LailaNazmy

شارك على مواقع التواصل

البارت الرابع والعشرون
اختلاج روح
لولي سامي
استيقظت جودي في الصباح الباكر مع انبعاث اول ضوء للنهار قبل استيقاظ الجميع فقد باتت ليلتها في ارق وتوتر فلم يتسني للنوم أن يكحل عيونها فاعدت كوبا من النسكافيه لتستعيد نشاطها بعد ليلة مؤرقة وجلست ترتشف منه بعيون وذهن سارح لنتذكر حوارها مع صديقتها نهي بعد أن خرجوا سويا من القاعة
Flashback
نهي بتساءل واستغراب من حالة جودي/ مالك يا جودي شكلك مش مبسوطة بالرغم اني كنت شايفاكي طايرة من الفرحة وانتي مع آسر.
نهي بتشتت واضح / مش عارفه يا نهي محتارة اوي ومش عارفه اعمل ايه فعلا مش هكدب عليكي كنت طايره من الفرحه وانا مع آسر ويمكن اكتر من الطيران كمان مقولكيش قالي ايه......... ده اكنه مسح كل اللي فات باستيكة.
ده غير أنه تقريبا خرص كل الألسن عني اللي كانوا بيتكلموا عليا واللي كانوا شمتانين وبصراحة حسيت صدقه في كل كلمة قالها، اه منستش خيانته ليا بس اعتبرتها غلطة ومين فينا مبيغلطش!؟ بس علشان اتاكد أنه مش هيغلط تاني لازم اديله الامان، وعلشان اديله الامان لازم اتاكد من حاجه مهمة اوي مش قادرة اشيلها من بالي، انتي فاهمه حاجه يا نهي.
كانت نهي تضع يدها أسفل وجهها مستندة علي المنضدة وتنظر لجودي بعيون هائمة ثم قالت/هيييييييح والله يا اختي بعد اللي سمعته ده ما عنت فاهمة حاجه غير انك بتدوبي في آسر بس بتعاندي.
جودي بتوهه تنهدت ثم قالت/ مش عارفه ، مش عارفه اقولك ايه؟
ثم تحولت نبرة صوتها للاستفسار قائله لنهي بتعجب / صحيح يا نهي خدتي بالك مني ازاي إذا كنت مبسوطة مع آسر ولا لا وانتي كنتي مع يزن في عالم تاني خالص.
مازالت نهي في هيمانها فقالت بصوت حاني ورقيق للغايه/ ياااااه يا جودي دانا كنت في دنيا مشفتهاش قبل كدة ،ده يزن ده طلع حنين اوي وعرف ازاي يحتويني وينسيني المكان والناس والعالم كله، مسيطر جامد اوي ابن الايه.
تحرك جودي رأسها يمينا وتنظر انهي ثم تعود وتحرك رأسها يسارا تحاول رؤية نهي من زاوية تخرب وهي بهذه الحاله ثم قالت/ مين اللي بيتكلم قدامي انتي نهي اللي مبتحبش حد يسيطر عليها خالص؟
تستفيق نهي من هيمانها وتتنحنح وتعتدل بجلستها وتنظر لجودي محاولة تغيير الموضوع لتتسأل باستغراب/ اه صحيح بتقولي عايزة تتأكدي من حاجه ، حاجة ايه ده وهتتأكدي منها ازاي؟
Come back
تعود جودي لواقعها فتقرر إنهاء حيرتها تلك بان تتأكد بنفسها وتقطع الشك باليقين وتجيب بنفسها عن السؤال الذي يؤرق ذهنها فإما أن تثبت عليه التهمه أو لتبرأه قطعيًا فاستقامت من جلستها وبدأت بارتداء ملابسها لتنهي من حالة تشتتها مقررة القيام بالمواجهة المؤجلة التي لم تحبذ اطلاقا القيام بها ولكن عليها أن تصل للحقيقة الكاملة حتى لو استلزم الأمر انقاص بعض الشيء من كرامتها كأنثي.
.................................................
وصل معتز إلي المكتب ليري مهرة جالسه مكانها فابتسم وذهب إليها قائلا/ يا صباح الفل يا صباح الجمال يا...
اقتطعت استرساله مهرة قائله وهي تقف مكانها/ لو سمحت يا استاذ معتز احنا في شغل وانا جيت هنا علشان وعدتك وانا متعودتش اخلف وعدي .
