انطلق صقر بعدما ضخ بيبرس داخله دفعة معنوية هائلة, انطلق وهو يشعر لأول مرة بأنه يقوم بمهمة عظيمة , مهمة لا تبتغي إلا وجه الله وصالح الناس لكن ما أشعل حماسه أكثر أن وجد من يدعو له بالتوفيق
انطلق وقد أحس لأول مره إن له أخا لا زميلا وسيفعل المستحيل لإيصال رسالته والعودة بالرد مهما كلفه الأمر
راقب بيبرس خروج صقر من قصره على فرسه داعيا له بالتوفيق في مهمته و إن هي إلا دقائق قليله حتى أقتحم سنقر عليه وحدته ملتاعا.
سنقر: كارثة علينا بالرحيل فورا , فورا يا بيبرس
هب بيبرس واقفا قلقا : ماذا ؟ ما الذي حدث ؟ انطق
سنقر : قلاوون الغبي لحق بالرجال لكن لم يستطع منعهم عن مهاجمه الناصر وأصروا على التنفيذ
بيبرس : اللعنة يا لهم من أغبياء وماذا حدث ؟
سنقر: فشلوا وفروا و هم بالطريق إلي قصرنا
بيبرس غاضبا : الغبي ...
سنقر : هلم بنا نرحل فالناصر لن يرحمنا
بيبرس : لن أرحل قبل عودة رجالى فاهدأ
سنقر : على الرغم ما فعلوه
بيبرس: نعم رجالي و سأعاقبهم لكن بعدما اطمئن عليهم، و انظر لي ما موقف المغول
سنقر: عيوني أبلغتني بوجود حركة محمومة وسط جيشهم و يبدو أنهم سيهاجمون دمشق اليوم أو غدا علي الأكثر
بعد قليل من الصمت والتفكير
بيبرس : عليك بتحصين قصرنا جيدا بقدر الإمكان
سنقر بقلق شديد : بيبرس ليس بيننا وبين المغول سوى مسيرة يومين او ثلاثة على الأكثر
بيبرس :نفذ ما أمرتك به فأنا لن ارحل بدون رجالى وابلغني حين وصولهم
فى قصر الناصر
دخل الحافظي وعلى وجهه قسمات القلق
الحافظى: مولاى المغول يهجمون وغدا صباحا على الأكثر سيكونون بقصرك
الناصر ملتاعا تائها : ألم ترسل إلى هولاكو كما أمرتك
الحافظى بمكر : ارتد رسلنا من منتصف الطريق خوفا من أن يقتلونهم
الناصر : وما العمل الآن ؟
الحافظى ببرود : نسلم أنفسنا إلى هولاكو
الظاهر: ماذا تقول؟ كيف نسلم هكذا ؟
جذب الحافظى كرسيا وجلس مسترخيا عليه
الناصر بقلق : ما لى أراك هكذا مرتاح البال ولا يبدو عليك خوفا أو قلقا حتى ؟؟
الحافظى : مما أقلق ؟( ثم يبتسم بخبث ) فهولاكو صديقي.
قطب الظاهر حاجبيه وتملك الذهول من الناصر .
الناصر :ما ما ماذا تقول ؟صديقك ؟ كيف؟
الحافظى :نعم صديقى فأبق وسلم نفسك له ولا تخف سأتوسط لك عنده و لن يمسسك بسؤ
أخرج الظاهر سيفه وهجم عليه الا أن رئيس حرس الوزير وقف حائلا دون الوصول إلى سيده
الحافظى مبتسما : تمالك نفسك أيها الأرعن ... .
الناصر: عليك اللعنة يا حافظى أضعت دنيتى و سودت على آخرتي أخرج.... أخرج أيها اللعين يا صديق الشيطان (بحزن) يا إلهى عفوك،سقطت الشام يا ليتني استمعت الى بيبرس و لم أنصت لك هلم بنا يا ظاهر علينا بالهروب قبل أن يقتلنا هولاكو
الوزير ضاحكا :أهرب بقدر ما تستطيع هيا قبل أن يلحق رجاله بك ويكون مصيرك كخليفه المسلمين
الناصر: لعنة الله عليك.....أيها الخائن
الوزير :سأتغاضى عن إساءتك هذه والآن أمامك دقيقة واحدة لتخرج من هذا القصر وحدك وبلا أى شئ و أحمد ربك أني أخرجت لك أهلك فحاول أن تلحق بهم
الظاهر : أيها اللعين.
