ahmed88

شارك على مواقع التواصل

جيهان وأرض الجان... الحلقة السابعة عشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدت الي وعيي مرة آخري فوجدتني بغرفة جدي مستلقية علي الفراش وبجواري سيلين...
وشعرت بها شاردة وعلي وجهها ملامح الهم والحزن...
فأعتدلت من رقدتي وقلت لها مابك مهمومة ياسيلين والحمدلله كان النصر حليفنا ككل مرة...
فقالت سيلين دون ان تنظر الي الحمد لله يا جيهان..
ثم استطردت وقالت ولكن ليس في كل مرة ننتصر بدون خسائر....
نظرت اليها في تعجب قائلة خسائر؟!.. عن أي خسائر تتحدثين؟؟
فقالت خسائر في المعارك والمواجهات ياجيهان جنود بواسل قد تقتل فترمل زوجاتهم وتيتم أبنائهم...
سكتت سيلين قليلا وكأنها تستجمع قواها لتتحدث وقالت أصدقاء وحتي أشخاص ليس لهم ذنب إلا صلة القرابة منا...
ثم رأيت دموعها تنهمر وكأن عينيها بركانين قد أنفجرا بالدموع في صمت...
شعرت بأن هناك حزن دفين بقلبها وقد فتح الأن...
حاولت التخفيف عنها فأقتربت منها وأحطتها بذراعي وأحتضنتها.....
وكأنها كانت تنتظر ذلك الحضن فأنفجرت في البكاء كأنها لم تبكي من قبل...
بكاء كأنه ناتج من جرح لم يلتئم بعد رغم مرور الوقت...
أحترمت تلك اللحظة ولم أنطق بحرف فقط اربت علي ظهرها حتي تهدأ...
مرت عدة دقائق وبدأت سيلين تهدأ قليلا...
مسحت دموعها وقالت آسفة لم استطع التماسك..
فأبتسمت لها قائلة لا عليك كلنا نمتلك مايدمي قلوبنا والبكاء منفذ جيد لتفريغ تلك المشاعر السلبية الدفينة والتي تقتلنا وتعذبنا طوال الوقت...
ثم استطردت وقلت يمكنك أيضا أن تسردي مايدمي قلبك ويحزنك فالسرد لمن تثقين فيه يريح القلب أيضا فلا تكتمي أحزانك يا سيلين...
نظرت الي سيلين للحظات ثم قالت ارأيت كيف قتل الجاسور هفاف؟
تذكرت الموقف ثم قلت بلي، حتي انني كنت افكر في....
فأبتسمت سيلين وقالت أعلم، أعلم ماكان يدور في أفكارك يا جيهان....
فضحكت وقلت هذه الهبة التي لديكم لا ارتاح لها ابدا..
كلما أفكر في شئ تعرفيه....
فأستطردت سيلين وقالت عندك حق جيهان ففعلا الجاسور كان بداخله غل دفين علي هفاف وأقسم علي الانتقام فهذا الحقير اللعين قد اختطف أبن الجاسور الصغير الذي كان يلعب فتشبه بصورة الجاسور نفسه واستدرج الصبي حتي ان الحراس قد شبه عليهم انه الجاسور فلم يشعر احد بأي خطر وتركوا الصبي ظنا منهم انه الجاسور...
وبعد فترة عاد الجاسور الي القصر فنظر الحراس الي بعضهم البعض وشعروا بأن هنالك شئ ما خطر فأخبروا الجاسور بما حدث فهب مسرعا يبحث عن ولده فوجده آخيرا ولكن بعد أن فارق الحياة..
فعاد الجاسور وهو يحمل جثمان ابنه وقام بدفنه بنفسه
في جبل الجن المقدسة...
وعاد دون ان يصدر منه اي رد فعل او حتي كلمة ولكن عيناه كانتا تفضحانه تكتمان الدموع وعلي وجهه ملامح الكسرة والحزن...
وما ان انفرد بنفسه في غرفته حتي سمعت صراخا زلزل الأرض تحت المملكة كلها....
وكنت أجلس مع أبي يغمرنا الحزن فسمعنا الصوت فهممت بالذهاب اليه فأحتضنني أبي ومنعني من الذهاب اليه وقال دعيه يا ابنتي يلفظ ما في قلبه فجرحه عظيم والجاسور لا يحب أن يظهر ضعفا أمام أي أحد...
مرت الأيام وبدأ الجاسور يجيئ ويذهب في المعارك وحماية المملكة حتي جاء اليوم الذي كنا نتحدث فيه وذكر موضوع وفاة ساطع ابنه وقال ثائري مع هفاف الي يوم يبعثون منه ومن نسله ومن أصله لن أترك منهم أحدا..
وهاقد حدث....
كنت أستمع الي سيلين التي انسال دمعها وهي تسرد لي ذلك الحادث الأليم، حتي شعرت بحركة في الجهة المقابلة للبوابة فأظهرت سيفي فجأة ورفعته...
حينها نظرت الي سيلين في تعجب وصدمة وقالت جيهان
ماالذي......
فنزلت بسيفي بشده وصدر صوت انفجار كصوت المفرقعات وأمتلاء الجو بالدخان ورائحة الكبريت..
..................................... انتهت الحلقة السابعة عشر
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.