تعد فترة الطفولة هي فترة البناء الحقيقي والأساسي لشخصية الفرد، وإن تربية الطفل في سنواته الأولى هي أهم مرحلة في مراحل التربية؛ لأنها مرحلة غرس البذور. وتتضمن عملية التربية كثيرًا من الأشياء التي تنمي شخصية الطفل وتجعله فردًا صالحًا متعاونًا في مجتمعه، ومنها: أن يكون الطفل قادرًا على الانخراط في المجتمع من حوله، وأن يكون الطفل ذا شخصية مستقلة مميزة لها صفاتها الخاصة، وأن يكون الطفل ذا مواهب وقدرات واضحة ومتميزة.
وربما يخطئ بعض الأسر في تربية أبنائهم وتوجيههم التوجيه السليم، حيث يفقد الأطفال قدراتهم الحقيقية ومواهبهم الطبيعية التي من المفترض أن تتم تنميتها منذ نعومة أظافرهم. وربما يرجع ذلك، لازدياد عدد الأطفال في الأسرة الواحدة، أو يرجع إلى كون الأم عاملة، أو أنها لثقافتها المحدودة فهي لا تعطي أبناءها حقهم الكامل من خلال اكتشاف ذواتهم وتنمية مهارتهم. كما نجد في كثير من الأسر، أن الأب (الوالد) لا يشارك في عملية تربية أبنائه، نتيجة انشغاله في عمله أو لسفره أو لعدم تفهمه دوره ومسئوليته.
وربما يكون تقصير بعض الأسر راجعًا لضعف مهارات الوالدين في التربية، ونقص الخبرة العلمية لتربية الأطفال، وتنمية قدراتهم، واكتشاف مهاراتهم، أو لوجود بعض الخبرة، لكن دواعي وحجة عدم وجود وقت للتفرغ لمثل هذه الأمور للأبناء، واعتبار أن مثل هذه الأشياء ثانوية، وليست من الأمور الأساسية لتربية الطفل.
ومما تجدر الإشارة إليه، أن الأطفال بطبعهم دائمو النشاط والسؤال ويحاولون حل المشكلات وهذا عنصر من عناصر الإبداع، وحتى ننمي الإبداع عندهم لابد من إعطائهم الوقت الكافي والأدوات اللازمة ليبحثوا في اهتمامات مختلفة، وتحفيز الحيوية والسماح له بأعمال، مثل: التفكير والعمل واللعب، مع عدم الإصرار على المعرفة الكاملة، حيث إنه من الجيد أن يتعرض الطفل إلى أمور متنوعة في النشاطات ومختلف الخبرات، والرغبة في مجال واحد هو أمر جيد أيضًا ومساعدته على هذه الرغبة المعينة والميل لموضوع محدد.
ويسعدني أن أقدم هذا الكتاب «تنمية مهارات الطفل» إلى الآباء والأمهات، وإلى أخصائيي تعديل السلوك، وإلى المربين والمربيات، وإلى مسئولي الحضانات، أهديهم جميعًا هذا الكتاب: «تنمية مهارات الطفل»، حيث يجدون فيه ما يعينهم في مهمتهم.. للتعامل الأمثل مع الأطفال واكتشاف مواهبهم وتنمية مهاراتهم..
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد.
والله من وراء القصد،،،،،،،،،،،،،،،،
المؤلف
أ.د. حسن أحمد شحاتة