أكوان للنشر والترجمة والتوزيع

شارك على مواقع التواصل


مقدمة
في سن الثامنة من عمر الطفل، يكون قد بدأ في فترة الطفولة المتأخرة التي تسبق الدخول في فترة المراهقة، ولذلك يجب عليك التعرف على أسس التعامل معه في هذه السن الحرجة لأنها مرحلة انتقالية.

قدرات الطفل في سن الثامنة
في هذه السن يصبح الطفل أكثر قدرة على التفكير المنطقي، كما أنه ينضج فكريًا أكثر. كذلك، نجد أن الطفل يصبح مهذبًا في التعامل مع الآخرين، ويكون لديه القدرة علي تكوين علاقات اجتماعية خاصة به مختلفة عن العلاقات الخاصة بعائلته. ويصبح قادرًا على إدارة علاقاته بنفسه، كما أنه يصبح حساسًا مرهفًا.

التعامل مع تغيرات النمو البدني والعقلي
عليك احتواء التغيرات التي تحدث له
يمر الطفل في سن الثامنة بمرحلة نمو قد تكون مفاجئة، أو جوهرية، فهو يتحول من طفل لا يعبأ بالآخرين، إلى شخص يحاول أن يضبط مشاعره وتصرفاته، ولذلك فأنتِ يجب أن تكوني على معرفة تامة بكل التغيرات الجسمية من حيث نمو طفلك، وكذلك النمو العقلي والادراكي له لكي يسهل عليكِ التعامل معه، ويجب ألا تتعاملي معه بقلق أو ضغط لكي لا تأتي بنتائج عكسية.

اختاري له الكتب المناسبة فقد يهوى القراءة
في هذه السن يكون الطفل قد تعدى مرحلة اكتشاف كل شيء وتجريبه، يمكنك ملاحظة أن طفلك قد أصبح لديه هوايات، والهواية يمكن أن تقوده ليصبح نجمًا في العالم ما استطعتِ أن توجهي هذه الهواية، كما يمكن أن تقومي بتوجيه هوايته وتقويمها بما يتماشى مع العادات والقيم في المجتمع.



تقويم السلوك
وتقويم سلوك الطفل في هذه السن لا يكون بالعنف مثل استخدام الضرب، كما يجب البعد عن الألفاظ النابية والشتائم التي يستخدمها الكبار وتؤثر في تربية الطفل، وتجعله ناقمًا ويقوم بتقليد الكبار ويصبح من الصعب تقويم سلوكه، بل يجب على الأسرة أن تساهم في توعية وتقويم سلوك الطفل، لتُصقل شخصيته بناءً على قواعد سليمة، وبالتالى التقليل من حدوث مشكلات سلوكية يصعب علاجها.
نظمي روتين يومه.

خصصي له وقتًا ليلعب
في هذه السن يصبح الطفل قادرًا على القيام بعدة أمور في نفس اليوم، بالطبع فهو قد اعتاد على الصلاة منذ سن السابعة، والآن أصبح لديه وقت للصلاة والنوم واللعب وتناول الطعام، وكذلك الدراسة وحل الواجبات، وممارسة الرياضة، وهذه الأنشطة يجب أن تكون على شكل جدول منتظم يحرص عليه الطفل لينجح في حياته.
مشاكل الأطفال في سن الثامنة..
بالنسبة للعديد من الأطفال، يمثل الصف الثالث طفرة في النمو جسديًا، وعاطفيًا، وعقليًا؛ حيث يُظهر معظم الأطفال البالغين من العمر 8 سنوات مكاسب كبيرة في تطورهم المعرفي، ويميلون إلى أن يكونوا قادرين على طرح الأسئلة حتى يكون لديهم معلومات كافية لاستخلاص استنتاجات حول ما يتعلمونه، كما أنهم يتنافسون ببطء مع أطفال أكثر نضجًا، مما يجعله عامًا مثيرًا للاهتمام بالنسبة لهم، ولوالديهم، ولا يخلو الأمر من مواجهة بعض المشاكل والتحديات، وكذلك التسبب في حدوثها، ويجب على الآباء التغلب عليها وحلها.
وفيما يلي سنتعرف على مشاكل الأطفال في سن الثامنة

