فتح الكاهن الباب بتلقائية ليخرج كرامب، فرأى الخوري ميندام قادمًا في الطريق بحذاء
سياجٍ شجري من نباتات البيقة وإكليلية المروج. وحينئذٍ كانت يده على ذقنه وبدت في
عينَيه الحيرة، ماذا لو كان قد خُيِّل إليه بالفعل؟ مرَّ الطبيب بالخوري فلمس حافة قبعته
بيده. كان الكاهن يرى كرامب رجلًا حادَّ الذكاء، يعرف عن عقل أي شخص أكثر مما
يعرف الشخصُنفسُه عن عقله. وقرَّ ذلك في ذهن الكاهن، وصعَّب عليه تفسير الأمر لأي
شخصٍآخر. هب أنه عاد إلى غرفة الاستقبال فلم يجد سوى متسولٍ نائم على الأرضأمام
المدفأة.
كان ميندام رجلًا نحيفًا ذا لحيةٍ بالغة التشذيب، بدا أنه قد بالغ كثيرًا في العناية
بلحيته وتشذيبها، ولم يكن صوته أقل تفرُّدًا من لحيته.
«. جاءت زوجتي إلى المنزل في حالة سيئة » : صاح ميندام وهو لم يزل بعيدًا عن الباب
تفضَّل بالدخول، تفضَّل، حدث شيءٌ غريب، تعالَ إلى المكتب، أعتذر » : قال الكاهن
«… منك بشدة، لكن عندما أشرح لك
«. وتعتذر أيضًا، آمل ذلك » : قاطعه الخوري
لا، » : ثم أدرك الخوري قبل أن يذهب في اتجاهٍ خطأ «. وأعتذر أيضًا » : استأنف الكاهن
«. المكتب ليس من هذا الاتجاه، بل من هنا
في حين كان الكاهن يغلق باب «؟ الآن أخبرني من تكون تلك المرأة » : سأل الخوري
المكتب.
«؟ أي امرأة » : رد الكاهن
الزيارة المدهشة
«! دعك من المراوغة » : قال الخوري ممتعضًا
«. لا أراوغك » : قال الكاهن
تلك المتبرِّجة ذات الملابس الخفيفة، أو بالأحرى الفاضحة، التي كنت » : قال الخوري
«. تتمشى معها في الحديقة
«. كان ذلك ملاكًا يا عزيزي ميندام » : رد الكاهن
«؟ ملاك بالغ الحُسن » : قال ميندام
«. لقد أصبح العالم واقعيٍّا أكثر من اللازم » : قال الكاهن
العالم يزداد قتامة كل يوم، لكن أن يُقدم رجل في منصبك بلا خجل » : صاح ميندام
«… وعلانية هكذا على
رغم أنه لم يَعْتد التلفُّظ بمثل هذه العبارات، ثم «! تبٍّا » : قال الكاهن بصوتٍ خفيض
«. اسمع يا ميندام، أنت لم تفهم الأمر فهمًا صحيحًا، أؤكد لك » : قال
وقف الخوري مباعدًا بين ساقيه النحيلتَين، «! فلتشرح ما حدث إذن » : قال الخوري
ومُربِّعًا ذراعَيه، وارتسم على وجهه عبوسٌ أطَّرته لحيته الكبيرة.
(وهنا أكرر أن التفسيرات هي المغالطة الأكبر في عصرالعلم.)
