LailaNazmy

شارك على مواقع التواصل

البارت السادس والعشرون
اختلاج روح
لولي سامي
بمكتب معتز بعد أن انصرفت مهرة وعقله لا يهدأ ابدا وقلبه أيضا لا يريد ابتعادها عنه .
ظل يشعل سيجارة تلو الأخري وهو يفكر كيف له أن يتصرف؟ ايستمع لما قالته ويواجه صديقه كما يعتقد وشريكه بالعمل؟
ويحاول اثناءه عن مخططه القذر ،ويحذر كلا من آسر وجودي بابلاغهم بهذا المخطط .
ولكن تتابعيات هذا الموقف إنهاء صداقته مع احمد وانهاء شراكتهم ايضا والذي لاحمد النصيب الأكبر بها وهذا يعني انفصال الشركة عن بعضهم .
أخذ يفكر في هذا هل هو مستعد لاقامة شركة منفصلة بل ومنافسه لاحمد ، يعلم مدي أهمية موضوع جودي بالنسبة لاحمد لذلك سيحارب جاهدا كل من يقف أمامه حتي ولو كنت أنا بل وسيعتبرني حينها عدو يستحق اعلان الحرب عليه وسيحارب بكل قوته لإسقاط شركتي بالسوق .
يعلم أن بهذا يحافظ على ذاته فقد استشعر مدي قذارة ما كان به ولا يستطيع الرجوع له مرة أخري ،ولكن الهدف الاسمي بالنسبة له هو ان يحافظ على وجودها معه ،
فهي من ستقدم له يد العون في التخلص من كل هذه القذورات كما أنها هي الوحيدة التي ستتحمله مهما انقلبت عليه مصاعب الحياه ومهما حاول احمد من هدمه سيجدها بجواره .
وهذا ما كان يحتاجه هو أن يجد من يشعره انه بجواره في أي ظروف لا من يجري خلفه من أجل ماله أو وسامته الذي ربما يفقدهم في يوم ما .
استنشق كثيرا من الهواء وقد اتخذ قراره واستقام من مقعده متوجها إلى مكتب أحمد الذي فور أن وصل إلى مكتب مهره ووجده خاليا شعر وكأنه تهديد له وكأنه مقعدها بقلبه إما أن يعيدها أو فراق وخواء للابد.
لم يطرق الباب كعادته بل فتحه على مصراعيه ودخل مكتب احمد بوجه متجهم يبدو عليه الغضب .
استشعر احمد بدلوفه مكتبه بهذه الطريقه والذي كان يوجه كل تركيزه للعمل الذي بيده فعقد حاجبيه ونظر تجاه معتز قائلا/ في ايه يا معتز داخل كدة ليه ؟
معتز وبدون اي مقدمات وهو يضع يده على مكتب احمد مواجها له/ انت سالتني عن رأيي في خطة توقيع آسر وانا جاي اقولك بلاش يا احمد ومش موافق عليها ويا توقفها فورا يا اما انا بنفسي هبلغ آسر وجودي وهفشلهالك بطريقتي .
طرق احمد بيده على مكتبه واستقام من مقعده ناهرا معتز / انت جاي تهددني يا معتز وفي مكتبي ؟ انت اتجننت؟
معتز بثبات كامل/ انا متجننتش انا بحاول الحقك من اللي هتوقع نفسك فيه ،
مهما عملت جودي مش هتحبك ولو حبتك واتجوزتها مسيرها تعرف الحقيقة وساعتها هتواجهها ازاي ؟
فوق يا احمد انت لسه صاحبي وعايز الحقك نعيش انا وانت براحتنا اه، نأذي نفسنا ممكن، بس من غير ما نأذي حد .
فكر يا احمد وشيل موضوع جودي من دماغك انا ياما قولتلك سيبها في حالها في غيرها كتير ويتمنولك الرضا .
بس دلوقتي مش هقول وبس لا وهعمل كمان.
ضيق آسر عينيه وجلس على مقعده مرة أخري ناظرا لمعتز محاولا استشاف الأمر فقال له بكل هدوء/ واشمعنا دلوقتي مش هتقول بس وهتعمل ؟ ايه اللي جد يعني؟ فجأة اكتشفت أن جودي من بقيت عيلتك مثلا؟
حاول معتز أن يقرأ ملامحه التي عادت لهدوءه فقال له/ لا مش من بقيت عيلتي، بس لما فكرت اعمل عيله حسيت بإحساس آسر لو حد جه وحاول يسحب مراتي مني وخصوصا لو بحبها.
انطلقت ضحكة عاليه من احمد وهو ينظر للاعلي ثم حاول تهدأة ضحكاته مشيرا بكفه لمعتز باشاره تدل عن الاعتذار حتى هدأت ضحكاته رويدا فقال بابتسامة واسعة/ اسف اسف يا معتز ......... بس بجد ضحكتني...........قولتلي بقي احساسك وانت بتفكر تعمل عيله !
