من الناس من تحبهم وتتمنى لهم الأفضل فتجدهم مستمتعين بالمعاصي فيزينها الشيطان لهم حتى يتلذذون بها فتنصحهم لأنك لا تقوى على مشاهدتهم وهم يغرقون فيسنون في وجهك الحراب والسيوف وتصبح في نظرهم عدوهم الأول وسارق سعادتهم ومفسد اللحظات السعيدة من الطراز الرفيع
فتجلس لوحدك صامتاً متحسراً عليهم وقلبك يكتوي ألماً ويضيق صدرك مما يقولون وينثرون عليك سماً بعد أن كانوا يوزعون عند رؤيتك ورداً فيكف تبدل الحال بعد أن نطقت بالحقيقة التي أسموها المحال ؟!!
عندها تتذكر الصحابي الجليل مصعب بن عمير حيث كان قبل الحق بالنسبة لأمه فتاها المدلل وبعد أن علمت بإسلامه حبسته وغيرت معاملتها إتجاهه وبعد أن لاحظت إصراره
حررته مودعة إياه قائلة له : أذهب ما أنا بأمك
حاول أن يدعوها للإسلام فرفضت ...ثم غادر مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يلتفت للوراء بعدها اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم أول السفراء
وقبل كل ذلك نتذكر قوله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم:
" أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "
عندها تدرك أن من البشر الذين حاربوا الله ورسوله بشتى الوسائل فمن أنت حتى لا يحاربونك أو يكرهونك !!
وأن الإسلام حد من حدود الله فلا تتجاوزها من أجل أحد من الخلق لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولو كان أقرب الناس إليك ...فتذكر أن الله أقرب إليك من حبل الوريد