نظر الكاهن حوله في يأس، أصبح العالم كله كئيبًا ميتًا في عينَيه، أكان يحلم طوال
تلك الظهيرة؟ هل كان في غرفة الاستقبال ملاك بالفعل؟ أم أن هذا كله هلوسةٌ كبيرة؟
«؟ ألن تشرح » : بعد مرور دقيقةٍ كاملة قال ميندام
«. القصة معقَّدة » : أخذ الكاهن يعبث بذقنه ثم قال
«. لا شك في ذلك » : قال ميندام بعنف
منع الكاهن نفسه من الإتيان بحركة تدل على نفاد صبره، ثم قال:
خرجت أبحث عن طائرٍ غريب بعد ظهر اليوم … هل تؤمن بالملائكة يا ميندام؟ »
«؟ الملائكة الحقيقيين
«. لست هنا للتناقش في أمور اللاهوت، أنا زوج امرأةٍ تعرَّضت للإهانة » : رد ميندام
أقول لك إن هذا ليس بتشبيه، يوجد ملاك، ملاكٌ حقيقي له جناحان، » : قال الكاهن
«… وهو في الغرفة المجاورة الآن. لم تفهمني؛ لذا
«؟ حقٍّا يا هيليار » : قاطعه الخوري
الأمر حقيقي، أؤكد لك يا ميندام. أقسم » : قال الكاهن بصوت احتد من فرط التحمُّس
أنه حقيقي، لا أعلم أي ذنب اقترفتُ لأكُفِّر عنه باستضافة وكساء ملاكٍ زائر، لا أعلم إلا أن
لديَّ ملاكًا في غرفة الاستقبال الآن، مهما كان ذلك مزعجًا، وهو الآن يرتدي بذلتي الجديدة
ويحتسي الشاي. وسيظل معي إلى أجل غير مسمٍّى، أنا من دعوته. لا شك أني تسرعت في
هذه الدعوة، لكن لا يمكنني طرده لمجرد أن السيدة ميندام … قد أكون ضعيفًا، لكن لم
«. أَعدم المروءة
«؟ حقٍّا يا هيليار » : قال الخوري
أؤكد لك أن ذلك حقيقي، أطلقتُ عليه النار » : كرَّر الكاهن بصوتٍ شابته نبرة يأس
«. بعد أن ظننته طائر الفلامنجو، وأصبته في جناحه
ظننت أني سأسمع منك تبريرًا تسوقه من بعدي إلى الأسقف، لكنَّ ما » : قال الخوري
«. تقول جنونٌ محض
«! فلْترَهُ بنفسك يا ميندام » : قال الكاهن
«. لكن لا وجود للملائكة » : رد الخوري
«. ليس هذا ما نعلِّمه للناس » : قال الكاهن
«. أعني الوجود المادي » : رد الخوري
«. على أي حال، تعالَ لرؤيته » : قال الكاهن
«. لا أريد أن أرى هلوساتك » : قال الخوري
لا يمكنني الشرح إلا إذا رأيتَه بنفسك، رجل أشبه بالملائكة من أيشيء » : رد الكاهن
«. على الأرضأو في السماء، لا بد أن تراه لتفهم
لا أريد أن أفهم، لا أريد أن أرى أي مدَّعٍ، يمكنك أن تخبرني بنفسك » : قال الخوري
«!؟ يا هيليار إذا كنت محقٍّا، فلامنجو، حقٍّا
فرغ الملاك من احتساء الشاي ووقف ينظر من النافذة متفكرًا، يتأمل بإعجابٍ بالغٍ
الكنيسةَ القديمة القائمة في الوادي تُغلِّفها أشعة شمس الغروب وتزيدها جمالًا، لكنه لم
يفهم الصفوفالمتراصَّة من شواهد القبور التي انتشرت على جانب التل وراء الوادي؛ وفيما
كان ميندام والكاهن يدخلان استدار نحوهما.
أصبح الآن بوسع ميندام أن يُغلظ للكاهن في القول بابتهاجٍ زائد، تمامًا كما كان
بوسع الكاهن أن يُغلظ للرعية، بيد أن ميندام لم يكن من شيمه الغلظة في القول مع
تلك. كان جمال الملاك « المرأة الغريبة » غريب. ما إن نظر إلى الملاك حتى تهافتت فرضية
أشبه بجمال مراهقٍ حسنِ الملامح.
