HossamElAgamy

شارك على مواقع التواصل

صراع الاقوياء
مر عامين جديدين نجح خلالهما شيخ الخان في تهدئة الأجواء بين جماعته وأمراء الشام الذين بدأوا في إعادة التعاون مع جماعة الحشاشين و تكليفهم بالعديد من المهمات الخاصة إلا بيبرس الذي ظل محايدا لهذه الجماعة فلا هو مطمئن لهم ولا هو يشك فيهم.

كان الشيخ قد أمر بعمليات نوعية مثل الهجوم على بعض مواقع المغول والصليبيين ليضفي شيئا من الأمان والثقة تجاه الجماعة كما قام بنقل مقر الجماعة إلى خانا جديد بمدينة الخليل بفلسطين مبتعدا قدر الإمكان عن المغول.

هدأت الأمور بين صقر و قاسم الذى قرر تأجيل مواجهته معه الى حينا ومكانا جديدين ، كما إن وجود الشيخ كان من أكبر موانعه خاصة بعدما صار الشيخ متحكما بأمر الجماعة.

من جهة أخرى اجتهد الشيخ فى تصحيح تعاليم طلابه من صحيح الدين فصار ينمى فيهم حب الله والدين والوطن وفوائد الاتحاد وحرية عبادة الله لكل البشر بلا غلو ولا ظلم ولا اعتداء.


قلعة الحكم

غرفة السلطانة شجر الدر, عاد السلطان المعز الي قلعة الحكم بعد غياب أكثر من شهر قضاه متنقلا بين قصر زوجته الأولي و أم ولده الوحيد نور الدين و القصر الجديد الذي يجهزه لزوجته الجديدة , عاد بعد ان ارسلت شجر الدر له رسالة استعطاف كزوجة تشتاق لزوجها.

ايبك : كيف حالك
شجر الدر مبتسمه : حمدا لله على سلامتك , أخيرا عفوت عنى وحضرت
أيبك : أنتى من تتعاملين معى بغلظة منذ أبلغتك بزواجي بابنة ملك الموصل بدر الدين لؤلؤ
تقترب شجر الدر منه وتمسك بيديه
شجر الدر : غلظتي هي علامة حبي لك , أم تراك لم تعد تحبنى
أيبك مبتعدا عنها : أحبك لكنك تنسين أننى سلطان البلاد ولست طفلا من أطفالك أو عجوزا تحجرين عليه

تدنو شجر الدر منه تحتضنه من ظهره
شجر الدر : نحن شركاء يا أيبك في الحكم أم تراك نسيت
أيبك بشئ من غضب :كلا لسنا شركاء ,إنما أنا السلطان وأنتى زوجتى فقط و سأتم زواجى الجديد حتى أضيف قوة لملكى بإتحادى مع بدر الدين
شجر الدر : افعل ما تريد , لكن لا تترك القصر ثانيا (تحضنه) فأنا لا أطيق ابتعادك عني , هلم بنا فالعشاء جاهز وسنقضى الليلة معا
أيبك منتشيا : إذن فقد وافقتى
شجر الدر بدلع : وهل أستطيع معارضتك يا مولاى المعز.

وبعد آذان الفجراذا بصرخة ملتاعه قادمه من غرفة السلطانة ,اسرع الحراس باقتحام الغرفة فإذا بالسلطانة تجلس علي الأرض باكيه ممسكه بيد الملك الراقد على سريره بلا حراك.

شجر الدر ملتاعه : مات السلطان أيبك (تبكى ) أسرعوا بإحضار الطبيب لعله ينقذه
وبعد ساعة من الزمن وفى حضور نائب السلطنة وبعض الأمراء اللذين اسرعوا بالحضور ما إن علموا بالخبر وقد استدعوا طبيب القصر وقد لحقت بهم زوجة أيبك الأولى و أم ولده الوحيد نور الدين.