ليقترب معتز ولكن أوقفته مهره قائله بنبرة حادة / لو سمحت يا استاذ معتز لو قربت اكتر من كدة انا همشي وربنا واسيب الشغل خالص.
ليتراجع معتز خطوتين للخلف رافعا يده لاعلي قائلا/ لا خلاص زي ما تحبي انا بس افتكرتك قلقتي عليا لما نزلت من الشباك امبارح وقولت يعني هتتصلي بيا تطمني عليا ولا حاجه او على الاقل تسأليني لما اجي دلوقتي .
نظرت مهرة للاسفل ورمشت باهدابها محدثة نفسها / ومين قالك اني مقلقتش بس مينفعش اتصل.
وجدها معتز صامته ناظرة للاسفل فقال لها/ تمام يا مهرة انا مش هضغط عليكي اكتر من كدة انا يكفيني انك رجعتي الشغل واني اصطبح بوشك كل يوم حتي ولو مرة واحدة ، اسيبك لشغلك عن اذنك.
ثم اتجه حيث مكتبه بينما هي سقطت كورقة الشجر هاويه على مقعدها ثم تنهدت قائلة لنفسها/ ربنا يسترها مش عارفه اعمل ايه معاك بس بجد ده اخر فرصه لو مأثبتليش انك عايزني بالحلال ومستغني بيا عن أي حاجه هخنق قلبي بايدي يا معتز .
ثم انتفضت فور صدوح رنين هاتف المكتب الذي أمامها واضعة يدها على صدرها قائله/ خضتني يا اخي ،عايز ايه ده كمان .
ثم رفعت سماعة الهاتف لترد على أحمد الذي طلب منها إبلاغ معتز أنه يريده بالمكتب لديه فاغلقت الهاتف لترفعه مرة أخري ضاغطة رقم مكتب معتز وقامت بابلاغه بطلب احمد له.
...........................................
استيقظ آسر من نومه على إثر طرق علي باب مكتبه ليعتدل في جلسته فاركا رقبته بيده محاولا تهدأة الالم الذي بها فهو ينام منذ فترة باريكة المكتب محاولا الابتعاد عن أي مؤثر خارجي كوالدته التي يوميا تتصل به وتحثه على البيات لديها ولكنه كان يريد أن ينفرد بحاله وكأنه قرر معاقبة نفسه بأنه لن يذهب الي اي مكان أو يسترح باي فراش الا بعد أن يعود لزوجته ولكن اليوم زاد الم رقبته فاستقام وذهب يفتح باب مكتبه الذي يغلقه على نفسه قبل النوم وهو مائل الرأس للجانب حتي يريح عضلة رقبته فوجد السكرتير يبلغه أن جميع الموظفين قد أتوا وهو مازال نائما ليعتذر آسر ويتجه الي حمام المكتب للاغتسال حتى يستعيد نشاطه ويغير من ملابسه ولكن ظل الم رقبته مستمر ليجلس خلف مكتبه يحاول البدء في عمله ولكنه لا يستطيع فطلب من السكرتير جلب دهان من الصيدلية لتخفيف هذا الالم حتى يستطيع إنهاء ما لديه من أعمال قبل ميعاد خروج جودي من العمل فقد قرر الذهاب إليها لاستكمال محاولات ارضاءها.
................................................
بمكتب نهي بعد أن ردت علي احمد وابلغته بعدم قدوم جودي أمسكت بهاتفها حينما صدح رنين رسالة ففتحتها لتري أنها من يزن انفرجت شفتاها لتفتح الرسالة التي ما كانت غير تحية صباح مع وردة حمراء اللون / صباح الورد.
لترد برسالة نصية/ صباح الخير.
يزن/ ينفع تمشي امبارح من غير ما تقوليلي.
نهي/ معلش الوقت اتاخر فمشيت على طول.
يزن/ ماشي سماح المرة دي بس المرة الجاية هيكون في عقاب وجزاء واحتمال حبس انفرادي كمان.
لتبتسم نهي / وهتحبسني انفرادي فين بقي يا حضرة الظابط؟
ليرد يزن عليها بكل بساطة/في قلبي.
نظرت نهي للرسالة وابتسمت ولم تستطع الرد لتجد رسالة أخري منه/ سكتي ليه؟
نهي / ابدا مبعرفش ارد على كلامك ده .