الا صحيح يعني ملاحظ انا رجوع مهرة تاني للشغل ، ايه الاخبار ؟ وصلت ولا لسه ،ولا تحب اتدخل؟
نطق احمد جملته الاخيره بغمزة من عينيه فاستفز معتز واعتبره تهديد صريح له فطرق على المكتب بكلا يديه قائلا بنبرة حادة/ احمد مهرة خط احمر ملكش دعوة بيها نهائيا، واللي بيني وبينك بعيد عنها بتاتا والنقطة ده بالذات متعتبرهاش نصيحة ،اعتبرها تهديد وصريح كمان .
ابتسم احمد باحدي زوايا فمه فقال له بكل هدوء معاكس لما يظهر بعيونه / خلاص يا معتز اوعدك هوقف الخطة حاليا وهفكر تاني في الموضوع، وبالنسبة لمهرة يا سيدي........... ربنا يهني سعيد بسعيدة......... بس ابقي اعزمنا على الفرح متنساش.
نظر له معتز وقد استشعر عدم ارتياحه لحديثه ونظراته يحفظ صديقه جيدا عن ظهر قلب فهو يمتلك من الدهاء قدرا عاليا فأراد أن يطمئنه فابتسم معتز واومأ برأسه قائلا/ تمام يا احمد ومتخافش هتكون اول المدعوين أن شاء الله ، عن اذنك.
وانطلق معتز خارجا من مكتبه شاعرا بعدم ارتياح مقررا عدم التوقف عن ما قرر فعله فقد شعر بخيانة احمد وعدم تراجعه كما شعر تجاه بالندالة وتهديد مبطن تجاه مهرة لم يكن يتخيل أن يد صديقه ستطوله بالأذي.
لذلك قرر هو الآخر عدم تراجعه عما سيفعله ، وفور خروجه من الشركة ودلوفه سيارته اخرج هاتفه وأخذ يضغط على عدة ازرار.
..............................................
في المشفي عند خروج الطبيب من حجرة الكشف ذهبت جودي وخلفها آسر ليتساءلوا عن حالة فتنة وهل استعادت وعيها ام لا ؟
فقال لهم الطبيب بنبرة قلق/ هي تبع حد فيكوا ؟.............
اقصد يعني ......... اخت حد أو مراتك مثلا ؟
نطق آسر وجودي بنفس الوقت / لا .....
ثم أكمل آسر قائلا/ ده تعتبر جارة يعني مش اكتر ، خير يا دكتور؟
زم الطبيب شفتيه قائلا/ طيب انا كان قصدي باسألتي اللي فاتت اشوف مدي تعاملكم معاها .... علشان انا بصراحة يعني........ متوقع شوية حاجات كدة وبدعي ربنا يخلف ظنوني.
اومأ له آسر ليحثه على الاستمرار في الحديث فاستطرد الطبيب قائلا/ بصواو اللي اقدر اقوله دلوقتي حضراتكم هتعملولي التحاليل ده وربنا يستر .
أخذ اسر وجودي الورقة المدون بها اسماء التحاليل وسأل آسر الطبيب قائلا/ يعني حضرتك شاكك في ايه بالظبط؟
الطبيب بعملية تامة/ خلونا نأجل توقعاتنا لحد ما نتيجة التحاليل تظهر وان شاء الله خير عن اذنكم.
انصرف الطبيب لينظر آسر وجودي لبعضهما وتوجها الي فتنة وأخذاها الي المعمل الملحق بالمشفي ليجري لها عدة تحاليل تحت نظرات غضب اسر لجودي لاقحامها في هذا الموقف . ونظرة ندم من جودي لما فعلته.
ثم عادا كل من آسر وجودي وفتنة الي غرفة فتنة وذهب آسر لجلب بعض العصائر والأطعمة لتتحدث فتنة بصوت مجهد الي جودي/ انا بجد مكسوفة منك جدا......... ومكنتش اتوقع ان نجدتي تيجي على ايدك ،
انا مش عارفة اشكرك ازاي وانتي مشوفتيش مني غير كل أذية ،..............بجد لولاكي كان زماني في مكان تاني دلوقتي.
اؤمري وانا اعملك اللي انتي عايزاه .
جودي باضطراب داخلي لا تعرف هل هذا وقت سؤالها ام ماذا تفعل لتقرر أن تسألها بوضوح تام فقالت لها / انا معملتش غير الواجب، ومش عايزة منك ثمن انقاذي ليكي،
أنا عايزة منك كلمة حق بس واللي كنت جاية علشان اسمعها منك، وارجوكي متكدبيش عليا ولا تخبي،
فتنة بتوقع مسبق/ اتفضلي اسالي.
