك أسوء أيام حياتي ؛ أياك تتواصل معايا أو أشوف وشك تاني "
وخرجت مسرعة وطلبت مديرها المباشر تطلب منه أجازة لمدة أسبوع لظرف طاريء يستوجب سفرها ؛ وكأنما أستجاب الله لدعائها فوافق المدير وعلي الفور حزمت حقائبها وأسرعت بالحجز لمقعد علي أول طائرة لسنغافورة حيث مقر السفارة المصرية ومقر عمل والدها وكأن القدر يكفكف دموعها ووجدت حجز علي طائرة فجر اليوم التالي فقامت بتأكيد الحجز ؛ وحزمت حقيبتها وتوجهت للمطار تنتظر موعد رحيلها وكأنما كرهت أن تتنتفس هواء تنفسه هذا الوغد المتعجرف وكأنما برحيلها السريع ستمحو تلك الذكري العالقة في ذهنها وتؤلمها بشدة لباقي عمرها ؛ وهنا وجدت أتصال من " ماجد" ونظرا لأنها كانت تبكي تألما لم ترد عليه حتي لا ينشغل عليها ولكونها لا ترغب أن يراها أحد في لحظات ضعفها ؛ وألح في الأتصال وهي لا ترد ولكي لا ينشغل خاطره أرسلت له رسالة بأنها ستستقل الطائرة لتزور والدها بسنغافورة حتي لا ينشغل باله عليها ؛ فأرسل لها :" توصلي بالسلامة ولعلك تكوني بخير ؛ بس كويس أنك حتاخدي أجازة وتزوري والدك أنتي أكيد محتاجاها جدا ؛ طمنيني اول ما تنزلي المطار لحد ما توصلي لبابا علشان ابقي مطمن عليكي اتفقنا " لترد برسالة مقتضبة :" أتفقنا" وأستقلت الطائرة وكم كانت رحلة طويلة ومرهقة ولكن الارهاق الجسدي لا يقارن بالارهاق العصبي والذهني فهما أشد ؛ وفرح والدها برؤيتها فرحة عارمة لأنه أشتاق لرؤيتها فلقد حرمتهما الظروف من الألتقاء لشهور طويلة .
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.