قطز حزينا متفرسا وجهه السلطانه : ما الذي حدث يا سلطانه ؟
شجر الدر باكية : لا أدرى ,تعشينا وسهرنا ثم نمنا و عند آذان الفجر أردت أن أوقظه فلم يستجب ( تنهار على كرسي بجوارها )
قطز : أيها الطبيب , ما تقديرك لما حدث ؟ هل هى سكته قلبيه أم ماذا؟

اقتربت أم نور الدين من شجر الدر
الطبيب : عذرا يا نائب السلطنه كل الظواهر تؤكد أن السلطان ( يصمت )
قطز بغضب : انطق يا رجل
الطبيب : لقد ( يتلجلج) للأسف لقد ثتل السلطان بالسم
انتفضت أم نور الدين مرتعشة وفرت دموعها من عينيها والتفتت الي ضرتها
أم نور الدين : قتلتيه , أنتي من قتلته , اقبضوا عليها
أسرع بعض الأمراء بالإمساك بشجر الدر التي بدأت بالصراخ ونفي هذا الاتهام الظالم وتوالت الاتهامات والهجوم عليها
شجر الدر : لا , لا أنا لم أقتله (تبكى ) , أنا السلطانه , اتركوني
ام نور الدين : لا تكذبين , لقد أعمتكى شهوة الحكم منذ استبعدك ولغى أختامك الملكية وأخيرا زواجه الجديد جعل غيرتك تشتعل حتى أحرقتي نفسك ايتها الغبيه

اقترب قطز من المرأتين مشيرا لهما بالصمت والهدوء
قطز : مولاتي الأميرة ,السلطانة شجر الدر فى عرف المتهمة ولم تثبت عليه التهمة , دعينا نحقق فى الأمر ثم نرى ماذا نفعل ؟
ام نور الدين :أى تحقيق هذا ؟هى من قتلته ؟ اؤكد لك
قطز : لا نستطيع أن نلقى بتهمة كهذه جزافا فهى شجر الدر سلطانتنا ولها واجب الاحترام

أزاحت شجر الدر يد الأمراء و أسرعت محتميه خلف قطز
شجر الدر مولوله : انقذنى يا قطز , أنا لم أفعل شيئا , أقسم لك لعلها مؤامره من المغول أو أحدا آخر
ام نور الدين : هل ستصدق هذه الكاذبة , لقد خرج أيبك ( تبكى ) من عندى سليما معاف وهى من أقرت أنه تعشى ثم نام ولم يستيقظ.

شجر الدر :لا تصدقها (صارخة) فهي تكرهني وتغار مني لقد مات ميتة طبيعية أنا لم أقتله هذا الطبيب كاذب
أم نور الدين: أقسم أن أنتقم منك يا قاتلة زوجي وحبيبي
امسك قطز بذراع شجر الدر : هل تقسمين أنكى لم تسمميه؟
شجر الدر على الفور : أقسم , أقسم بالله أنى ما قتلته وأنه قد مات ميتة طبيعية
قطز : هل تعشيتي و أكلتي معه
شجر الدر بسرعة : نعم , نعم فعلت
فجرها قطز من ذراعها حيث صينية الطعام
قطز :إذن ، كلى
صعقت شجر الدر : ماذا؟
قطز : هيا كلي , ألم تأكلى معه , كلى من الطعام كله
شجر الدر صارخة : لا, لا , لن آكل
قطز :لئن لم تأكلى ثبتت عليكى جريمة القتل
تقع السلطانه على الأرض منهارة تبكي

قطز : لماذا؟ لماذا اضعتي نفسك وتاريخك هكذا؟
تنظر شجر الدر له ودموعها تسقط انهارا دون رد
قطز: خذوها الى السجن لتحاكم
أم نور الدين بقسوة : كلا , بل أخذها أنا
قطز : بل تحاكم يا مولاتى
أم نور الدين : كلا , العين بالعين والسن بالسن و أنا لي ثأرا عندها

قبل أن ينطق قطز تدخل الأمراء مؤيدين زوجة السلطان الأولى في حقها بالثأر
قطز : أيها الأمراء أنها شجر الدر
الأمراء : هي من حق أم نور الدين

ظل قطز يحاول إنقاذ شجر الدر لكن بلا فائدة وفي النهاية وما بين توسلات من شجر الدر و ثورة الغضب من الأمراء، رضخ لما أقروه بتسليم شجر الدر إلى زوجة أيبك.

