على مائدة العشاء أخبر الملاك الكاهن بمغامرات اليوم العجيبة.
الأمر الغريب هو استعداد البشر لإلحاق الألم بغيرهم وحماسهم لذلك؛ » : قال الملاك
«… فهؤلاء الصبية الذين رجموني هذا الصباح
«. بدا عليهم الاستمتاع بالأمر، أعرف ذلك » : قاطعه الكاهن
«. ومع ذلك لا يحبون الألم » : قال الملاك
«. لا يحبونه بالطبع » : قال الكاهن
بعد ذلك رأيت بعضالنباتات الجميلة، كان لها أوراقٌ مدبَّبة تمتد اثنتان » : قال الملاك
«. منها في اتجاه واثنتان في اتجاهٍ آخر، وما إن لمست إحداها حتى شعرت بعدم ارتياح شديد
«! القراصاللاسع » : قال الكاهن
نوعٌ جديد من الألم، ورأيت نباتًا آخر رأسه كالإكليل وأوراقه كثيرة » : قال الملاك
«… الزينة، تمتد منه أشواك
«. نباتٌ شوكي، غالبًا » : قال الكاهن
«… وفي حديقتك، هناك نباتٌ جميل ذو رائحةٍ سُكَّرية » : قال الملاك
«. الورد الياقوتي، حسبما أتذكر » : قال الكاهن
«… وهذه الوردة ذات اللون الزهري التي خرجت من العلبة » : قال الملاك
«؟ خرجت من العلبة » : قال الكاهن
«! بالأمس، التي ارتفعت على الستائر، اللهب » : قال الملاك
«. تقصد أعواد الثقاب والشمع! نعم » : قال الكاهن
الزيارة المدهشة
والحيوانات، صادفت اليوم كلبًا تصرف على نحوٍ كريهٍ للغاية، وهؤلاء » : قال الملاك
الصبية، وطريقة كلام الناس، يبدو على الجميع القلق، والاستعداد لإحداث الألم، يبدو
«… الجميع منهمكين في إحداث الألم
بالطبع، القتال في كل » : ودفع طعامه بعيدًا وواصل «. أو في تجنُّبه » : قال الكاهن
مكان، عالم الأحياء كلُّه ميدان معركة، العالم كله. الألم يحركنا، هكذا يبدو الأمر، وقد
«! لاحظتَه منذ اليوم الأول
«؟ لكن، لماذا يريد كل الأشخاصوكل الأشياء إحداث الألم » : سأل الملاك
«؟ أوليس هذا هو الحال في أرضالملائكة » : فسأله الكاهن
«؟ نعم، لماذا يحدث هذا هنا » : أجاب الملاك
هكذا هو الحال هنا، الألم هو وحدة بناء » : مسح الكاهن شفتَيه بمنديله ببطء وقال
لا يمكنني تخيُّل العالم بدون الألم، ومع » : وتوقف لبرهة ثم واصل «؟ هذه الحياة، أتعلم
«… ذلك فعندما كنت تعزف هذا الصباح
ولكن هذا العالم مختلف، هذا العالم هو نقيض عالم » : وقطع فكرته لحظةً ثم قال
الملائكة. لقد انصبَّ اهتمام عدد من الناس—وأقصد أشخاصًا يُعدُّون رموزًا دينية بارزة—
إلى فكرة عالمية الألم، حتى إنهم يعتقدون أن بعد الموت ستسوء الأمور أكثر للكثيرين منا،
أما أنا فأراها نظرةً متطرفة، لكن هذا التساؤل ليس هيِّنًا، ربما يتجاوز قدرة المرء على
«… المناقشة
وأخبر الملاك ،« الحاجة » ومضىالكاهن يتحدَّث بإسهاب دون ترتيبٍ مسبق عن مفهوم
أن حال الأشياء هكذا لأن هذا ما شاءت الأقدار، وأن المرء مضطر لفعل هذا وذاك، قال
لا يمكن الحصول عليه » : فردَّ الكاهن «؟ ماذا عنه » : فردَّ الملاك «. حتى طعامنا » : الكاهن
«. بدون إلحاق الألم
شحب وجه الملاك بشدة، فامتنع الكاهن عن الاستفاضة في الشرح؛ إذ كان موشكًا
علىشرح ما كان فخذ الحمَل عليه قبل أن يصبح طعامًا لهما، وساد الصمت لبرهة.
«؟ بالمناسبة، هل انتُزع مخك مثل عامة الناس » : ثم قال الملاك