" حسام "
بقالى يومين من ساعه ما المجنون دا جالى وطلب منى حوار المكالمه دا .... يومين مكلتش فيهم من ساعه ما جابلى الاكل ومشربتش مايه تانى .... بس عمل حاجه مكنش يعرف أنا هستغلها ازاى .... النور ... لما سابلى النور مقفلهوش قدرت اشوف ابعاد الاوضه اللى أنا قاعد فيها ... وشوفت محتوياتها كمان...... الاوضه مش كبيره اوى بس حجمها معقول ....مفيهاش اى مخرج الا الباب هو المكان الوحيد اللى يقدر يدخلك ويخرجك .... والغريبه انى مش عارف ازاى الاوضه داخلها هوا كويس ومعرفش منين او ازاى .... الاوضه فيها ترابيزه من حاجه زى الصاج او الحديد ....ثابته فى مكانها بمسامير ..حاولت افك المسامير دى لكن معرفتش .... ممعيش اى حاجه تانيه فى الاوضه اقدر اعمل بيها اى حاجه ... عاوز اول ما ييجى اهجم عليه اضربه واخد المفاتيح منه واقفل عليه واطلع اجرى من هنا ..... هحبسه زى ما حبسنى بس هتأكد ان محدش هيقدر يوصله ..عشان يشوف اللى أنا شوفته ... ييجى بس وانا هشوف الحل إيه ..ييجى
- لامؤاخذه بقا اتأخرت عليك .. كان عندى كذا حاجه اهم منك
= انت عارف أنا بقالى قد إيه مكلتش او شربت
- يومين ... أنا عارف .. انت فاكر ان أنا معرفش يعنى
= انت بتبقى قاصد تعمل معايا كدا
- مش بظبط اوى كدا يا بشمهندس
= طب ليه
- سبق وقولتلك ان وجودك هنا الهدف منه انك تتعلم من غلطاتك وتتأدب
= وانت مين عشان تعلمنى او تأدبنى ...هاا .. انت مين
- أنا واحد مبيحبش يشوف حد بيغلط ...مبيحبش الناس تغلط
= دا على اساس إيه ... على اساس انك مش بتغلط ... مش بتعمل زى الناس ما بتعمل ..... دا وجودى هنا غصب عنى اكبر غلط ...ودا كله بسببك
- لا ثوانى .... دا مش بسببى ..دا بسبب عمايلك وتصرفاتك ... لو انت مكنتش طايش ومجنون وكنت عاقل وبتفكر فى حياه ومشاعر الناس زى ما بتفكر فى نفسك مكنش زمانك موجود هنا دلوقتى ..وبعدين مين قالك انى لما بغلط مبحاسبش نفسى ....مين قالك ان أنا بحاول على قد ما اقدر مغلطش اصلا .. انت كنت موجود معايا
= وانت كنت موجود معايا وانا بغلط و شوفتنى ... حد قالك او وظفك تحاسبنى او تعلمنى ... ايش عرفك انى بعمل زى ما انت بتقول كدا
- محدش بييجى المكان دا غير لما يكون غلط .. اعرف ان وجودك هنا اكبر دليل انك خطاء وعملت غلطات وغلطاتك زادت اوى وكان لازم حد يعرفك و يوقفك عند حدك دا عشان متتماداش فيها
= بصفته إيه هاا... بصفته إيه يجبنى هنا و يحاسبنى
- بصفته واحد اتعلم من صغره ان مينفعش الغلط نسكت عليه واننا لازم لما نشوف حد بيغلط نحاسبه احنا لو مفيش حد حاسبه ... تخيل معايا كدا ... تخيل معايا لو كل واحد غلط اتحاسب بنفس درجه غلطته دى ... هل الناس بعد كدا هتغلط ... ولا الغلطات هتبتدى تقل لحد ما يمكن تختفى ... تخيل عالم بدون غلطات ..عالم كل اللى عايشين فيه مبيعملوش غلطات لمجرد انهم عارفين انهم لو غلطوا هيتعاقبوا ... بذمتك مش دا يبقى الحلو والكويس
= لو اللى انت بتعمله دا بتسميه عقاب على الغلطات تبقى غلطان ومجنون ... لو كل الناس عملت زى ما انت بتعمل كدا مش هتبقى حياه ... هتبقى جحيم وعذاب وغابه .... مفيش حياه بدون غلطات ... الواحد بيغلط عشان يتعلم من غلطاته
- وهل انت اتعلمت من غلطاتك ... هل انت عارف إيه غلطاتك اصلا ... انت ذات نفسك بتكابر وبتقول ان دى مش غلطات
= كل واحد حر فى اسلوب حياته وفى الاسلوب اللى يعيشها بيه
- اهوو دا عذر اقبح من ذنب يا استاذ حسام يا متعلم
= طب انت عمرك فكرت فى غلطاتك يا احمد
- لو غلطت بفكر فيها وبعاقب نفسى .. لان أنا عارف ان غلطاتى قليله و تكاد تكون معدومه .. صدقنى اللى يجرب ييجى هنا ويتعلم .. هيفكر قبل ما يغلط
= مع انك غلطت غلطه كبيره اوى وهتندم عليها بعدين
- وايه هى ان شاء الله
= غلطت انك فكيت ايدى " يضربه "
- يسقط احمد على الارض
= " يبدأ حسام فى الركض "
- " يعرقله احمد من قدمه فيسقط على الارض " انت بتضربنى أنا يا حيوان وربنا لا اوريك " يضربه بقوه "
= " يدفعه حسام ليسقط بجانبه فينهضان سويا " انت مجنون .. أنا مش هفضل عايش هنا مستنيك تشفق عليا وتخرجنى
- طب وحياه امك ما انت خارج من هنا تانى
= طب وحياه امى لا أنا خارج وسايبك جثه هنا محدش يعتر فيها
- " يحاول احمد ضربه فيتفاداها حسام ويضربه "
= انت اضعف من انك توقفنى ... " يضربه "
- وانت اجبن من انك تعملى حاجه " يرد الضربه "
= هتموت ... هموتك يا احمد " يهم حسام بضربه "
- اهو دى حاجه أنا متأكد انك متقدرش تعملها "يصد الضربه ويضربه "
= هخرج يا احمد و وهحبسك هنا " يضرب احمد "
- صدقنى عمرك ما هتخرج من هنا " يضرب حسام "
= اهى دى حاجه عمرها ما هتحصل " يندفع حسام تجاه احمد "
- " يضربه احمد ليتعثر حسام ويسقط لترتطم رأسه بالمنضده المعدن ويسقط جثه "
" احمد "
لبست ونزلت جبت اكل و مايه لحسام وروحتله .... بقاله يومين مكلش او شرب حاجه .... مش هيموت اكيد يعنى ... جسم البنى ادم يقدر يتحمل تلت اسابيع كاملين من غير اكل ويقدر يتحمل اسبوع من غير نقطه مايه .... أنا بعلمه الصبر وازاى يتحمل ويجرب ... عشان يعرف انه كان فى نعمه ... يقدر بعد كدا كل حاجه فى حياته ... يعرف ان هو فى مكان غيره بيتمناه .... وبعدين مش حسام اللى أنا اروحله و اسيب روان ... روان اهم منه مليون مره اكيد ... بس برضوا لازم اهتم بيه ..مهما عمل او كان بيتصرف دا بنى ادم برضوا .. وانا مش قاسى او سفاح يعنى او مجنون عشان اعمل كدا فى بنى ادم ... لو كان كويس النهارده ومحترم واتعلم همشيه معايا ... واكيد هييجى يوم يعرف ويقدر اللى عملته عشانه ... وممكن يشكرنى كمان على التجربه دى ...