لينسحب تاركا أمر سلطانة مصر التى قادتها بمعركة المنصورة بين يدى ضرتها التى ظلت تعذبها ليومين ثم أمرت جواريها بقتلها بطريقة كانت فريدة من نوعها اذ تجمعوا عليها و قاموا بضربها بالقباقيب حتى لفظت أنفاسها ثم قاموا بإلقائها من فوق سور القلعة تاركين جثتها بجانبه دون دفن مدة يومين حتى تم الإنتهاء من دفن السلطان أيبك و بضغط شديد و تدخل من قطز وافقت أم نور الدين أن يتم دفنها بمقبرة مجهولة .

تولى من بعد أيبك ابنه الطفل الصغير نور الدين الحكم تحت وصاية نائب السلطنة سيف الدين قطز الذي صار يعاني معه كثيرا من جهه ومن تدخل أمه المستمر في شئون الحكم من جهة أخرى .
حتى بدأ جميع من حوله من أمراء المعزية و الشيخ ابن عبد السلام يطالبونه بخلع الطفل عن الحكم لصالح البلاد..إلا أنه ومراعاة لسلطانه وأستاذه الراحل أيبك كان يرفض ويطالبهم بالصبر.

حتى صحا العالم العربى والإسلامى كافة على خبر هز الأرجاء كالزلزال
سقطت بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية فى يد هولاكو الذي أمر بقتل الخليفة وأولاده وجميع قادته وذبح أهلها فأراق دماء أكثر من نصف مليون نسمة من أهلها بشوارعها لستة ايام متواصله.
كما دمروا مكتبة بغداد والتي كانت تعد أكبر مكتبات العالم فى ذلك الوقت كما كانت تحتوي على أندر الكتب في كل المجالات.
وردم المغول نهر الفرات بكل هذه الكتب حتى قيل أن جيش التتار قد عبر النهر عليها دون أن تمس أقدامهم ماء النهر.

أمست الأمه فى حزن وهلع مما هو قادم فساد الخوف بين العامة , توقفت التجارة من وإلى الشام , نقص الغذاء وغلا سعره فسادت الاضطرابات وضاع الأمن والأمان فتسابق أهل الشام بالرحيل عنها خوفا على حياتهم.

على الطرف الاخر ,أسرع الصليبيين بإرسال رسائل ترضية إلى هولاكو معها موافقتهم على دفع الجزية له حتى لا يهاجمهم وأكدوا على حيادهم تجاه حربه به مع العرب .
أما قصور الشام فقد غزاها الرعب من اقتراب المغول و دق الخوف أبوابها فاهتزت أركان عروش ملوكها الضعيفه.

تقدم هولاكو إلى حلب فحاصرها سبع ليال وخرج له الظاهر غازى الأخ الأصغر للناصر يوسف وربيبه يحاربه.
إلا أن هولاكو هزمه وطارده حتى أبواب دمشق دون الدخول إليها و مقررا العودة مرة أخري إلي حلب واستكمال محاصرتها وتأجيل غزو دمشق لحين استسلام حلب.

أما الناصر يوسف فقد صار يعيش حالة كبيرة من الرعب من قرب ضياع ملكه وملك آبائه مع إيمان ويقين داخلي بعدم قدرته على مواجهة المغول اللذين ما إن يستولوا على حلب حتى يتوجهوا إليه بدمشق
ذات صباح ، قام الناصر باستدعاء وزرائه وعلى رأسهم كبيرهم زين الدين الحافظي و أمراء دولته ومن بينهم بيبرس لإجتماع فورى للتباحث في أمر التتار .
الناصر ممتقع الوجه : هل أتى أي رد من المغيث عمرو أو من سيف الدين قطز
الحافظى :كلا يا مولاى و يبدو أنهما خائفين
الناصر بقلق :علينا أولا أن ننقل مقر إقامتنا إلى غزة كي نبعد عن خطر المغول و نصبح قريبين من مصر
الحافظي: قرار عظيم يا مولاي
الناصر: والآن أشيروا على بأمر المغول ؟