الحافظى : تأدب يا فتى والا قتلتك يا حارس (حرس الوزير) أخرجوا هذين من هنا واستعدوا لاستقبال ملك الأرض.
ما إن إقتاد الحرس ملكهم الهارب وأخيه إلى أبواب القصر حتي أسرعا بالهروب لعلهما يلحقان بأسرتهما على الطريق الى مصر .
يافا
خرج صقر من باب القصر يقود فرسه على مهل مفكرا فى مهمته ويدرس كيفية تنفيذها ومقررا العودة إلى الخان ليتجهز ويستأذن شيخه .
وكعادته الأمنية مسحت عيناه الطريق عند خروجه من باب القصر ,فسمع صوت حركة مريبة بين بعض أشجار الطريق على الرغم من جفاف الطقس وعدم وجود تيارات هواء فتحفزت حواسه وهدأ من سرعته قليلا فإذا به يلمح خيلا مخبأة خلف شجرة عجوز على أحد جوانب الطريق ثم مد نظره إلى الجانب الآخر فلمح غطاء رأس أسود اللون مماثل لغطاء أفراد جماعته يظهر طرفه من بين حشائش الطريق وكأن صاحبه يرقد أرضا مختفيا.
استمر صقر على طريقه إلي الخان لمدة ساعة كاملة تأكد خلالها أن خمسة من فرسان الخان يتبعونه لكن دون أن يفطن للسبب وإن راوده القلق بأن يكون شئ ما قد حدث بالخان وهم يؤمنون عودته.
عند مدخل مدينة الخليل على أول طريق الخان ,اخترق أذنه صغيرا مميزا يشبه صوت البوم كثيرا ما استخدمه هو وزملائه المقربين بالخان كأسلوب للتحذير بينهم بل وعرف صاحبه حين تكرر الصفير فقد كان زميله غسان.
هنا أيقن صقر عندها بأن شيئا ما غامضا يحدث من حوله فأخذ يبحث عن مكمن غسان ألا أنه لم يجده فقرر التوقف تحت سقيفة أحد البيوت ليشرب من زئر ماء موضوعا أمامه لعابري السبيل لعله يعطى غسان فرصه الإقتراب منه.
وأثناء شربه ومن أعلى السقيفة أتاه صوت غسان الذي تمكن من الصعود فوقها دون أن يراه أحد
غسان هامسا : صقر لا تتلفت رجال قاسم يتبعونك
وضع صقر كوب الماء بهدؤ
غسان مكملا : لا تعد للخان فهو يكمن لك به احترس فهم ينوون قتلك ولقد احتجز شيخنا ... أهرب فورا
وقف صقر مفتعلا ملأ قربة المياه الخاصة به مفكرا فيما سيفعله فهو لم يتجهز لرحلته بعد والوضع صار خطرا فجأه دون ان يعلم السبب فوجد أن عليه تعديل خطته.
فاتخذ قراره بالهروب من مراقبيه أولا مستبعدا فكرة العودة إلى قلعة بيبرس مرة أخرى .
ركب فرسه وسار بنفس سرعته لعدة أمتار جديدة فاطمأن مراقبينه بأنه عائد لا محالة الى الخان وقد قسموا أنفسهم إلى مجموعتين المسافة بينهما عشرة أمتار على الأقل .
مع ولوجه لمنطقه مكشوفه خالية من الأشجار ، استدار صقر ولمح مراقبيه يدخلونها فأشهر سيفيه وانطلق ليهاجمهم.
أصابت التفاتته فرسان الخان بالصدمة في أول الأمر إلا أنهم كمحترفين سرعان ما استوعبوا ما قام به فأخرجوا سيوفهم لكن سبق السيف العذل فقد أصبح صقر أمامهم وفي اقل من خمس ثواني كان سيفيه يتعاملان مع أول اثنين منهما فاخترق سيفا منهما كتف أولهم اختراقا عميقا أفقد الفارس سيفه وأسقطه من فوق حصانه.
