Enasmhanna

Share to Social Media

بعد أن أقفلت الملكة الباب غادرت (آنا )وبقيت الخادمة وأنا أختبئ و أفكر ...أأتبعها إلى منزلها أم أروي فضولي في أن أعرف مصير هذه الفتاة التعيسة !
واتخذت قرارًا و اتبعتها فهي التي ستقودني إلى هدفي الذي أبحث عنه، فدخلت مسرعة المطبخ آخذ سلة وأضع فيها بعض الفواكه الطازجة وركضت لألحق بالساحرة حتى رأيتها تعبر البوابة فمشيت بجانبها و القيت عليها التحية .

-مرحبا سيدة دارفوليا ...بأمر من الملكة ولمجهودك العظيم أرسلتني احمل لك هذه السلة فأرجو ان تتقبليها"

نظرت إلي بطرف عينها وابتسمت نصف ابتسامة قائلة بتهكم:
-اها ..حقا ليس من عادتها ؟ولكن حسنا لا نستطيع رفض هدايا الملكة هاتها وبلغيها تحياتي .

أبعدت السلة فورا عن متناول يدها وقلت :
-لا أرجوكِ الأوامر أن أوصلك للمنزل .
-ممم حسناً اصعدي العربة .
وصعدت بجانبها وأنا أنظر للحارس و أومئ له برأسي أني سأعود قريباً ...وانطلقت العربة يجرها الحصان حتى توقفت أمام منزل كبير جميل نزلنا وهمت بفتح الباب فأسرع أحدهم يصرخ ويتوسل للساحرة ..
- سيدة آنا إن سيدي اللورد يريدك حالًا ...أرجوك تعالي معي .
- حقا و ولكن .

-لا عليك سيدتي سأضع السلة في المنزل وأغادر فورا أنت اذهبي لعملك .
-حسنا حسناً سآتي معك" قالت له و فتحت الباب لي ثم غادرت معه وأنا أكاد احلق من فرط السعادة فقد قدم لي هذا الخادم معروفا كبيرا لن أنساه أبدا .

دخلت الشقة المعتمة واتجهت الى الستائر ففتحتها لتدخل أشعة الشمس وتنير المنزل قليلا وبدأت رحلة البحث عن تلك الوريقات هنا وهناك وفي المكتبة والغرف والعلية ولكن دون جدوى فلم اعثر على ضالتي.
منزلها كان بسيط و أنيقٌ جداً ....أيعقل ان تكون هذه المرأة ساحرة! فلا يوجد أي دليل مهما كان صغيرا على أنها مشعوذة ؟يبدو أنها تعمل بمكان آخر .

فخطر لي أم اتجه إلى القبو فهو خير مكان لعمل هذه الأشياء السخيفة، أشعلت فانوسا ...وفتحت الباب الخشبي ونزلت درجات السلم وكان قبوا كبيرا مليئا بالصناديق والكراكيب وطاولة خشبية مهترئة.
آوه كيف سأبحث بين تلك الأشياء!؟؟
وبدأت بفتح الصناديق واحدا تلو الآخر ولكن محتواهم مجموعة عقاقير زجاجية وأعشاب غريبة رائحتها نتنة ..وبضع قوارير فارغة و كراكيب وغيرها لا يوجد شيء.

وبقي صندوقان فقط في آخر القبو ..حاولت الوصول إليهما وفتحت الأول كان مليئا بالكتب توسعت ابتسامتي وقد تجدد الأمل أخيرا وبحثت بين الكتب ولكن لم يكن هنالك من شيء.كلها كتب قديمة بلا قيمة.وفجأة سمعت صوت باب المنزل يفتح فتجمد الدم في عروقي و أحسستُ بوقع خطواتها التي تجوب المنزل فأبعدت الصندوق قليلا واختبأت خلفه مطفئة الفانوس عندما فتحت الساحرة باب القبو ودخلت فنظرت حولها قليلا وأخذت قارورة من أحد الصناديق وأزاحت واحدا آخر وكان هنالك مقبض ما في الأرض تحت الصندوق فسحبته حتى انكشف ممر سري نزلت درجاته واختفت بداخله ...

اقشعر بدني وضحكت على غبائي لأنه لم يخطر على بالي إزاحة الصناديق عن مكانها ،ولحقت بها بهدوء شديد أنظر من الفتحة علي أرى شيئا ولكن دون فائدة ..فقررت الاختباء مرة أخرى خلف الصناديق لحين خروجها وبعد مدة من الزمن خرجت وأرجعت السيدة كل شيء إلى مكانه وخرجت من القبو مغلقة الباب خلفها ...