أهم مشاكل الأطفال في سن الثامنة
إن أكثر المشاكل النفسية التى تظهر على الأطفال في عمر 8 سنوات هى القلق، والعصبية الناتجة عن المخاوف من المدرسة، أو الرغبة في تنفيذ مطالبه، كما تظهر عليه بعض المشكلات السلوكية المتمثلة في رفض الاستذكار، ومقاومة الأهل، ورفض أوامرهم. وأكثر المشاكل السلوكية انتشارًا بين الأطفال في عمر الثامنة، هي: العناد، التمرد، الانقلابات الانفعالية، العصبية، والعدوان، الكذب، الخيال، وأحيانًا السرقة.
وفيما يلي ذكر لبعض هذه المشاكل والحل لها:

1- العدوانية
العدوان هو جزء طبيعي من نمو الطفل، وينتج غالبًا بسبب بعض المواقف، فعلى سبيل المثال: يستحوذ العديد من الأطفال على اللعب من زملائهم في الفصل، أو يضربونهم، أو يركلونهم، أو يصرخون في وجههم من وقت لآخر، فيكون رد الفعل الطبيعي للطفل هو العدوان المماثل.

علاج مشكلة العدوانية:
– بغض النظر عن غضبك، حاول ألا تصيح، أو تضرب، أو تخبر طفلك بأنه سيئ، بدلًا من ذلك، قدِّم مثالاً جيدًا عن طريق التحكم في أعصابك، وسحبه بهدوء بعيدًا عن مكان المشاحنة، والتحدث معه بهدوء.
– حاول أن ترد فورًا عندما ترى طفلك يتصاعد في عدوانيته بقولك «هذا يكفي!»، فمن الأفضل أن تخبره على الفور عندما يرتكب خطأ ما.
– تحدث مع طفلك بعد أن يهدأ وافهم منه سبب ما قام به، وأن رد فعله خاطئ.

2- قضم الأظافر
قد يعض طفلك أظافره لأي سبب من الأسباب التالية، الفضول، أو الملل، أو تخفيف التوتر، لكن إذا كان طفلك يعض بشكل معتدل (لا يؤذي نفسه)، ودون وعي (أثناء مشاهدة التلفزيون، على سبيل المثال)، أو إذا كان يميل إلى العض استجابةً لمواقف معينة (مثل الاختبارات)، فهذه هي طريقة تعامله مع التوتر، وليس لديك ما يدعو للقلق، فهو سيتوقف فور انتهاء ما يقلقه.

علاج مشكلة قضم الأظافر
إذا استمر الأمر لفترة طويلة وجب عليك التدخل والتوصل لحل، مثل: معالجة ما يقلقه، تقرب من طفلك، وابحث عما يقلقه، وتحدث معه، وأفهمه، فهو بقربك له سيتخلص من توتره وقلقه، ويشعر بالأمان والحماية.

3- الكذب
في مكان ما، في وقت ما، خلال سنوات الدراسة المبكرة لطفلك، سوف يفتح فمه، ويخرج كذبة كبيرة سواء أكان خوفًا من رد فعلك، أو للحصول على ما يريد. والآن بعد أن أصبح طفلك أكبر سنًا، يمكنك أيضًا توقع أكاذيب أكثر تعقيدًا، وخداعًا.
ففي هذا العمر هناك العديد من الأسباب التنموية، والعاطفية للكذب، مثل الحاجة إلى الشعور بالأهمية، أو الرغبة في تجنب مشاعر شخص ما.

علاج مشكلة الكذب
لحل هذه المشكلة عليك:
– أن تخبر طفلك بهدوء عواقب الكذب من خلال بعض القصص التربوية.
– لا تخبره بأنه كاذب حتى لا يستمر فيما يفعله.
– تقرب من طفلك، تكلم معه، كن صديقه، فالكذب قد يكون نتيجة لخوف، أو توتر أو قلق.
– اشرح له عواقب الكذب في الدنيا والآخرة.

4- الأنين
الأنين هو صوت الطفل الذي يشعر بالعجز، ويتقدم بطلبه في نغمات أعلى، وأعلى لجذب شخص ما إلى الاهتمام به.