بيبرس بحزم : دعنى أخرج إليهم أحاربهم لعل الله يهبنا النصر بدلا من الفرار من دمشق
الناصر : لقد هزمونا و لن أعيدها
بيبرس متبرما : لم نكن مستعدين كما أننى لم أشارك
الحافظى ساخرا :وما الفارق فى عدم مشاركتك فنحن لم نشهد لك نصرا منذ لجئوك إلينا هاربا

يقف بيبرس ثائرا : أسمع يا هذا لولا أنى أعلم بمكانتى وقيمتها وأنك بلا قيمة ولا مكانة لرددت عليك ( هم الوزير بالرد إلا أن بيبرس قاطعة ) فلا تستفزني كى لا أهينك أمام هذا الجمع
الناصر غاضبا : ليهدأ الجميع ليس هذا وقتا للعراك

بيبرس : لنرسل للمغيث وقطز مره أخرى لكن مع أشخاص ذوو قيمة وقامة كالظاهر غازى مثلا
الحافظى ساخرا: هل تقبل أن تذهب أنت لقطز مثلا؟
نظر له بيبرس بمقت : نعم فأنا لست جبانا وعلى استعداد للتضحية بنفسي في سبيل بلادي ودينى يا هذا
الناصر بإرهاق : سنرى أى أفكار أخرى؟
الحافظى :أرى يا مولاى أن نرسل الى التتار
بيبرس وقد قطب حاجبيه : ولم؟
الحافظى : نستميلهم و نهادنهم
بيبرس غاضبا : نهادن من ؟ ألم تتعلم من تاريخهم قط أيها الغبى؟
الحافظى بغضب: مولاى ألزم أميرك بالأدب في حديثه معى
الناصر: الهدوء قليلا يا بيبرس، فما يقوله الحافظي قد ينقذنا من مصير اسود
بيبرس مندهشا: ماذا؟ ماذا تقول أيها الناصر، كأني احسك تميل لما يقول
الناصر: ولما لا، أكمل يا حافظى

تشجع الحافظى : جيش المغول صار من أقوى جيوش الأرض لنرسل إليه نسالمه كما فعل الصليبيون ونتحد معه ضد مصر فهى الخطر الأكبر له وعندها نستعيد ملك الأيوبيين أيضا
اقترب بيبرس من الوزير يتملكه الغضب حتى وقف قبالته
بيبرس :أتطلب من الملك مشاركة هؤلاء الكفرة المتوحشون فى قتل اخوتنا وعشيرتنا وأن نخون بنى ملتنا
الحافظى : إنما أكسب وقتا لأحافظ على ملك مولاى فالتتار إن آجلا أو عاجلا راحلون عنا تاركين بعض الحاميات لا أكثر

بيبرس وقد زاد غضبه واحمرت وجنتاه :والأن تريد للناصر أن يحكم تحت عباءتهم (توجه إلى الناصر مشيرا للوزير) هذا الرجل خائن يا مولاى مثله كمثل الوزير الخائن ابن العلقمي الذي باع خليفتنا الراحل إلي هولاكو ولا أستبعد أن يكون اشتراه هو أيضا.
الحافظى غاضبا : هذه إهانة لا تغتفر يا مولاى وأنا أطالب

استدار بيبرس و كال له لكمه قويه قبل أن يكمل جملته أسقطت الوزير أرضا وبجواره عددا من أسنانه.
هب جميع من بالقاعة واقفين وأسرع بعض أمراء البحرية بالإمساك بيبرس حتى لا يستفحل الأمر
بيبرس : والله لو كان الأمر بيدي لقتلتك أيها الخائن
الناصر واقفا : تأدب يا بيبرس

بيبرس : أى أدب مع خونه دين الله أى أدب مع هذا الشيطان الذى يوسوس لك بالشر والكفر
الناصر صائحا : لا يصح ما فعلته بوزيرى
بيبرس مندهشا : كانك توافق على ما يوسوس لك به
الناصر بتردد : لم أوافق لكن لم أرفض
بيبرس : والله أنتم وامثالكم سبب هلاك المسلمين .

