وصل الملاك إلى السياج الشجري المحيط بالحقل القريب من منزل الكاهن وهو لم يزل
يفكر. سقطت أشعة الشمس الموشكة على الغروب على كتفَيه، وكست منزل الكاهن بطبقة
من الذهب، ونوافذه بوهج كلهيب النار. وقفت الخادمة الصغيرة ليديا عند البوابة تغمرها
أشعة الشمس. وقفت تشاهده أمامها، وفجأة رأى فيها الملاك جمالًا لم يره في كثيرات، كما
رأى فيها حيوية ودفئًا فوق جمالها.
فتحت له البوابة وتنحَّت جانبًا، رثت لحاله؛ إذ كانت أختها الكبرى معاقة. انحنى
احترامًا لها كما كان يفعل مع أي امرأة، واستقر نظره على وجهها للحظةٍ واحدة، كما
استقرت عيناها عليه فتحرك فيهاشيء لم تفهمه.
«! عيناكِ جميلتان للغاية » : ارتبكت حركة الملاك وقال بصوتٍ خفيضٍحالم
وبدا على ملامح الملاك الارتباك، وواصل المسير في الممر الفاصل بين «! سيدي » : ردت
الورود، في حين وقفت هي ممسكة بالبوابة تتابعه بعينَيها، وعندما أصبح أسفل الشرفة
المحاطة بالورود استدار ونظر إليها.
ظلت تنظر إليه للحظة، ثم بحركةٍ غريبة أدارت له ظهرها وأغلقت البوابة، وبدت
عيناها معلقتَين بالوادي المؤدي إلى برج الكنيسة