يزن/ انا لسه مقولتش حاجه بس بصراحة نفسي اوي اقول كتييييير.
ايه رايك لو اعدي عليكي بعد الشغل.
نهي/ لا مينفعش انا مقولتش لماما ومينفعش حتى استأذنها دلوقتي بتعتبر اني حطتها في أمر واقع وهي مبتحبش كدة.
ليبتسم يزن ويكتب/ عسل والله حماتي دي.
لتعقد نهي حاجبيها وكتبت له/ اشمعني؟
يزن بهزاره المعتاد/ اشمعني أن قولت حماتي ولا اشمعنا أن قولت عليها عسل؟
لتجد نهي نفسها في مأزق فتخجل وتصمت ليكتب هو/ خلاص هعتبرك بتسألي اشمعني أنها عسل بما انك فهمتي انا اقصد ايه من كلمة حماتي.
علشان يا ستي حماتي مبتحبش الأمر الواقع وانا كمان كدة احب قبل اي حاجه اكون عارف كل حاجه ونتناقش مش الاقي الموضوع أمر واقع فانتي ما شاء الله متعودة من حماتي فمش هتعب معاكي كتير كفاية كلامك الدبش .
لترسل له نهي ايموشن غاضب وتكتب/ قصدك ايه بكلامي الدبش ؟
يزن بوجهه مبتسم يكتب لها/ قصدي انك بنت جميله جدا ورقيقة جدا وهشه جدا بس بتحاولي تداري كل ده ورا نرفزتك وعصبيتك بس اقولك على حاجه انا راضي ،ايه رايك بقي؟
لتبتسم نهي مرة أخري وكأنه عرف كل مداخلها فتكتب/ افكر وارد عليك .
لتجد رسالة صوتيه لتفتحها لتجده يضحك بملئ فمه ضحكته التي تأسرها ثم يقول/ وانتي هتلاقي زيي فين واد مز وقمر وظابط وطويل كمان ليكي مواصفات لسه متحققتش.
برغم من انشراح قلب نهي لضحكته إلا أن شخصيتها المتمردة غلبت عليها لترد قائلة له/ اه ميكنش مغرور .
ثم أغلقت بيانات الهاتف ليظهر أمامه أنها مغلقه ليضحك عليها يزن قائلا/ يا بنت المجانين هتجننيني معاكي وربنا بتقلب في لحظة .
...................................
اتجه معتز الي مكتب احمد وبدون اي تطاول اكتفي بأن يبتسم لمهرة ابتسامته التي بالنسبة لها كانت حلم بعيد المنال لتبتسم له مهرة بخجل واضح وتنظر للاوراق التي بيدها فيدخل معتز لاحمد المكتب ويغلق خلفه الباب ثم يجلس بالمقعد الذي أمامه ليتحدث معتز/ خير يا احمد كنت عايزني في ايه؟
احمد بابتسامة سمجة وهو يهز المقعد يمينا ويسارا/ جيت على طول يعني أنا قولت بدل ما اتصل بيك على طول أبلغك اني عايزك من ناحية مهرة..... وعقبال ما تروحلك......... وتبلغك اني عايزك......... هتجيلي على اخر اليوم ،............... ايه زهقت منها ولا ايه؟
ليعقد معتز حاجبيه تعبيرا عن ضيقه قائلا بنبرة حادة/ لو سمحت يا احمد متتكلمش عن مهرة كدة انا قولتلك قبل كدة أن البنت ده نضيفة واحتمال كبير كمان اطلبها للجواز بس هي ترضي.
ليستقيم احمد من مجلسه ويذهب بالمقعد الذي أمام معتز قائلا/ لا مش ممكن هتعتزل الملاعب؟....
ولا البت مستعصية معاك وملهاش سكة الا الحلال؟........ قولي لو مستعصية اجبهالك لحد عندك وتبوس ايدك كمان بطريقتي الخاصة .
لينتفض معتز من مقعده قائلا بصوت اقرب للتهديد مشيرا له بإصبعه/ احمد لحد هنا وتقف، ......
قولتلك ملكش دعوة بيها خالص.........
والا ده هيبقي اخر حاجه بيني وبينك .........سامع؟
ليستقيم احمد ويضع يده على كتف معتز محاولا تهداته قائلا/ طب خلاص يا عم...........
انا قولت اساعد مش اكتر ........