ثم قفل خارجا من القصر دون أن يستأذن أو يحيى الملك تاركا الاجتماع ومن خلفه تابعه سنقر الأشقر و بعض أمراء البحرية وانضم لهم قلاوون الذي كان يقف خارج القصر .
وفي الطريق إلى نابلس
سنقر : والآن يا بيبرس ..
نظر إليه بيبرس : لا اريد اي تعليق، دعنا نعد إلى قصرنا ثم نفكر فى الأمر
سنقر: فلنعد يا بيبرس لكن إلى مصر
بيبرس: مصر
سنقر : نعم مصر ولقد تولى قطز السلطنة
بيبرس متفاجئا : متى ؟ و نور الدين ابن أيبك ؟
سنقر: عزله فهو لا زال طفلا وخطر المغول يقترب لنعد يا بيبرس إن لك عند قطز عهدا وهو لن يخذلك
تدخل قلاوون : كلا اياك سيقتلنا قطز هذا لا أمان له فهو لن يقبل وجود أمثالنا بجواره فنحن خطرا عليه

سنقر غاضبا :هلا قلت لى كيف عاش أهلك بأمان فى مصر خلال سنوات غربتك؟ من سمح لهم أن يلحقوا بك هنا بعد وفاة أيبك؟ بيبرس بقاءنا هنا هو الخطر ذاته واتحادنا مع قطز فيه صلاح الأمر للجميع
قلاوون :كفاك يا سنقر لا تستمع إليه يا بيبرس فهو رهف القلب.
سنقر بحده : اذن هلا قلت لى يا حكيمنا , هذه المرة إلى أين المفر؟ دعني أجيبك أنا فليس أمامنا سوى الموافقة على رأى الوزير أو نهرب إلى الصليبيين كلاجئين خائفين أو نسافر لبلاد الفرنجة فما اختيارك

قلاوون بهدؤ: أو( صمت ) نستولي على غزة مثلا
ساد الصمت لثواني معدودة تبادل خلالها الرفقاء الثلاثة النظر
بيبرس: ماذا؟ ماذا تقول ؟ أتريد أن نغدر بالناصر ونخونه ؟ ما الفرق إذن بيننا وبين هذا الوزير الخائن ؟
قلاوون: و لما لا سنستولي عليها فتصبح لنا إمارة نحكمها ومنها نحارب المغول

بيبرس: معجونا أنت بنكران الجميل حقا يا قلاوون اجابتى لا وإياك أن تفعلها
قلاوون : لكن يا بيبرس ...
بيبرس بقوة وصرامة : لا يا قلاوون لا و لن نفعلها
تغير لون وجه قلاوون و امتقع وبدا عليه القلق
بيبرس : يبدو أنك تخفي عني شيئا تكلم فأنا خير من يعرفك
قلاوون بخجل: للاسف
بيبرس : تكلم
قلاوون :بعض فرسان مماليك البحرية قرروا قتل الناصر يوسف بعد ما فكر فيه اليوم من موالاة المغول

جذب بيبرس لجام فرسه بشدة و الذى صهل من قوتها
بيبرس غاضبا :عليكم اللعنه، عد إليهم أيها الأخرق وأمنعهم وسننتظركم بقصر يافا، قلاوون إن مات الناصر فلا تعد إلي مرة أخرى
أصاب كلام بيبرس قلاوون بالخرس فلم يجد سوى الإنطلاق عائدا مرة أخرى إلي دمشق
ظل بيبرس ساهما طوال الطريق حتى وصل إلى قصره بيافا معلنا عدم العودة إلى نابلس .