- لامؤاخذه بقا اتأخرت عليك .. كان عندى كذا حاجه اهم منك
لقيته قاعد كويس و زى الفل كمان ... طبعا مبطلش شكوى او كلام ... اللى فيه عاده عمره ما هيقدر يبطلها .... وبعدين قاعد يرغى فأى كلام ملوش لازمه وهو ذات نفسه مش فاهمه .... كلام كلام كلام كلام وخلاص عامل زى البنات راديو مبيسكتش لو اتفتح صعب تقفله تانى ..عمال يقول اى كلام فاضى مفيش فيه اساس او هو صح اصلا ...
= مع انك غلطت غلطه كبيره اوى وهتندم عليها بعدين
- وايه هى ان شاء الله
= غلطت انك فكيت ايدى " يضربه "
- يسقط احمد على الارض
يا ابن الكلب بتضربنى أنا ... وانا اللى كنت عاوز امشيك النهارده ... دا انت مش هتمشى من هنا باقى عمرك كله ...
- طب وحياه امك ما انت خارج من هنا تانى
= طب وحياه امى لا أنا خارج وسايبك جثه هنا محدش يعتر فيها
أنا هوريك يا حسام اقسم بالله لأخليك تندم على اليوم اللى شوفتنى فيه او اليوم اللى عملت فيه كدا
- صدقنى عمرك ما هتخرج من هنا " يضرب حسام "
= اهى دى حاجه عمرها ما هتحصل " يندفع حسام تجاه احمد "
- " يضربه احمد ليتعثر حسام ويسقط لترتطم رأسه بالمنضده المعدن ويسقط جثه "
إيه دا .... إيه اللى حصل دا ... أنا .. أنا ... أنا مكنتش اقصد ... مكنتش اقصد توصل لكدا ... أنا مكنتش هموتك ... أنا مكنتش هعمل كدا ... انت اللى عملت كدا فى نفسك انت السبب فى اللى انت وصلتله دا ... "محدثا جثه حسام " انت فاهم انت السبب فى اللى انت فيه دا دلوقتى...ما أنا كنت همشيك النهارده ... غبى ... اقسم بالله غبى ... ليه هاا ... أنا مكنتش هموتك ... صدقنى ما كنت هموتك ... انت اللى موت نفسك ... انت اللى قتلت نفسك ... ايوا انت اللى عملت كل دا فى نفسك .. أنا معملتلكش حاجه .... أنا كنت هسيبك ... أنا كنت بتكلم معاك عادى .. انت اللى بدأت كل دا ...سحبت الجثه لبرا الاوضه وبدأت الفها بأكياس بلاستيك و لزق ... لفيته كويس جدا واتأكدت من كدا ...خدت الجثه لمكان بعيد ... مكان مهجور مفيهوش بنى ادم ....وبدأت احفر .. احفر حفره كبيره ..ومش عارف أنا بحفر كل دا ليه ...يمكن عشان مش مركز ومفيش حاجه فى دماغى غير اللى حصل ... رميت الجثه فى الحفره وبدأت اردم عليها ... ومشيت ...رجعت تانى للمكان ...بدأت انضف الدم اللى على الارض وانا مش مستوعب اللى حصل او مصدقه ....حاسس انى كل دا فى كابوس من الكوابيس اللى بتجيلى ... حاسس انى هقوم دلوقتى مخضوض على صوت التليفون او حاجه هتيجى تخبطنى تفوقنى ... بس كل دا محصلش ....فضلت انضف ... انضف بهستيريا رهيبه ... هستيريا مشوفتهاش قبل كدا .... مكنتش عارف مالى ... أنا فيا إيه ... إيه اللى حصل دا كله ... أنا مكنش فى دماغى ان الامور توصل لكل دا ... مكنتش حاسبها كدا خالص ...انا مصدوم .... من التعب مقدرتش اروح ونمت ... نمت مكان ما انا بنضف .... نمت اخيرا ...