أكوان للنشر والترجمة والتوزيع

شارك على مواقع التواصل


مقدمة
تنمية مهارات الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة شيء ضروري لمساعدتهم على قضاء حياتهم اليومية بصورة طبيعية، ويمكن تعريف ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم أناس لديهم إعاقات إدراكية أو تعليمية أو عاطفية أو جسدية. فيحتاجون رعاية خاصة مثل تقديم خدمات تعليمية أو تثقيفية وترفيهية يمكنها أن تساعدهم في العيش حياة ميسرة، وتوفر لهم البيئة المناسبة لقدراتهم وتيسر لهم التواصل مع المحيطين بشكل جيد.

مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة
يتم استخدام مصطلح (ذوي الاحتياجات الخاصة) للإشارة للأشخاص المعاقين، لأن إطلاق لفظ معاقين صراحة سوف تجعلهم يتألمون نفسيًا ويشعرون بالنقص، لذلك يجب علينا الحذر عند التحدث عن أي أشخاص لديهم مشكلات أو يحتاجون للمساعدة.
ويعرف ذوو الاحتياجات الخاصة بأنهم أشخاص غير قادرين على ممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية، فهم يحتاجون لرفيق لمساعدتهم دائمًا، يجب ألا يتركوا بمفردهم نظرًا لوجود إعاقة تمنعهم من التصرف بصورة طبيعية، مثل: الإعاقة الجسدية في الأقدام أو الأذرع، والتي تجعل الشخص غير قادر على الوقوف أو السير أو الحركة، أو الإعاقة السمعية فلا يستطيع الشخص سماع من هم حوله، أو الإعاقة البصرية وهي عدم القدرة على الرؤية، أو الإعاقة العقلية والإدراكية وهي من أصعب أنواع الإعاقات عند ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث توجد في أهم مكان وهو العقل فتجعل الأشخاص غير قادرين على الفهم والتواصل الإدراكي مع المحيطين به.
وهم أشخاص يحتاجون لأن يقدم لهم المجتمع خدماتٍ أو برامج أو أجهزة من نوع خاص واهتمامًا ورعاية أكبر من الأشخاص العاديين، فيجب أن يكون تعليمهم في مدارس خاصة، وأن يتبع المعلمون الأساليب المناسبة لمستواهم العقلي.

اضطرابات ذوي الاحتياجات الخاصة
1- الاضطرابات الفيزيائية
وتتمثل في بعض أنواع ضمور العضلات، مثل ضمور أحد الأطراف أو التصلب المتعدد، الربو المزمن، والصرع وغيرها.

2- الاضطرابات السلوكية والعاطفية
تتمثل في اضطراب التحدي الاعتراضي أو اضطراب نقص الانتباه.

3- الاضطرابات التنموية
مثل اضطرابات المعالجة وصعوبة القراءة والتوحد ومتلازمة داون.

4- الاضطرابات الحسية
وهي الاضطرابات المتعلقة بالحواس، وتشمل ضعف البصر أو العمى أو ضعف السمع أو الصم.

تنمية المهارات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
تتضمن المهارات الأساسية: المهارة الحركية والمهارة الاجتماعية والمهارة الذهنية وغيرها من المهارات التي بتطويرها تُكسب الطفل صفة الاستقلال تدريجيًا، فيتعود على أداء بعض الأنشطة بنفسه ليعتمد على نفسه في حال تواجده بمفرده، كما أن تنمية هذه المهارات تُشعر الطفل بالسعادة وتكسبه ثقة في نفسه.
ويمكن تطوير المهارات كما يلي:
1- الاستقلال
يمكن إكساب الطفل الاستقلال من خلال تدريبه على أداء الممارسات اليومية كغسيل الوجه وترتيب السرير وارتداء الملابس وصنع بعض الأطعمة البسيطة.

2- المهارات الحياتية
مثل تنظيف المنزل والتسوق أو شراء بعض المستلزمات، البحث عن المعلومات في الإنترنت.

3- مهارة العناية الذاتية
مثل التعود على النظافة والاستحمام وآداب المائدة والتعامل مع البرد مثل تنظيف الأنف.

4- الترفيه
ويتم عن طريق تشجيع الأطفال على تطوير وتنمية مواهبهم وإرشادهم لها، ليكونوا قادرين على شغل وقت فراغهم بأنشطة نافعة تزيد من متعتهم وراحتهم.

5- مهارة القراءة الوظيفية
وتتمثل في تعليم الأطفال القراءة، مثل قراءة الخرائط والرموز والبحث عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

6- مهارة الرياضيات الوظيفية
وتشمل تعليم الأطفال حساب النقود أو معرفة الوقت أو قياسات الطول والحجم، والتصرف في الميزانية وإدارتها بشكل جيد، مما يجعلهم يتعاملون بسهولة ويدركون كل شيء حولهم.

7- المهارات المتعلقة بالعمل
مثل تنفيذ الأوامر واتباع التوجيهات وفهم الإرشادات والالتزام بمواعيد العمل وإمكانية العمل ضمن فريق.

8- مهارات البيع والشراء
وتشمل التسوق والقدرة على بيع شيء أو شراء الأشياء المهمة والتصرف في المال بطريقة صحيحة.

9- مهارات الطبخ والغسيل
وتعني القدرة على صنع الأطعمة وغسيل الملابس الشخصية أو بعض الأواني البسيطة، حيث تجعل الطفل مكتفيًا ذاتيًا.

ألعاب لتنمية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
يوجد بعض الأنشطة التي تعمل على تنمية الفهم والإدراك للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ليفهموا الإشارات، وليقدروا على التواصل البصري وفهم الجمل والمصطلحات وتعبيرات الوجه أو لغة الجسد وزيادة قدرته على التركيز في موضوع محدد.
وتتعدد الأنشطة التي من الممكن أن يختار الأهل منها ما هو مناسب لحالة طفلهم وهي كما يلي:
- أنشطة لدعم قدرة الطفل على التواصل البصري
- بعض الأنشطة التي تدعم التواصل البصري بين الأشخاص:
- مسابقة الاتصال بالعين، حيث يؤمر الأطفال بإطالة النظر لشيء ما أو لشخص، وتكون مسابقة بين شخصين فتشجع الأطفال على الاستمرار في التواصل البصري.
- يمكن لصق شكل عين على الجبهة ثم نطلب من الطفل أن ينظر لهما، وميزة هذا النشاط أنه يشجع الطفل على التواصل بالعين دون الشعور بالخطر أو التهديد.
- يمكن أن نطلب منه التواصل البصري على الأرجوحة، مثل أن ينظر إليك وهو بعيد ثم يقترب ويلمس قدمك.

دعم القدرة على فهم العبارات الاصطلاحية
تعتبر العبارات الاصطلاحية صعبة إلى حد ما على الأطفال العاديين، وبالتالى فإنها تكون أصعب على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن كل شيء يأتي بالممارسة، وتكون كالتالى:
- من الممكن إحضار بعض الكتب الجذابة والمصورة وتعليم الأطفال فيها.
- من الممكن التعليم عن طريق الإنترنت.
- من الممكن مساعدة الطفل أن يصنع كتابًا خاصًا به فيحضر بعض الكرتون ثم يكتب العنوان ويرسم أمامه صورة يسهل عليه فهمها
- من الممكن فهم المصطلحات عن طريق اللعب، حيث يمكن إحضار مجموعة من الكروت واحدة تضم المصطلحات والأخرى تضم الصور حيث يطلب منه أن يطابق بين المصطلح وصورته.

دعم القدرة على قراءة الوجوه وتفسير المشاعر
هي مهارة يجب ممارستها في المنزل أو المدرسة أو الملعب لأن عدم القدرة على تفسير المشاعر يُحدث كثيرًا من المشكلات بين الأطفال، حيث يخلطون بين النظرات مثل نظرة الغضب ونظرة خيبة الأمل، أو بين الشخص العصبي أو المضحك.

ويتم الدعم من خلال الأفكار التالية:
- يمكن استخدام فوازير المشاعر بدلاً من عناوين الأفلام أو الحيوانات، حيث تتم كتابة الكلمات المعبرة عن المشاعر على ورق ويقوم الطفل باختيار ورقة بشكل عشوائي ثم يقوم بتمثيل التعبير الموجود في الورقة.
- يمكن استخدام لعبة المرايا وتفيد في تنشيط التفاعل الاجتماعي للطفل.
- يمكن القيام بممارسة لعبة البنجو.

دعم القدرة على التركيز في موضوع واحد
- عندما يتحدث الأشخاص العاديون في موضوع فإنهم يتكلمون في نفس الموضوع وكل شخص يضيف معلومة جديدة، ولكن ذوو الاحتياجات الخاصة لا يستطيعون التركيز في نفس الموضوع.

وهذه الأنشطة تساعدهم على التركيز في موضوع واحد، ومنها ما يلي:
- لعبة الموضوع، وتتمثل في اختيار موضوع معين مثل أسماء البنات أو أسماء الأولاد أو أنواع الحيوانات أو الفواكه وغيرها ثم تكون المسابقة على الإتيان بالأشياء التي تطلب في الموضوع.
- من الممكن أخذ خطوة نحو المحادثة وهي طريقة تعليمية للأطفال المصابين بالتوحد لإجراء محادثات تفاعلية، حيث تتكون من بطاقات عليها محادثات بها أماكن فارغة حتى يملأها الطفل.
- الحكي الارتجالى يتم فيها وضع صور للعواطف المختلفة وتكون مقلوبة على طاولة ثم يقوم اللاعبون باختيار صورة تتماشى مع الحكاية التي يتم حكايتها، والهدف من هذا النشاط تناوب السرد بناء على الأفكار.

وبعد أن تعرفنا على كيفية تنمية مهارات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يجب علينا أن نساعد هؤلاء الأطفال ليكونوا قادرين على العيش بطريقة تضمن لهم حقوقهم من صحة وتعليم ورعاية صحية، ويجب على المجتمع أن يقدر ظروفهم ويوفر لهم احتياجاتهم.

