قام ذلك الطفل بمسح زجاج السيارة دون إذن صاحبها
لعله يجد بعضاً ما يسكت جوعه في برد الشتاء القارص
فقد علماه والده قبل رحيله أن التسول عيبٌ كبير
وبعد مرض والدته لم يعد أمامه سوى ترك الدراسة وحياة الطفولة وتقمص ثوب الرجولة
ولكن هيهات هيهات فما لبث أن قام بمسح السيارة حتى ضرب السائق جرس السيارة (الكلكس / البوري ...الخ) بقوة لم يكن إلا صوتاً بسيطاً لكنه كان أكثر ألماً وتعبيراً فقد لامس قلب ذلك الطفل قبل أن يصل لأذنيه
ولأن اللبيب بالإشارة يفهم ..فهم ذلك الطفل كل شئ فسحب يده من على الزجاج وانصرف ...
بعدها ذهب ليجلس على قمة ذلك السياج يشاهد الصبية وهم يلعبون وقلبه على أمه التي تنتظره فلم يدري كيف يعود ليواسي أمه وهو حتى خفي حنين لا يمتلكهما ليعود بهما !!
بعدها استيقظ على صوت والدته التي أحضرت له بعض الطعام بعد أن باعت المنزل وافترشا الأرض معاً