يقول لي السيد هيليار إنك … ويا له منشيء غريب، تدَّعي » : قال ميندام بنبرة اعتذار
«. أنك ملاك
«. بل قلت إنه ملاك » : قال الكاهن
انحنى الملاك احترامًا.
«. وبالطبع نحن نشعر بالغرابة » : وتابع ميندام
«. مظهركم غريب، اللون الأسود والشكل العام » : قال الملاك
«؟ معذرة » : قال ميندام
«. اللون الأسود والشكل العام، وليس لديكم أجنحة » : كرر الملاك
«. بالتحديد نريد أن نعرفكيفجئت إلى القرية بهذا الزي الغريب » : رد ميندام مرتبكًا
نظر الملاك إلى الكاهن، وكان الكاهن يعبث بذقنه.
«؟ رأيت » : قال الكاهن
«. دعه يشرح، رجاءً » : قال ميندام
«… فقط أردت أن أقترح » : قال الكاهن
«. وأنا لا أريدك أن تقترح شيئًا » : قاطعه ميندام
«! تبٍّا » : قال الكاهن
«! تبدو على وجهَيكما تعبيراتٌ غريبة » : نقَّل الملاك نظره بينهما وقال
اسمع يا سيد … لم تخبرني اسمك، ما » : قال ميندام وقد قلَّ ما في صوته من توقير
حدث هو الآتي: كانت زوجتي، أو بالأحرى أربع سيدات إحداهن زوجتي، يلعبْنَ التنس في
الحديقة، ثم ظهرتَ أنت أمامهن فجأة من بين أشجار الورد مرتديًا زيٍّا فاضحًا، ومعك
«. السيد هيليار
«… لكني » : قال الكاهن
أعلم، هو من كان يرتدي الزي الفاضح؛ لذا فمن » : قاطعه ميندام وقد علا صوته
«. حقي أن أطلب تفسيرًا لما حدث، وها أنا أطلبه
رد الملاك على غضبته وحزمه المفاجئين وذراعَيه المتشابكَين أمامه بابتسامةٍ خفيفة.
«. أنا جديد على هذا العالم » : ثم قال
«. عمرك لا يقل عن تسعة عشر عامًا، لا بد أنك تعي ما تفعل، عُذرك واهٍ » : رد ميندام
مساعد الكاهن
«؟ هل يمكنني أولًا أن أطرح سؤالًا » : قال الملاك
«. فلتطرحه » : قال ميندام
أتحسبني بشريٍّا مثلك؟ كما حسبني الرجل الذي كان يرتدي رابطة العنق » : قال الملاك
«. ذات المربعات
«… إذا لم تكن بشريٍّا، ف » : قال ميندام
«؟ سؤالٌ آخر: ألم تسمع قط بالملائكة » : قاطعه الملاك
«! لا تحاول أن تقنعني بهذه القصة، أحُذِّرك » : قال ميندام بلهجته العادية
«! لكن يا ميندام، لديه جناحان » : قاطعهما الكاهن
«. أرجوك أن تدعني أتحدث معه » : قال ميندام
«. أنت غريب للغاية، تقاطعني كلما أردتُ أن أقول شيئًا » : قال الملاك
«؟ وماذا لديك لتقوله » : قال ميندام
«… أقول إني حقٍّا ملاك » : رد الملاك
«! دعك من هذا » : قال ميندام
«! ها أنت تفعلها مجددًا » : قال الملاك
أخبرني بصراحة كيف انتهى بك المطاف بين شجيرات مقر كاهن » : سأله ميندام
سيدرمورتون بالحالة التي كنت فيها، وفي صحبة الكاهن نفسه، ألن تدعك من قصتك
«؟ السخيفة الأخرى
«؟ ما خطب هذا الرجل » : هزَّ الملاك جناحَيه وقال للكاهن
«… عزيزي ميندام، اسمح لي بكلمةٍسريعة » : قال الكاهن
«. سؤالي مباشروواضح بما يكفي » : قال ميندام
«. لكني لا أعرف أي إجابة تريد، ولا ترضيك أي إجابة غيرها » : قال الملاك
«؟ من أين هو » : ثم التفت إلى الكاهن وسأله «! دعك من هذا » : قال الخوري مجددًا
وكان الشك قد تملَّك من الكاهن حينئذٍ.