انتظرت طويلا جدا حتى كمدت حركاتها ولم أعد أسمع خطواتها وأظن أنها قد نامت
خرجت بهدوء شديد من مخبئي بعد أن شعرت بألم كبير في أطرافي ، أمسكت الفانوس والظلام كان دامسا بحق أخرجت كبريتا من جيبي وأشعلت الفانوس وبدأت أتذكر موضع ذلك الصندوق وأزحته حتى سحبت ذلك المقبض ونزلت بضع درجات حجرية لأسير بعدها بممر طويل مظلم ورائحة العطن والرطوبة تكاد تخنقني ومشيت مطولا حتى وصلت لغرفة ما..وبدأ الفانوس ينير أجزاء تلك الغرفة ونظرت إلى زاوية ما صرخت فوقع الفانوس من يدي وانطفأ فكتمت فمي لكيلا تخرج صرخات أخرى والظلام كان حالكا و انا أتلمس الأرض بحثا عن الفانوس والعرق يتصبب من جبهتي ..

وجدته أخيرا وأشعلته بيد مرتجفة وهذه المرة رفعته لأتأكد من الذي رأيته ...!!!

يا إله السموات !!!

عشرات الجماجم مرتبة فوق بعضها على رفوف الحائط وتحتها برميل صغير مليء ب ب.....
- دماء .!

لم استطع التحمل أكثر صرخت بها و أشحت بنظري وتقيأت كل شيء في جوفي وترنحت لأصل إلى الكرسي جلست عليه أمام طاولة حتى هدأت قليلا ...
فبدأ شيء ما بجيبي يهتز ويهتز بقوة تلمسته فإذا هي الأوراق رفعتها غير فاهمة ما حل بها فكانت تضيء و مالت قليلا باتجاه معين !
إنها تدلني على شيء ..إذا أنا في المكان المناسب حتما " حملت الفانوس وتوجهت إلى الجهة التي دلتني عليها الأوراق ولكنه مجرد حائط ...

دققت النظر أكثر حتى وجدت مقبضا حديديا سحبته فانفرج باب يصل إلى ممر معتم دخلته وكان طويلا ضيقا ولاحت لي نقاط ضوء خفيفة متباعدة بآخره تابعت مسيري لأصل إلى طريق مسدود يحوي حفر صغيرة تطل على مكان ما ...يبدو أنها تتجسس على أحدهم قلتها ونظرت عبر إحدى الحفر
فإذا بي أرى الملكة اليزابيث !!ا إنها الغرفة المقفلة نفسها ! ..

كانت اليزابيث جالسة على كرسي تمسك سكيناً يقطر دما وتبتسم بنشوى كبيرة وهي تنظر إلى شيء ما في جهة أخرى ....انتقلت إلى الحفرة الأخرى فوجدتها!

توسعت حدقة عيني وكتمت شهقة وأنا أرى جثة فتاة معلقة بالسقف تقطر الدماء من جميع أجزاء جسدها على حوض استحمام حوله على الأرض تتناثر زهور حمراء وخلفها جثتان أو ثلاث مكومتان فوق بعضهما ومليئتان بالثقوب المتفاوتة بالأحجام وآثار التعذيب واضحة على أجسادهن.

بدأت ارتجف هلعا واقشعر بدني من هول هذا المنظر، خلعت الملكة ردائها تقدمت بخطى بطيئة حتى انزلقت بداخل الحوض المليء بالدماء !!!
إنها هي لقد عرفتها .. ...إنها الملكة اليزابيث باثوري وضربت على رأسي صائحة برعب جمد الدماء بعروقي : كما توقعت.

عدت إلى الغرفة مجددا شاخصة ببصري إلى الفراغ ولم تعد قدماي تحملانني فجلست على الكرسي أرتجف حتى وجدت كتابا على الطاولة وريشة للكتابة
يبدو أنها تكتب شيئا هنا فتحت على العلامة التي كانت تضعها وقرأت ....

¤¤¤¤

الضحية رقم 598 ...اليانور ابنة الفلاح جورج
الضحية رقم 597 ...ليزا ابنة التاجر ادوارد
الضحية رقم 596... كيتي ابنة الأرملة آرون
¤¤¤¤

فتحت فمي ببلاهة و انا اقلب كالمجانين كل صفحات الكتاب ...إنها تدون أسماء الضحايا التي قتلتهم تلك الخبيثة ولكن لماذا ؟؟

عدت لأول صفحة في الكتاب وصرت اقرأ ما خطته فيه

1560..

الفتاة ذات الدم الملكي شهدت مقتل أمها وشقيقتيها عندما ثار المزارعين على الأسرى الحاكمة ونجت هي من المجزرة وعندما بلغت الخمسة عشر عاما تزوجت الكونت فرنسيس ناداستي ...

((وبهدف التسلية بادئ الأمر الكونت قرر تعليم الملكة أساليب التعذيب قبل القتل من خلال دروس حية قامت من خلالها بتقطيع أوصال ورؤوس الأسرى الأتراك وكان يلاحظ استمتاعها وابتكارها أساليباً جديدة لم يرى مثلها الكونت وأعجبته))

وقلبت الصفحات لأقرأ مجدداً....

((الملكة إليزابيث كانت تشعر بالملل الشديد بغياب زوجها المستمر إلى الصيد أو إلى العمل حيث كان يغيب أحيانا لأكثر من شهر فتبقى الملكة وحيدة .
وأنا ......
علمت الملكة الاستحمام بالدماء لل .....
****
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.