HossamElAgamy

شارك على مواقع التواصل

مواجهة
الفصل الرابع

 

                   ما أن دخل السلطان إلى قاعة الحكم حتى قص علي السلطانة شجر الدر المنتظرة بها كل ما حدث وما إن انتهى حتى سألها

أيبك : ما تقديرك لما قد يحدث؟؟

شجر الدر مبتسمه :لاتقلق الكثيرين سينضمون اليك...والقليل جدا سيرحلون ...لكن لن تجد من يناصبك العداء هذه الليلة ولا أظن أن تراق دماء جديدة الليلة

أيبك : و بيبرس؟؟؟

صمت الاثنان… فلم يكن أحد يستطيع  توقع ردة فعل بيبرس أو  تقديرها إلا بيبرس نفسه .

 

على باب القلعة اقترب نائب السلطنة من زميله القديم بيبرس الذى كان يكظم غيظه وغضبه من جراء كل ما يجرى من حوله أو ما سمعه من السلطان محاولا تصفية ذهنه جيدا كى يستطيع تقييم الأمر كي لا يتخذ قرارا قد يندم عليه فيكون ثمنه حياته وحياة رجاله .

قطز: بيبرس ..أعلم أنك غاضب مما حدث ...لكن عليك أن تهدأ وتقدر الموقف جيدا.

بيبرس غاضبا : ومن قتله ؟؟؟

نظر قطز أرضا حزينا :غروره ...غروره قتله...لن يفرق معك من نفذ الأمر(واحتقن صوته حزنا) فالنتيجة واحده.

أشاح بيبرس بوجهه بعيدا عنه فأمسك قطز بذراعه

 

قطز : بيبرس ..أنت رجل سياسي ...تعلم بالمخاطر التي تحيق بمصر ...فنحن  نؤسس لدولة جديدة...دوله المماليك..... كن معنا ولا تكن علينا فهي فرصه قد لا تسنح لنا مرة أخرى .

انتفض بيبرس ساحبا ذراعه من يد قطز.

 

بيبرس : دولتكم تلك ما كانت لتكون إلا بفضل أقطاي..ألم يكن من ابطال معركة المنصورة...ألم يوقف زحف الناصر يوسف بغزة ....ألم ينهى تمرد امراء الصعيد؟

قطز:لايمكن لأحد أن يبخس حق أقطاي وبطولاته, لكنه مؤخرا تملكه الكبر والتهور ...فزين لنفسه أنه صار رأسا برأس مع السلطان ...فأودى بنفسه إلى موارد الهلاك وتحول إلى مصدر خطر دائم...استمع إلى...لك منى الأمان والعهد بالحماية...أنت صديقي ولن أسمح بأن يصيبك مكروه

 

بيبرس منفعلا : صديقك ...ألم يكن أيبك رفيق أقطاي ومع ذلك قتله...فما يدريني لعل مصلحة الحكم غدا تتطلب قتلى أنا الأخر.

قطز وقد تملك الغضب منه : ماذا  بك ؟ بعد كل ما أتعهد به لك (يصمت متلفتا حوله ثم يرتد إليه) قل لي ...ألم تقتل سلطان مصر توران شاه بيديك هاتين؟؟ وهو من كان ابنا للملك الصالح نجم الدين الذى أعتقك من الرق وجعل منك أميرا..
بدا التردد على وجه بيبرس

 

بيبرس:ل..ل..لقد كان يستحقها…كان ضعيفا...سكيرا...كما بخس بحق المماليك الذين حاربوا في المنصورة  وكاد أن يودي بالبلاد إلى التهلكة…

قطز: أرأيت ...هي مصلحة الدولة إذن... فالدولة القوية لا مجال فيها لضعيف سكير كتوران شاه أو لمغرور أرعنا كأقطاى ..الذي ترك كل ما نواجهه وصار هدفه المال والسلطة ؟ ( بهدؤ) بيبرس ...كن معنا ..فإني والله لأراك سلطانا قويا على مصر وغيرها من الأمصار العربية 

ضحك بيبرس مستهزئا : تقصد سلطانا لقتلاكم

 

قطز غاضبا :لقد سئمت فعلا من هذا الحديث الذي اكرره عليك ببقائك ....

بيبرس: إستمع إلى أيها النائب لقد ترك لنا سلطانكم حرية الاختيار وقد اخترت الرحيل عن دولتكم هذه فهل هناك ما يمنع؟

قطز بحزن بعد تفكير : انت تعلم جيدا من يستطيع منعك بل وقتلك ايضا حين يعلم بنيتك في الرحيل ( انتفض بيبرس فى مكانه ) فوجودك بعيدا عنه خطرا محدقا بملكه (صمت قطز لثوان مفكرا بالأمر) عموما لك ما تريد ,يمكنك الرحيل ...لكن بشرطين.

 

بيبرس: ما هما؟

قطز : سترحل الأن وفى خلال ساعة واحدة… هى كل ما أضمنها لك .

بيبرس : ولم تفعل ؟

قطز ممسكا بكتفي بيبرس: لأجل ما كان بيننا ...ولأجل أملا صغيرا بأن تعود يوما إلي مصر مجاهدا بها ولها.

 

أطرق بيبرس الى الأرض وقد أحس بصدقه ثم أردف : والثاني ؟

 قطز : سترحل من مصر وحدك بلا معاونين أو رجال ...وحدك 

اقترب بيبرس منه منفعلا خافضا صوته وعلى وجهه غضب شديد

بيبرس : هذا لن يكون أبدا ...سآخذ رجالى  جميعا معي

قطز : كلا ( وقد انقلبت سحنته من اللين الى الغضب ) وحدك واحذرك فإن الساعه المتاحة لك قد بدأ عدادها.

تلفت بيبرس يمينا ويسارا كالتائه  باحثا عن حل

بيبرس : إذن اسمح  بمصاحبه قلاوون وسنقر لي ...قطز أن كنت تقدر ما كان بيننا ارجو أن توافق ...فهما أخوان لي.

نظر له قطز ثم تركه دون أن يرد عليه وأبتعد ليفكر فى الأمر.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.