ahmed88

شارك على مواقع التواصل

جيهان وأرض الجان.. الحلقة الخامسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تبعت جدي الي غرفته واغلقت الباب بعد دخولنا...
فنظر لي جدي مبتسما ليبث بعد الطمأنينة الي قلبي الذي يرتجف وكأنه يسمع دقاته التي تعلن الخوف من الأن وقبل أن نبدأ في أي شئ...
وقف أمام مرآة كبيرة ذات إطار خشبي عريض منحوت عليه أشكال متداخلة، يبدوا عليها القدم، معلقة بالحائط علي يمين الفراش ثم بدء في ترديد كلمات أعتدت سماعها قديما وأنا صغيرة ولازالت محفورة بذاكرتي الي الأن....
((التحية والسلام ياأمير الزمان..تمت الزيارة ياحامل الصولجان.. لي منكم العهد.. ولكم مني الأمان))

ازدادت نبضات قلبي سرعة وصخبا...
وفجأة وجدت زجاج المرآة تحول كصفحة المياه تتحرك دون ان ينسكب المياة خارج اطار المرآة!!!!
ثم أستطرد جدي قائلا ((الحارس الجديد قد جاء.. من نسل الانس الشرفاء.. حراس البوابة حاملي العهد... فأحضروا لاتمام العهد وانتقال الامانة))
فجأة انطفأت الأنوار كلها مرة واحدة...
وبعد لحظات عادت مرة آخري...
وجدت أمامي فتاة بيضاء كبياض الثلج ذات شعر ناعم طويل ابيض اللون بعيون زرقاء..
وثوب ارجواني فضفاض مرصع بأحجار كريمة...
وبيدها شئ ما لم أستطع التعرف عليه...
كانت المسافة بيني وبينها أقل من المتر..
فقالت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حضرنا لنقل العهد وتسليم الأمانة للحارس الجديد..
فوقعت مغشيا علي من الخوف والرهبة...
بعد وقت لم أستطع تحديده عدت الي وعيي مجددا..
فوجدت جدي وقد ارتسمت علي ملامح وجهه الخوف والقلق، وما ان رأني قد عدت الي وعيي حتي ابتسم فنطر الي يميني مؤشرا برأسه وهو مبتسم..
فنظرت الي يميني في توجس...
فوجدتها...
تلك الفتاة الجميلة التي ظهرت من العدم...
اذن لم أكن أحلم...
فتكلمت الفتاة لتخفيف هول المفاجأة علي قائلة لاتخافي ياجيهان فاننا مخلوقات مثلك خلقنا الله لنا ما لك وعلينا ما عليك فلا داعي للخوف من مخلوق مثلك...
وأعلمي اننا مسلمون لا نؤذي ولا نرهب أحد ونتقي الله كثيرا...
وأعلمي اننا مأمورون بحماية تلك البوابة من جانبنا في عالم الجن مثل نسل عائلتك مأمورين بحمايتها من جانب الأنس أيضا... فلا يجوز ان يتدخل او يدخل أحد من العالمين الي العالم الآخر....
بدأت أشعر ببعض الهدوء من طريقة وصوت الفتاة الهادئ
فأستطردت كلامها قائلة أنا سيلين ابنة عبد الملك الذهبي ملك الجان الموكل بحراسة البوابة من الجانب الآخر وحاملي العهد من الجان المسلم وسأكون معك دوما فقط كل ماعليك ترديد المقولة التي قالها جدك، ثم ابتسمت واكملت حديثها قائلة وجعلناك تسمعينها اكثر من مرة وحفظناها بذاكرتك...
والأن حتي لا نضيع الوقت، ثم قامت بفرد ماكان بيدها وهو عباره عن صحيفة يبدوا انها مصنوعة من جلد الغزال أمامي وبيدها الآخري شئ ما يشبه الابره، فنظرت الي تطلب الإذن في تقريب الابرة من ابهام يدي الأيمن فقربت ابهامي فسال من اصبعي بضع قطرات من الدماء فأضاء الصحيفة بنور ذهبي براق ثم اختفت الصحيفة فجأة...
فأبتسمت سيلين الي ثم نظرت الي جدي قائلة انتقل العهد ايها الأمين، يمكنك الأن أن ترقد في سلام...
ونحن من سيعتني بجيهان...
ثم أختفت سيلين، وعادت المرآة مرة آخري لطبيعتها...
نظرت لجدي الذي وجدته مطأطأ الرأس حزينا..
فقلت له مابك ياجدي؟
فنظر الي محاولا تخبأة حزنه قائلا لاشئ يا ابنتي...
ولكن.....
ثم توقف فجأة عن الكلام...
فقلت له لن أراك مجددا أليس كذلك؟
فنظر الي في حزن قائلا سأحاول ان ازورك بأحلامك قدر المستطاع يا بنيتي الحبيبة...
فسقطت دموعي لا ارديا...
ولمحت في عينا جدي دموع حاول أن يخفيها قبل وداعي
ورسم ابتسامة علي وجهه ثم أختفي......
وظللت عل حالي دون أن تتوقف دموعي حتي غلبني النعاس....
........................................ انتهت الحلقة الخامسة
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.