أما زميله فقد أصابه صقر بفخذه إصابة أكثر عمقا قد تعيقه لمدة طويلة عن الحركة و ركوب الخيل.
وإنطلق الفارسين اللذان بالخلف ليهاجماه وقد تملك منهما الغضب خاصة بعد ما رايا ما حدث لزميليهما.
و باحترافيه تدربا عليها كثيرا , إبتعد الفارسين عن بعضهما حتي لا يكرر صقر ما فعله مع زميليهما و لتشتيته بينهما فلا يكونا صيدا سهلا له مع جعله محاصرا بينهما فيسهل قتله.
ولسابق خبرته بطرق فرسان الخان ,ظل صقر محافظا على مساره و ما إن اقترب منهما حتى مال بفرسه باتجاه ذلك الذى عن يمينه مهاجما إياه وهو يعلم أنه لا يملك إلا ثوان معدودة قبل أن يلحق به الفارس الآخر.
فوجه له صقر ضربه صدها الرجل بسيفه فعاجله صقر بطعنه من سيفه الآخر أخترق بها جانبه الأيمن مسقطا إياه من فوق فرسه.
التفت صقر ليواجه الفارس الآخر الذى كان سيفه في تلك الثانية يشق الهواء فى طريقه إلى عنق صقر وبسرعه بديهة مقترنة بليونة جسدية مال بطلنا بظهره الى الخلف فطاشت الضربة و قبل أن يعتدل طعن صقر إبط الفارس بطعنه عميقة دامية أطلق من جرائها صرخة ألم قويه فاقدا سيفه ممسكا بصدره محاولا أن يتمالك نفسه إلا أن صقر لم يتح له الفرصة فما إن اعتدل حتي قام بركله ركلة أسقطته من علي ظهر جواده ثم قفز صقر أرضا مواجها إياه ,شاهرا سيفه في وجهه .
وقف الرجل مترنحا منحنيا ممسكا بجرح صدره و الذى لم تتوقف دماءه عن الخروج منه وقد تملك منه القلق والخوف لعلمه بقدر خصمه جيدا و قوته وامكانياته القتالية
صقر: والآن قل لم تتبعوني؟ أين اختفى خامسكم؟
الفارس بقلق: لا أعرف، هكذا كانت الأوامر أن نراقبك لا أكثر فليس لنا ان نسأل عن الأسباب فلم يفعلها سواك أما خامسنا فقد عاد ليخبر قاسم بعودتك إلى الخان.
امتطى صقر فرسه بعد تقييدهم
صقر :أبلغوا قاسم ,آلا يتبعني ,وألا يمس أى من خاصتي بالخان بأي أذى وأولهم شيخي وإلا جعلت من ميتته آية لكل فرسان الجماعة لأني عائدا للخان مرة أخرى وعندها لن أرحمه
قاد صقر فرسه مفكرا بأمر قاسم ورجاله وسبب مهاجمتهم له دون أن يجد سببا فهداه تفكيره الى أن يبدأ رحلته على الفور دون التوجه للخان مقررا تغيير طريق رحلته الى مصر و المعروف للجميع من بئر سبع ومنها للعريش ثم الصالحية فالقاهرة مقررا التوجه لمدينة عسقلان ومنها سيرحل الى مصر بفكرة جديدة طرأت على عقله....داعيا الله أن يوفقه فيها.
انطلق صقر بكل قوته للإستفادة من الفترة الزمنية التي ستمر حتى يكتشف قاسم ما حدث لرجاله والتي لن تقل عن ساعة على أقل تقدير وهي مدة ستساعده على الابتعاد قدر الإمكان و يكون قد إقترب خلالها من عسقلان إن لم يكن قد وصل إليها فهي تبعد عن مقر الخان بالخليل مسافة خمسين كيلومترا .
فتوجه أولا الى حانوت لبيع معدات الصيد والأسلحة اشترى منه أسهما إضافية وبعض المصائد والحبال ثم الى علاف لشراء ما يكفي فرسيه طوال مدة سفره ثم أسرع إلى حانوت للملابس و ابتاع ثوبا جديدا متخلصا من ثوب جماعته المعروف للجميع.
