أصاب "بتول" الأرتياح عندما وافق مديرها المباشر علي تمديد أجازتها لأسبوعين لأمر طاريء لن تستطيع معه الرجوع لمصر ؛ وظلت تفكر ليل نهار فيما قاله لها والدها وتحلل رأيه لتزنها بميزان عقلها الذي هو أدق من ميزان الدهب بل أشد ؛ وأقترح عليها والدها بأن تمضي بضعة أيام تنعزل فيها عن العالم في أحدي جزر سنغافورة الساحرة وهي جزيرة سنتوسا والتي تتميز بتصنيفها كأجمل الجزر بسنغافورة حيث تمتاز بوجود متاحف ومتنزهات وأستديو هات والفنادق الفاخرة فحجز لها بأحد الفنادق هناك حيث الطبيعة الخلابة ستساعدها في التفكير بحرية دون أي مؤثرات خارجية أو أعتبارات ؛ وأستمتعت "بتول" أيما أستمتاع ؛ وغادرت الجزيرة لمنزل والدها ليحتضنها مرحبا بها ولم يتحدث إليها في أمر "ماجد" وأسر أن يتركها بحريتها تتحدث عنه وقتما تشاء ؛ وعند الغروب وبينما هما جالسين بالحديقة أجابته :" بابا أنا فكرت كويس في كلام حضرتك وبجد أد أيه أنا فخورة بأني بنتك ونصايحك ليا طول عمري كانت بترشدني للصح حتي وحضرتك بتديني حريتي الشخصية في أني أخد قرارتي بنفسي ؛ بس المرة دي حخالف ده " فأنقبضت أساريره فمن الواضح أنها أخذت قرارها وحسمته بالرفض وحزن لأن " ماجد" رجل يأتمنه عليها ويطمن لوجوده كزوجا لها ...يالله قدرت وما تشاء تفعله وحدك لحكمتك التي لا نعلمها ؛ وأكملت حديثها :" بابا مالك فيك ايه ؟!!" فقال:" أبدا يا قلب بابا فهمت قرارك وباحترمه الجواز مش سهل قراره وقدر الله وماشاء فعل ربنا يبعتلك نصيبك علي خير " فضحكت :" بابا حبيبي واضح أن حضرتك حللت كلامي أني رافضة علشان قولت حخالف ده وهو أني حاخد برأي حضرتك دون نقاش أو تفكير كتير أنت صح يا بابا أنا أسترجعت معاملة حضرتك لماما رحمة الله عليها كانت بتسترعي أنتباهي اوي وكنت بادعي في صلاتي وبسجودي أن ربنا يرزقني براجل زيك يحبني ولو نص حبك ليها ؛ كنت دايما أفكر أد أيه ماما كانت بتبقي فرحانة من أهتمامك ودلعك ليها ولقيت أن "ماجد" قام بده معايا من غير ما أطلبه أو يبقي ألزام عليه لأن اللي بينا تعامل بالشغل كان عميل وهو ألح عليا أنه ألجأ له أن أحتجت أي شيء وده خلاني أستغرب أنه يعرض نجدتي عن أي شيء أحتاج أليها ؛ حتي وهو في أقصي بقعة من بقاع العالم كان بيسأل عليا يوميا ولاحظت لو فيه فرق توقيت والوقت في مصر متاخر كان حريص يبعتلي رسالة علشان ميصحنيش أو يزعجني ؛ كنت باحس منه ب ونس بيفرحني وخلق ليا ذكريات جميلة لما مرة حس بصوتي مجهد وقرر يجيي من أمريكا ليلة واحدة يفسحني من الضهر لبالليل راجل يتحمل كل ده علشاني بدون مقابل يبقي ده راجل بجد بيحترمني ويقدرني وحبه ليا حيبقي دافع أني أحبه حب هو يستحقه مع الأيام ؛ أنا موافقة يا بابا فبعد أذنك أتصل بيه وبلغه موافقتي " فتهللت أساريره قائلا:" وأتصل بيه ليه وهو مستني برا من أول ما جيتي من الجزيرة في عربيته وأصر ميدخلش علشان مش يحرجك لو أنتي قرارك كان بالرفض " ففرحت وأسرعت واقفة ثم جلست :" تمام طيب من فضل حضرتك ناديه اصله وخجلت أن تقول بأنها تشتاق إليه فتفهم وقام ليرجع هو و " ماجد" وقال : " أهوه "ماجد" يا حبيبتي بلغيه رأيك لحد ما أعمل مكالمة مهمة وأرجع " .
كانت عيون "ماجد" تشتاق لرؤيتها كم أذابت قلبه شوقا إليها ليحدث نفسه قائلا :" آه يا معذبتي الجميلة أشتقت إليكي ودوبت من الأنتظار " لتسرع قائلة :" أنا موافقة أكمل اللي باقي من عمري معاك " فقفز من الفرحة عوضا عن أنه من فرحته يحتضنها فهي لم تصبح زوجته بعد ؛ وهو يخاف الله فيها وشاهدهما والدها من نافذة غرفة مكتبه وفرح لهما كثيرا فرحة أطمئنان أب علي أبنته ؛ تحدثا كثيرا حديث مطول عن حياتهما المستقبلية معا فلقد فاجأها بأنه سيستقر بمصر فلقد لغي تعاقده مع "نزار" وجاءه عرض لا يعوض ب مصر مع أحد أهم مطربي مصر المبدعين وعرض عليه عرض مجزي جدا وبأن دخولها حياته كان وجه السعد عليه ؛ كما أنه عرض عليها العديد من الفيلات لتختار ما بينهم ما تحبه وترضاه وتحدثا طويلا حتي الفجر بالتفاصيل ولم ينتبها إلا وأعلان الفجر مجيئه وبزوغه؛ لم يشعرا بمرور الوقت كالعادة وودعها وهو يمنحها وعد أمام الله بسعادة أبدية بأذن الرحمن .
ولم تنتهي قصتهما هكذا .. تبقت خطوات يمشياها سويا.