«؟ يقول إنه ملاك! لِمَ لا تستمع لما يقول » : فقال
«. ما كان لملاك أن يزعج أربع سيدات » : رد الخوري
«؟ هل هذا هو كل ما في الأمر » : قال الملاك
«. وهذا ليس بالقليل حسبما أرى » : رد الخوري
«. لكني لم أكن أعلم » : قال الملاك
«! تجاوز الأمر المدى » : رد الخوري
«. أعتذر بشدة عن مضايقة هؤلاء السيدات » : قال الملاك
وتوجه «. حريٌّ بك الاعتذار، لكن يبدو لي أن لا فائدة تُرجى من أيكما » : قال ميندام
أنا متأكد أن وراء هذه الأكمة ما يشين، وإلا قُلْتما قصةً بسيطةً واضحة، » : نحو الباب وتابع
تحيَّرت في شأنكما، لا أفهم لماذا قد تأتون بقصة الملاك الخرافية تلك التي لا تنطلي على أحد
«؟ في زمننا المستنير هذا، أي طائل ترجون من وراء ذلك
«. لكن توقف وانظر إلى جناحَيه، أؤكد لك أن له جناحَين » : قال الكاهن
رأيت ما يكفي، ربما » : قال ميندام في حين كانت أصابعه على مقبض الباب بالفعل
«. كان كل ذلك خدعةً ما يا هيليار
«… ولكن يا ميندام » : قال الكاهن
اتجه الخوري عند الباب والتفت إلى الكاهن وبدا أنه وجد متنفَّسًا لنقمةٍ عليه كان
لا أفهم يا هيليار، لماذا تنتمي إلى الكنيسة؟ لا أفهم ذلك على » : يضمرها منذ شهور، فقال
الإطلاق، في خضمِّ كل هذه الحركات الاجتماعية والتغيرات الاقتصادية وقضية المرأة والجدل
حول الملبس الملائم وإعادة توحيد مملكة الرب والاشتراكية والفردانية، وكل قضايا الساعة
التي تشغل الناس، ومن المفترضأننا من أتباع المصلح الأعظم، ومع كل ذلك ها أنت تُحنِّط
«… الطيور وتفزع السيدات برعونتك وطيشك
«… لكن يا ميندام » : قال الكاهن
تجلب » : لم يسمع له الخوري، بل قال بلهجة تهديد زادها صوته الجهوري حدة
ثم انصرف مسرعًا، وصكَّ الباب وراءه «. العار لتلاميذ الرب بهزلك، ليست هذه إلا البداية
(بعنف).
