Rashasalem

Share to Social Media

وتوجهت " بتول" مصطحبة "نزار" و " ماجد " في طائرة "نزار" الخاصة إلي القاهرة حيث دفء شتوي لا يقارن بأمطار الأسكندرية الوفيرة وفي جولة سريعة للاهرامات وشرح شيق من " بتول" وعلامات التشويق ظهرت علي وجهيهما كطفلين يجوبون فرحين كل مكان يذهبون إليه وأنطلقوا لأحضان القاهرة الفاطمية ليتناولوا وجبة الغذاء في أحدي المطاعم الشعبية المتخصصة في الشواء بمنطقة الحسين وذلك عقب اداؤهم الثلاثة لصلاة الظهر بمسجد الحسين الذي شرفت القاهرة بأحتضان رأسه الشريف وأنطلقا بعدها لقهوة الفيشاوي الشهيرة ليتعرف علي " نزار" القليل من الرواد فهو منافس لهم لتربعه علي عرش قلوب النساء وأستشعرت "بتول" بأن "نزار" طفل كبير في هيئة مكتملة الرجولة فمن دراستها لشخصيته فلقد نشأ في اسرة رقيقة الحال وعاني في طفولته من قلة مورد رزق الأسرة خاصة بعد فقد رب العائلة وتولي " نزار" مسئولية أسرته بأكملها ليعمل بالعديد من المهن ليكتسب قوت الأسرة اليومي فهو لم يتمتع بما يتمتع به الصغار وعاني ويلات الحروب ببلده ليصبح بعدها مرتحلا في غير موطنه ومسقط رأسه لأراؤه المعادية للظلم في بلاده ؛ وهذا ما أكسب شخصيته الصلابة والقوة واضطراب الحالة المزاجية ؛ وبينما هي مسترسلة في تحليلاتها النفسية وشرودها لوح لها بكفه "نزار" : " هيييه روحت وين وبتفكري في أيه" فردت بذكاء : " حضرتك أزاي بتتكلم اللهجة العامية ببراعة ويمكن مقولتش غير جملتين بلهجتك من وقت تعارفنا؟" فأجاب ضاحكا: " أفلامكم اللي باعشقها خلتني اتكلم مصري احسن من اي حد " وضحكت " بتول" وتصادف هروب شعاع من الشمس أنجذب لمقلتيها فأضاء عيونها وأضفي عليها سحر زادها جمال وكأن عيون "نزار" تسمرت لرؤية هذا المشهد بالغ الروعة والأفتتان فتلك الحورية المصرية بها سحر عجيب وظل يفكر هل هو مستوحي من المكان أم سحرها الغامض كنقش فرعوني يحتاج خبير لفك طلاسمه .
وتلألأ النيل ببهاء وعظمة في ليل القاهرة الساحر وهم يتناولون العشاء علي أحدي البواخر حيث تهدر بوداعة لتشق بأمواج مداعبة لنهر النيل الخالد فالناس من حبه سكاري كما غني المبدع الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب واصفا أياه بالنهر الخالد وقد صدق فخلوده بخلود الكون بأكمله فهو معجزة الله في أرضه ومنبع للخير والنماء ؛ وعند تعرف الباند الموسيقي علي "نزار" أستأذنوه في أن يسعدهم بالغناء علي عزفهم لأشهر وأحب أغانيه فالرحلة النيلية تم حجزها خصيصا له ولكانل الباخرة وأستأذن طاقم الخدمة في الترحيب به والسلام وألتقاط صور شخصيه معه وقد وعد مدير اعماله في ضم تلك الصور لالبوم زيارته لمصر علي موقعه الشخصي علي كافة مواقع التواصل الأجتماعي وكم ضحك كثيرا لمداعبات ونكات طاقم الخدمة مداعبين له لتري "بتول" الوجه الحقيقي الخفي لهذا الكائن المحير فهو يتأرجح ما بين القسوة والشدة وبين اللين بالطباع وحلاوة المعشر ؛ من أنت أيها ال " نزار " حدثت نفسها وأستغرقت في تحليله بعمق حسب ما درسته بعلم النفس وكم تمنت أن تحلل تناقضاته وتصل لشخصيته الحقيقة في خمس أيام فقط لتسجل تحليلاتها الشخصية لهذا العميل الوافد العجيب.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.