الإعاقة الذهنية
تعد الإعاقة الذهنية من أهم المشكلات التي تؤرق كل المجتمعات وخاصة المجتمع العربي، فأبعادها طبية ونفسية واجتماعية واقتصادية وتعليمية وتتداخل هذه الأبعاد مع بعضها البعض.
فبجانب القصور في القدرات العقلية، هناك العديد من أوجه القصور في مظاهر المهارات الحياتية، وتعد عملية تثقيف وتوعية المجتمع بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ومتطلباتهم من المهمات التي تسعى لتحقيقها مؤسسات الدولة.



فهناك مجموعة من الشروط الأساسية والظروف المناسبة لتحقيق عملية التعلم الحقيقي والدائم لما سيتدرب عليه الطفل المعاق ذهنيًا، منها:
- لا تجعل الطفل المعاق يفشل، وذلك من خلال تنظيم المعلومات واستخدام الوسائل التربوية المناسبة للطفل.
- تقديم المعلومات المباشرة بشأن صحة أو خطأ الإجابات التي يتم تقديمها إلى الطفل.
- تعزيز الاستجابات الصحيحة التي تقدم إلى الطفل.
- تحديد المستوى الأفضل الذي يجب أن يعمل فيه الطفل المعاق لا المستوى السهل الذي لا يجد فيه التحدي ولا الصعب الذي يواجه فيه الفشل.
- تكرار الخبرات التعليمية للطفل.
يجب أن تتم العملية على أساس منتظم ومتتابع مع الطفل المعاق.
ومن أهم أساليب التدريس:
- الحوار والنقاش.
- التوجيه اللفظي (الحث اللفظي).
- التمثيل(الدراما).
- طريقة المحاكاة والنمذجة (التقليد).
- التوجيه البدني (الحث البدني).
- التعلم باللعب.
- الخبرة المباشرة.
- القصص (القصة).

فانطلاقًا من أهمية المهارات الحياتية كأحد المتطلبات الضرورية لتكيف الطفل المعاق ذهنيًا مع متغيرات هذا العصر، يعمل قسم تنمية المهارات بمركز حياة بتعليم الأطفال المهارات الحياتية لتنميتها، مثل:
- مهارات لرعاية الذات.
- مهارات اجتماعية.
- مهارات اقتصادية.
- مهارات معرفية.
- مهارات اتصال.
التي تساعد على ترجمة تلك المهارات إلى سلوك تطبيقي، والذي يسهم في مساعدة الطفل المعاق ذهنيًا على التعامل مع مفردات الحياة اليومية، لمسايرة الحاجات والمطالب الشخصية التي تؤثر إيجابيًا على مهاراته الحياتية.

أسس تنمية مهارات الطفل المعاق
- تحديد الهدف من المهارة ومحاولة تحقيق هذا الهدف.
- توفير بيئة مليئة بالمثيرات (السمعية والبصرية) واستخدامها بأسلوب جيد.
- أن تتناسب المهارات مع خصائص وميول وقدرات الطفل المعاق.
- مراعاة الظروف (النفسية والصحية والاجتماعية) للطفل المعاق فكريًا وخلق روح الصداقة معه وتشجيعه.
- إثارة الطفل لممارسة الأنشطة عن طريق التدعيم (المادي والمعنوي) ليستمر في بذل الجهد.
- مراعاة مبدأ الفروق الفردية بين الطفل المعاق ذهنيًا وأقرانه.
- أن يتسم الشخص الذي يقوم بتنمية المهارة (أخصائي تنمية المهارات) بالمرونة، حيث يسمح بإدخال التعديلات المناسبة إذا لزم الأمر.
- يجب التحلي بالصبر والمثابرة واستخدام أسلوب المرح والتشجيع للطفل.
- يجب الاهتمام بفترات راحة أثناء تنمية مهارة الطفل المعاق ذهنيًا.
- يجب استخدام النموذج الجيد لأداء المهارات المختلفة، نظرًا لأنه يتعلم من خلال تقليد (المعلم – الأخصائي – المدرب).

بعض التوصيات التي من شأنها أن تنعكس إيجابيًا في تأثيرها على الطفل المعاق ذهنيًا، منها:
- توعية أسر المعاقين ذهنيًا بأهمية المهارات الحياتية وتنميتها من خلال عقد ندوات وبث برامج إذاعية وتليفزيونية هادفة.
- عقد دورات تدريبية للمشرفين والأخصائيين على أنشطة البرامج الحديثة والمختلفة التي تراعى تنمية المهارات الحياتية للأطفال المعاقين ذهنيًا حتى يمكن تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي لهم.
- ضرورة إعداد برامج تليفزيونية خاصة للمعاقين ذهنيًا لإكسابهم المهارات المختلفة، ومنها المهارات الحياتية وتنميتها لتشكيل السلوك السوي.
- ضرورة العمل على دمج الأطفال المعاقين ذهنيًا مع الأطفال الأسوياء عن طريق تخصيص فصول لهم في مدارس الأسوياء لتفاعلهم معًا وإكسابهم المهارات الحياتية ومشاركتهم في ممارسة الأنشطة المختلفة.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.