سنقر : لما تريد إنقاذ الناصر؟
بيبرس: الغدر ليس من طبعي يا سنقر و أنا لست ناكرا للجميل كما إن أول من سيتهم بهذا الفعل هو أنا قائدكم والآن أرسل في إحضار فرساننا من نابلس سنمكث بيافا أسبوعا على الأقل و عليكم بتحصين القصر جيدا و اريد أن أعلم بكل ما يحدث بدمشق و غزة خلال الأيام القادمة .
سنقر قبل خروجه : فكر فيما قلته لك اعقلها وتوكل فمصر هى الأمان
عند منتصف الليل و بعدما نام الجميع ,استدعى بيبرس حاجب القصر
بيبرس:ستذهب لخان الجماعة الجديدة بالخليل حالا وأطلب مقابلة فارسا بها على انفراد ستجد إسمه مدون في هذه الورقة( ناوله إياها) ولا تفتحها إلا عند وصولك على باب خانهم وأحضره لمقابلتي لأمر هام على أن تكونا أمامى بعد صلاة فجر الغد وفى سريه تامه
الحاجب : أمر مولاى

انصرف الحاجب وأسدل بيبرس رأسه الى الخلف وهو يغلق عيناه داعيا ربه أن يلهمه صواب القرار.
إن هي إلا ساعات قليلة حتى عاد الحاجب وبرفقته صقر الجالس بقاعه الإستقبال فى الموعد المحدد.

أخيرا أشرقت الشمس النهار وانتهى الفارسين من مراجعة ذكرياتهما ومن شرفة القصر ,هب بيبرس لمقابلة الملثم المنتظر بالقاعة.
ما إن رأى صقر بيبرس هالا عليه حتى وقف إجلالا واحتراما له كبطلا من أبطال الأمة وصاحب خطة النصر في موقعة المنصورة.

بعد السلام والجلوس
أطال بيبرس النظر بصقر
بيبرس : ألن ترفع لثامك هذا أيها الشاب؟
صقر مرتبكا : من المفروض ألا أميطه أبدا لكن رسولك حين جاء يطلبنى بالإسم أدركت أنك تعرفني حق المعرفة عوضا أنك الأمير بيبرس فارسى ومثلى الأعلى (ورفع لثامه وغطاء رأسه)

ملأت الدهشة عينا بيبرس وهو يتفرس ملامحه فالشاب حين دخل عليه كان قريب الشبه منه جسدا أما الأن وبعد كشفه لوجهه فالداخل عليهما سيظنهما أخوين .
بيبرس مبتسما : بالفعل أعلم عنك وعن جماعتك كل شئ وانك دائم الخلاف معهم ولم تكن توافق على الكثير من اغتيالاتهم وأن شيخكم الحالى يحاول أن يغير من فكر جماعتكم لكنه يلقى مقاومة كبيرة من الحرس القديم بها

نظر الشاب الى الأرض خجلا :حقا سيدى ما الأمر
أكمل بيبرس: قبل أن أقول لك ما أريده منك احك لي عن حياتك أولا وعن جماعتك ورأيك فيها من وجهه نظرك
صقر : و لما ؟
بيبرس ضاحكا : سأقولها لك كما قالها خليل الله إبراهيم
( ولكن ليطمئن قلبى)
تبسم صقر وبدأ يروى له كل ما مر به منذ صغره الى مجلسه معه وأسهب كمن كان يتحين مثل هذه الفرصة ليحكى عن نفسه أو ليخرج بعض ما فى جعبته وصندوق حياته.
ظل صقر يقص على بيبرس كل ما صادفه وعايشه دون أن يدري لماذا, اخذ يروي له كأنهما صديقين التقيا بعد طول غياب كأنه كان ينتظر تلك الفرصة كي يخرج ما بقلبه وعقله
وكما تخلل جلستهم تقديم المشروبات فقد كان هناك الكثير من الأحداث الخطيرة التى يجرى حدوثها في عدة أماكن أخرى فى نفس الوقت
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.