أغلقت الكتاب وقد اقشعر بدني ولم أعد أستطيع أن أقرأ حرفا واحدا، هذا اعتراف صريح على جرائمهن الشنيعة بحق الفتيات..شهقت العجوز وبدأت بالبكاء بعد أن عرفت مصير ابنتها التي اقتادتها الملكة الى القصر منذ زمن بعيد هدأت من روعها وجالستها أطمأنها حتى راحت في سبات وتعالى شخيرها....
فخبأت الكتاب بالحقيبة ونظرت إلى ساعتي وسرحت مجددا بهذا المكان والزمان حتى تأكدت أن الوقت هنا يمر بسرعة كبيرة جدا بالمقارنة بعالمنا الحقيقي فعدة أيام هنا تساوي بضع دقائق فقط هناك وطبعا كانت ساعتي تظهر الوقت الحقيقي في عالمنا لذالك عقاربها تسير ببطئ شديد.
وتكاثفت الأفكار في رأسي وتزاحمت حتى غلبني النعاس ورحت في نوم عميق مجددا ..
°°°°°°°°°°°°°°
وصل علاء إلى القرية ولم يترك مكانا إلا سأل فيه ولكن دون جدوى فلم يعرف أحد عنها شيئا وشعر بالخوف يتنامى داخله فذهب إلى مركز الشرطة ليقدم بلاغا باختفائها ليجيبه الشرطي ...
-أسف سيدي لا بد أن تمر أربع وعشرون ساعة كاملة قبل تقديم البلاغ ..
- ولكن هي مختفية من البارحة .
-القوانين أن تكتمل الساعات الأربع والعشرون انتهى
ووقف يحدق بالشرطي الأحمق وكان مستعدا لتشويه وجهه لولا أن تمالك نفسه وغادر بحنق.
جاب القرية طولا وعرضا حتى تعب وجلس بسيارته يفكر أين عساها أن تكون ...فتذكر صديقه الذي يعمل بدائرة المرور اتصل به وأملاه أوصاف السيارة ورقمها ومكان اختفائها وطلب منه أن يبحث عنها بأسرع وقت...
وفعلا لم تمر بضع ساعات حتى جاءه الاتصال بأن السيارة المفقودة شوهدت آخر مرة على بعد عدة كيلو مترات من القرية وأملاه إحداثيات الموقع .
شكره كثيرا وتوجه إلى مكان سيارة فداء وقد خفق قلبه بقوة .
◇◇◇◇◇◇
مرت عدة أيام على فداء وهي مقيمة عند هذه العجوز وبدأت جراحها تلتئم وكانت تخطط لما ستفعله للتخلص من هذه المدينة التي علقت بها.
* كانت جالسة تفكر ...أيعقل أن عدم انتقالي لأني قتلت آنا ؟ هل يعني أني غيرت مجريات التاريخ؟
لكن ما العمل الآن ؟ وماذا أفعل بهذا الكتاب اللعين الذي كتبته تلك المشعوذة؟ طرق باب المنزل بقوة ففتحت لتفاجئ بأن القادم هي (كاتا ) التي تعمل بالقصر ...
-و ولكن كيف جئتِ .؟كيف علمتِ مكان تواجدي .
خطت إلى الداخل وهي ترتعش خوفاً وأغلقت الباب خلفها وهي تلهث بقوة.
- أنتِ! ما الذي جاء بك الى هنا هذا منزلي؟؟.
-كاتا ! أنتِ ابنة تلك العجوز ؟
-أمي ... هل هي بخير ؟؟
وبدأت تبحث بأرجاء المنزل حتى أقبلت والدتها وقد اغرورقت عيناها بالدموع .
-أمي .
اخرسي ..قالتها العجوز وصفعت ابنتها حتى انهارت على الأرض تبكي بحرقة.
-ابنتي قاتلة ...مجرمة... سفاحة ...تساعدين تلك السفاحة لو كنت بعداد الموتى البريئات لكان افضل لي من أراك بهذا الحال"
-لا أمي أرجوك ....سامحيني،لقد كنت عبدا مأمورا فقط لم أستطع تجاهل الأوامر والا قتلتني بدون رحمة
وجلست كاتا تحضن أمها وتقبلها باكية ..حتى انحنت فداء لتأخذ بيد العجوز وابنتها وتجلسهم على الأريكة .
-ما الأمر أخبريني كاتا وكيف هربت؟
-انه ....إنه الكونت( جورجي ثورذو (
-من ؟!
-ابن عم الملكة جلب جيشا من جنوده ليلة البارحة ليحتل القلعة ف ف ...
فأكملت فداء القول :
-فوجد الفتيات اللاتي تقتلهن سيدتك أليس كذلك .
-نعم.
-اسمعي كاتا مع أني سعدتُ جداً عندما اكتشف أمر تلك الملكة الظالمة ومساعديها إلا أني سأساعدك فأنت ابنة تلك الفاضلة التي اعتنت بي ولكني أريد منك معروفا .
ما الذي تريدينه مني أنا جاهزة "
-لم يعرف الكونت تورطك بعد أليس كذلك ...
-لا ولكن إن اعترفت الملكة والخادمات ف ..
-لن ننتظر ليعترفوا ...كم هو تاريخ اليوم واحكي لي المشهد بالتفصيل عند وصول الكونت حتى هروبك"
.
وبدأت تروي لي ما جرى وما الذي خفي عني وأنا اكتب على هذا الكتاب مكملة ما بدأته (آنا ).
****
التاسع والعشرون كانون الثاني 1610 جمع الكونت جورجي جنوده واقتحم على الملكة قصرها .....فوجد فتاة ميتة لا يحوي جسدها قطرة دم واحدة ...وأخرى معلقة بحبل تقطر الدماء من شرايينها ...ولكنها ما تزال على قيد الحياة.
اقتحموا القبو و تفاجئوا بعشرات الفتيات محبوسات بزنازين وهن خائفات مذعورات...فأطلق الكونت سراحهن وأمر بإلقاء القبض على الملكة وحبست بغرفتها ريثما يتم التحقيق بالقضية .
ملحوظة :يتم تسليم الكتاب بعد قراءته الى الكونت جورجي ليتم القصاص العادل بأسرع وقت.
*****
سلمتها الكتاب بعد أن دونت هذه الأسطر وقلت لها الآن ستذهبين إلى القرية وتسلمين هذا الكتاب الى القاضي شخصيا .....وبهذا ستنتهي قصة الملكة السفاحة
تلكأت قليلا قبل أن تتخذ قرارها وبتشجيع من والدتها انطلقت إلى مهمتها، حل المساء فعادت منهكة القوة بعد أن سلمت الكتاب وجلست تقول لي ....ما العمل الآن.
-لا تقلقي إن غدا لناظره لقريب...وتمنيت أن يكون تفكيري صحيحا هذه المرة
◇◇◇◇◇◇◇◇