جودي باندفاع / آسر كان بيبات عندك او بات عندك مرة قبل كدة؟
..............................................
بمكتب احمد بعد خروج معتز اشعل سيجارته باحدي يديه وبيده الأخري هاتفه واستقام يقف أمام النافذه مضيق عينيه يفكر في أمر ما حتى ظهر أمامه معتز وهو يخرج من الشركة ويستقبل سيارته ويقودها ، فرفع احمد هاتفه واجري اتصالا بحمدي الذي فور أن رد عليه سأله احمد/ ها.... طمني ..... وصلتم لفين؟؟
حمدي من الاتجاه الآخر / اول ما وصلنا لاقينا الزبون بيركب عربيته وجري بيها وانت قايلنا الموضوع يتم في شركته قدام موظفينه علشان يخرج منها بزفة فاحنا قاعدين مستنين اهو لسه مرجعش.
احمد بهدوء قاتل / تمام....بس الموضوع يخلص النهارده قبل بكرة مش مهم قدام الموظفين يعني لو رجع بالليل نفذ ..... علشان في مصلحة تانية هحتاجك فيها بعد المصلحة ده على طول .
حمدي لاستفسار/ مصلحة ايه ؟
احمد بنصف ابتسامة/ هدخلك زبونة جديده نوفي بسلوفانتها لسه بس ايه طلقة يعني ،
بس تعمل حساب أن انا اللي اقص الشريط سامع؟
ضحك حمدي بملئ فمه وقال/ احبك وانت بتكتك يا باشا ، وده مين بقي اللي امها داعية عليها كدة؟
احمد / هقولك كل حاجه في وقتها.كل اللي لك عندي زي ما اخدت منك اتنين مستهلكين هديلك واحدة جديدة بمقام عشرة بس الاول اديني التمام .
حمدي بعيون متحفزة / شوقتني والله يا باشا ومبروك عليك قص الشريط مقدما وانا بعدك على طول ،
ومتقلقش خالص هخلص موضوعنا النهارده أن شاء الله واديك التمام علشان نبدا في المصلحة اللوز ده .
انتهي الحوار على ضحك كلا منهم وأغلقا الخط لينظر احمد امامه للاشئ قائلا/ سامحني بقي يا معتز لازم ارجعك ليا باي طريقة يا صاحبي...........
بس اوعدك مش هنساك واخليك تدوق برضه علشان مكونش حرمتك من حاجه بس هي بصحيح تستاهل،
ياالله ادينا هنعلمها مهنة تأكل منها الشهد بدل مهنة السكرتاريه اللي مبتاكلش عيش ده .
ثم توحشت نظراته ليكمل قائلا/ وعلشان متبصش للعالي وتطمع في اللي ملهاش فيه تاني مره .
.................................................
بعد أن هرولت نهي الي بيتها انطلق يزن بسيارته مطلقا صفيرا دليلا عن سعادته بينما نهي قد دلفت الي منزلها احتضنت نهي والدتها وظلت تدور بها متراقصة ومطلقة ضحكاتها ثم استراحا كليهما لتخبر نهي والدتها بطلب يزن واتفقا سويا على ميعاد قدومة ثم دلفت الي حجرتها ممسكة بهاتفها محتارة هل ترسل له رساله ؟ ام تتصل به لتخبره ؟ ام تنتظر اتصاله هو لتجد الهاتف يصدح بين يدها فادارته معتقداه يزن لتجده معتز شريك رئيسها بالعمل لتستغرب اتصاله بها فهذه أول مرة يتصل بها برغم احتفاظها برقمه كمديرها ووجود رقمها لديه إلا أن لا يوجد تعامل مباشر بينهما ففتحت الخط لتستقبل مهاتفته فقالت/ مساء الخير مستر معتز . خير في مشكلة بالشغل؟
معتز وقد احس بضيقها من اتصاله فقال لها/ مساء النور نهي . معلش بعتذر لاتصالي بس كنت عايز رقم آسر جوز جودي ضروري هو الرقم كان معايا بس مش لاقيه .
املته نهي رقمه برغم شعورها بالتعجب من تواصل معتز بأسر وشعورها أن الأمر ليس بخير ليستكمل معتز حواره قائلا/ شكرا يا نهي بس بصراحة أنا ليا طلب تاني لو تقدري تعمليه اكون ممنون ليكي جدا ، وبصراحة مفيش قدامي غيرك ينفذه.
عقدت نهي حاجبيها وانزلت الهاتف من على أذنها ونظرت له قائلة في نفسها ( ايه الذوق ده كله ده كان شايف نفسه فوق اوي ومبيكلمش حد) ثم ارجعته مرة أخري قائلة/ اتفضل يا مستر معتز لو اقدر عليه اكيد هعمله.