علاج مشكلة الأنين
للتغلب عليها: عليك الاهتمام بطفلك، وتخصيص وقت للحديث معه، وأن تفهمه أن هذا السلوك لن يعود عليه بالمنفعة، لكنه إذا تحدث معك بهدوء فمن الممكن أن تتوصلا لحل معًا.

5- التحدي
في هذا العمر يتعلق التحدي بإيجاد طريقة لتأكيد نفسك، فبينما ينضج تلميذك في الصف الدراسي، ويتعلم المزيد عن العالم من حوله، يطور آراءه الخاصة حول العلاقات، والقواعد (أو يتبنى آراء أصدقائه).
لذلك لا تتفاجأ إذا حاول تأكيد نفسه بتحديك، وبتحدي توجيهاتك.

علاج مشكلة التحدي
للتغلب على هذه المشكلة عليك:
– كن متفهمًا: عندما تطلب من طفلك أن يأتي لتناول الغداء ويصرخ، «ليس الآن» لا تغضب، وتحدث معه وافهم سبب رفضه الطعام.
– ضع الحدود: يحتاج تلاميذ الصف الدراسي إلى حدود، بل ويريدون ذلك، لذا ضع لهم حدودًا، وتأكد من أن طفلك يعرف ما عليه القيام به.
– تعزيز السلوك الجيد عند الطفل.

6- السرقة
السرقة هي استحواذ الطفل على ما ليس له فيه حق وبإرادة منه.
هي مرض في الغالب قد يقوم به الطفل لمجرد الرغبة في الحصول على ما بيد غيره، ويمكن علاجه بالتكلم مع الطفل، وشرح الخطأ الذي قام به، وشرح عواقب السرقة في الدين الإسلامي والتي تتمثل في قطع اليد.
بعض الآباء عندما يسرق أطفالهم يقومون بمعاقبتهم والتشهير بهم دون معرفة السبب الذي دفعهم للقيام بهذا السلوك، أما الطفل فإنه لا يدرك مفهوم السرقة وأضرارها عليه وعلى الاخرين.

أسباب ودوافع السرقة
1- الشعور بالنقص لدى بعض الأطفال فيضطرون للسرقة لتعويض ذلك النقص.
2- إثبات الذات أمام أصدقائهم.
3- رغبة في تقليد الأكبر منهم سنًا.
4- لإخراج كبت يشعر به الطفل بسبب ضغط معين.



أشكال السرقة:
هناك أشكال وصور متعددة للسرقة، وسوف نتناولها بشيء من الاختصار في السطور القليلة التالية:
1- السرقة الكيدية
بحيث يلجأ الطفل إلى السرقة ظنًا منه أنه يعاقب الكبار أو الأطفال مثله.

2- سرقة حب التملك
في هذه الحالة، فإن الطفل يسرق بهدف الاستحواذ وإشباع حاجاته من الحب والحنان.

3- السرقة كاضطراب نفسي
بحيث تكون السرقة جزءًا من حالة نفسية يعاني منها الطفل وتظهر على شكل اضطراب سلوكي.

4- السرقة نتيجة الحرمان
يلجأ الطفل إليها للتعويض عما حرم منه.

5- السرقة لتحقيق الذات
يلجأ إليها الطفل من أجل إشباع ميل أو رغبة ليرى نفسه سعيدًا وليخبر رفاقه بتلك المغامرة.

السرقة باعتبارها حب المغامرة والاستطلاع:
مثل قطع الثمار من حديقة منزل ما.

علاج السرقة
1- يجب عدم التصرف بعصبية، وألا نعتبر أن الطفل سيئ بل سلوكه خاطئ.
2- معرفة أسبابها ثم إزالة هذه الأسباب وتغييرها بما هو أفضل منها.
3- وضع الطفل مكان الشخص الذي سُرق منه وسؤال الطفل عن ردة فعله وشعوره إذا تعرض لذلك.
4- جعل الطفل يعيد ما سرقه إلى الشخص الذي سرق منه مع الاعتذار.
5- إذا كان أحد أسباب السرقة الحرمان وشعوره بالنقص، يجب علينا تعويض ذلك وتشجيعه بتقديم الهدايا له.
6- إذا كان السبب إثبات ذاته، فعلينا تعليم الطفل حق الملكية والاستئذان من الغير.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.