«؟ هل كل الرجال بهذه الغرابة » : قال الملاك
وأخذ يعبث في ذقنه ويبحث عن حل. «. أنا في وضع صعب » : رد الكاهن
«. بدأت أفهم ذلك » : قال الملاك
«. لا يصدقون الأمر » : قال الكاهن
«. لاحظت ذلك » : رد الملاك
«. سيظنون أني أكذب » : قال الكاهن
«؟ ثم » : رد الملاك
«. ثم سيُسبِّب لي ذلك الكثير من الألم » : قال الكاهن
«. الألم! أتمنى ألَّا يُصيبك أي ألم » : رد الملاك
إذا » : هز الكاهن رأسه، لطالما كانت مكانته الرفيعة في القرية دافعًا له في الحياة، قال
«. قلت إنك لست سوى بشر فسيبدو الأمر أكثر قابلية للتصديق
«. لكني لست بشرًا » : قال الملاك
أعلم ذلك، لكن لا جدوى من الإصرار. » : رد الكاهن
لم يسبق لأحد هنا أن رأى ملاكًا أو سمع به إلا في الكنيسة. لو كنتَ ظهرتَ ظهورك
الأول على مذبح الكنيسة يوم أحد لاختلف الحال، لكنَّ أوان ذلك قد فات (تبٍّا!) لا أحد
«. سيصدقك، لا أحد
«. أتمنى ألَّا أكون قد جلبتُ لك المتاعب » : قال الملاك
لا تقلق، ما من متاعب، لكن — بطبيعة الحال — قد يكون من المزعج » : رد الكاهن
«… أن تحكي قصة لا يقبلها عقل، أقترح
«؟ تقترح ماذا » : قاطعه الملاك
اسمع، أغلب الظن أن الناس في هذا العالم سيظنونك إنسانًا مثلهم، وإذا » : رد الكاهن
أنكرت ذلك، فسيكذِّبونك؛ إذ لا يؤمن بالأمور الاستثنائية إلا أناساستثنائيون، عندما يكون
المرء في روما، ينبغي له أن يساير أهلها بعض الشيء، بالتحدُّث باللاتينية مثلًا، سيكون
«. ذلك أفضل
«؟ تريدني أن أدَّعي أني إنسي » : قال الملاك
«. فهمتَ قصدي بسرعة » : رد الكاهن
حدق الملاك في أزهار الكاهن متفكرًا.
ربما أتحوَّل إلى إنسان بالفعل بعد هذا كله، ربما أكون قد تسرَّعت » : قال الملاك ببطء
بإنكاري ذلك، تقول إن الملائكة لا وجود لهم في هذا العالم، ومن أنا لأشذَّ عن قاعدتكم؟
لستُ سوى شيءٍ عابر يصادفه أحدهم في يومه فينساه قبل غده في عالمكم هذا. إذا كنتم
تقولون إن الملائكة لا وجود لها، فلا بد إذن أنيشيءٌ آخر، أنا آكل، والملائكة لا تأكل، ربما
«. أصبحتُ إنسيٍّا بالفعل
«. وجهة نظر معقولة » : قال الكاهن
«. معقولة بالنسبة إليك » : رد الملاك
«… هي بالفعل كذلك، أما عن تفسير وجودك هنا » : قال الكاهن
إذا افترضنا جدلًا أنك رجلٌ عادي يهوى الخوضفي المياه، وأنك » : وتردد قليلًا ثم تابع
خضت في مستنقع سيدر، ثم سُرقت ملابسُك، وصادفتُك أنا وأنت في كربك ذلك، فحينها
لن يكون في التفسير الذي سأقدمه للسيدة ميندام خرقٌ لنواميس الطبيعة، ففي هذه الأيام
«… هناك معارضة لكل ما فيه خرق لها، ولو كان مصدره منابر الواعظين، لن تصدق
«! هذا مؤسف » : قال الملاك
مؤسف بالطبع! على أي حال، سأكون ممتنٍّا لك إن لم تفرضعلى أحد » : رد الكاهن
طبيعتك الملائكية، سيكون الجميع ممتنِّين لك في الواقع، هناك رأيٌ راسخ يقول إن الملائكة
لا يقدمون على شيء كالذي حدث. لا ألم يفوق ألم النخر في رأيٍ راسخ؛ فالآراء الراسخة
ومرر الكاهن يده على عينيه لوهلة «. بينها وبين الأسنان أوجهُ تشابهٍ عديدة، حسبما خبرت
«. لا يسعني إلا أن أصدق أنك ملاك؛ فأنا أصدق عينيَّ » : ثم تابع
«. نصدق أعيننا دائمًا » : قال الملاك
«. ونحن أيضًا، لكن بحدود » : رد الكاهن
عندئذٍ دقَّت الساعة القابعة على رف المدفأة معلنة تمام السابعة، وفي اللحظة ذاتها
أعلنت السيدة هينيجر أن العشاء جاهز