ليسحب معتز نفسا عميقا ثم قال/ ياريت تتصلي بمهرة وتبلغيها عني الكلام ده علشان للاسف مش هترد عليا وتقوللها معتز بيقولك انتي كان عندك حق في كل حاجه قولتيها وان شاء الله هيكون عند حسن ظنك وقوللها كمان متخرجش خالص الايام ده من البيت وياريت لو ترد عليا .
ارجوكي يا نهي خدي الموضوع محمل الجد هعتمد على الله ثم عليكي .
استشعرت نهي جدية الموقف فوافقت على طلبه وأغلقت الهاتف بعد أن وعدته بتنفيذ ما طلبه ولكنها وقفت أمام المرآة قائله لنفسها وكأنها تحدث شخص اخر/ معتز ومهرة طب ازاي ؟ الملاك دي مع الشيطان ده ؟ بس شكلها غيرته أسلوبه وطريقته وكلامه بيقولوا كدة ! بس برضه امتي وازاي ماتردي عليا بدل مانتي واقفة قدامي كدة ؟ طببصي انا هتصل بيها وابلغها واكيد يعني الكلام هيجيب بعضه واعرف حاجه ، مانا لازم اعرف ازاي وامتي يا اما هتجنن بقي .
فأمسكت بهاتفها وضغطت على اسم مهرة للاتصال بها.
.........................................
اغلق معتز اتصاله بنهي وهو يدعو ربه أن تصل رسالته لمهرته ثم ضغط على الرقم الذي أخذه من نهي والذي يخص آسر وظل ينتظر الأخير أن يرد عليه يعلم أنه من الممكن أن لا يرد ولكنه لم ييأس وفكر عند عدم رده سيرسل له رسالة بها مضمون ما يريد قوله وسيعاود الاتصال به مجددا حتي يفتح رسالته أو يرد عليه هاتفيا ايهما أقرب.
ولكن كل ظنونه كانت خاطئة حيث كان آسر يخرج من المشفي متوجه إلى مكان يبتاع منه الطعام ولكن عقله مشتت تماما مازال يفكر عن سبب ذهاب جودي لفتنة وما حدث بينهم والان يفكر في معني كلام الطبيب كما أنه يريد أن يجلب الطعام سريعا فهو لا يريد أن تطول مدة جلوس جودي مع فتنة لربما سممت الأخيرة أفكارها وهو يحاول جاهدا اصلاح ما أفسده حتى وجد ارتعاش هاتفه في جيبه فأخرجه وفتحه بدون تفكير أو النظر لمن المتصل لربما كانت جودي تطلب شيئا ما فوجد صوت غير جودي يشعر أنه سمعه من قبل ولكنه لا يتذكره فأنزل الهاتف ونظر على شاشته فوجده معتز فأغلق عينيه ثم أعاد الهاتف بإذنه مرة أخري قائلا/ ياريت متتصلش عليا تاني علشان انا بصراحة قرفت من معرفتكم ومش حابب اعرفكم تاني.
ليلحق به معتز قبل أن يغلق الهاتف قائلا/ استني يا آسر انا متصل علشان مصلحتك اسمعني ومش هتندم.
اسر بنفاذ صبر / اخلص عايز تقول ايه وانجز علشان انا مش فاضيلك يا دوب الاحق على المصايب اللي بتقع منكم .
معتز بمحاولة تهداته وجذب انتباهه فأسرع في كلامه قائلا/ طب اهدي يا آسر واسمعني ومش هتخسر صدقني اول حاجه لازم تعرفها متحاولش تبات في الشركة أو اي حد غريب يدخل مكتبك الا لو انت عارفه كويس .
استشعر آسر جدية الحديث فسأله/ وليه كل ده ؟
معتز بخجل/ بصراحة أحمد عاملك كمين هيحاول يلبسك قضية دعارة من خلال بنات هيسلطهم عليك ويجولك الشركة ومع أي حركة منهم هيكون البوليس وراهم واللي هيحاولوا يلفقولك القضية علشان طبعا جودي مترجعلكش تاني مع أي محاولات حتى لو طلعت براءة.
يسحب آسر شعره للخلف وهو يشده ويرد بعصبية / ليييييه كل ده عملتلكم اييييه؟
يغلق معتز عينيه ويزم شفتيه قائلا بأسف شديد/ اعذرني يا آسر مش هقدر اقولك غير كدة ، كل اللي عايز اوصلهولك قولته وياريت كمان متخليش جودي تروح الشغل تاني لو فعلا لسه عايز ترجعها ،عن اذنك هضطر اقفل وياريت تخلي بالك من نفسك .
ثم اغلق الهاتف وترك خلفه آسر مشتتا أكثر مما كان عليه.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.