فى الخان
خلال هذه المدة جلس قاسم فى انتظار عودة رجاله بعد ما أبلغه زميلهم الذي سبقهم إليه لكنه فوجئ بدخول معلم الخان مسرعا.
المعلم قلقا : قاسم , رجالك مقيدون بشجرة على أول الطريق و قد حللت وثاقهم إلا أنهم مصابون فأرسل من يحضرهم سريعا
هب قاسم غاضبا موجها أوامره إلى أربعة من رجاله بسرعة إحضار زملائهم على الفور ثم توجه إلى الأربعة المتبقين معه.
قاسم :أسرجوا خيلكم وتجهزوا سنخرج خلف هذا الخائن فور عودة زملائكم وانت يا معلم هلم معنا فالأمر خطير
المعلم : كلا انا لن ارافقك بل سأبقى مع إثنين من الفرسان فلا ينبغي لنا ترك الخان بلا حراسة خاصة بعد إنتهاء أمر الشيخ
قاسم: فعلا، لكن قل لي أين كنت
المعلم : فيما بعد، فيما بعد، هيا استعد كي تلحق به
مرت نصف ساعة أخرى, عاد بعدها الفرسان بزملائهم المصابون اللذين قصوا علي قاسم ما حدث معهم من صقر وتحذيره له.
وبعد مرور ساعتين و بمساعدة قصاص للأثر ,أدرك قاسم وجهه صقر الى عسقلان فانطلق برجاله يطارده .
ميناء عسقلان
ساعة ونصف فقط , كانت هي كل ما أحتاجها صقر ليصل الى عسقلان بعد ما قام بعملية تبديل بين فرسيه مع توقف دام لعشر دقائق لالتقاط الأنفاس .
ما إن دخل المدينة حتى توجه إلى مطعما طلبا لشئ من الراحة له ولخيله مع وجبه تعينه علي الطريق وأثناء وضع الطاهي أواني الطعام المطلوب ..
رفع صقر رأسه : سيدى ,هل الميناء قريبه من هنا؟
الطاهي : نعم على بعد خمسة كيلومترات الميناء التجارية نهاية الميناء أما الخاصة بالركاب ففي أولها
صقر: شكرا لك
أنهى صقر وجبته سريعا وانطلق صوب الميناء مقررا ركوب أول سفينة راحلة إلى مصر أيا كان نوعها .
داخل الميناء , علم أن إحدى السفن التجارية سترحل بعد ساعه فحمد الله و إن لم يبرحه القلق من لحاق قاسم به.
أتم صقر اتفاق ركوبه مع قبطان هذه السفينة بعدما دفع له مبلغا كبيرا من المال نظير أن يخلى له قمره يبيت فيه طوال مدة السفر منفردا دون رفيق .
على سطح السفينة, استفسر صقر من الربان عن مدة الرحلة وميناء رسوها وبعد عن القاهرة .
فأفاد ان الرحلة مقدر لها من عشر إلى اثنتي عشرة ساعة على حسب حاله الطقس وأنها سترسو بميناء دمياط والتي تبعد عن القاهرة بمقدار أربع ساعات تقريبا.
فرح صقر بما سمعه فأخذ يحسب ويقدر خط سيره فوجد أنه سيوفر يومان كاملان ذهابا بخلاف راحته و راحه خيله وأنه ما إن يصل إلى ميناء دمياط حتي يرحل فورا إلى القاهرة التي سيصلها عند شروق الشمس لمقابلة السلطان وبعدها سيعود كما جاء وهكذا سينهى مأموريته خلال ثلاثة أيام على الأكثر.
صقر لنفسه : بفضل من الله وستره سأنهى مأموريتي على هذا المنوال .
مرت الساعه عليه كالسلحفاة , ظل خلالها واقفا بمكان خفي فوق سطح السفينة يراقب منه مدخل الميناء حتى يطمئن من عدم لحاق قاسم أو أحدا من رجاله به.
وأخيرا دوى صوت الربان برفع الأشرعة للرحيل وبدأت حركة الطاقم تشتعل ما بين رفع هلب السفينة من أعماق البحر وفرد الأشرعة ومد مجاديف السفينة
فجأة انطلقت صرخة فوق سطح السفينة.