ومبروك يا سيدي مقدما وبراحتك يا صاحبي ويوم ما تحب تغير انا موجود، المهم اقعد علشان عايزك في حوار كدة .
ليزفر معتز أنفاسه ثم يجلس مرة أخري سائلا/استغفر الله العظيم خير يا احمد ؟ عايز ايه؟
ليبدأ احمد يسرد له خطته في توقيع آسر وماذا أعد له من وقيعة محكمة لينهي بها حكايته من جودي .
ليغضب معتز ناطقا/ انت لسه بتحاول تنخور بينهم ،ما خلاص يا اخي سيبهم في حالهم وشوفلك واحدة تانية لو عايز فعلا تستقر.
مش لازم جودي يعني.
وكمان مفكرتش أنها ممكن تكون مبتحبكش ،
مفكرتش أنها ممكن بعد ما تطلق منتجوزش تاني خالص ،
احمد انا رأيي تسيبك من الموضوع ده واقفل عليه.
ليزفر احمد أنفاسه ناطقا بنبرة بغض وكره شديد / لا يا معتز هاخدها يعني هاخدها.
البت ده استعصت عليا في الاول.
وحتى دلوقتي فأنا لاااازم أطوالها باي شكل وبالنسبة إذا كانت بتحبني ولا لا مش فارقه المهم انا عايز ايه.
وبالنسبة للجواز بقي إذا كانت هتتجوز بعد ما تطلق ولا لا؟
ليطلق ضحكة ثم يستطرد قائلا/ ده لها ترتيب تاني كسر الست مفيش اسهل منه......... وحياتك لاخليها تجيلي راكعة وتعيط وتتمني اني اتجوزها وساعتها مش هخذلها هتجوزها علشان انا قلبي رهيف.
ثم أطلق ضحكته ومعتز بدا على وجهه الاشمئزاز وكأنه يراه للمرة الأولي فاستشعر أن أي حديث معه لا يجدي فاستقام من مجلسه قائلا/ تمام يا احمد براحتك اعمل اللي انت عايزه ولو احتجتني انا موجود بس عن اذنك علشان عندي شغل مهم هخلصه واكون معاك.
اومأ احمد برأسه ليخرج معتز من مكتبه مهرولا وكانه لدغ من عقرب ثم اغلق باب المكتب خلفه واستند برأسه عليه محاولا تهدأة أنفاسه المضطربة ،
لتلاحظه مهرة بهذا الشكل فتتوقف وتذهب إليه تسأله / خير يا استاذ معتز فيك حاجه بعد الشر ؟
جاء صوتها بالنسبة له كالنجدة كما دخلت حياته لتنجده من كل ما كان بها ليرفع رأسه من على الباب وينظر لها وبدون أن ينطق بكلمة واحدة امسك معصمها وأخذ يسحبها خلفه في طريقه الي مكتبه وهي تحاول وتعافر أن تفلت يدها من قبضته ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل حتي وصلا الي مكتبه ليدخل ساحبا إياها لداخل المكتب ويغلق الباب ويقف أمامه من الداخل مواجها لها.
........................................................
خرجت جودي من منزلها واوقفت تاكسي واستقلته واخبرته بوجهتها ليقود بها التاكسي بينما هي منذ أن دخلت التاكسي وضعت رأسها على نافذة السيارة وهي تتخيل بعض الصور التي ربما تجدها بالمكان التي ستذهب إليه ومع كل سيناريو يدور برأسها تحاول ايجاد له حل ولكن كان عقلها يتوقف تماما ما أن تتخيل هذه المشاهد حاولت الرجوع عن قرارها في أكثر من مرة ولكنها تتراجع لتكمل طريقا بدأته فقد قررت أنها لن تعود لأسر الا وهي مطمئنة قلبا وعقلا والا لن تعود نهائيا حتي فاقت على صوت سائق التاكسي وهو يخبرها بوصولهم للمكان المنشود فهبطت من سيارته بعد أن أعطته أجرته وتقدمت بأقدام خاوية من الرغبه وكأنها تجرها جرا. وصلت جودي للبناية المقصودة وحاولت صعود الدرج الذي مع كل سلمه كان يهبط قلبها باقدامها حتى وصلت للشقة واغمضت عينيها وسحبت أنفاسها استعدادا لما ستراه ثم دقت الجرس لينفرج الباب لتصدم جودي مما تراه وتجحظ عينيها محاوله انقاذ الموقف.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.