وجدت تلك الأم نفسها بعد وفاة زوجها أمام مسؤولية مضاعفة لو وضعت مع الجبال لرجحت كفتها
ثلاثة أبناء جياع وبنت مريضة والجيوب فارغة ولا شئ أمامهم سوى الأواني الخاوية ..
لقد كانت مدركة أن مد الأيدي بلا فائدة ولا قريب يتفقدها وحتى صديقاتها لم يساعدنها إلا في البكاء يوم وفاة زوجها ومنذ تلك الليلة انقطعت أخبارهن كما قطعت النقود التي سقطت من صاحبها في المحيط....
ظلتَّ تلك الأم تبحث عن عمل فمارست مختلف الأعمال الشاقة ولكن الأجور ضعيفة ولا تغطي مصاريفها فقررت أن تعمل في بيع الطعام وتوصيله
ومع أول إعلان سمعت صوت سماعة الهاتف :
_ السلام عليكم، لديكم طعام متنوع
= نعم ، تفضل
_ 10ديناميت عادي ، 7 شاورما سوري ، 5 كيلو محشي ورق عنب، طبق منسف وسط ، 2 كيلو شية ، 3 كيلو دجاج مشوي، 3 أطباق كارنتيتا ، 4 أطباق مروزية، 3كيلو رموش الست ، طبق كبير مقلوبة
_ تمام ، أرسل العنوان والإسم والرقم
لم تكن تمتلك المال الكافي فقامت بإستدانته من جارتها
وبعد عمل متواصل تم تجهيز الطلب والوصول للموقع ..
عتد الوصول أخذ منها الزبون الطلب وطلب منها الإنتظار قليلاً لإحضار النقود ....
تأخر الزبون قليلاً _ ودار النقاش في بيته _ :
_ كنت أمزح فقط لم أكن أظنها جادة لهذه الدرجة
= وما الحل بعد أن قامت بكل هذا المجهود هل ستقوم بإرجاعها
_ لدي حل بسيط
خرج الزبون وقال لها :
تفضلي ، طعامك ردئ للغاية واللحم لم ينضج جيداً بالإضافة لتأخرك كثيراً
ابتسمت وانصرفت ...
■ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا
إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى "