كانت الأم منشغلة بترتيب الملابس ولحظة خروجها من الغرفة شاهدت أمامها ابنها اليافع يركض مهرولاً ناحية باب الخروج والنار تشتعل على ملابسه فقامت برش بعض الماء عليه فبدأ حينها يتعالي صياحه فبدأت الأم معه بالصياح والبكاء لتتداخل الأصوات...
وشاء لطف الله أن يعود الأب للمنزل باكراً على غير العادة فيقوم بإسقاط ابنه على الأرض وإطفاء النار عن طريق دحرجته على الأرض أفقياً يميناً ويساراً ولفه بالبطانية بسرعة حتى توقفت النار المشتعلة التي أحرقت معظم ملابسه ولم يصب سوى ببعض الحروق المتفرقة ما بين الدرجة الأولى والثانية ..
وفي صباح إحدى الأيام قامت الأم بتجهيز نفسها وقامت بجر باب الشقة للخروج للعمل فإذا بشئ خاطف يسقط بالقرب من قدميها ...
لتبدأ الأم بالصراخ والبكاء بأعلى صوتها ابني مااات يا ويلتاه
ليأتي لنجدتها أحد الجيران لنقله للمستشفى
》في المستشفى :
العظام سليمة حسب ما ورد في صورة الأشعة ولا يوجد نظيف داخلي أو جروح جيد لكن ...(الطبيب يتحدث مع الممرضين ) يدخل الأب الغرفة في تلك اللحظة ليطمئن على ابنه ليجده مغطى بالوشاح الأبيض ونظرات الطبيب تحكي كل شئ ...
اقتحمت الأم الغرفة في تلك اللحظة بلا سابق إنذار لتجد الأب الدموع تجري على خديه فتبدأ بالإنفعال غاضبة وتنزع الوشاح عن ابنها وتشير إلى الطبيب أنظر إنه سليم ولم يصب سوى بجرح بسيط على كتفه أنت تكذب أيها المحتال
لم يرد عليها الطبيب وفي المساء جلس مع نفسه
يفكر في السبب هل التقصير كما تعتقد الأم ؟!
ليجد أحدهم يربت على كتفه قائلاً : لا تقلق لقد راجعت كل الفحوصات وطريقة سير العمل كانت كلها سليمة
ليلتفت الطبيب ليجده المدير العام للمستشفى فرد عليه : إذن ما هو السبب
ليرد عليه المدير العام : يبدو أنها الأم
الطبيب : كيف ذلك ؟!
المدير العام : لحظة الحادثة يبدو أنها صرخت بصورة أرعبت إبنها وأدخلته في صدمة نفسية قا*تلة راكمت عليه صدمة السقوط أضعافاً مضاعفة لكن على العموم لا يمكننا إخبارها بذلك
الطبيب : لماذا لا نخبر الأب على الأقل بذلك
المدير العام : لكل حادثٍ حديث سرد مثل هذه الحقيقة ألم تأنيب الضمير لن يفارق الأم والأب قد لا يكون متفهماً في هذه اللحظات المؤلمة
وما عسانا سوى أنَّ نكثف الجهود للتوعية بضرورة الثبات الإنفعالي فإذا استقر في قلب المرء أن لن يصيبه إلا ما كتب الله له لنال ثبات الجبال ..