صرخة أنثوية: النجدة ..النجدة
انطلق صقر الى الجهة التي تأتي منها الصرخة فإذا به أمام فتاة رائعة الجمال ترتدي ملابس طاقم السفينة يجذبها رجلين من ذراعيها
الفتاة تقاومهما :النجدة ..النجدة
تقدم الربان غاضبا الى الرجلين : ما الأمر؟
اقترب منه أحد الرجلين وكان قصيرا أحدبا يملك وجها كوجه الفأر تاركا يد الفتاة لزميله
وجه الفأر :ابنة أخينا وتريد الهرب منا الى مصر
الفتاة باكية : ارجوك يا سيدى خلصني منهما لا تتركني
تقدم الربان منهم : ولما تريد الهرب
أجابه الآخر وكان ضخما قويا مفتول العضلات : مصابة ببعض من الجنون ونحن من نرعاها بعد وفاة والدها
الفتاة دون أن تتوقف عن محاولاتها من التملص منهما : لست بمجنونة أقسم لك ( تبكى )
بدأت ذكريات صقر مع عمه وتخليه عنه تعاوده وتهاجمه فصار وجهه كظيما غاضبا
أكملت الفتاة : انقذني يا سيدي فأنهم يريدون تزويجي لرجل عجوز طمعا في إرث أبينا الراحل.
الربان موجها حديثه للرجلين: ما رأيكما فيما تقوله تلك الفتاه؟
وجه الفأر بخبث : مخبولة يا سيدى
الفتاة : لست مجنونه أقسم أن ما اقول هو الحقيقة (تبكى )
الربان: ولم تريدين الذهاب الى مصر
الفتاة : لي بها عما ثالث أريد السفر إليه لأستنجد به
الربان بلا مبالاة :استمعا إلى جيدا اسحبا ابنه أخيكما هذه من سفينتي فقد تأخرنا بسببكم بما يكفى أما أنتي فحين يأتي المأذون لتزويجك أرفضى أو اذهبي إلى صاحب الدرك
تنهار الفتاة من البكاء: لا يا سيدى أرجوك سيقتلونني بعدما فضحتهم لا تتركني لهما ارجوك
سحب الرجلين الفتاة و نزلا بها من السفينة وقد انهارت تماما حتى فقدت وعيها من كثرة الصراخ والعويل فحملها الضخم فوق كتفه.
على رصيف الميناء , تقدم الرجلان يحملان الفتاة حتي باتا بالقرب من سفينة أخرى فإذا بصوت رخيم يأتي من خلفهما وما ان التفتا حتي وجدا رجلا ملثما والذي لم يكن سوي صقر
صقر: أتركا الفتاة و ارحلا
حينما لم يأتيه رد من الرجلين اللذان فوجئا به ، كرر صقر جملته مرة أخرى
فأنزل الضخم الفتاة أرضا مخرجا سيفه : من انت؟
صقر متجاهلا سؤاله : هيا أتركا الفتاة فليس لدي متسع لهذا اللغو
دون أن يرد , هجم الضخم على صقر الذى تفادي هجمته وعاجله بضربة قوية بباطن قبضة سيفه على رأسه فأظلمت الدنيا في عيني الضخم الذى خر منكفئا على الأرض ككتلة واحدة على وجهه , فاقدا للوعى والإدراك تحت قدمي صقر و دون أن يتفوه بحرف
اضطرب وجه الفأر وغزا الرعب قسمات وجهه بعد ما رأى ما حدث لأخيه الضخم
وجه الفأر:م...م...ماذا تريد؟ ولماذا ؟
تقدم صقر منه مشوحا بسيفه فى الهواء أمام وجه فما كان من وجه الفأر إلا أنه طار قافزا بالبحر هربا منه.
أسرع بعضا من عمال الميناء الذين كانوا قد تجمعوا وتابعوا ما فعله الملثم بالرجلين ,لإخراج وجه الفأر من الماء و شاهدوا صعود الملثم إلي السفينة حاملا الفتاة وهي مازالت فاقدة للوعى.
اعترض ربان السفينة , في أول الأمر ,على وجودها بالسفينة إلا إن كيسا جديدا من النقود كان كافيا ليخرسه.